القدس الدولية: ردع الاحتلال عن تصفية هوية الأقصى

  • الجمعة 17, أكتوبر 2025 10:20 ص
  • القدس الدولية: ردع الاحتلال عن تصفية هوية الأقصى
مؤسسة القدس الدولية: شهد المسجد الأقصى على مدى الأسابيع الماضية موسم العدوان الأشد عليه منذ احتلاله بالحصار والتضييق وفرض الطقوس التوراتية فيه.
القدس الدولية: ردع الاحتلال عن تصفية هوية الأقصى وتصفية كل قضية فلسطين مهمة تفوق طاقة الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ والتحدي بات يفرض انخراط الأمة في الدفاع عن هويته والتصدي للمحتل بالسبل كافة.
مدينة القدس :
مؤسسة القدس الدولية: شهد المسجد الأقصى على مدى الأسابيع الماضية موسم العدوان الأشد عليه منذ احتلاله بالحصار والتضييق وفرض الطقوس التوراتية فيه.
مؤسسة القدس الدولية: المسؤولية الرسمية العربية والإسلامية عن الأقصى الذي بات مقسماً ويواجه خطر الطمس والتهويد تتناقض وكافة أشكال التطبيع.
القدس الدولية: ردع الاحتلال عن تصفية هوية الأقصى وتصفية كل قضية فلسطين مهمة تفوق طاقة الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ والتحدي بات يفرض انخراط الأمة في الدفاع عن هويته والتصدي للمحتل بالسبل كافة.
شهد المسجد الأقصى موسم العدوان الأسوأ في تاريخه منذ احتلاله عام 1967، وأمام هذه العدوان السافر وغير المسبوق فإننا في مؤسسة القدس الدولية نتوجه إلى الأمة العربية والإسلامية بمختلف مكوناتها ونضع بين أيدي دولها وتياراتها وقادتها وأفرادها الواقع الخطير الذي بلغه الأقصى، والواجبات تجاهه رغم التجاهل والتهميش والخذلان:
أولاً: يشهد المسجد الأقصى تحكماً أمنياً شاملاً من شرطة الاحتلال التي باتت تتعامل وكأنها إدارته الفعلية المخولة بجميع شؤونه، فباتت تدير تقسيمه بين اليهود والمسلمين، وتستبق مواسم العدوان الصهيوني على المسجد بحملاتٍ أمنية تُبعد فيها مئات المصلين والمرابطين عنه، وتطوقه بثلاثة أطواق أمنية الأول حول البلدة القديمة والثاني على مداخل الطرقات الموصلة إليه والثالث على أبوابه، هذا غير ما تطوق به مدينة القدس من جدارٍ وحواجز من الأساس.
في موسم العدوان المنصرم، أضافت شرطة الاحتلال إجراءاتٍ أسوأ إذ بدأت بمنع المصلين والمرابطين من الاقتراب من مسار المقتحمين أو حتى من محيطه، وحصرت وجود المصلين في صحن الصخرة العلوي أو داخل الجامع القبلي مع إغلاق أبوابه، وهذا ما يمنع المصلين والمرابطين حتى من مشاهدة المقتحمين أو تصويرهم، وأجبرت حراس المسجد التابعين للأوقاف الأردنية على لزوم القباب والمصليات ومنعت اقترابهم من كل مسار المقتحمين الصهاينة، وأخذت تلاحق كل من يحاول توثيق العدوان الصهيوني على المسجد حتى لم تعُد هناك صورة تأتي من مرابطي الأقصى أو من حراسه.
ثانياً: على مستوى الطقوس التوراتية، كرس المقتحمون الصهاينة أداءهم صلوات الصباح والمساء وصلوات كل عيد جماعة وبشكل علني، وكرسوا كذلك أداءهم طقوس "بركات الكهنة" والانبطاح "السجود الملحمي" الجماعي، وحولوا ساحة المسجد الأقصى على اتساعها إلى ساحة للغناء والرقص والتصفيق، وزادوا على ذلك في هذا العدوان بتقديم "القرابين النباتية" في الأقصى بشكلٍ جماعي، في قفزة جديدة من توظيف الطقوس كوسيلة لتهويد المسجد وقضمه، على طريق وهم تحويله إلى معبدٍ بكامل مساحته.
ومهما كانت الاستفاضة في وصف العدوان فإنها لن تنجح في توصيف الحال المُخزي التي وصل إليها المسجد الأقصى، فبعض مداخله باتت أشبه بكُنُسٍ مؤقتة تؤدى الطقوس فيها في كل عيد، وساحة الإمام الغزالي عند باب الأسباط شمال المسجد توشك أن تُلحق بساحة البراق عند سوره الغربي.
لقد جرى كل ذلك تحت رعاية الحكومة الصهيونية وإشرافها، إذ اقتحم المتطرف إيتمار بن غفير –وزير الأمن القومي الصهيوني- الأقصى مرتين خلال موسم العدوان، وشاركه في ذلك ثلاثة أعضاء كنيست من حزبه ومن حزب الليكود الحاكم، شارك بعضهم في تكريس طقوس القربان النباتي في الأقصى.
ثالثاً: أمام هذه الوقائع فإننا نؤكد أن المسجد الأقصى يشهد حالياً –وبكل أسى-توسيع وقائع تقسيمه وتكريسها بين اليهود والمسلمين بعد أن بات فرض الهوية اليهودية في المسجد أمراً واقعاً، وهو ما يتنافى مع أدنى حد من المسؤولية العربية والإسلامية عنه.
وإننا في هذا المقام لنؤكد على نداء الاستغاثة الذي وجهه مجلس الأوقاف إلى ملك الأردن، ونزيد بأن المسؤولية عن المسجد الأقصى الذي بات مهدداً تهديداً وجودياً، تتناقض مع أي شكل من أشكال التطبيع وتبادل العلاقات مع الكيان الصهيوني، فقد بات الخيار بين التحرك الجاد والفوري لإنقاذه أو الصمت على تهويده واستكمال مسار تضييعه أمام محتل ينظر إليه بعين الإلغاء والإحلال.
رابعاً: نتوجه إلى الشعوب العربية والإسلامية وقواها وقادتها بأن المسجد الأقصى لم يعد محتلاً فحسب، بل بات مُقسّماً ويمضي في طريق التهويد الكامل رغم ما مضت إليه المقاومة في فلسطين من مواجهات كبرى دفاعاً عنه في هبة النفق 1996 وانتفاضة الأقصى 2000 ومعركة سيف القدس 2021 وطوفان الأقصى 2023. وإن ردع المشروع الصهيوني عن تصفية هوية المسجد الأقصى والسعي إلى تصفية كل قضية فلسطين بات أمراً يتجاوز قدرة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وبات يفرض على الأمة الانتقال إلى مرحلة الدفاع والتصدي المباشر لعدوان الاحتلال بشتى الوسائل وعدم الاكتفاء بالاصطفاف خلف المرابطين والمقاومين.
الخميس 16-10-2025
مؤسسة القدس الدولية
القدس.. نحميها معًا.. نستعيدها معًا