الإنسان المقدسي

الأستاذ ناصر صيام

  • الإثنين 05, يوليو 2021 11:11 ص
  • الإنسان المقدسي
لكي نفهم الوضع الذي يعيشه المقدسيون بشكل يومي في حياتهم كان لا بد من ان نتسائل عن الاسئلة المهمة التالية : - ماذا تعرف عن الوضع القانوني للانسان المقدسي تحت الاحتلال؟ هل يعتبر مواطنا؟... مقيما؟... لاجيئا؟ وبماذا يختلف وضعه عن باقي شرائح المواطنين؟ لماذا يعتبر المقدسي مقيما؟ ما الغاية من وراء ذلك؟ ولماذا مثلاً لم تفرض عليه الجنسية أسوة بأخوته من الداخل العزيز في ال 48؟! ماذا تعرفون عن المصطلحات المهمة في حياته مثل: حقوق المقيم .. القوانين العرفية .. الحرب الديموغرافية .. الأبعاد ..
النقاش الثاني 
 (الإنسان المقدسي)
بسم الله نبدأ وعلى نية العلم والمعرفة ..
شاركونا الأجر وصنع الإنسان المعرفي
لكي نفهم الوضع الذي يعيشه المقدسيون بشكل يومي في حياتهم كان لا بد من ان نتسائل عن الاسئلة المهمة التالية : -
ماذا تعرف عن الوضع القانوني للانسان المقدسي تحت الاحتلال؟
هل يعتبر مواطنا؟... مقيما؟... لاجيئا؟
وبماذا يختلف وضعه عن باقي شرائح المواطنين؟
لماذا يعتبر المقدسي مقيما؟ ما الغاية من وراء ذلك؟ ولماذا مثلاً لم تفرض عليه الجنسية أسوة بأخوته من الداخل العزيز في ال 48؟!
ماذا تعرفون عن المصطلحات المهمة في حياته مثل: 
حقوق المقيم... القوانين العرفية... الحرب الديموغرافية... الأبعاد...... .
كلنا نحب بيت المقدس ومدينة بيت المقدس... ولكننا ركزنا على الأحجار ولم نركز على الإنسان... وكلكم تعشقون تراب مركز البركة المسجد الأقصى المبارك...
ولكن بعد الله عز وجل هناك مرابطون ومرابطات... العامل منهم وغير العامل.. من واجبنا أن نعرف عنه وأن ننصره ولو بالدعاء... ألا توافقونني الرأي؟
بسم الله الرحمن الرحيم...
منذ العمل بالمؤامرات على وطننا العربي والإسلامي منذ الانتداب البريطاني 1920م وما واكبه بعد ذلك إلى إعلان قيام الدولة العازل (الكيان الصهيوني) وخلال هذه الفترة قام البريطانيون وجماعات الإرهاب الصهيونية بترهيب وقتل وتهجير ما عرف بعد ذلك بأراضي الداخل الـ48.
مورست الإشاعات والقتل والاعتقالات وهجر معظم أهلنا إلى لبنان وسوريا وبقاع الأرض... ومن بقي منهم مرابطا على أرضه اعتبروه (أقلية عربية) وأجبروه على امتلاك الجنسية الاحتلالية.
وبعد ترسيخ الكيان وفرض وجوده كأمر واقع مذل... تم استكمال المؤامرة بشقها الثاني واحتلال ما عُرف بعد ذلك (بالقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة) .
حاول الاحتلال الاستفراد بأهلنا في الداخل ومحاولة سلخهم عن جذورهم الإسلامية والعربية.... وخابوا وخاب سهمهم،
أما بالنسبة لمدينة بيت المقدس وأهلها فقد أبقوا عليهم صفة ( المقيم ) ومنحوهم هويات إقامة ككرم من الاحتلال بأن يبقينا ضيوفا عنده على أرضنا المسلوبة.... صفة المقيم تجعل منا خاضعين لقوانين الانتداب البريطاني لتسهل لهم السيطرة على الأرض والأبنية وتفريغها سنوا قوانين جديدة مثل قانون ( أملاك الغائبين) ووضعوا له ما سموه ( بحارس أملاك الغائبين) على اعتبار أن من ترك أرضه وأملاكه ولم يعد إليها يفقد حق إعادة امتلاكها وتنتقل للمحتل يسيطر عليها ويمنحها للمستوطنين.
