سلسلة المقاومة المعرفية على طريق التحرير .. المقاومة رقم (2)

الدكتور مروح نصار

  • الثلاثاء 22, مارس 2022 10:46 م
  • سلسلة المقاومة المعرفية على طريق التحرير .. المقاومة رقم (2)
المقاومة رقم (2) .. (باب العلم قبل القول والعمل) .. (كنيس الخراب-كلمة السر لهدم الاقصى)(١-٤)
سلسلة المقاومة المعرفية على طريق التحرير 

(باب العلم قبل القول والعمل) ..

الدكتور مروح موسى نصار 


(كنيس الخراب-كلمة السر لهدم الاقصى) (١-٤)
اولا :التعريف بالهيكل ومراحل بنائه.
١-التعريف به:كنيس الخراب (ها حوربا) خربة الحاخام يهودا التقي ويعرف كذلك ب (خرقت ربي يهودا هاحسيد) هو كنيس يهودي يقع في البلدة القديمة بالقدس على ارض وقف اسلامي استولى عليها الصهاينة بالتزوير والرشوة،
٢-موقعه :يقوم على اراضي وقف اسلامية وعلى أطلال كنيس بُني لأول مرة 1700 م كان يسمى "دير لأشكناز"، ثم هدم وبني عدة مرات. لذا سمي بكنيس الخراب.
حاول الصهاينة من 1831م إلى 1649م مع محمد على بعد ضم القدس له ان يسمح لهم بتجديد البناء بوساطة القنصلين النمساوي والروسي في الاسكندرية الا انهم لم يفلحوا بذلك وسمح لهم ببناء مساكن فقط.
٣-محاولة بنائه :وفي 6يناير 1837 دشن كنيس (مناحهم صهيون) المتواضع في الركن الشمالي من الغربي من الباحة. وفي 1854بني كنيس آخر أصغر من داخل دير الاشكناز وقطعة الارض التي كان يقوم عليها كنيس هاحسيد قبل 30 عاما بقيت خرابا.
وبعد جمع الاموال وتوسط البريطانيين وتعاونهم تم انشاء الكنيس الجديد على الطراز البيزنطي الذي افتتح في عام 1864م وكان كنيس الخراب يعتبر في هذا التاريخ أجمل واهم كنيس صهيوني في فلسطين وقد افتتح بحضور (البارون الفونس ده روتشيلد) وسمي ب (بيت يعقوب) وحضر القنصل البريطاني جيمس فين حفل الافتتاح عرفانا بالجميل لبريطانيا التي ساهمت في بنائه، إلا ان الفلسطينيون استمروا يطلقون على المبنى الخربة.
في 3فبراير اقيمت صلاة في الكنيس من اجل الملكة فيكتوريا تعبيرا بالجميل لها لحمايتها لليهود في القدس.
وفي 1921م تم تعيين ابراهام اسحق كوك ليصبح اول كبير حاخامات فلسطين في الكنيس كما تمت استضافة هربت صمويل الذي كرم بتلاوة جزء من التوراة.
٤-هدمه من جديد : ظل الكنيس على حاله حتى 25مايو 1948م عندما حاصر الجيش الاردني بقيادة عبد الله التل عصابات الهاغانا الصهيونية داخل الكنيس وطلب  من الصليب الاحمر التدخل لإخراجهم من الكنيس فرفضوا الخروج فأعطاهم عبد الله التل 12ساعة والا سيقصفهم ويدمر الكنيس وتم بالفعل ذلك ودمر الكنيس،
٥- وبعد الاحتلال الصهيوني لبقية فلسطين فيما سمي بالنكبة 1967حدثت عدة محاولات لإعادة بنائه بتصميم جديد بعد احتلال الصهاينة للقسم الشرقي من القدس ولكنها فشلت.
٦-وفي عام 2003 قررت الحكومة الصهيونية إعادة بناء الكنيس على الرغم من معارضة العلمانيين وبعض المتديين اليهود وكان السبب حتى لا يثنيهم ذلك عن الهدف الكبير وهو بناء الهيكل ولكن تمت الموافقة أخيرا على البناء كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم ورصدت له ميزانية بقيمة 12 مليون دولار تقاسمتها مع يهود متبرعون حول العالم. 
وبدأ البناء عام 2006 على اساس صور قديمة له قبل هدمه وأوكلت مهام إدارته إلى ما يسمى "بصندوق تراث حائط المبكى"، وهي شركة تابعة للحكومة الإسرائيلية تتابع شؤون حائط البراق بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة.
يرتفع كنيس الخراب 24 مترًا وتشمل قبته 12 نافذة، مطلية باللون الأبيض، ويقع على مسافة 300 متر من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وبجواره ملاصقة يقوم المسجد العمري التاريخي المغلق.
٧-وافتتح كنيس الخراب في 15/3/2010م وهو اليوم العالمي لبناء الهيكل المزعوم وكان المقرر ان يقتحم الاقصى في 16/3/2010م لوضع حجر الاساس للهيكل بناء على رؤيا لحاخام يهودي ١٧٥٠م تنبأ يومها ان يوم افتتاح الكنيس هو يوم إعادة بناء الهيكل والصهاينة بعقيدتهم المنحرفة يعتبرون ان الحاخامات معصومون ولا يخطئون وكذبك قالوا ولدت البقرة الحمراء وهي جاهزة للذبح والتي ستذبح على صخرة الاقصى للتطهر قبل بناء الهيكل المزعوم.
