جو بايدن.. الرئيس الإنسان!
محمود عبد الهادي
الجزيرة نت
توفي قبل أيام المعارض الروسي أليكس نفالني في سجنه المعزول في القطب الشمالي، حيث كان يقضي حكماً بالسجن لمدة ١٩ عاماً بتهمة التطرف. وقد سارع الرئيس الأميركي جو بايدن مباشرة ليعرب عن غضبه لهذه الوفاة، نافياً أن تكون وفاة طبيعية، ومتهماً الرئيس بوتين بالمسؤولية عن مقتله كدليل على وحشيته، ومشدّداً على ألا يخطئ أحد في أميركا وروسيا والعالم ويظن غير ذلك، متهماً بوتين بأنه لا يستهدف مواطنيه فقط، وإنما يستهدف مواطني الدول الأخرى كما يفعل في أوكرانيا.
وقد نعى الرئيس بايدن المعارض الروسي بمزيد من الأسى، واصفاً إياه بأنه كان صوتاً قوياً للحقيقة، وقف بشجاعة ضد الفساد والعنف، وتم اعتقاله بجرائم مفبركة، ولم يمنعه ذلك من مواصلة احتجاجه. ويتساءل المرء عن هذه الإنسانية التي حلّت على الرئيس بايدن وهو يتألم لوفاة نفالني، ويتغنى بمعارضته البطولية للرئيس بوتين، في الوقت الذي يصرّ فيه على مواصلة حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها مع الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر.
الإنسانية الإجرامية
يتساءل المرء وهو يقف غاضباً أمام هذه الإنسانية الشيطانية الإجرامية التي يتقمّصها الرئيس بايدن تجاه وفاة نفالني: ما الفرق في أعين الإدارة الأميركية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو؟ ما الفرق بين أوكرانيا وقطاع غزة؟ وما الفرق بين الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي ورئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، وقبل هذا وذاك؛ ما الفرق بين الولايات المتحدة وروسيا؟
وتقودنا ممارسات الهيمنة الأميركية في العالم إلى تحديد هذه الفروق على النحو التالي:
أن الولايات المتحدة في هذه المرحلة من التاريخ؛ قائدة القطب الدولي الوحيد، وزعيمة النظام العالمي بمؤسساته وأنظمته واتفاقياته وتشريعاته. هي التي تحدد خطط المصالح للبشرية، وهي التي تصنع الفرص الاستثمارية والمشروعات التطويرية، وتتحكم في المؤسسات الإقليمية والدولية، ما تراه صواباً فهو عين الصواب، بغض النظر عن الخطأ الذي يعتريه والتضليل الذي يكمن فيه، وما تقوله فهو الصدق والحق بغض النظر عن مجافاته للواقع والوقائع والأدلة والبراهين والتشريعات والقوانين، وهي التي تصنّف العالم ما بين حليف وشريك وصديق وعدو وإرهابي ومارق، وتحدد من هو المجرم ومن هو الضحية، وتشرّع للعالم ما تشاء وتسقط من التشريعات ما تشاء، حتى لو كانت ضد سنن الكون والطبيعة الإنسانية والمصلحة البشرية.
الولايات المتحدة تحاسب الجميع ولا يحاسبها أحد، وتعاقب الجميع ولا يجرؤ على عقابها أحد، تتهم من تشاء بما تشاء ولا يجرؤ على اتهامها أحد، ترتكب ما تشاء من الجرائم في طول الأرض وعرضها، ولا تكترث لما تتركه وراءها من دمار وقتلى وكوارث إنسانية وعمرانية وبيئية ومآسٍ اجتماعية، قتلت حوالي خمسة ملايين إنسان غالبيتهم العظمى من المدنيين في أفغانستان وباكستان والعراق واليمن والصومال على مدى ٢٠ عاماً في حربها المزعومة على الإرهاب، ولم يجرؤ أحد على توجيه أصابع الاتهام أو عبارات الإدانة لها، أو على الأقل مطالبتها بالاعتذار والتعويض.
دعمت الكيان الصهيوني في حربه على قطاع غزة وأطلقت يده ليدمّر البيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والأسواق والمقابر والمزارع والطرقات، ويقتل من يشاء بالطريقة التي يشاء من النساء والأطفال والمدنيين، الذين تجاوز عددهم حتى الآن ١٠٠ ألف قتيل وجريح، دون أن يصدر عنها أي إدانة أو تنديد أو تجريم، بل تشدّد باستمرار على دعمها للكيان الصهيوني وتعطيه الحق في القيام بما يشاء بحجة الدفاع عن أمنه واستقراره.
