إبراهيم الدقاق مهندس مدني مقدسي قاد نضالا سياسيا طويلا

  • الثلاثاء 30, سبتمبر 2025 11:01 ص
  • إبراهيم الدقاق مهندس مدني مقدسي قاد نضالا سياسيا طويلا
إبراهيم الدقاق مهندس مدني وناشط سياسي فلسطيني، ولد عام 1929 وتوفي عام 2016. وهو من قادة العمل الوطني بعد احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية عام 1967، ومن مؤسسي الجبهة الوطنية الفلسطينية، التي حملت أعباء تنظيم العمل السياسي الفلسطيني في سبعينيات القرن الـ20.
إبراهيم الدقاق مهندس مدني مقدسي قاد نضالا سياسيا طويلا ضد الاحتلال
الجزيرة نت
إبراهيم الدقاق مهندس مدني وناشط سياسي فلسطيني، ولد عام 1929 وتوفي عام 2016. وهو من قادة العمل الوطني بعد احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية عام 1967، ومن مؤسسي الجبهة الوطنية الفلسطينية، التي حملت أعباء تنظيم العمل السياسي الفلسطيني في سبعينيات القرن الـ20.
المولد والنشأة
ولد إبراهيم الدقاق في مدينة القدس عام 1929، والده جميل الدقاق ووالدته نزهة يونس الحسيني.
تزوج إبراهيم الدقاق من غيداء فؤاد عبد الحميد الدقاق وأنجبا ولدين (عزام ومنذر) وبنتا (أمل).
الدراسة والتكوين العلمي
تلقى الدقاق تعليمه الابتدائي في كُتّاب حيه، ثم في المدرسة الإسلامية التي أصبحت تسمى "المدرسة البكرية"، وانتقل بعد ذلك إلى مدرسة "روضة المعارف الوطنية"، التي أصبحت تسمى المدرسة العمرية، ثم أغلقها الانتداب البريطاني عندما كان الدقاق في الصف الثالث.
حصل الدقاق على الثانوية العامة من ثانوية "المترك" عام 1947، ثم دخل الجامعة الأميركية في القاهرة، وحصل فيها على البكالوريوس في العلوم والرياضيات عام 1952.
نال أيضا البكالوريوس في الهندسة من كلية "روبرت" بمدينة إسطنبول في تركيا عام 1961.
التجربة الوظيفية
بعد أن أنهى دراسته الثانوية عمل الدقاق في مكتب بريد القدس تحت سلطات الانتداب البريطاني لمدة 9 أشهر، وبعد تخرجه في الجامعة الأميركية انتقل إلى الكويت حيث درس الرياضيات 7 سنوات.
وفي عام 1961 انتقل هو وعائلته إلى القدس، وبين عامي 1961 و1965 عمل مهندسا في شركة اتحاد المشاريع، التي كان مقرها في عمّان.
وكان من أول مشاريعه بناء كلية الطيرة للبنات في رام الله، ثم أوكلت إليه الشركة ذاتها مهمة الإشراف على بناء مدرسة زراعية في الشوبك بالأردن، حيث عاش عامين.
في عام 1964 أصبح الدقاق يعمل لحسابه الخاص في القدس، وشارك في تأسيس شركة هندسية خاصة، وأدار مشاريع عدة في أريحا ورام الله والقدس، منها مشروع "دار الأيتام الإسلامية" في قرية العيزرية، الذي توقف نتيجة اندلاع حرب النكسة عام 1967.
وفي تلك الفترة ترأس أيضا جمعية مهندسي الضفة الغربية، ورغم الاضطرابات السياسية في المنطقة، واصل العمل بجد.
قرر إبراهيم الدقاق البقاء في مدينة القدس بعد احتلالها عام 1967، وسعى مع عدد من رفاقه إلى تفعيل نشاط "نقابة المهندسين"، كما ساهم في تنشيط النقابات المهنية الأخرى وتأسيس نقابات جديدة، مثل "نقابة الصيادلة" و"نقابة المحامين"، وتوحيدها في "مجمع النقابات المهنية" بالقدس، من أجل التصدي للاحتلال الإسرائيلي.
