(حجارة داود) تحطم (عربات جدعون)

  • السبت 07, يونيو 2025 10:23 ص
  • (حجارة داود) تحطم (عربات جدعون)
في مشهد يعيد كتابة التاريخ بروح الإيمان وسلاح الإرادة، تطلق المقاومة الفلسطينية على سلسلة عملياتها النوعية الأخيرة اسم "حجارة داود"، وهو اختيار ليس عشوائيًا، بل محمّل بالرمزية القرآنية والدلالة النفسية، ويُشكّل ردًا بليغًا على التسمية التوراتية "عربات جدعون" التي يستخدمها جيش الاحتلال لتجميل عدوانه.
(حجارة داود) تحطم (عربات جدعون)
الرسالة نت- خاص
في مشهد يعيد كتابة التاريخ بروح الإيمان وسلاح الإرادة، تطلق المقاومة الفلسطينية على سلسلة عملياتها النوعية الأخيرة اسم "حجارة داود"، وهو اختيار ليس عشوائيًا، بل محمّل بالرمزية القرآنية والدلالة النفسية، ويُشكّل ردًا بليغًا على التسمية التوراتية "عربات جدعون" التي يستخدمها جيش الاحتلال لتجميل عدوانه.
ومنذ استئناف العدو الحرب في 18 مارس/آذار الماضي، قُتل في قطاع غزة 17 جنديًا وضابطًا في جيش الاحتلال، 8 منهم خلال الأسبوع الأخير، و4 أعلن مقتلهم أمس بأول أيام عيد الأضحى المبارك في كمين نوعي بخانيونس.
في القرآن الكريم، جاء داود عليه السلام شابًا صغيرًا لا يمتلك إلا حجرًا ومقلاعًا، ليُسقط به جالوت الجبار، رمز الظلم والغطرسة. وفي غزة، تكررت القصة: شعب محاصر، بأدوات بسيطة، يقهر آلة عسكرية جبارة تقتل بلا رحمة
تسمية عمليات المقاومة بـ"حجارة داود" ليست مجرد استعارة، بل إعادة تموضع أخلاقي وتاريخي وديني. تقول المقاومة: نحن ورثة داود الحق، ولسنا من اغتصبوا رمزيته وزوّروا قصته.
أبو عبيدة: ورثة الأنبياء يدكّون جبروت الاحتلال
وفي تصريح لافت للناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، قال: "لا يزال مجاهدونا ورثةُ الأنبياء يقذفون بـ"حجارة داود" على "عربات جدعون" فتدمغ جبروت الاحتلال فإذا هو زاهق، ليسطروا ببطولاتهم انتصارَ الفئة المؤمنة المستضعفة على الفئة الظالمة المتغطرسة.
وأضاف أن ما تكبده الاحتلال اليوم من خسائرَ في خانيونس وجباليا لهو امتدادٌ لسلسلة العمليات النوعية، ونموذجٌ لما ستُجابَه به قوات الاحتلال في كل مكان تتواجد فيه، وليس أمام جمهور العدو إلا إجبارَ قيادتهم على وقف حرب الإبادة أو التجهُّز لاستقبال المزيد من أبنائهم في توابيت."
اسم يحمل في طياته النبوءة والرعب
واوضح الباحث يونس أبو جراد أن اسم "حجارة داود" هو: "توفيق في الاختيار ونجاعة في الأداء."، موضحا أن هذا الاسم يحمل عدة دلالات:
استحضار لقصة انتصار الضعيف على القوي، كإشارة إلى أن النصر ليس في الكثرة، بل في الصدق والحق.
قلب للمعادلة الدينية، حيث يتم سحب رمزية داوود من السردية الصهيونية وإعادتها إلى منبعها القرآني.
تأكيد على رمزية الحجر الفلسطيني، الذي بدأ به النضال في الانتفاضة الأولى وما زال رمزًا للمقاومة.
رسالة إعلامية ذكية، تخلط بين الرمزية الدينية والإبداع القتالي، وتربك خصومها.
ضربة نفسية للمجتمع الإسرائيلي، الذي يرى في داوود شخصية قومية، لكنه يراها اليوم تُقاتله من جديد.. ولكن في صف خصومه.
"عربات جدعون".. نسقط أمام الحجر
جيش الاحتلال لطالما أطلق على وحداته ومركباته العسكرية أسماءً من التراث التوراتي، مثل "عربات جدعون"، وهو قائد عسكري في الروايات الدينية العبرية قاد معارك ضد "أعداء إسرائيل". لكن الواقع في غزة مختلف: تلك العربات الحديثة تتهاوى تحت وابل كمائن المقاومة، وتُستدرج إلى الموت في أزقة جباليا ورفح وخانيونس، ليس على يد جيوش نظامية، بل عبر مقاتلين يملكون عقيدة راسخة وسلاحًا ذكيًا ومقلاعًا رمزيًا.
موقع حدشوت بزمان نشر تسجيلات صوتية عن الخسائر الإسرائيليية في الحرب على كل الجبهات: لو رأيتم ماذا فعلت حماس بمركباتنا المدرعة والدبابات، هذه الدبابات التي يقولون لكم عنها أنها الأفضل في العالم لو رأيتم حقا ما أصابها ستصيبكم الصدمة، أنتم لا تتذكرون لكن نصر الله قال "نحن ننتظر ما تبقى من الدبابات الإسرائيلية ".. حتى حزب الله كان يعرف هذه المعلومات.
"حجارة داود" ليست اسم عملية فحسب، بل عقيدة نضال، تعيد للشعوب المقهورة الثقة بأن النصر لا تحققه الدبابات ولا الطائرات، بل تحققه الإرادة، والإيمان، والقدرة على تحويل الحجر إلى صاعقة، والكمين إلى ملحمة.
ما يحدث في غزة هو أكثر من مقاومة، هو إعادة تفسير للتاريخ. وداود – الفلسطيني اليوم – لم يعد ذاك الراعي الصغير، بل هو كل طفل في المخيم، وكل مقاوم في النفق، وكل أمّ تُكفّن شهيدًا وتقول: “سيكبر الحجر ويهزم السيف من جديد”.
وفي غزة... لا تزال "حجارة داود" تنهال على "عربات جدعون"… فتسقطها، وتسقط معها أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.