ساري عرابي: الاحتلال يماطل لإطالة الأزمة الإنسانية بغزة لاستثماره

  • الجمعة 21, فبراير 2025 09:40 ص
  • ساري عرابي: الاحتلال يماطل لإطالة الأزمة الإنسانية بغزة لاستثماره
أكد الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن الاحتلال الإسرائيلي يماطل في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مستغلًا الأزمة الإنسانية في غزة لتحقيق مكاسب سياسية، بدعم وتواطؤ أمريكي وإقليمي.
ساري عرابي: الاحتلال يماطل لإطالة الأزمة الإنسانية بغزة لاستثمارها سياسيًا
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن الاحتلال الإسرائيلي يماطل في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مستغلًا الأزمة الإنسانية في غزة لتحقيق مكاسب سياسية، بدعم وتواطؤ أمريكي وإقليمي.
ويشير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد محاولات لإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني بما يخدم الاحتلال، في ظل استمرار العدوان على الضفة الغربية، واستهداف المقاومة عبر سياسات التهجير والتضييق الاقتصادي.
في هذا الحوار مع المركز الفلسطيني للإعلام، يتحدث عرابي عن أبعاد التعنت الإسرائيلي، ومخاطر الاستثمار السياسي في الأزمة، ومستقبل قطاع غزة، إضافةً إلى مساعي تصفية المقاومة في الضفة الغربية.
التلكؤ الإسرائيلي والتواطؤ الأمريكي
يؤكد عرابي أن مماطلة إسرائيل في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار كانت متوقعة، إذ أن الاحتلال تاريخيًا لا يلتزم بتعهداته.
ويوضح أن نتنياهو أُجبر على التفاوض مع المقاومة، متنازلًا عن شعار “النصر الكامل”، لكنه يسعى لطمأنة اليمين الإسرائيلي عبر المماطلة، واستعادة الأسرى دون الوفاء بالالتزامات، خصوصًا فيما يتعلق بالبروتوكول الإنساني.
ويشير إلى أن واشنطن تتماهى مع تل أبيب في الضغط على غزة، من خلال إبقاء الوضع الإنساني كارثيًا، وعرقلة إزالة الركام وإعادة الإعمار، ضمن خطة أمريكية تستهدف تهجير الفلسطينيين من القطاع.
إطالة الأزمة لتحقيق أهداف سياسية
ويرى عرابي أن الاحتلال يعمل على إطالة الأزمة الإنسانية، مستغلًا المأساة لتحقيق أهداف سياسية، عبر التنسيق مع دول إقليمية لإعادة هندسة المشهد الفلسطيني.
ويعتبر أن ما لم يتحقق بالحرب الشاملة، تسعى إسرائيل لإنجازه عبر استثمار تداعياتها الكارثية.
ويشير إلى أن العودة للحرب تظل احتمالًا قائمًا، لكنه ليس سهلًا، بسبب عودة النازحين، وامتلاك المقاومة أوراق ضغط، أبرزها ملف الأسرى الإسرائيليين.
إعادة الإعمار كسلاح سياسي
يؤكد عرابي أن الاحتلال والولايات المتحدة يستخدمان ملف إعادة الإعمار كورقة ضغط على حماس، في محاولة لإخراجها من المشهد الفلسطيني. لكنه يرى أن هذه السياسة ستفشل، لأن شرعية المقاومة لا تستمد من الإقليم أو الاحتلال، بل من الشعب الفلسطيني.
ويحذر من أن الاحتلال قد يلجأ إلى تحريض الفلسطينيين ضد المقاومة عبر ربط إعادة الإعمار بشروط سياسية، لكنه يؤكد أن حماس لن تخضع للابتزاز، ولن تسمح بأن يُفرض على غزة ترتيبات سياسية عبر الدبابة الإسرائيلية.
حماس وإدارة غزة
ويكشف عرابي أن حماس كانت مستعدة للتنازل عن إدارة غزة قبل 7 أكتوبر، كما أبدت استعدادها لخوض انتخابات 2021 التي أفشلتها السلطة الفلسطينية.
ويؤكد أن الحركة قدّمت، منذ بداية الحرب، رؤية وطنية لإدارة غزة، لكنها اصطدمت برفض السلطة، وهو ما استغله الاحتلال لمواصلة العدوان، كما وافقت على مقترح مصري لتشكيل لجنة إسناد تابعة للسلطة وهو ما رفضته الأخيرة.
التصعيد في الضفة الغربية
وحول الوضع في الضفة الغربية، يرى عرابي أن الاحتلال ينفذ حملة عسكرية مكثفة تستهدف القضاء على المقاومة في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، في إطار سياسة التهجير والتدمير الممنهج.
ويشير إلى أن نتنياهو يستخدم هذا التصعيد لإرضاء اليمين المتطرف، وإثبات أن إسرائيل ما زالت في “حالة حرب”، رغم توقيع اتفاق التهدئة في غزة، ضمن مخططات أوسع لفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية.