سَبْعـةُ أشْـواطٍ

الأستاذ وفا محمود عياد

  • الثلاثاء 07, يونيو 2022 02:39 م
  • سَبْعـةُ أشْـواطٍ
تصحيحُ مَسَارٍ جَديدٍ | «سَبْعةُ أشْواطٍ».
سَبْعـةُ أشْـواطٍ |
┄┉❈┉┄
 نتيجـةٌ مُتَوقعـةٌ:
رَغم أن السيّدةَ "هَاجَر" أُمَّ "إسمَاعيل" -عليه السلام- سَعتْ بين "الصفا والمروة" سبعةَ أشواطٍ بحثًا عن الماء، إلا أنَّ سَعْيها لم يَجْلبْ لها رِزقًا، فانفجرت عينُ الماء من غيرِ الموضع الذي سَعَت فيه، لكنّ ذلك كان نتيجةً متوقعةً لما قالته -بيقين- قبل سَعْيِها (إذَن لا يُضيّعنا الله)، فهي تَوكَلتْ ثُمّ سَعَتْ، فكانت "عَينُ زَمزم" طعَامَ طُعمٍ وشِفاءَ سُقمٍ.

 تَوجِيـهٌ نَبَـويٌّ:
وفي الحديثِ الذي رواه عُمرُ -رضي الله عنه- قال: سَمعتُ رسُولَ الله ﷺ يقول: «لو أنَّكم كنتم توَكَّلُون على الله حَقَّ توَكُّلِهِ لرزقكم كما يَرزقُ الطيرَ، تَغْدُو خِمَاصَاً، وتَرُوحُ بِطَاناَ» [حديث حسن].
 وهُنا إشارةٌ واضحةٌ إلى ضَرورة اقترانِ التَوكُّلِ بالسَّعي حال الرَّغبة في البَحثِ عن الرِّزق.

اسْتِنْفَـادُ الأسْبـَاب:
ويكون عَطاءُ الرّبِّ -سُبْحَانه- مُدهشًا حينما تُسْتَنفدُ جَميعُ الأسباب، معَ كاملِ التَوكُّلِ والتَسليمِ لَهُ -سُبْحَانه-، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرًا﴾ [الطلاق:٣].

 الجُحُـودُ والتَوَاكُـل:
وبين هاتين الخَصْلَتين هَلاكٌ وعِقَاب، فهذا "قَارُون" الجَاحِدُ ﴿قالَ إِنَّما أوتيتُهُ عَلى عِلمٍ عِندي.. ﴾ [القصص:٧٨]، فأَهلكهُ الله -سُبْحَانه- بما قال.

وقد عَلَتْ دُرّةُ عُمَرَ -رضي الله عنه- على رؤوس قَومٍ قَعدوا عن طَلبِ الرِّزق، قائلاً لهم: «لا يَقعُدنَّ أَحدُكم عن طَلبِ الرِّزق، ويقول: اللَّهمَّ ارزقني، وقد عَلِمَ أنَّ السَّماء لا تُمْطِرُ ذهبًا ولا فِضةً، إنَّما يَرزُق اللهُ النَّاسَ بَعضَهم مِنْ بَعضٍ، أمَا سَمعتم قَولَ الله تعالى: ﴿فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِروا فِي الأَرضِ وَابتَغوا مِن فَضلِ اللَّهِ وَاذكُرُوا اللَّهَ كَثيرًا لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ [الجمعة: ١٠].

 تَصحيـحُ مَسَـار:
لا يُشترطُ أنْ تَكونَ نتائجُ سَعْيِك -بعد تَوكلك على الله- وَفْق ما تُريد، ولكنْ رُبما تَكونُ أفضلَ مِما تُريد، واعلم أن "الخِيرةُ فِيما اختارهُ الله".
•••
وكتبه: 
أ. وفا محمود عيّاد | «أبو محمود».