غزة.. قتال بلا إمداد عسكري
أحمد أبو زهري
لا تزال المقاومة الفلسطينية توجه ضربات غير مسبوقة لقوات الاحتلال الاسرائيلي، وتوقع على اثر ذلك فيهم أعداد كبيرة من القتلى والاصابات، وتدمر نسب مرتفعة من الاليات المدرعة، إذ ظن الاحتلال بأن: “الهجمات الجوية والبحرية والبرية” المكثفة يمكن أن تؤدي لتدمير وسحق المقاومة في غزة، أو بالحد الأدنى خلق مستوى مرتفع من الردع لمنع شن هجمات جديدة ضد الأهداف الاسرائيلية، إلا أن مراهنته على هذا الهدف لم تتحقق، فلا هو قادر على استئصال المقاومة من جذورها، ولا هو قادر على تحقيق أدنى مستوى من الردع في مواجهة المقاومة.
وهذا ما يثير غضب قيادة الاحتلال والتي أغلقت كافة خطوط الامداد بل ودمرتها، وعملت على ممارسة (نظرية القطع والعزل)، لتحقيق أهداف عدة:
1/ منع وصول الأسلحة للمقاومة الفلسطينية وجعلها بلا اي إمداد عسكري حقيقي.
2/ القضاء على أي نشاط عملياتي للمقاومة ووقف كافة الهجمات ضد قواته.
3/ دفع المقاومة للتراجع والاستسلام بعد نفاذ مخزون الأسلحة ووقف الإمدادات، وقد نفذت هذه الخطوة من خلال ” شن هجمات جوية على أنفاق التهريب، وقصف مخازن الأسلحة في غزة، وفرض رقابة بحرية صارمة لافشال أي محاولة لتهريب السلاح من خلال البحر.
إلا أن الاحتلال فشل فشلا ذريعا في تحقيق هذه الأهداف، والأمر ليس مبالغة أو مجرد تحليل، بل واقع جسدته المقاومة الفلسطينية التي حطمت هذه الأهداف بعمليات نوعية مباشرة على الأهداف الاسرائيلية، إذ أن الاحتلال لم يستطع إخفاء هذه الحقائق عن جمهوره الداخلي وعن كل المتابعين والمعنيين في العالم، وذلك بسبب نجاح المقاومة في “توثيق العمليات” لحظة بلحظة وعرضها عبر وسائل الاعلام، الأمر الذي شكل إحراجا كبيرا للقيادة الاسرائيلية بمستوياتها المختلفة سياسيا وأمنيا وعسكريا، والتي تصدر روايات مفبركة وكاذبة في كل مرة وتتراجع عنها حال عرضت المقاومة الحقيقة للجمهور.
لذلك: فإن ما يحدث يشكل (معضلة حقيقية) بكل المقاييس أمام الاحتلال، والذي يقف عاجزا أمام استمرار عمليات المقاومة، ويتابع بغضب شديد مشاهد اصابة آلياته وجنوده، و يحصى في كل يوم أعدادا جديدة من القتلى والاصابات دون أن يكون قادر على منع تكرار هذا المشهد، على الرغم من التفوق العسكري “الجوي والبري والبحري”، وهذا ما خلق حالة من الضغط ضد المستوى السياسي، والذي يطيل أمد الحرب بذريعة تحرير الأسرى، لكنه في مقابل ذلك يحصد أعداد متزايدة من القتلى والمصابين دون أن يكون قادر على تحقيق هذا الهدف.
وفي ذات الوقت فإن القيادة العسكرية للاحتلال تواجه ضغوط متصاعدة من “ثلاثة جوانب”: أولا/ضغوط من الضباط والجنود وعائلاتهم والذين يرغبون في إنهاء هذه الحرب لأنها أصبحت بلا أهداف، وعرضت حياة الجنود للخطر المباشر دون تحقيق أي نتائج ملموسة كون الحل يكمن في صفقة من خلال المستوى السياسي.
ثانيا/ استمرار عمليات المقاومة ووقوع عشرات الضباط والجنود في كمائن مميتة في غزة.
