ألن نستيقظ؟

  • الثلاثاء 16, سبتمبر 2025 11:34 ص
  • ألن نستيقظ؟
ما يميز الإنسان عن الكائنات الأخرى هو العقل، وبفضل هذه النعمة، يتمتع الإنسان بالقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وبين المفيد والضار، وبين الجميل والقبيح. العقل، بخلاف الشهوة، يجعل من السهل رؤية النتيجة النهائية. أما أولئك الذين يخضعون لشهواتهم، فيحرمون من نعمة البصيرة. وفي نهاية المطاف، يكون مصيرهم الندم.
ألن نستيقظ؟
حمزة قوقماز
ما يميز الإنسان عن الكائنات الأخرى هو العقل، وبفضل هذه النعمة، يتمتع الإنسان بالقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وبين المفيد والضار، وبين الجميل والقبيح. العقل، بخلاف الشهوة، يجعل من السهل رؤية النتيجة النهائية. أما أولئك الذين يخضعون لشهواتهم، فيحرمون من نعمة البصيرة. وفي نهاية المطاف، يكون مصيرهم الندم.
نعلم جميعًا أن الأمة الإسلامية تمر بأزمة كبيرة منذ قرنين من الزمان. ومن المعروف أننا انسحبنا من المسرح التاريخي بتسليم كل شيء للغرب. بل إننا نعتمد عليهم حتى في ضمان أمننا. لم نكن نطمح أبدًا إلى تحقيق الحرية الكاملة في كل مجالات الحياة، لا سيما في صناعة الدفاع، باستخدام مواردنا المحلية والوطنية. وللأسف تم القضاء على القادة والكوادر الذين كانت لديهم هذه الطموحات واحدًا تلو الآخر. في هذه المرحلة، لا نستطيع حتى الدفاع عن أراضينا ضد "إسرائيل" التي تهاجم يمينًا ويسارًا ككلب مسعور. لأن الخضوع للغربيين كان لا يعني أنهم سيضمنون أمننا أو بتعبير أصح " التبعية لا توفر الحماية".
هل كان هذا نتيجة كل تلك الأموال التي تم تقديمها؟
لقد شاهدنا جميعًا على شاشاتنا كيف جمع ترامب الخراج خلال زياراته لدول الخليج على وجه الخصوص. هذا الشخص، الذي يقدم نفسه على أنه صديق للعرب ولكنه في الواقع خادم مخلص للصهيونية، كشف مرة أخرى عن حقيقته. فقد رد على هجمات إسرائيل على الدوحة بعبارة ”أنا حزين“ فقط. علينا الآن أن نفكر بعمق في هذا الأمر ونتخذ إجراءات: هل يسخر منا البعض؟ هل يروننا مجرد أدوات لخططهم الخاصة؟
أصبح من الضروري أن تكون استراتيجياتنا الأمنية محلية ووطنية. وتجربة تركيا في هذا الصدد هي تجربة رائدة. ومن الأهمية بمكان أن يحذو جميع المسلمين حذوها. طالما أنكم لا تمتلكون أنظمة رادار وأنظمة دفاع جوي وأجهزة حرب إلكترونية خاصة بكم، فإنهم سيصطادونكم كالبط. لقد أصبح من الواضح أن أنظمة الدفاع التي تم شراؤها من الدول الغربية بملايين الدولارات عديمة الفائدة. متى سنستيقظ؟
في عام 1260، غزا المغول بلاد الشام. وكانوا قد دمروا بالفعل بغداد ومدن إسلامية أخرى. فكر البعض في المقاومة من خلال تحالفات وشراكات خارجية مختلفة. لكن المماليك انتصروا في معركة عين جالوت بقواتهم الخاصة. لذا فإن الدرس واضح تمامًا: عليك أن تحمي نفسك؛ لا تتوقع المساعدة من الآخرين!
وهم الحماية الخارجية
لقد علمنا التاريخ أنه لا ينبغي لنا الاعتماد على القوى الخارجية لضمان أمننا. ذلك لأن مصالح القوى الخارجية تتغير باستمرار. وبعبارة أخرى، عندما تختفي تلك المصالح، يمكن أن تتخلى في أي لحظة عن المجتمعات التي وعدت بحمايتها. ما حدث في العراق وأفغانستان واضح جدًا أمام أعيننا. لقد رأينا جميعًا كيف تخلى أولئك الذين انتهت مصالحهم عن هذين البلدين. لذلك، فإن التصرف بذكاء واستخدام عقولنا هو خيارنا الوحيد.
لقد كشفت غزة حقيقة حالة الأمة الإسلامية. ونحن، كأمة إسلامية بأكملها، مدينون لغزة بالكثير لكونها أظهرت لنا حقيقتنا. والطريقة لثأر غزة تكمن في تحرير أنفسنا من هذا التبعية الخارجية التي نجد أنفسنا فيها، سواء من الناحية الأيديولوجية أو الاقتصادية أو العسكرية.
في هذه النقطة، نحتاج إلى ذكر ثلاثة عناصر:
• حرية اتخاذ القرارات: نحتاج إلى أن نكون قادرين على اتخاذ قراراتنا المصيرية بأنفسنا.
• التعزيز العسكري والاقتصادي: نحتاج إلى توطين وتعزيز أنفسنا عسكريًا واقتصاديًا من أجل حماية مصالحنا.
• السلام الداخلي والوحدة: إن الشعب المتحد فيما بينه سيكون الأفضل في مواجهة التهديدات الخارجية.
دعونا لا ننسى أن المجتمعات التي تعتمد على مواردها وكيانها تبني قوى ردع خاصة بها. بهذه الطريقة فقط يمكنها أن تستمر في الوجود.
بعبارة أخرى، قوتنا الذاتية والوحدة القائمة على هذه القوة هي مصدر عزتنا الوحيد. إلى متى سنظل نطلب من الغربيين أن يرحمونا؟ ألن نستيقظ؟