أما بخصوص تنويهي لكون المقدسي وضعه غريب بشكل عام!!! مثلاً أنا لاجيء في مدينتي وأنا منها كيف؟! أنا ابن قرية بعد مجزرة قرية ( دير ياسين ) فر الكثير من المقدسيين العزل من قُراهم وذلك بعد وعود من القوات العربية التي كانت مُكلّفة بحماية البلاد والعباد.. وعدوهم بالعودة السريعة حتى أن الكثير من أهلنا في مخيمات التهجير لم يحملوا سوى مفاتيح بيوتهم وكواشين الأراضي والطابو.
المهم هجّرونا من قريتنا التي تبعد كيلو مترا واحدا أو أكثر في عام 1948 إلى مدينة بيت المقدس واستولوا عليها... فأصبحنا لاجئين في مدينتنا ونحن منها!!
        سامحوني ولكن الموضوع مؤلم ويحتاج لشرح واستيعاب حتى نعرف تاريخنا ونفهم حاضرنا ونصنع مستقبلنا والنصر الموعود القادم بإذن الله.
المهم نحن نقيم ضيوفا على أرضنا... يحكمنا محتل ظالم وتركنا من كان واجب عليه تحريرنا وتخليصنا. فوقعوا أوسلو الذل ومنعوا عنا الجنسية الفلسطينية! ونحمل بحمد الله الجواز الأردني الذي منحنى إياه أحبتنا أنصارنا... ومن الممكن ان نستخرج ( وثيقة سفر ) احتلالية تسمى ( لسه بسيه ) تمكن صاحبها من السفر تحت غطاء الاحتلال... ولا نحمل أي وثيقة تُشير لنا أو لبلدنا... وهذا يستوعبه من سافر عبر الحدود وتنقل بين الدول.
حق الإقامة يعطينا وفق قوانينهم بعض الحقوق... وبالمقابل كل الواجبات وأصعبها الضرائب وأكثرها قسوة.... نُمنع من التعليم وفق مناهجنا ويحاولون تهويدها.. فرّقونا بجدار الفصل العنصري... لا يضعون الخرائط الهيكلية لمدينتنا ولا القرى المحيطة بها.
        ينهبون الأرض بشارع التفافي هنا ومستوطنة هناك ولكي لا تبقى أرض ليبني عليها أبناؤنا بعد عشر أو خمس عشرة سنة مما يضطرهم للرحيل خارج المدينة ويفقدون حق إقامتهم.
حق الإقامة يعني أن يجدد المقدسي معلوماته لداخلية الاحتلال كل عشر سنوات... مركز عمله ومدارس أبنائه ومكان الإقامة بأوراق وأوراق كثيرة بأسلوب مذل متعب... وكل ذلك بهدف إرهاق المقدسي ليترك مدينته.
المقدسي يحارب برزقه... في تعليمه.. في عبادته... في بنائه بيته... في الصحة... التنقل... الهواء الذي يتنفسه... في كل أمور حياته... والحمد لله.

نهاية النقاش الثاني بتاريخ 26/1/2017:
 الإنسان المقدسي


الإثنين 29/1/2017م
النقاش الثالث
للعنصر الثاني السكان (الإنسان المقدسي)
لقد وجدت أن أغلب المجموعات والمراكز والدراسات تعنى بشكل عام بالأرض والحجر وبشكل متناقل يكاد يكون مكررا في أغلبه والقليل القليل فقط يناقش الإنسان المقدسي... من هو؟! كيف يعيش؟!! كيف يرابط؟! كيف يواجه بطش الاحتلال وجبروته وحيداً عارياً؟؟! سوى من الإيمان بالله ودينه وعقيدته وحقه الشرعي واليقين بان النصر قادم.
من هنا وأنا مقدسي والحمد لله وجدت أن أُشرككم نعمة الرباط والتعرف أكثر على هذا الإنسان وما آلت إليه حاله الآن وإلى أين يمكن أن يصل وما هي الوسائل التي تعزز من رباطه وبقائه.
عندما أقول الإنسان المقدسي أقصد كالإنسان يقيم على أرض مدينة بيت المقدس ومنها وإليها ومن خلال السياق سيفهم بإذن الله المقصود ولماذا وكيف وإلى أين؟! بإذن الله.
منذ نشأة الكيان الصهيوني على أرض بيت المقدس وإعلان كيانه في 1948 وبعد القتل والتهجير والتشريد لأهلنا في شمال بيت المقدس... قام بمنح من بقي من المواطنين الجنسية ( الإسرائيلية) واعتبرهم ( أقلية ) سماهم زوراً وبهتاناً (عرب إسرائيل)... وبعد أن استكمل مخططاته قام باحتلال الأجزاء الأخرى من بيت المقدس.. فاحتل مدينة بيت المقدس ( شرقي القدس ) وباقي بيت المقدس الذي كان يعرف ب ( الضفة الغربية ) وقطاع غزة ( الذي كان تحت الحكم المصري) والجولان ( من سوريا).