• أما روسيا؛ فهي دولة تستند على إرث الاتحاد السوفياتي التاريخي الذي تقاسم زعامة العالم مع الولايات المتحدة لأكثر من ٤٠ عاماً، وتعرف أن هذا الإرث لن يعود مرة أخرى، ولكنها تحاول أن تعيد تموضعها، وتستعيد موقعها على خارطة النفوذ الدولي، وتزعزع استقرار زعامة الولايات المتحدة، بالإصرار على إعادة بناء النظام العالمي ليصبح نظاماً متعدد الأقطاب. وبعد سنوات طويلة من التعاون المتبادل بينهما؛ القائم على برامج تعزيز الثقة وتكامل المصالح، رأت روسيا أن تقف في وجه الهيمنة الأميركية وتوسعها، وكانت ساحة المبارزة هذه المرة ليست فيتنام ولا كوريا في جنوب شرق آسيا، ولا كوبا ونيكاراغوا في أميركيا الجنوبية، بل أوكرانيا التي تقع بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وهنا سارعت الولايات المتحدة إلى اغتنام الفرصة وإعداد القفص الذي تصطاد فيه الدب الروسي، فقادت الاتحاد الأوروبي للوقوف إلى جانب أوكرانيا في وجه روسيا حتى تنتصر عليها، تاركة الحلول السياسية التي تتشدق بها وراء ظهرها، بغض النظر عن الثمن الذي ستدفعه أوكرانيا في سنوات الحرب الطويلة التي مضى منها حتى الآن عامان فقط.
• أن الفرق بين بوتين ونتنياهو يكمن في أن الأول يصرّ على التمرد على أحادية القطب الأميركية وزعامتها للنظام العالمي، في وقت ترى فيه الولايات المتحدة أنها لن تسمح بمثل هذه التمردات، ولا موقع لأمثال بوتين في هذا النظام. أما نتنياهو فهو ربيب النظام، وسليل سدنته القائمين على حراسته وصيانته، وزعيم الكيان الصهيوني الذي أوجده النظام في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني، وما يقوم به الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في عموم فلسطين منذ ليل النكبة، وفي قطاع غزة بعد "طوفان الأقصى" امتداد لما تقوم به زعيمة النظام وراعية الكيان في العالم.
• أما الفرق بين أوكرانيا وقطاع غزة، أن الأولى تمثل امتداداً جغرافياً استراتيجياً للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة على الحدود مع القوى المناوئة للنظام العالمي القائم، مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، وأما الثانية فتمثل امتداداً جغرافياً استراتيجياً للكيان الصهيوني ضمن تطلعاته التوسعية الإقليمية والدولية.
• أما الفرق بين زيلينسكي وهنية، أن الأول يقود دولة تتطلع إلى الانفكاك التاريخي عن روسيا، واللحاق بالنظام العالمي والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، في الطريق لاستكمال الطوق الغربي لروسيا، وهو مستعد للقيام بكل ما يلزم من أجل تحقيق ذلك، حتى لو كان على حساب خراب أوكرانيا ومصلحة الشعب الأوكراني. أما هنية؛ فهو زعيم لحركة مقاومة ترفض الاعتراف بهذا النظام العالمي، وترفض التنازل عن حقوق شعبها التاريخية والقبول بما يقدمه لها من حلول ترضوية تشدّ الطوق حول رقبتها، وبالتالي؛ فإن النظام العالمي لا يعترف بها، ويعتبرها حركة إرهابية يجب القضاء عليها، ولا مكان لها في منصات هذا النظام، وما تقوم به من أعمال ضد الكيان الصهيوني لا تصنّف كأعمال مقاومة بحكم القانون الدولي، وإنما كأعمال إرهابية لا بد من مواجهتها ومنع تكرار حدوثها.
هذه النقاط توضح لنا مدى وحشية الإنسانية الأميركية، وطبيعة أردية الخداع والتضليل التي تكتسيها، كما توضح لنا الأسباب التي دفعت الرئيس بايدن إلى تناسي حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها في قطاع غزة وملايين البشر الذي سقطوا على أيدي الإدارات الأميركية المتعاقبة، ليندد بوفاة المعارض الروسي نفالني، رافضاً التسليم بالمعلومات التي أصدرتها مصلحة السجون الروسية حول ملابسات الوفاة.