ثالثا/ انتشار ظاهرة الانتحار في صفوف الضباط والجنود، وذلك نتيجة الصدمات النفسية التي تعرضوا لها خلال هذه الحرب.
كل ذلك يحدث وغزة بلا إمداد عسكري يذكر، وهذا ما يثير دهشة قيادة الاحتلال وكل المراقبين، كيف لهذه المقاومة أن تعيد تسليح نفسها، وتواصل شن العمليات؟! هل هذه معجزة تحدث في غزة؟! لقد قاربنا على عامين والمقاومة لم تهدأ أو تتراجع لحظة، بل تهدد بتصعيد العمليات ومواصلة استنزاف العدو، إذ أن ما كشفه الناطق باسم القسام (أبو عبيدة) يؤكد ذلك، ويكشف بشكل واضح أن المقاومة ذاهبة إلى أبعد مدى مع الاحتلال في هذه المواجهة، وتحرص كل الحرص على تنفيذ عمليات أسر جنود اخرين، وفي ذات الوقت يفضح ما فعله الاحتلال من عمليات قصف جوي لجنوده في بعض المهام لافشال مهمات اسر واختطاف جنود في ميدان المعركة.
مجرد كشف ذلك من خلال الناطق العسكري للقسام يوضح من جانب أن المقاومة لديها قرار بذلك ويمكن أن تنجح في أي لحظة، وهذا بدوره سيعزز أوراق القوة لديها، وربما يحسن الموقف التفاوضي، خصوصا أن أي عملية اختطاف الان ستكون كلفتها السياسية والعسكرية على قيادة الاحتلال كبيرة جدا وسيكون لها تداعيات غير مسبوقة، ومن جانب آخر تكشف عن عمق الأزمة التي يعيشها الاحتلال، ومدى عجزه عن حماية جنوده ومنع عمليات الاختطاف، وتبين بلا شك أنه يخشى من دفع أي ثمن نتيجة أي عمليات خطف جديدة، لذلك يلجأ إلى قتل جنوده في ظل إنعدام الخيارات أمامه.
أحمد أبو زهري
لا تزال المقاومة الفلسطينية توجه ضربات غير مسبوقة لقوات الاحتلال الاسرائيلي، وتوقع على اثر ذلك فيهم أعداد كبيرة من القتلى والاصابات، وتدمر نسب مرتفعة من الاليات المدرعة، إذ ظن الاحتلال بأن: “الهجمات الجوية والبحرية والبرية” المكثفة يمكن أن تؤدي لتدمير وسحق المقاومة في غزة، أو بالحد الأدنى خلق مستوى مرتفع من الردع لمنع شن هجمات جديدة ضد الأهداف الاسرائيلية، إلا أن مراهنته على هذا الهدف لم تتحقق، فلا هو قادر على استئصال المقاومة من جذورها، ولا هو قادر على تحقيق أدنى مستوى من الردع في مواجهة المقاومة.
وهذا ما يثير غضب قيادة الاحتلال والتي أغلقت كافة خطوط الامداد بل ودمرتها، وعملت على ممارسة (نظرية القطع والعزل)، لتحقيق أهداف عدة:
1/ منع وصول الأسلحة للمقاومة الفلسطينية وجعلها بلا اي إمداد عسكري حقيقي.
2/ القضاء على أي نشاط عملياتي للمقاومة ووقف كافة الهجمات ضد قواته.
3/ دفع المقاومة للتراجع والاستسلام بعد نفاذ مخزون الأسلحة ووقف الإمدادات، وقد نفذت هذه الخطوة من خلال ” شن هجمات جوية على أنفاق التهريب، وقصف مخازن الأسلحة في غزة، وفرض رقابة بحرية صارمة لافشال أي محاولة لتهريب السلاح من خلال البحر.