منح أهل الضفة وغزة هويات احتلالية تمييزاً لهم... وأما أهل مدينة بيت المقدس فقد أجرى إحصاء سكانيا لمن كان موجودا منهم فقط في مدينة بيت المقدس ومنحهم بطاقات هوية على اعتبار أنهم ( مقيمون ) وليسوا (مواطنين).
ومنذ إقامة كيانه بدأ الاحتلال بسن قوانين كثيرة شرعها لعدة أسباب تتيح له الاستيلاء على الأراضي والعقارات بشكل قانوني وليس سياسيا وكان أصعب وأسوأ هذه القوانين قانون ( أملاك الغائبين ) في العام 1950 والذي يتيح للاحتلال الاستيلاء على الأراضي والعقارات والأملاك ( للغائبين ) عنها -( وليس المغيبين قهراً )  وإدارتها والتصرف بها كأنها أملاك خاصة له!
عجز عن شراء الأراضي فزور الاستيلاء عليها وكان هذا الكيان هو القاضي والجلاد واللص في نفس الوقت والمواطن هو الضحية!
صاحب الأرض ضيف على من سرقها منه يسمح له بكرمه الكبير! أن يسكن على أرضه المنهوبة ولكن وفق قوانين وأنظمة في جوهرها وجدت لترحيله وجعل حياته جحيما.
استخدم الاحتلال ومازال قوانين الطواريء البريطاني (كان يطبق تحت حكم الانتداب البريطاني ) وطبق كل القوانين الاحتلالية لطرد السكان من مدينتهم وقام بسن عدة قوانين وعدل وأضاف العديد منها ومن أصعبها كان ما سمي بـ( قانون التنظيم والبناء ) في العام 1965م وهو قانوني يعتبر سلاحا قويا بيد المحتل سنه هو ما زال يستله على رقاب المقدسيين.
لم يترك الاحتلال أية وسيلة أو طريقة توصله لهدفه وهو طرد السكان المقدسيين والاستيلاء على أراضيهم وعقاراتهم لا بل حاربنا في كل شيء...في ديننا...في مقدساتنا...في عقيدتنا...في تعليمنا...وفي الصحة والرفاهية والبناء ووووو...لا بل سعى لقتل أحلامنا وشبابنا ومازال يحاول.
هو الرباط...نعم أجره كبير والحمد لله... نسعى إليه ونريدكم أن تشاركونا إياه...لأن نصرنا يكون بكم ومعكم...والفتح الإسلامي العالمي القادم سينطلق من هنا من بيت المقدس بعد أن تدخلوه معنا بإذن الله.
سيكون نقاشنا اليوم عن الهوية والوجود والبناء والغائبين....فهل لأحد فكرة كيف يفكر الاحتلال من هذه النواحي تحديداً؟ علماً أننا سنناقش الأمور الأخرى كالتعليم والصحة وغيرها لاحقاً بإذن الله.
يعني كيف يمكن أن يعمل؟ هو يدّعي أنها أرض بلا شعب لشعب مسكين بلا أرض....لكن يوجد هنا شعب !!! فكيف سيتخلص منه؟
كان الاحتلال ومازال يريد عزلنا عن أي امتداد وتواصل في أي وقت في الماضي والحاضر والمستقبل.
ولكي يمنع هذا التواصل الحالي والمستقبلي وبعد أن سن قوانينه حدد المناطق ((المسموح)) البناء بها للعرب 12% فقط وفق متطلبات خاصة يسميها (رخصة البناء)...ولكن كان يأتي على أية مدينة أو قرية أو تجمع سكاني معين ماذا تظنون يفعل؟
أي تجمع سوف يكبر صغاره ويتزوجون ويبنون ويتوسعون في أراضيه وعام بعد عام يُصبح تجمع والقرية مدينة والأراضي الفارغة يبنى عليها ويكون هنا "وجود" وهذا ( الوجود ) قطعاً لا يريده الاحتلال.
