ترانيم النار!
د . أسامة الاشقر
1. ربما لا تسمعنا هذه النار، ولا ترانا، وربما لا تعقل ما تفعله، ولا تدري ما تَصرخ عليه، ولا تدرك أنها بالنسبة لنا الآن في الجند الذي يردّ عنا بعض الكيد، ويشفي بعض الغيظ، ويبرّد بعض الحميم!
2. ربما كانت هي أخت النار التي تحشر الناس إلى ميدان حسابهم يوم الدين، ومن جنس العذاب الذي يعذِّبنا به أولئك الغادرون المعتدون!
3. أعلمُ أنها نار بلا نور يُستضاء به، وأنّه لا يُستشفَى بكيّها الذي يحرق قُيوح الجروح، لكنها تطهّر الأرض التي تتنجّس بأنفاس الأوغاد وفضلاتهم، وأعلم أن حرائقها تغذّي الحقول البُور، وتدْفئ من البرد الذي يفرّ عنها!
4. جاءت أيادي النار، وأحضرت معها سواعد الدخان، والتفّت الساق بالساق، وهكذا الأيدي والأرجل إذا كثرت فإنها تسير في الظنّ على غير استقامة، لكنها تصل إلى فرائسها كما تصل أرجل السلطعون، وكما تسبح أيادي الأخطبوط.
5. هي الآن في ثورة جوعها، فتحت أشداقها الواسعة على مصاريعها، والتهمت كل ما مرّت عليه، يُطرّيها رِيقُ أرياحٍ شرقيّة غاضبة ثائرة، تهضم كل شيء تدخل عليه رغم أنها بلا معدة، ولا تخلّف وراءها إلا الرماد والسواد!
6. ألسنتها الحمراء هي أسنانها التي تكسر الأشياء قبل أن تذيبها، وتتغذّى عليها لتكبر، وتأكل كل ما حولها في شراهة ونهمٍ
7. هذه النيران الرحيمة تقتل ظلالها وظلال ما تمرّ عليه، ألا ترى ظلال السواد تترامَى وراءها كأنها رايات الحِداد.
8. لا أدري كيف هاجت هذه النار أو توهّجت، هل هي هذه الأشجار في بلادنا تنتظر أن تكبر لتشتعل، كما ينتظر العجين أن يدخل الفرن ليصير خبزاً؛ أم هو هذا القشّ اليابس الذي كانوا يرمونه على حواف الشرارات المطفيّة الخاملة بعد أن يقتلعوه من أحراشنا المنهوبة ومراعينا الممنوعة من أن ترتع فيها بهائمنا!
9. كل ما نعرفه أنها جنديّ أعمى بصير يأكل كل ما حوله دون تمييز، فإذا لم يجد ما يأكله أكل نفسه، واطمأنّ إلى شرارته الكامنة التي لا تنقدح بالكيّ الرفيق.
10. هل هذه النار ستحرق أصابعهم فحسب لأنّهم يلعبون بها في الجوار، أم أنّها إنذار بنار أعظم لن تترك عظامهم، قبل أن يحرقها طوفان آخر غير محسوب يَقْلِب عليهم تدبيرَهم!
د . أسامة الاشقر
1. ربما لا تسمعنا هذه النار، ولا ترانا، وربما لا تعقل ما تفعله، ولا تدري ما تَصرخ عليه، ولا تدرك أنها بالنسبة لنا الآن في الجند الذي يردّ عنا بعض الكيد، ويشفي بعض الغيظ، ويبرّد بعض الحميم!
2. ربما كانت هي أخت النار التي تحشر الناس إلى ميدان حسابهم يوم الدين، ومن جنس العذاب الذي يعذِّبنا به أولئك الغادرون المعتدون!
3. أعلمُ أنها نار بلا نور يُستضاء به، وأنّه لا يُستشفَى بكيّها الذي يحرق قُيوح الجروح، لكنها تطهّر الأرض التي تتنجّس بأنفاس الأوغاد وفضلاتهم، وأعلم أن حرائقها تغذّي الحقول البُور، وتدْفئ من البرد الذي يفرّ عنها!
4. جاءت أيادي النار، وأحضرت معها سواعد الدخان، والتفّت الساق بالساق، وهكذا الأيدي والأرجل إذا كثرت فإنها تسير في الظنّ على غير استقامة، لكنها تصل إلى فرائسها كما تصل أرجل السلطعون، وكما تسبح أيادي الأخطبوط.
5. هي الآن في ثورة جوعها، فتحت أشداقها الواسعة على مصاريعها، والتهمت كل ما مرّت عليه، يُطرّيها رِيقُ أرياحٍ شرقيّة غاضبة ثائرة، تهضم كل شيء تدخل عليه رغم أنها بلا معدة، ولا تخلّف وراءها إلا الرماد والسواد!
6. ألسنتها الحمراء هي أسنانها التي تكسر الأشياء قبل أن تذيبها، وتتغذّى عليها لتكبر، وتأكل كل ما حولها في شراهة ونهمٍ
7. هذه النيران الرحيمة تقتل ظلالها وظلال ما تمرّ عليه، ألا ترى ظلال السواد تترامَى وراءها كأنها رايات الحِداد.
8. لا أدري كيف هاجت هذه النار أو توهّجت، هل هي هذه الأشجار في بلادنا تنتظر أن تكبر لتشتعل، كما ينتظر العجين أن يدخل الفرن ليصير خبزاً؛ أم هو هذا القشّ اليابس الذي كانوا يرمونه على حواف الشرارات المطفيّة الخاملة بعد أن يقتلعوه من أحراشنا المنهوبة ومراعينا الممنوعة من أن ترتع فيها بهائمنا!
9. كل ما نعرفه أنها جنديّ أعمى بصير يأكل كل ما حوله دون تمييز، فإذا لم يجد ما يأكله أكل نفسه، واطمأنّ إلى شرارته الكامنة التي لا تنقدح بالكيّ الرفيق.
10. هل هذه النار ستحرق أصابعهم فحسب لأنّهم يلعبون بها في الجوار، أم أنّها إنذار بنار أعظم لن تترك عظامهم، قبل أن يحرقها طوفان آخر غير محسوب يَقْلِب عليهم تدبيرَهم!