وليد الخالدي مؤرخ مقدسي بلغ العالمية
الجزيرة نت
وليد الخالدي مؤرخ ولد عام 1925 بمدينة القدس، وهو من أبرز المثقفين الفلسطينيين وأكثرهم تأثيرا في العصر الحديث، وأحد مؤسسي مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وكذا الجمعية العلمية الملكية في عمّان.
تخرج في جامعة أكسفورد عام 1951، وعمل محاضرا في الدراسات السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت وكذلك في جامعة برنستون وجامعة أكسفورد.
المولد والنشأة
ولد وليد الخالدي يوم 16 يوليو/تموز 1925 في القدس لعائلة عربية إسلامية رائدة تقول الروايات إنها ترجع في أصولها إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد، أحد القادة الرئيسيين للفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي.
والده هو أحمد سامح الخالدي (1896-1951) وكان معلما وكاتبا ومصلحا اجتماعيا وعميد الكلية العربية في القدس. ووالدته هي إحسان عقل شقيقة أمين عقل، المؤلف والمؤرخ الفلسطيني.
بعد وفاة والدته تزوج والده من المترجمة والمؤلفة اللبنانية عنبرة سلام، التي كانت ناشطة في جمعيات نسائية، وساهمت بشكل كبير في الحراك الداعي إلى "تحرير المرأة العربية".
أما جده راغب الخالدي فقد أنشأ عام 1900 مكتبة الخالدي، وهي أول مكتبة عامة في القدس.
تزوج وليد الخالدي من رشا سلام، وأنجبا ولدا (أحمد) وبنتا (كارما).
استقر الخالدي بمنزله في مدينة كامبريدج بولاية ماساشوستس الأميركية، لكنه كان يسافر بشكل مستمر في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط والولايات الأميركية بحكم نشاطه في البحث والكتابة.
الدراسة والتكوين العلمي
نشأ الخالدي في بيئة من التعليم والفكر والوعي السياسي، وتلقّى تعليمه الابتدائي في مدرسة الفرندز في مدينة رام الله، ثم انتقل إلى مدرسة القديس جاورجيوس الإنجيلية في القدس، وفيها أنهى تعليمه الثانوي، وكان يديرها والده، وصنفت في حينها من أفضل المدارس الثانوية الفلسطينية.
سافر الخالدي إلى بريطانيا لإكمال تعليمه الجامعي، فحصل على درجة البكالوريوس عام 1945 متخصصا في التاريخ الإغريقي والروماني واللغة اللاتينية، ثم انتقل إلى جامعة أكسفورد عام 1951 وقدم أطروحته عن المتصوّفة ونال عنها درجة الماجستير في الآداب.
خضع الخالدي لتأثيرين أسهما في تكوينه الفكري والعلمي: التأثير العربي الإسلامي الذي ناله من والده أحمد سامح وجدّه راغب الخالدي، ثم التأثير العلمي الغربي الذي تلقّاه على يدي جيروم فاريل، الأستاذ في جامعة كامبردج، الذي كان مديرا للتربية والتعليم في فلسطين إبان الانتداب البريطاني.
التجربة الوظيفية
عمل الخالدي في أواخر الأربعينيات من القرن الـ20 في مكتب جامعة الدول العربية في القدس تحت إشراف موسى العلمي، ودرّس الفلسفة الإسلامية في جامعة أكسفورد من عام 1951 إلى عام 1956، إلا أنه استقال بسبب دور بريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر/تشرين الأول 1956.
انضم الخالدي إلى الجامعة الأميركية في بيروت، التي شهدت أزهى فترات حياته من حيث الإنتاج الفكري والعلمي والسياسي، إذ ترقّى من أستاذ مساعد إلى درجة الأستاذية (بروفيسور)، وكرّس معظم أوقاته لقضية فلسطين.
درَّس في الجامعة الأميركية ببيروت في قسم الدراسات السياسية والإدارة العامة حتى عام 1982، باستثناء فترات الاستراحة عندما كان أستاذا زائرا في جامعتي هارفارد وبرينستون.
في عام 1982 تولى الخالدي منصب باحث مشارك أول في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد.
التجربة السياسية
أقام الخالدي علاقات مع حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومع قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وبعد النكسة عام 1967 عمل مستشارا للوفد العراقي في الأمم المتحدة.