يأتي من الجهة الأكثر اتساعاً في الأراضي.......يستولي عليها ويصادرها ويبني (مستوطنة) تكبر وبالتالي تحتاج لموقع عسكري..فيأخذ الجهة الأخرى...ثم شارعا في الجهة الثالثة وحديقة أو مستشفى أو جدارا أو.... وبالتالي بعد عشر أو عشرين سنة لن يكون هناك شبر أرض واحد للبناء عليه... مما يضطر المقدسيين إما للتنازع فيما بينهم وإيجاد مشاكل اجتماعية... أو الرحيل خارج مدينتهم وفقدان الإقامة فيها.... وهناك دائماً قانون ( البناء والتنظيم ) الذي لا يجيز البناء في أية منطقة إلا بعد الحصول على ( رخصة بناء).
والقرية أو المخيم أو التجمع السكاني يصبح منعزلا ( كونتونات ) يكون الدخول والخروج منها بشارع ومدخل (واحد) يكفي إغلاق القرية كلها بمكعبات حجرية فقط وعدد قليل من الجنود.. وهذا ما حصل ويحصل.
لنعود لقانون التنظيم والبناء الصادر في 1965 فبعد أن استولى على ما سمي ( أملاك الغائبين ) وهي كثيرة وكثيرة جداً... وضع قانونا يحد فيه من البناء والإعمار للمقدسيين وحدده لهم ب 12% من الأراضي التي بقوا عليها في (شرقي القدس) وقسم الأراضي إلى فئات وفقاً للأهمية وسماها (أ) و(ب) و(ج)....وحدد قوانين خاصة بها.
على سبيل المثال...لتوضيح صعوبة الأمر والذي يدفع المقدسي إلى البناء بدون ترخيص فيصبح مخالفا للقانون ومتهما؟؟!! يستدعى للمحاكم ويغرم ويهدم بيته في أغلب الأحيان..ولزيادة قهره يخير بين أن يحضروا له آلات الهدم والجيش والشرطة والمرافقين ويدفع كل تكاليفهم هو !!! أو أن يهدمها بيديه!!!!...فيضطر لهدم حلمه بيده ويمكنكم تصور هذا القهر وحجمه.... حسبي الله ونعم الوكيل.
قانون التنظيم والبناء مكلف جداً جداً بل تعجيزي حيث يصل إصدار رخصة بناء إلى ما يعادل ثلاثة أو أربعة أضعاف تكلفة البناء نفسه مثلاً مقدسي يريد أن يبني يُقدّم طلب للجنة البناء الصهيونية في بلدية الاحتلال....بعد فترة زمنية يردون عليه إما موافقة مبدئية أو رفض....إذا كانت موافقة يبدأ عمل المهندس والمخططات وفقاً للمسموح به للبناء في المنطقة المحددة...والتي في أحسن صورها 50% من مساحة الأرض وبمتطلبات تعجيزية تمتد عادة إلى ثلاثة أو أربع سنوات ينفق فيها المقدسي كل ما يملك وعادة لا يبقى معه شيء لكي يبني !!! فلا يبني أو يبني بدون ترخيص...وكما قلنا سابقاً كلها قوانين فكّر فيها الاحتلال تدفعنا للتفكير ماذا علينا أن نفعل ولكننا يلزمنا الفهم والمعرفة...أليس كذلك؟؟؟!! وهذا بالضبط ما نقصده بالمعرفة التي تقود للتغيير والتحرير.
هي قوانين للعربي أما غيره فيبنى له مجمعات سكنية ومنح وقروض وهبات أما المقدسي فقط عليه وحده بناء مسكنه ولا هبات ولا منح ولا مساعدات من البلدية لأنها أصلاً لا تعترف بوجوده إلا عندما تجني منه الضرائب لتنفقها على الأماكن الاحتلالية ولليهود في أغلبها بما يعود للمنفعة عليهم وحدهم.
سن الاحتلال القوانين للاستيلاء على الأرض والعقارات تحت غطاء قانوني يزيل عنه الأهداف السياسية الحقيقية من وراء الإجراءات التي يقوم بها لتفريغ الأرض من السكان وبالقانون وكأن وجهه القبيح حضاري متمدن!
رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه بنى الإنسان ورسّخ فيه المعرفة بالدين والعقيدة والثوابت.... كان الواحد فيهم بأمة... نعم أمة كاملة في رجل واحد لا بل حتى في امرأة واحدة.... وتاريخنا الإسلامي مليء بقصص هؤلاء العظماء من مدرسة محمد بن عبد الله قدوتنا ومعلمنا وقائدنا وما نحن إلا مرابطون بإذن الله.. لنحمي ونعيد مسراه صلوات ربي وسلامه عليه.... والحمد لله على نعمة الإسلام العظيم.