المطلوب لإيقاف الإبادة في غزة

  • الأحد 28, يوليو 2024 07:48 م
  • المطلوب لإيقاف الإبادة في غزة
ماذا يريد العالم أكثر من أن يتبنى الرئيس الأمريكي مبادرة لوقف النار وينسبها إلى الخبيث النتن ثم يخجله هذا الخنزير وينطلق كالبلدوزر لا يوقفه شيء ؟!
المطلوب لإيقاف الإبادة في غزة
د.أحمد داود شحروري
ماذا يريد العالم أكثر من أن يتبنى الرئيس الأمريكي مبادرة لوقف النار وينسبها إلى الخبيث النتن ثم يخجله هذا الخنزير وينطلق كالبلدوزر لا يوقفه شيء ؟!
هل هناك خلطة سحرية تطوع دولة الاغتصاب وتجبرها على التسليم والخضوع ؟
إن المتأمل في مواقف دول العالم بدقة يعلم يقينا أنه لا يتوافر جهد صادق في سبيل إيقاف هذا الوحش المسعور ولجم شهيته للقتل والتدمير، فإيقاف الحرب بجهد أمريكا سبيله إيقاف المدد السخي الذي ليس لدولة الاغتصاب مصدر لشحذها واستمرار جذوتها إلا مصانع الأسلحة والقرارات الرئاسية والتشريعية الأمريكية، ويعلم العرب أن لا أمل في إيقاف الوكيل الحصري لأمريكا في منطقتنا ولا ثنيه عن إمضاء مخططه في المنطقة بأسلوب الدلال والدبلوماسية، لأنه لا يعرفهما، لقد أطلقوا يديه لتنفيذ مخططاتهم، فهو الذي لو لم يكن موجودا لسعوا إلى إيجاده كما صرح رئيسهم، لما له من أثر في تحقيق مصالحهم.
وإذا انقطع الرجاء من أمريكا فإن الأنظار بدهيا تتجه إلى الأمة المليارية المسلمة التي تعودت -من أسف- على أن تعطي الدنية في دينها وعروبتها منذ ورثت عزّ العرب والمسلمين فخذلت مُوَرّثها وإضاعت إرثه وكتبت على نفسها تبعية الغساسنة والمناذرة الأولى.
دول عربية قليلة يمكن أن توقف الحرب فعلا، فمصر أكبر دولة عربية إذا ألغت معاهدة كامب ديفد وحمّرت عينها ولو إلى درجة أقل من الهجوم العسكري ستسهم في إيقاف الحرب، والأردن لديها معاهدة وادي عربة والاتفاقات الجانبية الأخرى من كهرباء إلى ماء إلى سواهما، ستخلخل أمن يهود إذا أنهت العمل بها جميعا، يضاف إليها أثر التحرك الجماهيري المخيف جدا للصهاينة إلى درجة ضغطهم لإيقافه. وعدم الاستجابة لهم بإطلاق يد الجمهور الأردني الواعي الحريص على أمن بلده سيخيف يهود، ويزداد هلعهم لو سمح للجماهير بأن تقترب قليلا من الحدود لإشعارهم بجدية الموقف.
لا رجاء لي في سورية فمعادلتها معقدة، والرجل هناك رجلهم، ولأجل مثل هذه الأيام سعوا إلى إبقائه على كرسيه، أما مهوى أفئدتنا الحجاز فإن بصَر الصهاينة يمتد إليها ويطمع بالوصول إليها لاستعادة أمجاده في خيبر وغيرها، ولدى السعودية الكثير لكي تخدم مشروع إيقاف الحرب بمنع أي مدد نفطي أو غير نفطي لهذا العدو اللئيم، وقطع أمله بالكامل بعلاقات دبلوماسية يمكن أن يحضّر لها تحت النار، مما يزيده طمأنينة ومضيّا في مشروعه لإفناء غزة.
لقد أصدر زعماء الصهاينة أول انطلاق الطوفان توجيها، أو قل طلبا للعرب بأن يصمتوا، وقد استجاب لهم سواد العرب، فها هم صامتون، ومن لم يصمت فقد تكلم خُلفا بالنعي على المقاومة وتحميلها مسؤولية ما يحدث من دمار، ومن العرب من لم يصمت أولا عن الجهر بالنعي على يهود ما يرتكبونه من جرائم، لكنهم خلال مآتم الشهداء فتحوا مكبرات الصوت عند شبابيك جيرانهم “المجبورين” على أغاني تعجّ بالحياة اللاأبالية، وكأن الأمر كله لا يعنيهم، ما دامت المهرجانات سبيلا للتسويق السياحي!!
هذه الأمة تستطيع أن توقف الحرب لكنها بعدُ لا تريد.
(البوصلة)