مثّل الخالدي فلسطين في وفد جامعة الدول العربية الذي قاده العاهل الأردني الملك حسين للقاء رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر في لندن عام 1983، من أجل التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
كان عضوا في الوفد الفلسطيني الأردني المشترك إلى محادثات السلام في الشرق الأوسط عام 1991 في العاصمة الأميركية واشنطن.
كما عمل الخالدي في مكتب الإعلام التابع لجامعة الدول العربية بالقدس في أواخر الأربعينيات من القرن الـ20.
إنجازاته
شارك وليد الخالدي في إنشاء مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت عام 1963، الذي ضم أكثر من 70 ألف كتاب بالعربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية، علاوة على أكثر من 200 دورية يعود بعضها إلى أواخر القرن الـ19. كما ساعد الخالدي في تأسيس الجمعية العلمية الملكية في عمان عام 1963.
وتحت إشرافه أنتجت مؤسسة الدراسات الفلسطينية سلسلة طويلة من الدراسات باللغتين الإنجليزية والعربية والعديد من الترجمات المهمة من العبرية إلى العربية، ومنها كتاب "تاريخ الهاغاناه" ومذكرات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ديفيد بن غوريون.
وأصدرت المؤسسة أيضا تاريخا فوتوغرافيا ضخما للفلسطينيين قبل عام 1948، وأطلق مشروعا للبحث ورسم الخرائط وتصوير القرى الفلسطينية التي دمرت عام 1948 وبعده، إضافة إلى إنتاجه أعمالا مهمة عن سقوط مدينة القدس.
أسهم وليد الخالدي مع محمود درويش وشفيق الحوت وصلاح الدباغ وغيرهم، في كتابة الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة سنة 1974 رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات، وكان له دويّ عالمي كبير، وتولت ترجمة الخطاب شقيقته رندة الخالدي وإدوارد سعيد.
أسهم مع حسيب الصباغ وسعيد خوري وعبد الحميد شومان وعبد المحسن القطان في إنشاء "مؤسسة التعاون"، التي كرّست جهدها للتنمية الثقافية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في الشتات وتحت الاحتلال.
كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها
كتاب "كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها" لوليد الخالدي (الجزيرة)
مؤلفاته
لوليد الخالدي الكثير من الكتب والمؤلفات ومن أهمها:
"فلسطين ومنطق السيادات السياسية"، صدر في بيروت عن دار الفجر الجديد عام 1963.
"قبل الشتات: التاريخ المصوّر للشعب الفلسطيني، 1876-1948″، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1987.
"الصراع العربي الإسرائيلي والانتداب الجديد: موازين القوى والأطراف الرئيسية"، صدر في بيروت عن النادي الثقافي العربي عام 1997.
"خمسون عاما على تقسيم فلسطين (1947-1997)"، صدر في بيروت عن دار النهار للنشر عام 1998.
"خمسون عاما على حرب 1948: أولى الحروب الصهيونية العربية"، صدر في بيروت عن دار النهار للنشر عام 1998.
"الصهيونية في مئة عام: من البكاء على الأطلال إلى الهيمنة على المشرق العربي، 1897-1997″، صدر في بيروت عن دار النهار للنشر عام 1998.
"كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1998.
"دير ياسين: الجمعة، 9 نيسان/أبريل 1948″، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1999.
"أرض السفارة الأميركية في القدس: الملكية العربية والمأزق الأميركي"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2000.
"القدس مفتاح السلام"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2001.
"القدس: من العهدة العمرية إلى كامب ديفيد الثانية"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2001.
"آفاق السلام في الشرق الأوسط"، صدر في بيروت عن دار النهار للنشر عام 2002.
"المكتبة الخالدية في القدس، 1720م-2001م"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2002.
"فلسطين وصراعنا مع الصهيونية وإسرائيل: مجموعة مقالات ومحاضرات، 1957-2009″، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية والنادي الثقافي العربي عام 2009.
"تقسيم فلسطين: من الثورة الكبرى 1937-1939 إلى النكبة 1947-1949″، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2021.
"السيونيزم: أي المسألة الصهيونية، أول دراسة علمية بالعربية عن الصهيونية"، تحرير وتقديم وليد الخالدي، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2020.
"محمد عزة دروزة، 1305-1404هـ/1887-1984م: سيرة ذاتية مقتطفة من مذكراته"، تحرير وتقديم وليد الخالدي، صدر ببيروت في جزئين عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2023.
