لا حياة مدنية في دولة الاحتلال.. الجميع عسكر

  • الثلاثاء 24, يونيو 2025 02:06 م
  • لا حياة مدنية في دولة الاحتلال.. الجميع عسكر
يحاول الاحتلال بكل ما لديه من قوة وطاقة وقدرات على الكذب والتضليل أن يجير كل ما يحدث في فلسطين لصالحه، قالبا السردية والرواية لخدمة أجندته التوسعية والإجرامية التي فاقت خيال أي مجرم سادي في العالم، كل ذلك مدعوما بمنظومة إعلامية غربية منحازة بشكل كامل لمرتكبي الإبادة وجرائم الحرب.
لا حياة مدنية في دولة الاحتلال.. الجميع عسكر
علي سعادة
يحاول الاحتلال بكل ما لديه من قوة وطاقة وقدرات على الكذب والتضليل أن يجير كل ما يحدث في فلسطين لصالحه، قالبا السردية والرواية لخدمة أجندته التوسعية والإجرامية التي فاقت خيال أي مجرم سادي في العالم، كل ذلك مدعوما بمنظومة إعلامية غربية منحازة بشكل كامل لمرتكبي الإبادة وجرائم الحرب.
ومن بين السرديات الأكثر تضليلا التي اتكأ عليها هذا العدو الهمجي، أكذوبة قصف إيران مستشفى “سوروكا” في بئر السبع، بهدف إبعاد التركيز عن استهداف الاحتلال للمنظومة الصحية بأكملها في قطاع غزة
وهو ما كشفته التسجيلات الميدانية التي بثها مستوطنون بأن القصف استهدف منشآت عسكرية واستخباراتية مجاورة للمستشفى، ما يسلط الضوء مجددا على الطبيعة العسكرية للبنية التحتية الإسرائيلية، حيث تختلط المرافق المدنية بالعسكرية في قلب المدن والأحياء.
دولة الاحتلال بصورة عامة قائمة على العسكرتارية، فمن وزارة الجيش وقيادة الأركان، إلى مقار “الموساد” و”الشاباك” يتبين أن هذه المؤسسات تقع وسط “أحياء مدنية” تضم مراكز تجارية، وجامعات، ومساكن، وحدائق عامة، وبالتالي يستخدم الاحتلال السكان كدروع بشرية في أية حرب أو مواجهة قادمة، كما هو الحال في القصف المتبادل مع إيران.
أسلوب تحويل المنشآت المدنية إلى دروع لمواقع عسكرية ليس جديدا وليس غريبا على دولة قائمة على الخيال والروايات الملفقة والأساطير.
وبات الجميع يعرف بأن المباني بجوار “سوروكا” تضم آلاف الجنود وأنظمة القيادة الرقمية، وعمليات الحرب السيبرانية، ومنظومات القيادة والسيطرة والاستخبارات والاستطلاع والمراقبة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي انحاز فيه الإعلام الغربي للسردية الصهيونية تجاهل تماما ما فعلته آلة الحرب الصهيونية الفاشية بالمنظومة الصحية بغزة عندما حولت مستشفيات القطاع إلى أهداف عسكرية مشروعة بادعاء تواجد المقاومة فيها، دون أن تقدم دليلا واحدا على ذلك، وفق تقارير أممية ودولية عديدة.
وتؤكد عديد التقارير عن منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، بأن جيش الاحتلال أخرج 19 مستشفى في غزة عن الخدمة بشكل كامل من أصل 36 مستشفى التي تعمل حاليا بأقل من نصف طاقتها، بينما بلغ مجموع الهجمات العسكرية على المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية بالقطاع 697 هجوما منذ بدء حرب الإبادة في السابع من تشرين الأول 2023.
وتؤكد العديد من التقارير البحثية أن المجتمع الإسرائيلي يمثل نموذجا لمجتمع قائم على العسكرة، حيث تندمج المؤسسة العسكرية في صلب الحياة اليومية والسياسية والاقتصادية.
وكل، ذكر أو أنثى، هو جندي نظامي أو في الخدمة الإلزامية التي تشمل الذكور والإناث، أو احتياطي، فلا يوجد في الجيش الإسرائيلي مفهوم التقاعد، وإنهاء الخدمة العسكرية؛ فالجميع يشاركون في الحروب بناء على طبيعة الحرب ونوعيتها وأرضها.
وبالتالي لا يوجد شيء اسمه حياة مدنية في دولة الاحتلال.