غزة تفكك لكنها ستنهض من الداخل وبالعكس
كريم بركة
فلسطين اون لاين
لا يُقتل الإنسان فقط بالصواريخ، بل يُستهدف وعيه، تُهدم روحه، وتُفرّغ ذاته من الداخل، بأساليب تُمارس بحرفية مخابراتية، تستند إلى علوم النفس والتفكيك السلوكي التي طوّرتها أعتى أجهزة الاستخبارات العالمية.
حين درست علم النفس التربوي والنمو الإنساني، وقفتُ طويلًا أمام هرم ماسلو للحاجات، وتمعّنت في دور كل طبقة بتشكيل شخصية الإنسان.
لم أتخيل أن هذا النموذج الأكاديمي سيُستخدم كأداة تدمير ممنهجة ضد شعب كامل كما يحدث الآن في غزة.
فالاحتلال الإسرائيلي، لا يشنّ حربًا على البنية التحتية فقط، بل يقود حربًا على الإنسان ذاته، على بنيته النفسية والاجتماعية والقيمية.
هذه ليست اجتهادات فردية، بل خطة متكاملة مُستوحاة من تجارب استعمارية في الجزائر وجنوب إفريقيا وأميركا اللاتينية، تُنفَّذ بأدوات حديثة من مدارس تعذيب سيكولوجية مثل الـCIA والشاباك.
الهدف: تفريغ الإنسان من معناه، وتحطيم إرادته، وتفكيك الجماعة من الداخل.
لنقرأ ما يجري في غزة اليوم من خلال هرم ماسلو:
- الاحتياجات الفسيولوجية:
غزة اليوم بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا دواء.
نساء يلدن في الشوارع، وأطفال يموتون جوعًا، والناس تطبخ على نار الأخشاب، وتنام في خيام تحت سماء الطائرات. الهدف أن ينشغل الإنسان بالبقاء، لا بالكرامة.
- الأمان:
لا وجود لمكان آمن. القصف فجائي، البيوت تُهدم فوق ساكنيها، الشوارع تُغتال، والأطفال يصرخون "أنا خايف أموت". الطائرات لا تفارق السماء، والخوف أصبح هواءً يُتنفس.
- الانتماء والعلاقات: عائلات أُبيدت بالكامل، عائلات تفككت، وانقطعت الأواصر. المساجد والمدارس لم تعد تجمع الناس، بل صارت ركامًا. العزلة، والضياع العاطفي، أصبحا الواقع اليومي للناس.
- الكرامة والاحترام: مثقفون، أكاديميون، وموظفون في طوابير الخبز والماء. بلا خصوصية، بلا استحمام، بلا ملابس نظيفة. كأن الإنسان قد أُجبر على خلع احترامه لذاته كي يحصل على كسرة خبز.
- تحقيق الذات والطموح: الطلبة بلا تعليم منذ شهور. مرضى السرطان بلا علاج. شاب فقد مشروع زواجه.
إعلامي خسر أرشيف عمره.
طالبة فقدت والدها يوم تخرجها.
الطموح سُحق تحت الركام، والأحلام تحوّلت إلى رماد.
لكن… ورغم كل هذا، غزة لا تسقط. بل تعاكس خط السير، وتصعد هرم ماسلو من الأسفل إلى الأعلى، بالعكس!
من الجوع يولد الكرم، من الألم يولد العزم، ومن تحت الركام يخرج حفظة القرآن، والمبادرون، وصانعو الأمل.
غزة، كما عرفناها، لا تموت… بل تُبدع.
المعركة ليست فقط في الميدان، بل داخل الإنسان. الاحتلال لا يريد قتلنا جسديًا فقط، بل يريد أن ننكسر من الداخل، أن ننادي أنفسنا: "فاشلين، منتهين، بلا قيمة".
لكن علينا أن نردّ عليه بلغة الوعي، وسنفعل:
نحافظ على صلاتنا… فهي تثبيت داخلي.
نكوّن شبكة دعم… شخصان يُحبّانك، يكفيان لتمنع الانهيار.
لا نقارن وجعنا بغيرنا… أنت مجروح، نعم، لكنك لم تُهزم.
ما بعد وقف إطلاق النار يجب ألا يكون مرحلة "صمت". بل بداية لمعركة التعافي الوطني الشامل. وهنا نقترح بوضوح:
خطة وطنية عاجلة للتعافي النفسي.
فرق دعم نفسي في كل حي، مدرسة، ومسجد.
برامج نقدية مباشرة تحترم كرامة الإنسان.
تشغيل فوري عبر مشاريع صغيرة في الزراعة، البناء، الإعلام والتعليم الشعبي.
رواية قصص الأمل… لا الحزن فقط. لأن القصة تُشكّل الوعي الجمعي.
الشعب يجب أن ينهض من الداخل، والحكومة يجب أن تفتح له طريق النور.
