أنطوان لحد الفلسطيني

  • الأربعاء 11, يونيو 2025 10:58 ص
  • أنطوان لحد الفلسطيني
لو كان هناك من يعتبر لاعتبر قوم عاد مما جرى لأسلافهم قوم نوح، ولاعتبر قوم ثمود مما جرى لأسلافهم من قوم عاد، ولاعتبر فرعون بما جرى للأقوام السابقة، وهناك كثيرون يعتقدون أنهم مختلفون عما سبقوهم بالرغم من أنهم يقومون بذات الفعل الذي جر على أسلافهم العذاب والمهانة.
أنطوان لحد الفلسطيني
عبد الله المجالي
لو كان هناك من يعتبر لاعتبر قوم عاد مما جرى لأسلافهم قوم نوح، ولاعتبر قوم ثمود مما جرى لأسلافهم من قوم عاد، ولاعتبر فرعون بما جرى للأقوام السابقة، وهناك كثيرون يعتقدون أنهم مختلفون عما سبقوهم بالرغم من أنهم يقومون بذات الفعل الذي جر على أسلافهم العذاب والمهانة.
أنطوان لحد ذلك العميل الذي قاد ما يسمى “جيش لبنان الجنوبي” الذي كان تحت إمرة العدو الصهيوني وضمن خططه وأهدافه، كانت نهايته بائسة، فقد لفظه الكيان حينما انتهى دوره، وحينما قرر الكيان الانسحاب من جنوب لبنان في عام 2000 تحت وطأة ضربات المقاومة.
حينها لم يكن مصير العميل أنطوان لحد وأفراد جيشه بحسبان قادة العدو حين قرروا الانسحاب، فما كان منهم إلا أن فروا كالجرذان من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين المحتلة، حيث ظلوا هناك كمنبوذين لا يلتفت إليهم أحد، أما لحد فقد هرب إلى فرنسا، وظل لاجئا هناك حتى وفاته.
لم يكن أنطوان لحد يعترف بأنه عميل للاحتلال، بل يعتبر نفسه مدافعًا عن طائفته ضد الفصائل الفلسطينية، وأنه لم يجد بُدًّا من التعاون مع الاحتلال لاتفاق المصالح بينهما، لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن هذا الجيش الذي قاده لحد كان رأس حربة الكيان، وخط الدفاع الأول عن جنوده في لبنان، وكان هذا الجيش يلاحق المقاومة اللبنانية، وكان لديه أسوأ سجن: سجن الخيام الذي كان مخصصًا لأعداء الكيان.
اليوم نحن أمام صورة مصغرة من العميل أنطوان لحد في قطاع غزة. لا أشك أن هذا العميل يعرف قصة أنطوان لحد بدقة، ولا أشك أنه يعلم المصير الذي آل إليه، لكنه لن يتعلم الدرس.
تاريخ الشعوب التي ناضلت وجاهدت ضد الاحتلال كان فيها مجاهدون مقاومون وكان فيها عملاء خونة، ومهما فعل الخونة لتغطية عمالتهم وتبرير خيانتهم فإن التاريخ والشعوب لم تشفع لهم ذلك، وظل المجاهد المقاوم مجاهدا مقاوما، وظل العميل الخائن عميلًا خائنًا.