انتُخب الدقاق نقيبا للمهندسين في الضفة الغربية المحتلة بين سنتي 1978 و1986، وقاد النشاط الوطني لمجمع النقابات المهنية، كما ترأس المركز الفلسطيني لتنمية المشاريع الصغيرة تحت رعاية بيت الشرق.
ترأس الدقاق أيضا مؤسسة فيصل الحسيني والمجلس الاستشاري لمجلة القدس الفصلية، كما كان عضوا في مجلس أمناء جامعة بيرزيت، وفي 1973 انتُخب رئيسا لمجلس إدارتها، ثم تولى المنصب نفسه مرة أخرى من 2003 إلى 2006.
التجربة السياسية
عام 1959 أبعدته السلطات الكويتية عن البلاد بسبب ميوله السياسي، وانضم إلى "الهيئة الإسلامية العليا في القدس" برئاسة الشيخ عبد الحميد السايح، التي لم يقتصر نشاطها على الاهتمام بالأوقاف والمحاكم الشرعية وحماية المقدسات الإسلامية، بل كان لها حضور فاعل في المجال السياسي.
تولى مهمة إعادة إعمار المسجد الأقصى على إثر إحراقه في أغسطس/آب 1969، وشارك إبراهيم الدقاق في تأسيس "الجبهة الوطنية الفلسطينية" في أغسطس/آب 1973، وحضر اجتماعاتها السرية المبكرة التي كانت بمثابة الذراع السرية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
في عام 1976 ترأس مؤتمر القدس، الذي حضره رؤساء البلديات وشخصيات فلسطينية مؤثرة، وشارك في تأسيس لجنة التوجيه الوطني الثانية، التي تمثلها رسميا حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عام 1978 بعد اتفاقيات كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر.
عقدت اللجنة اجتماعات عامة، وكان لها جمهور أوسع، وكان للدقاق -الذي شغل منصب سكرتير اللجنة- دور فعال في ربط المجتمع المحلي بالقيادة الفلسطينية.
أسهم إبراهيم الدقاق في تأسيس اللجان الشعبية أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كما شارك مع حيدر عبد الشافي ومصطفى البرغوثي في تأسيس "حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية "عام 2002، وهي حركة تعارض اتفاقيات أوسلو.
عمل الدقاق أيضا عضوا في المجلس الاستشاري للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، بعد تأسيسها عام 2004.
مشاركته في بناء المؤسسات
شارك الدقاق في تأسيس العديد من المؤسسات البارزة في القدس، فكان المدير المؤسس عام 1968 والأمين العام لمستشفى المقاصد، وهو أحد المستشفيات الستة في شبكة مستشفيات القدس الشرقية، ويقع في جبل الزيتون.
شارك الدقاق سنة 1977 في تأسيس "الملتقى الفكري العربي" في القدس، وهو جمعية فكرية مستقلة ذات طابع تنموي، وفي سنة 1987 أصدر الملتقى في القدس مجلة "شؤون تنموية"، واختير الدقاق محررا مسؤولا عنها.
آثاره
كتب الدقاق مقالات وعددا من الدراسات تناول فيها الواقع الاجتماعي والتربوي والاقتصادي للفلسطينيين في الأرض المحتلة، وله عدد من الكتب منها:
نحو برنامج تنموي من أجل الصمود 1981.
مشكلة السكن في الأرض المحتلة 1981.
نحو إستراتيجية وخطة عمل للصراع العربي الصهيوني مشترك، 2010.
الجوائز والتكريمات
منحته إدارة جامعة بيرزيت دكتوراه فخرية في التنمية المجتمعية في مايو/أيار 2012.
منحه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وسام الاستحقاق والتميّز.