محمود عبد الهادي
الجزيرة نت
توفي قبل أيام المعارض الروسي أليكس نفالني في سجنه المعزول في القطب الشمالي، حيث كان يقضي حكماً بالسجن لمدة ١٩ عاماً بتهمة التطرف. وقد سارع الرئيس الأميركي جو بايدن مباشرة ليعرب عن غضبه لهذه الوفاة، نافياً أن تكون وفاة طبيعية، ومتهماً الرئيس بوتين بالمسؤولية عن مقتله كدليل على وحشيته، ومشدّداً على ألا يخطئ أحد في أميركا وروسيا والعالم ويظن غير ذلك، متهماً بوتين بأنه لا يستهدف مواطنيه فقط، وإنما يستهدف مواطني الدول الأخرى كما يفعل في أوكرانيا.
وقد نعى الرئيس بايدن المعارض الروسي بمزيد من الأسى، واصفاً إياه بأنه كان صوتاً قوياً للحقيقة، وقف بشجاعة ضد الفساد والعنف، وتم اعتقاله بجرائم مفبركة، ولم يمنعه ذلك من مواصلة احتجاجه. ويتساءل المرء عن هذه الإنسانية التي حلّت على الرئيس بايدن وهو يتألم لوفاة نفالني، ويتغنى بمعارضته البطولية للرئيس بوتين، في الوقت الذي يصرّ فيه على مواصلة حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها مع الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر.
الإنسانية الإجرامية
يتساءل المرء وهو يقف غاضباً أمام هذه الإنسانية الشيطانية الإجرامية التي يتقمّصها الرئيس بايدن تجاه وفاة نفالني: ما الفرق في أعين الإدارة الأميركية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو؟ ما الفرق بين أوكرانيا وقطاع غزة؟ وما الفرق بين الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي ورئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، وقبل هذا وذاك؛ ما الفرق بين الولايات المتحدة وروسيا؟
وتقودنا ممارسات الهيمنة الأميركية في العالم إلى تحديد هذه الفروق على النحو التالي:
أن الولايات المتحدة في هذه المرحلة من التاريخ؛ قائدة القطب الدولي الوحيد، وزعيمة النظام العالمي بمؤسساته وأنظمته واتفاقياته وتشريعاته. هي التي تحدد خطط المصالح للبشرية، وهي التي تصنع الفرص الاستثمارية والمشروعات التطويرية، وتتحكم في المؤسسات الإقليمية والدولية، ما تراه صواباً فهو عين الصواب، بغض النظر عن الخطأ الذي يعتريه والتضليل الذي يكمن فيه، وما تقوله فهو الصدق والحق بغض النظر عن مجافاته للواقع والوقائع والأدلة والبراهين والتشريعات والقوانين، وهي التي تصنّف العالم ما بين حليف وشريك وصديق وعدو وإرهابي ومارق، وتحدد من هو المجرم ومن هو الضحية، وتشرّع للعالم ما تشاء وتسقط من التشريعات ما تشاء، حتى لو كانت ضد سنن الكون والطبيعة الإنسانية والمصلحة البشرية.
الولايات المتحدة تحاسب الجميع ولا يحاسبها أحد، وتعاقب الجميع ولا يجرؤ على عقابها أحد، تتهم من تشاء بما تشاء ولا يجرؤ على اتهامها أحد، ترتكب ما تشاء من الجرائم في طول الأرض وعرضها، ولا تكترث لما تتركه وراءها من دمار وقتلى وكوارث إنسانية وعمرانية وبيئية ومآسٍ اجتماعية، قتلت حوالي خمسة ملايين إنسان غالبيتهم العظمى من المدنيين في أفغانستان وباكستان والعراق واليمن والصومال على مدى ٢٠ عاماً في حربها المزعومة على الإرهاب، ولم يجرؤ أحد على توجيه أصابع الاتهام أو عبارات الإدانة لها، أو على الأقل مطالبتها بالاعتذار والتعويض.
دعمت الكيان الصهيوني في حربه على قطاع غزة وأطلقت يده ليدمّر البيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والأسواق والمقابر والمزارع والطرقات، ويقتل من يشاء بالطريقة التي يشاء من النساء والأطفال والمدنيين، الذين تجاوز عددهم حتى الآن ١٠٠ ألف قتيل وجريح، دون أن يصدر عنها أي إدانة أو تنديد أو تجريم، بل تشدّد باستمرار على دعمها للكيان الصهيوني وتعطيه الحق في القيام بما يشاء بحجة الدفاع عن أمنه واستقراره.