إلا أن الاحتلال فشل فشلا ذريعا في تحقيق هذه الأهداف، والأمر ليس مبالغة أو مجرد تحليل، بل واقع جسدته المقاومة الفلسطينية التي حطمت هذه الأهداف بعمليات نوعية مباشرة على الأهداف الاسرائيلية، إذ أن الاحتلال لم يستطع إخفاء هذه الحقائق عن جمهوره الداخلي وعن كل المتابعين والمعنيين في العالم، وذلك بسبب نجاح المقاومة في “توثيق العمليات” لحظة بلحظة وعرضها عبر وسائل الاعلام، الأمر الذي شكل إحراجا كبيرا للقيادة الاسرائيلية بمستوياتها المختلفة سياسيا وأمنيا وعسكريا، والتي تصدر روايات مفبركة وكاذبة في كل مرة وتتراجع عنها حال عرضت المقاومة الحقيقة للجمهور.
لذلك: فإن ما يحدث يشكل (معضلة حقيقية) بكل المقاييس أمام الاحتلال، والذي يقف عاجزا أمام استمرار عمليات المقاومة، ويتابع بغضب شديد مشاهد اصابة آلياته وجنوده، و يحصى في كل يوم أعدادا جديدة من القتلى والاصابات دون أن يكون قادر على منع تكرار هذا المشهد، على الرغم من التفوق العسكري “الجوي والبري والبحري”، وهذا ما خلق حالة من الضغط ضد المستوى السياسي، والذي يطيل أمد الحرب بذريعة تحرير الأسرى، لكنه في مقابل ذلك يحصد أعداد متزايدة من القتلى والمصابين دون أن يكون قادر على تحقيق هذا الهدف.
وفي ذات الوقت فإن القيادة العسكرية للاحتلال تواجه ضغوط متصاعدة من “ثلاثة جوانب”: أولا/ضغوط من الضباط والجنود وعائلاتهم والذين يرغبون في إنهاء هذه الحرب لأنها أصبحت بلا أهداف، وعرضت حياة الجنود للخطر المباشر دون تحقيق أي نتائج ملموسة كون الحل يكمن في صفقة من خلال المستوى السياسي.
ثانيا/ استمرار عمليات المقاومة ووقوع عشرات الضباط والجنود في كمائن مميتة في غزة.
ثالثا/ انتشار ظاهرة الانتحار في صفوف الضباط والجنود، وذلك نتيجة الصدمات النفسية التي تعرضوا لها خلال هذه الحرب.
كل ذلك يحدث وغزة بلا إمداد عسكري يذكر، وهذا ما يثير دهشة قيادة الاحتلال وكل المراقبين، كيف لهذه المقاومة أن تعيد تسليح نفسها، وتواصل شن العمليات؟! هل هذه معجزة تحدث في غزة؟! لقد قاربنا على عامين والمقاومة لم تهدأ أو تتراجع لحظة، بل تهدد بتصعيد العمليات ومواصلة استنزاف العدو، إذ أن ما كشفه الناطق باسم القسام (أبو عبيدة) يؤكد ذلك، ويكشف بشكل واضح أن المقاومة ذاهبة إلى أبعد مدى مع الاحتلال في هذه المواجهة، وتحرص كل الحرص على تنفيذ عمليات أسر جنود اخرين، وفي ذات الوقت يفضح ما فعله الاحتلال من عمليات قصف جوي لجنوده في بعض المهام لافشال مهمات اسر واختطاف جنود في ميدان المعركة.
مجرد كشف ذلك من خلال الناطق العسكري للقسام يوضح من جانب أن المقاومة لديها قرار بذلك ويمكن أن تنجح في أي لحظة، وهذا بدوره سيعزز أوراق القوة لديها، وربما يحسن الموقف التفاوضي، خصوصا أن أي عملية اختطاف الان ستكون كلفتها السياسية والعسكرية على قيادة الاحتلال كبيرة جدا وسيكون لها تداعيات غير مسبوقة، ومن جانب آخر تكشف عن عمق الأزمة التي يعيشها الاحتلال، ومدى عجزه عن حماية جنوده ومنع عمليات الاختطاف، وتبين بلا شك أنه يخشى من دفع أي ثمن نتيجة أي عمليات خطف جديدة، لذلك يلجأ إلى قتل جنوده في ظل إنعدام الخيارات أمامه.