أرض السفارة الأميركية في القدس: الملكية العربية والمأزق الأميركي
كتاب "أرض السفارة الأميركية في القدس: الملكية العربية والمأزق الأميركي" لوليد الخالدي (الجزيرة)
من منظور العالم
يحظى الخالدي باحترام واسع النطاق في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط بسبب جهوده ومساعيه العلمية. وقد وُصِف بأنه "عميد المثقفين الفلسطينيين"، ووصفه أحد المراقبين بأنه "أحد أعظم عالمين فلسطينيين" في النصف الثاني من القرن الـ20 والآخر هو إدوارد سعيد.
كانت مقالته التي نشرها عام 1978 في المجلة الأميركية المرموقة "فورين أفيرز" بعنوان "التفكير فيما لا يمكن التفكير فيه: دولة فلسطينية ذات سيادة" واحدة من أولى المناقشات العامة الجادة حول فكرة تشكيل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
منحت جامعة الدول العربية الخالدي جائزة التميز في الإنجاز الثقافي في العالم العربي من منظمتها التعليمية والثقافية والعلمية عام 2002، ومنحه الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس وسام نجمة القدس من رتبة الوشاح الأكبر عام 2015.
دوره في المكتبة الخالدية
أسس الحاج راغب الخالدي (1866-1952) المكتبة الخالدية سنة 1900، وهي أول مكتبة عربية عمومية تؤسس بمبادرة شخصية في فلسطين.
تقع في البلدة القديمة في القدس بحي باب السلسلة، وتقدم لزوارها أكبر مجموعة خاصة من المخطوطات العربية في فلسطين.
بعد حرب 1967، هددت السلطات الإسرائيلية بمصادرة العديد من الممتلكات العربية والإسلامية، ومنها المكتبة الخالدية، لكن مقاومة الأسرة الخالدية أفشلت كل المحاولات.
وفي عام 1988 أسس وليد الخالدي في الولايات المتحدة "جمعية أصدقاء مكتبة الخالدي"، وتولى رئاستها، وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية معفاة من الضرائب تعمل على حشد التمويل والدعم اللازم للتصدي للتهديدات التي تتعرض لها المكتبة في القدس.
الجزيرة نت
وليد الخالدي مؤرخ ولد عام 1925 بمدينة القدس، وهو من أبرز المثقفين الفلسطينيين وأكثرهم تأثيرا في العصر الحديث، وأحد مؤسسي مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وكذا الجمعية العلمية الملكية في عمّان.
تخرج في جامعة أكسفورد عام 1951، وعمل محاضرا في الدراسات السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت وكذلك في جامعة برنستون وجامعة أكسفورد.
المولد والنشأة
ولد وليد الخالدي يوم 16 يوليو/تموز 1925 في القدس لعائلة عربية إسلامية رائدة تقول الروايات إنها ترجع في أصولها إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد، أحد القادة الرئيسيين للفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي.
والده هو أحمد سامح الخالدي (1896-1951) وكان معلما وكاتبا ومصلحا اجتماعيا وعميد الكلية العربية في القدس. ووالدته هي إحسان عقل شقيقة أمين عقل، المؤلف والمؤرخ الفلسطيني.
بعد وفاة والدته تزوج والده من المترجمة والمؤلفة اللبنانية عنبرة سلام، التي كانت ناشطة في جمعيات نسائية، وساهمت بشكل كبير في الحراك الداعي إلى "تحرير المرأة العربية".
أما جده راغب الخالدي فقد أنشأ عام 1900 مكتبة الخالدي، وهي أول مكتبة عامة في القدس.
تزوج وليد الخالدي من رشا سلام، وأنجبا ولدا (أحمد) وبنتا (كارما).
استقر الخالدي بمنزله في مدينة كامبريدج بولاية ماساشوستس الأميركية، لكنه كان يسافر بشكل مستمر في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط والولايات الأميركية بحكم نشاطه في البحث والكتابة.
الدراسة والتكوين العلمي
نشأ الخالدي في بيئة من التعليم والفكر والوعي السياسي، وتلقّى تعليمه الابتدائي في مدرسة الفرندز في مدينة رام الله، ثم انتقل إلى مدرسة القديس جاورجيوس الإنجيلية في القدس، وفيها أنهى تعليمه الثانوي، وكان يديرها والده، وصنفت في حينها من أفضل المدارس الثانوية الفلسطينية.