*غزة لا تريد أن "تبقى فقط على قيد الحياة"، بل أن "تصنع حياة تستحق البقاء"، وستفعل.*
كريم بركة
فلسطين اون لاين
لا يُقتل الإنسان فقط بالصواريخ، بل يُستهدف وعيه، تُهدم روحه، وتُفرّغ ذاته من الداخل، بأساليب تُمارس بحرفية مخابراتية، تستند إلى علوم النفس والتفكيك السلوكي التي طوّرتها أعتى أجهزة الاستخبارات العالمية.
حين درست علم النفس التربوي والنمو الإنساني، وقفتُ طويلًا أمام هرم ماسلو للحاجات، وتمعّنت في دور كل طبقة بتشكيل شخصية الإنسان.
لم أتخيل أن هذا النموذج الأكاديمي سيُستخدم كأداة تدمير ممنهجة ضد شعب كامل كما يحدث الآن في غزة.
فالاحتلال الإسرائيلي، لا يشنّ حربًا على البنية التحتية فقط، بل يقود حربًا على الإنسان ذاته، على بنيته النفسية والاجتماعية والقيمية.
هذه ليست اجتهادات فردية، بل خطة متكاملة مُستوحاة من تجارب استعمارية في الجزائر وجنوب إفريقيا وأميركا اللاتينية، تُنفَّذ بأدوات حديثة من مدارس تعذيب سيكولوجية مثل الـCIA والشاباك.
الهدف: تفريغ الإنسان من معناه، وتحطيم إرادته، وتفكيك الجماعة من الداخل.
لنقرأ ما يجري في غزة اليوم من خلال هرم ماسلو:
- الاحتياجات الفسيولوجية:
غزة اليوم بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا دواء.
نساء يلدن في الشوارع، وأطفال يموتون جوعًا، والناس تطبخ على نار الأخشاب، وتنام في خيام تحت سماء الطائرات. الهدف أن ينشغل الإنسان بالبقاء، لا بالكرامة.
- الأمان:
لا وجود لمكان آمن. القصف فجائي، البيوت تُهدم فوق ساكنيها، الشوارع تُغتال، والأطفال يصرخون "أنا خايف أموت". الطائرات لا تفارق السماء، والخوف أصبح هواءً يُتنفس.
- الانتماء والعلاقات: عائلات أُبيدت بالكامل، عائلات تفككت، وانقطعت الأواصر. المساجد والمدارس لم تعد تجمع الناس، بل صارت ركامًا. العزلة، والضياع العاطفي، أصبحا الواقع اليومي للناس.
- الكرامة والاحترام: مثقفون، أكاديميون، وموظفون في طوابير الخبز والماء. بلا خصوصية، بلا استحمام، بلا ملابس نظيفة. كأن الإنسان قد أُجبر على خلع احترامه لذاته كي يحصل على كسرة خبز.
- تحقيق الذات والطموح: الطلبة بلا تعليم منذ شهور. مرضى السرطان بلا علاج. شاب فقد مشروع زواجه.
إعلامي خسر أرشيف عمره.
طالبة فقدت والدها يوم تخرجها.
الطموح سُحق تحت الركام، والأحلام تحوّلت إلى رماد.
لكن… ورغم كل هذا، غزة لا تسقط. بل تعاكس خط السير، وتصعد هرم ماسلو من الأسفل إلى الأعلى، بالعكس!
من الجوع يولد الكرم، من الألم يولد العزم، ومن تحت الركام يخرج حفظة القرآن، والمبادرون، وصانعو الأمل.
غزة، كما عرفناها، لا تموت… بل تُبدع.
المعركة ليست فقط في الميدان، بل داخل الإنسان. الاحتلال لا يريد قتلنا جسديًا فقط، بل يريد أن ننكسر من الداخل، أن ننادي أنفسنا: "فاشلين، منتهين، بلا قيمة".
لكن علينا أن نردّ عليه بلغة الوعي، وسنفعل:
نحافظ على صلاتنا… فهي تثبيت داخلي.
نكوّن شبكة دعم… شخصان يُحبّانك، يكفيان لتمنع الانهيار.
لا نقارن وجعنا بغيرنا… أنت مجروح، نعم، لكنك لم تُهزم.
ما بعد وقف إطلاق النار يجب ألا يكون مرحلة "صمت". بل بداية لمعركة التعافي الوطني الشامل. وهنا نقترح بوضوح:
خطة وطنية عاجلة للتعافي النفسي.
فرق دعم نفسي في كل حي، مدرسة، ومسجد.
برامج نقدية مباشرة تحترم كرامة الإنسان.
تشغيل فوري عبر مشاريع صغيرة في الزراعة، البناء، الإعلام والتعليم الشعبي.
رواية قصص الأمل… لا الحزن فقط. لأن القصة تُشكّل الوعي الجمعي.
الشعب يجب أن ينهض من الداخل، والحكومة يجب أن تفتح له طريق النور.
*غزة لا تريد أن "تبقى فقط على قيد الحياة"، بل أن "تصنع حياة تستحق البقاء"، وستفعل.*