مؤرخ في غزة ..كتاب وشهادة تكشف فصولاً من كارثة إنسانية غير مسبوقة

  • الأربعاء 28, مايو 2025 10:18 ص
  • مؤرخ في غزة ..كتاب وشهادة تكشف فصولاً من كارثة إنسانية غير مسبوقة
في شهادة نادرة تتجاوز أرقام الضحايا وبلاغة المؤتمرات، ينقل المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، مأساة غزة كما رآها بعينيه خلال 32 يومًا أمضاها داخل القطاع، ويصفها في كتابه المرتقب “مؤرخ في غزة” بأنها “كارثة إنسانية وأخلاقية لم يسبق لها مثيل”، تحدث في صمت إعلامي مطبق ومحو متعمد لأصوات الضحايا.
مؤرخ في غزة .. كتاب وشهادة تكشف فصولاً من كارثة إنسانية غير مسبوقة
المركز الفلسطيني للإعلام
في شهادة نادرة تتجاوز أرقام الضحايا وبلاغة المؤتمرات، ينقل المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، مأساة غزة كما رآها بعينيه خلال 32 يومًا أمضاها داخل القطاع، ويصفها في كتابه المرتقب “مؤرخ في غزة” بأنها “كارثة إنسانية وأخلاقية لم يسبق لها مثيل”، تحدث في صمت إعلامي مطبق ومحو متعمد لأصوات الضحايا.
أحياء مدمرة.. ومستشفيات تحولت إلى ركام
في شهادته التي تنقلها صحيفة لوموند الفرنسية، يتحدث فيليو عن حجم الدمار الذي تجاوز الوصف، حيث لم يترك العدوان الإسرائيلي شيئًا قائمًا، مستشفيات مدمرة بالكامل، أحياء سكنية أُزيلت من على الخارطة، وشوارع تحولت إلى أطلال صامتة، “لم أرَ، ولم أتخيل أن أرى مثل هذا الدمار في حياتي”، يقول المؤرخ.
لا ماء ولا طعام ولا خدمات صحية، ملايين الغزيين يعيشون في خيام بلاستيكية مهترئة، وسط مكبات النفايات والصرف الصحي المكشوف.
يبلغ عدد النازحين نحو 1.9 مليون شخص، في حين انخفض معدل المياه اليومية للفرد إلى 9 لترات فقط، منها 2 لتر فقط للشرب.
طفولة مهددة وضياع جيل بأكمله
ثلث سكان غزة من الأطفال باتوا خارج المدارس منذ توقف عمل الأونروا، ويبحث كثير منهم عن الطعام في القمامة أو يتسولون في الشوارع.
أما الصحة النفسية فغائبة، إذ يخدم القطاع بأكمله 4 أطباء نفسيين فقط، وسط انتشار الصدمات النفسية التي لا تقل فتكًا عن الجوع والقنابل.
النساء في قلب المعاناة
تتحدث الشهادة عن 700 ألف امرأة بلا رعاية صحية، ومعاناة من أمراض جلدية وهضمية حادة، ونقص شديد في مستلزمات النظافة.
يرى فيليو أن إسرائيل تمارس جريمة مزدوجة: الأولى بالقصف، والثانية بمحو الصورة الإنسانية للفلسطينيين من الإعلام العالمي، بعد منع دخول الصحافة الأجنبية، “قتلوا الضحايا مرتين: جسديًا ورمزيًا”، يكتب فيليو.
غزة… مرآة انهيار أخلاقي عالمي
ما يراه فيليو ليس مجرد فشل إنساني، بل فضيحة أخلاقية في وجه العالم الحر. “غزة اليوم تكشف أن الديمقراطيات الكبرى تتواطأ بالصمت مع آلة الحرب، وأن ما يجري لم يعد فقط مأساة فلسطينية، بل فضيحة للضمير العالمي”.
في شهادة مؤرخ، نجد ما فشلت نشرات الأخبار في نقله. غزة ليست فقط منطقة منكوبة، بل جرح مفتوح في قلب الإنسانية.
ومهما حاولت آلة التعتيم طمس الحقائق، فإن التاريخ سيكتب أن صمت العالم كان شريكًا في الجريمة.