خطوات إسرائيلية متسارعة لتغيير واقع الأقصى.. وتهويده بالكامل

  • الأربعاء 24, ديسمبر 2025 09:59 ص
  • خطوات إسرائيلية متسارعة لتغيير واقع الأقصى.. وتهويده بالكامل
خلال ما يسمى عيد "الحانوكاه" اليهودي، كثفت "جماعات الهيكل" المتطرفة من اقتحاماتها واعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك، في محاولة حثيثة لفرض وقائع تهويدية جديدة على المسجد، والانتقال من التقسيم الزماني إلى المكاني.
خطوات إسرائيلية متسارعة لتغيير واقع الأقصى.. وتهويده بالكامل عنوان المرحلة
القدس المحتلة - خاص صفا
خلال ما يسمى عيد "الحانوكاه" اليهودي، كثفت "جماعات الهيكل" المتطرفة من اقتحاماتها واعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك، في محاولة حثيثة لفرض وقائع تهويدية جديدة على المسجد، والانتقال من التقسيم الزماني إلى المكاني.
وبعد غروب شمس الأحد الماضي، بدأ العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، واستمر حتى الاثنين، بحيث تخلله اقتحامات واسعة وأداء الطقوس والصلوات تلمودية، والرقص والغناء و"السجود الملحمي"، فضلًا عن إشعال "شمعدان العيد" مرتين داخل المسجد المبارك.
وأشعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "شمعدان الحانوكاه" في شبكة أنفاق الحائط الغربي الملاصقة لسور المسجد الأقصى تحت الأرض، بصحبة السفير الأمريكي في الكيان مايك هاكابي، ما يشكل تبنيًا حكوميًا للتطلع إلى إدخال تلك الطقوس إلى الأقصى بغطاء ومساهمة أمريكية.
ولم تكتف "منظمات الهيكل" بإشعال الشمعة الرابعة للعيد اليهودي من موقع ملاصق لباب القطانين، أحد أبواب الأقصى، بل أقامت مأدبة احتفالية في سوق القطانين الذي أغلقته شرطة الاحتلال وخصصته لهم.
وخلال الاقتحامات، أدخل المستوطنون معهم اللفائف السوداء الخاصة بالطقوس الدينية "التيفيلين"، وشال الصلاة "الطاليت"، وهي من الأدوات الدينية التي كانت محظورة في الأقصى حتى عام 2023،لكنها باتت تفرض داخله بشكلٍ أكثر تكرارًا خلال العام الحالي.
ووضعت "مدرسة جبل الهيكل الدينية" لافتات ترحيبٍ بالمقتحمين أمام باب المغاربة من الخارج، مع بعض المأكولات الخفيفة، في مشهد احتفالي على أبواب الأقصى برعاية شرطة الاحتلال.
وشهدت باحات الأقصى خلال "الحانوكاه" اقتحام 2,779 مستوطنًا، بمشاركة حاخاماتٍ من قادة "الصهيونية الدينية"، من بينهم الحاخام "دوف ليئور" رئيس مجلس حاخامات الضفة الغربية.
خطوات متسارعة
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن الاحتلال يعمل بخطوات متسارعة لأجل تغيير الواقع القائم في المسجد الأقصى، وفرض وقائع تهويدية جديدة، عبر تصاعد حدة الاقتحامات، وفرض جميع الطقوس التلمودية داخله، وتمديد ساعات الاقتحامات وغيرها من الإجراءات الممنهجة.
ويؤكد أبو دياب في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة يريدون حسم قضية القدس والأقصى، لصالح المستوطنين وتحقيق الأطماع اليهودية فيه.
ويضيف أن الاحتلال يسعى بشكل حثيث إلى نزع السيادة والإدارة الفلسطينية عن الأقصى، وجعلها تحت سيطرة ونفوذ "منظمات الهيكل"، فهو يحارب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، والوجود الإسلامي في المسجد.
وحسب أبو دياب، فإن حكومة الاحتلال بدأت بزيادة الضغط على المسجد الأقصى، من خلال وضع اللمسات الأخيرة لتغيير الوضع القائم فيه لصالح المستوطنين، بعد أن قلّصت صلاحيات الأوقاف الإسلامية، ضمن مخططها لتهويد المسجد.
ويتابع "ما يقوم به الاحتلال وجماعاته المتطرفة داخل الأقصى ومحيطه إنذار خطير لما سيكون عليه الوضع فيما بعد، بشأن سيطرته الدينية والسياسية والقانونية والإدارية على المسجد".
وقائع تهويدية
وبعد وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، سخّر الاحتلال كل قوته وإمكانياته نحو تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، ومحاولة إخصاعه لأجندة "جماعات الهيكل"، لذلك يستبيح كل شيء داخله، في ظل غياب أي ردة فعل فلسطينية وعربية إزاء ما يجرى. وفق أبو دياب
ويؤكد أن الاحتلال يُحارب الوجود الإسلامي في المسجد، عبر التضييق على المصلين ومنعهم من الدخول إليه، وإبعادهم عنه، كما يُخطط لتحويله إلى "معلم يهودي".
وما تعهد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ياريف لافين بتوسيع أوقات اقتحامات المستوطنين للأقصى، كما يرى الباحث المقدسي، إلا رسالة خطيرة لما هم مقبلون عليه في المرحلة القادمة بشأن المسجد المبارك، في ظل انخراط الحكومة اليمينية المتطرفة في تهويده ووقوفها خلف ما يجري داخله.
التهويد الكامل
وأما المختص في شؤون القدس زياد إبحيص فقال: إن "ما يجري في المسجد الأقصى هو تعميق للهوية اليهودية التي باتت مفروضة فيه، إلى جانب هويته الإسلامية، وتغييب لدور أي سلطة أو إدارة إسلامية، وتكريس لشرطة الاحتلال كمتصرفٍ مطلق بالأقصى".
وبين أن ما يجرى مقدمة لمزيد من العدوان على طريق التهويد الكامل، سواء بمحاولة توسيع ساعات الاقتحام، أو اقتطاع أجزاء من المسجد لتخصص تمامًا للمقتحمين اليهود، أو إدخال الأدوات الدينية والقرابين لاستكمال ما تبقى من طقوسٍ توراتية تتعامل مع الأقصى وكأنه قد بات "الهيكل".
وأضاف أن "المسجد الأقصى أمام خطر يتصاعد، وقد بات تهويده وتصفية هويته الإسلامية عنوان المرحلة الحالية، مرحلة الحسم والتصفية التي تهدد وجودنا وهويتنا".
وأشار إلى أن "منظمات الهيكل" حصلت على التزامٍ من نائب رئيس الوزراء، وزير العدل ياريف ليفين بالسعي لتمديد ساعات الاقتحام، ما يعني تجديد التزام حكومة الاحتلال بسياسة التقسيم الزماني للمسجد الأقص.
وحذر إبحيص من أن الحرب على المسجد الأقصى مفتوحة ومتصاعدة، وهي عنوان حرب تصفية وحسم على كل الجهات.