( يـَـا أهـْــل َ غـَـزّة َ عـَـلــّـمُــونــا )

  • الثلاثاء 20, مايو 2025 11:58 ص
  • ( يـَـا أهـْــل َ غـَـزّة َ عـَـلــّـمُــونــا )
يا عالمَ الإجرام ِ والطـُّغيان ِ والـصـّمتِ الـبـَذيــئ المــُـحتـقـَـر أفـَـلا تـَرونَ النـارَ تعلو والـدُّخـانَ سـَحـَائـِبـا ً فيها

( يـَـا أهـْــل َ غـَـزّة َ عـَـلــّـمُــونــا )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر /
محمد عبدالرازق أبو مصطفى
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
( مـَـجــنـــــون ُ غــــَــزّة )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا عالمَ الإجرام ِ والطـُّغيان ِ
والـصـّمتِ الـبـَذيــئ المــُـحتـقـَـر
أفـَـلا تـَرونَ النـارَ تعلو
والـدُّخـانَ سـَحـَائـِبـا ً فيها
مـِنَ الــذُّعـرِ المـَهــول
هل هــاجـَرَت غـَزّةُ عنكم
في ليالي القهر ِ والعـَجز ِ الـذّليل
أم أن ّ غـزّةَ أصبـَحــت
في كـوكـَب ٍ خارج نِـطاق ِ
الأرضِ ' أو قـد أقلـَعــت ليلا ً
على ظـَهر ِ الـزّلازِل ِ والـمـِحـَن
أم أنـّـها قـد أبحـَرَت عنكم
بـَعيدا ً في اختـِلاجات ِ الرّحيل
فالموتُ يـزحـفُ فوقـَها مـُترَبـّصاً
بالـرّعبِ يـَنشـُبُ في شـَوارِعِها
الأظافـِر َ والمــخالـِبَ والنـّيوب
في كـلّ أصنافِ العـَذابِ تــعيشُ
غـــزّةُ بينـَكـُم وأمامَـكم
يا عالمَ الخـِزيِ الـذّليل
الكـُل ُّ فيكم مُجرِمٌ وقاتِل ٌ
وداعـِمٌ للحـربِ ( إعلاما ً )
ومالا ً وسـِلاحا ً ) وعـميل
لكنـّكم صـُـم ٌّ وعـُميانٌ
وبـُكـْم ٌ في مـَواخيرِ الـذّهول
يا عالم َ الـبَغي ِ المـُـقَـنــّنِ
ألف ُ مِـكيال ٍ تـَكيلونَ بـِها
لا العدل ُ يـعرِفُكم ولا الأعرافُ
لا الأمنُ مـَجلِسُكم ولا الإنصافُ
لا ذوقُ لا أدَبٌ ولا أخلاق ُ
لا رَحمة ٌ أبداً بـِكُم ' فقلوبـُكم
صَخرٌ أصمٌّ جَلمَدٌ ' جـَـفـّت
بـِهِا أوصافُ إنسانيـّةٍ حَمقاءَ
في كـلّ المــواسِمِ والفـُصول
يا أهل غـَزّةَ عـَلـّمونا
كيفَ نـَبني في كَيانِ العــجزِ
أبراجـا ً منَ الـصـّبرِ الجـميل
أو عـَلـّمونا في مَحاريبِ الـسّجودِ
لِرَب ّ هذا الكونِ إخلاصـا ً
لـِيـغـمـُرَنا شـُعـورٌ أن ّ مـعـنا
اللهَ في حـُلكـَةِ هذا
الليل ِ والـدّرب ِ الـطـّويل
عـَلـّمونا أنـّنا نَـَبرَأُ للهِ
مـِن كـُفر ٍ وشـِرك ٍ ونـِفاق
وأنـّـنا نـَبرَأُ مـِن عـِبادَةِ عِجلِ
الـسّامِرِيّ ومِن كل ّ العـُجول
يا أهلَ غـَزّةَ عـَلـّمونا كيفَ
نـَسترجِـِعُ في دِيارِ العُربِ
نَخـوَتـَنا التي ذُبـِحـت على
أقـدام ِ خـِنـزيـر ٍ لـَعـيـن
أو كيف َنـَستــحيي مـِن َ اللهِ
فـَلا داعي لـِكي نـَعقِدَ قـِمـّة ً
عـَمياءَ قـَرّرَها بــنو صـَهيونَ
بالإكراه ِ فوقَ رِقابـِنا
مـِن دونِ أن يَـبدو حِراك ٌ
ناشـِز ٌ بينَ الشـّفاهِ أو العـُيون
حـَتـّى دَفـعـنا جِزيـةً هـَوجاءَ
مِن آلافِ مِلياراتِ دولارات ِ
أمـّتِـنـا ' وحُكـّام ُ العـُروبَة ِ لِلأعادي
خانِعون َ وخاضـِعون َ وصـاغِرون
لا عاش َ مًن للكـُفرِ يَركـَعُ أو يـهون
يا أهلَ غـَزّة َ عَـلـّمونا كيفَ
نـَبني صــرحَ عِـزّتِنا أبـِيـّا ً
سـَامِقـا ً أو شامِخا ً بين َ الـنـُّجوم
لـم تـُدفـَنوا أنتـُم . . . بـِصُمودِكم
أنتم دَفـَنـتُـم أمـّـة ً
ذُبـِحَت كَرَامـَـتـُها على أيدي
عُلوج ِ الـكـُفرِ والحـِقدِ الـدّفين
لا تـَعذُرونا. . . إنـّنا الأمواتُ
في دُنـيا المـَنايـا والقـُبـور
يا أهلَ غـَزّةَ عـَلـّمونا كيف َ
نَـحيا بعـدَ مَوتٍ مـِن جــديـد
ونـُهــُبُّ مـِن تـَـحتِ الـرّماد ِ
كـَطائِـرِ العـَنقاءِ لا نــخشى المـَـنون
وجزاكم الله خير الجزاء
صنعاء في الاثنين
التاسع عشر من مايو 2025 م
الموافق 21 ذو القعدة 1446 هـ