سافر الخالدي إلى بريطانيا لإكمال تعليمه الجامعي، فحصل على درجة البكالوريوس عام 1945 متخصصا في التاريخ الإغريقي والروماني واللغة اللاتينية، ثم انتقل إلى جامعة أكسفورد عام 1951 وقدم أطروحته عن المتصوّفة ونال عنها درجة الماجستير في الآداب.
خضع الخالدي لتأثيرين أسهما في تكوينه الفكري والعلمي: التأثير العربي الإسلامي الذي ناله من والده أحمد سامح وجدّه راغب الخالدي، ثم التأثير العلمي الغربي الذي تلقّاه على يدي جيروم فاريل، الأستاذ في جامعة كامبردج، الذي كان مديرا للتربية والتعليم في فلسطين إبان الانتداب البريطاني.
التجربة الوظيفية
عمل الخالدي في أواخر الأربعينيات من القرن الـ20 في مكتب جامعة الدول العربية في القدس تحت إشراف موسى العلمي، ودرّس الفلسفة الإسلامية في جامعة أكسفورد من عام 1951 إلى عام 1956، إلا أنه استقال بسبب دور بريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر/تشرين الأول 1956.
انضم الخالدي إلى الجامعة الأميركية في بيروت، التي شهدت أزهى فترات حياته من حيث الإنتاج الفكري والعلمي والسياسي، إذ ترقّى من أستاذ مساعد إلى درجة الأستاذية (بروفيسور)، وكرّس معظم أوقاته لقضية فلسطين.
درَّس في الجامعة الأميركية ببيروت في قسم الدراسات السياسية والإدارة العامة حتى عام 1982، باستثناء فترات الاستراحة عندما كان أستاذا زائرا في جامعتي هارفارد وبرينستون.
في عام 1982 تولى الخالدي منصب باحث مشارك أول في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد.
التجربة السياسية
أقام الخالدي علاقات مع حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومع قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وبعد النكسة عام 1967 عمل مستشارا للوفد العراقي في الأمم المتحدة.
مثّل الخالدي فلسطين في وفد جامعة الدول العربية الذي قاده العاهل الأردني الملك حسين للقاء رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر في لندن عام 1983، من أجل التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
كان عضوا في الوفد الفلسطيني الأردني المشترك إلى محادثات السلام في الشرق الأوسط عام 1991 في العاصمة الأميركية واشنطن.
كما عمل الخالدي في مكتب الإعلام التابع لجامعة الدول العربية بالقدس في أواخر الأربعينيات من القرن الـ20.
إنجازاته
شارك وليد الخالدي في إنشاء مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت عام 1963، الذي ضم أكثر من 70 ألف كتاب بالعربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية، علاوة على أكثر من 200 دورية يعود بعضها إلى أواخر القرن الـ19. كما ساعد الخالدي في تأسيس الجمعية العلمية الملكية في عمان عام 1963.
وتحت إشرافه أنتجت مؤسسة الدراسات الفلسطينية سلسلة طويلة من الدراسات باللغتين الإنجليزية والعربية والعديد من الترجمات المهمة من العبرية إلى العربية، ومنها كتاب "تاريخ الهاغاناه" ومذكرات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ديفيد بن غوريون.
وأصدرت المؤسسة أيضا تاريخا فوتوغرافيا ضخما للفلسطينيين قبل عام 1948، وأطلق مشروعا للبحث ورسم الخرائط وتصوير القرى الفلسطينية التي دمرت عام 1948 وبعده، إضافة إلى إنتاجه أعمالا مهمة عن سقوط مدينة القدس.
أسهم وليد الخالدي مع محمود درويش وشفيق الحوت وصلاح الدباغ وغيرهم، في كتابة الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة سنة 1974 رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات، وكان له دويّ عالمي كبير، وتولت ترجمة الخطاب شقيقته رندة الخالدي وإدوارد سعيد.
أسهم مع حسيب الصباغ وسعيد خوري وعبد الحميد شومان وعبد المحسن القطان في إنشاء "مؤسسة التعاون"، التي كرّست جهدها للتنمية الثقافية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في الشتات وتحت الاحتلال.
كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها
كتاب "كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها" لوليد الخالدي (الجزيرة)
مؤلفاته
لوليد الخالدي الكثير من الكتب والمؤلفات ومن أهمها:
"فلسطين ومنطق السيادات السياسية"، صدر في بيروت عن دار الفجر الجديد عام 1963.
"قبل الشتات: التاريخ المصوّر للشعب الفلسطيني، 1876-1948″، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1987.
"الصراع العربي الإسرائيلي والانتداب الجديد: موازين القوى والأطراف الرئيسية"، صدر في بيروت عن النادي الثقافي العربي عام 1997.
"خمسون عاما على تقسيم فلسطين (1947-1997)"، صدر في بيروت عن دار النهار للنشر عام 1998.
"خمسون عاما على حرب 1948: أولى الحروب الصهيونية العربية"، صدر في بيروت عن دار النهار للنشر عام 1998.
"الصهيونية في مئة عام: من البكاء على الأطلال إلى الهيمنة على المشرق العربي، 1897-1997″، صدر في بيروت عن دار النهار للنشر عام 1998.
"كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1998.
"دير ياسين: الجمعة، 9 نيسان/أبريل 1948″، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1999.
"أرض السفارة الأميركية في القدس: الملكية العربية والمأزق الأميركي"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2000.
"القدس مفتاح السلام"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2001.
"القدس: من العهدة العمرية إلى كامب ديفيد الثانية"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2001.
"آفاق السلام في الشرق الأوسط"، صدر في بيروت عن دار النهار للنشر عام 2002.
"المكتبة الخالدية في القدس، 1720م-2001م"، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2002.
"فلسطين وصراعنا مع الصهيونية وإسرائيل: مجموعة مقالات ومحاضرات، 1957-2009″، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية والنادي الثقافي العربي عام 2009.
"تقسيم فلسطين: من الثورة الكبرى 1937-1939 إلى النكبة 1947-1949″، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2021.
"السيونيزم: أي المسألة الصهيونية، أول دراسة علمية بالعربية عن الصهيونية"، تحرير وتقديم وليد الخالدي، صدر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2020.
"محمد عزة دروزة، 1305-1404هـ/1887-1984م: سيرة ذاتية مقتطفة من مذكراته"، تحرير وتقديم وليد الخالدي، صدر ببيروت في جزئين عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2023.
أرض السفارة الأميركية في القدس: الملكية العربية والمأزق الأميركي
كتاب "أرض السفارة الأميركية في القدس: الملكية العربية والمأزق الأميركي" لوليد الخالدي (الجزيرة)
من منظور العالم
يحظى الخالدي باحترام واسع النطاق في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط بسبب جهوده ومساعيه العلمية. وقد وُصِف بأنه "عميد المثقفين الفلسطينيين"، ووصفه أحد المراقبين بأنه "أحد أعظم عالمين فلسطينيين" في النصف الثاني من القرن الـ20 والآخر هو إدوارد سعيد.
كانت مقالته التي نشرها عام 1978 في المجلة الأميركية المرموقة "فورين أفيرز" بعنوان "التفكير فيما لا يمكن التفكير فيه: دولة فلسطينية ذات سيادة" واحدة من أولى المناقشات العامة الجادة حول فكرة تشكيل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
منحت جامعة الدول العربية الخالدي جائزة التميز في الإنجاز الثقافي في العالم العربي من منظمتها التعليمية والثقافية والعلمية عام 2002، ومنحه الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس وسام نجمة القدس من رتبة الوشاح الأكبر عام 2015.
دوره في المكتبة الخالدية
أسس الحاج راغب الخالدي (1866-1952) المكتبة الخالدية سنة 1900، وهي أول مكتبة عربية عمومية تؤسس بمبادرة شخصية في فلسطين.
تقع في البلدة القديمة في القدس بحي باب السلسلة، وتقدم لزوارها أكبر مجموعة خاصة من المخطوطات العربية في فلسطين.
بعد حرب 1967، هددت السلطات الإسرائيلية بمصادرة العديد من الممتلكات العربية والإسلامية، ومنها المكتبة الخالدية، لكن مقاومة الأسرة الخالدية أفشلت كل المحاولات.
وفي عام 1988 أسس وليد الخالدي في الولايات المتحدة "جمعية أصدقاء مكتبة الخالدي"، وتولى رئاستها، وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية معفاة من الضرائب تعمل على حشد التمويل والدعم اللازم للتصدي للتهديدات التي تتعرض لها المكتبة في القدس.