• أما روسيا؛ فهي دولة تستند على إرث الاتحاد السوفياتي التاريخي الذي تقاسم زعامة العالم مع الولايات المتحدة لأكثر من ٤٠ عاماً، وتعرف أن هذا الإرث لن يعود مرة أخرى، ولكنها تحاول أن تعيد تموضعها، وتستعيد موقعها على خارطة النفوذ الدولي، وتزعزع استقرار زعامة الولايات المتحدة، بالإصرار على إعادة بناء النظام العالمي ليصبح نظاماً متعدد الأقطاب. وبعد سنوات طويلة من التعاون المتبادل بينهما؛ القائم على برامج تعزيز الثقة وتكامل المصالح، رأت روسيا أن تقف في وجه الهيمنة الأميركية وتوسعها، وكانت ساحة المبارزة هذه المرة ليست فيتنام ولا كوريا في جنوب شرق آسيا، ولا كوبا ونيكاراغوا في أميركيا الجنوبية، بل أوكرانيا التي تقع بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وهنا سارعت الولايات المتحدة إلى اغتنام الفرصة وإعداد القفص الذي تصطاد فيه الدب الروسي، فقادت الاتحاد الأوروبي للوقوف إلى جانب أوكرانيا في وجه روسيا حتى تنتصر عليها، تاركة الحلول السياسية التي تتشدق بها وراء ظهرها، بغض النظر عن الثمن الذي ستدفعه أوكرانيا في سنوات الحرب الطويلة التي مضى منها حتى الآن عامان فقط.
• أن الفرق بين بوتين ونتنياهو يكمن في أن الأول يصرّ على التمرد على أحادية القطب الأميركية وزعامتها للنظام العالمي، في وقت ترى فيه الولايات المتحدة أنها لن تسمح بمثل هذه التمردات، ولا موقع لأمثال بوتين في هذا النظام. أما نتنياهو فهو ربيب النظام، وسليل سدنته القائمين على حراسته وصيانته، وزعيم الكيان الصهيوني الذي أوجده النظام في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني، وما يقوم به الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في عموم فلسطين منذ ليل النكبة، وفي قطاع غزة بعد "طوفان الأقصى" امتداد لما تقوم به زعيمة النظام وراعية الكيان في العالم.
• أما الفرق بين أوكرانيا وقطاع غزة، أن الأولى تمثل امتداداً جغرافياً استراتيجياً للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة على الحدود مع القوى المناوئة للنظام العالمي القائم، مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، وأما الثانية فتمثل امتداداً جغرافياً استراتيجياً للكيان الصهيوني ضمن تطلعاته التوسعية الإقليمية والدولية.
• أما الفرق بين زيلينسكي وهنية، أن الأول يقود دولة تتطلع إلى الانفكاك التاريخي عن روسيا، واللحاق بالنظام العالمي والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، في الطريق لاستكمال الطوق الغربي لروسيا، وهو مستعد للقيام بكل ما يلزم من أجل تحقيق ذلك، حتى لو كان على حساب خراب أوكرانيا ومصلحة الشعب الأوكراني. أما هنية؛ فهو زعيم لحركة مقاومة ترفض الاعتراف بهذا النظام العالمي، وترفض التنازل عن حقوق شعبها التاريخية والقبول بما يقدمه لها من حلول ترضوية تشدّ الطوق حول رقبتها، وبالتالي؛ فإن النظام العالمي لا يعترف بها، ويعتبرها حركة إرهابية يجب القضاء عليها، ولا مكان لها في منصات هذا النظام، وما تقوم به من أعمال ضد الكيان الصهيوني لا تصنّف كأعمال مقاومة بحكم القانون الدولي، وإنما كأعمال إرهابية لا بد من مواجهتها ومنع تكرار حدوثها.
هذه النقاط توضح لنا مدى وحشية الإنسانية الأميركية، وطبيعة أردية الخداع والتضليل التي تكتسيها، كما توضح لنا الأسباب التي دفعت الرئيس بايدن إلى تناسي حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها في قطاع غزة وملايين البشر الذي سقطوا على أيدي الإدارات الأميركية المتعاقبة، ليندد بوفاة المعارض الروسي نفالني، رافضاً التسليم بالمعلومات التي أصدرتها مصلحة السجون الروسية حول ملابسات الوفاة.