ولذا احتشدت مجموعات كثيرة من الصهاينة من مختلف الاحزاب للاقتحام الاقصى ومنعوا الشباب من دخول الاقصى في شبه حصار حوالي اسبوعين للدخول ووضع حجر الاساس بدون مقاومة لكنهم عجزوا عن دخول الاقصى. فقد هب أهل القدس وكل من استطاع من الفلسطينيين الدخول للأقصى وهبت نساء القدس والعائلات صغارا وكبارا ورابطوا بالأقصى للدفاع عنه فخاف الصهاينة من انتفاضة جديدة فلم يقتحموا الاقصى وأجلوه لفرصة أخرى كعادتهم يؤجلون إذا فشلوا لا يتراجعون، وبعد فشلهم وضعوا مجسما للهيكل الخرافي قرب الكنيس وبدأت من حينها الاقتحامات المتواصلة لتحقيق هدفهم في هدم الاقصى وبناء الهيكل الخرافي المزعوم المكذوب.
****
ثانيا :المزاعم الصهيونية من بنائه:
حسب المزاعم الإسرائيلية تم بناء كنيس الخراب في مطلع القرن الثامن عشر، ثم أعيد بناؤه في منتصف القرن التالي بعد خرابه إلى أن تهدم عام 1948 خلال محاولة إسرائيلية لاحتلال القدس الشرقية ومن هنا جاءت تسميته بـ"الخراب". وبحسب المزاعم ذاتها فإن حاخاما إسرائيليا عاش في العام 1750م، وكتب يومها متنبئا أن يوم إعادة افتتاح كنيس الخراب هو يوم إعادة بدء البناء في الهيكل الثالث المزعوم. ويقوم الكنيس على بناء عثماني يقع ضمن الأبنية الإسلامية المجاورة للمسجد العمري وعلى أرض وقفية وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة الشرف التي فشل الاحتلال بالاستيلاء عليها عام 1948 وفي عام 1967 تم هدم أغلب بيوتها، وإقامة حي استيطاني كبير سمي بـ"حارة اليهود" على حساب حي الشرف.
****
ثالثا:التصوير الثقافي الصهيوني لكنيس الخراب :
كنيس الخراب في عيون اليهود هو رمز للقدس وتراثها اليهودي، وقد تم تصويره في العديد من اللوحات الفنية، كما ورد ذكره في عدة أعمال أدبية وثقافية. فقد تم تصوير الكنيس، على سبيل المثال، في لوحات فنية للفنان يوسف غايغر وللفنان جونثان كيس-ليف، وفي أعمال الفنان الناجي من الهولوكوست موتكه بلوم.وقد شكل قوس الكنيس خلال عقود رمزًا للحي اليهودي في القدس في أعمال الفنانين الذين صوروا بلدة القدس القديمة.
***
رابعا:المآرب الصهيونية من بنائه:
ويدلل تزامن افتتاح الكنيس في القدس المحتلة مع اليوم العالمي من أجل بناء الهيكل المزعوم على حقيقة نوايا ومآرب الاحتلال من وراء بنائه. ومن بين الأهداف غير المعلنة لبناء كنيس الخراب، بنظر خبراء يتابعون قضية القدس ومقدساتها، ما يرتبط باختلاق تاريخ عبري موهوم في القدس دعما للمزاعم السياسية الإسرائيلية في المدينة، وهذا ما يؤكده عالم الآثار الإسرائيلي مائير بن دافيد الذي ينفى كونه موقعا أثريا بخلاف المزاعم اليهودية الرسمية. هذا إضافة لمحاولة إخفاء معالم الحرم القدسي ببناء مقبب مرتفع يحاكي شكله الخارجي باعتباره المعلم العمراني الأوضح والأبرز في القدس من مختلف جهاتها. من جهتها، ترى مؤسسة الأقصى أن ما يسمى كنيس الخراب مشروع تهويدي من الدرجة الأولى مرتبط ببناء الهيكل الثالث المزعوم تتبناه المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة وشركات استيطانية تابعة لها. وتظهر صور فوتوغرافية جديدة أن هناك رسومات كبيرة لعدة معالم إسلامية داخل قبة "كنيس الخراب" كالمسجد الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم باعتبارهما معلمين يهوديين وفق قائمة المواقع اليهودية التراثية التي أعلنتها إسرائيل بداية شهر مارس سنة 2010.
****
خامسا كنيس الخراب كلمة السر لهدم الاقصى وبناء هيكلهم المزعوم المكذوب.
الزمان العجيب : من ليس له تاريخ يسرق تاريخ غيره .. ومن ليس له شرعية تاريخية تساند كيانه ووجوده يسرق شرعية غيره التاريخية ؟! .. هذا ما فعلته وتفعله يوميا الحكومات الصهيونية المتعاقبة من أجل فرض شرعية تاريخية ودينية لليهود في القدس ولو عن طريق سرقة التاريخ الأثري الإسلامي ونسبه لليهود واعتبار آثار إسلامية تضم مساجد ومقابر مثل الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال أبن رباح وغيره "آثارا يهودية" !؟
حيث تسعي الروايات التاريخية اليهودية لعرض التاريخ العبري من خلال نبوءات حاخامات يهود لإيهام العالم أن لهم موطئ قدم في الأحياء الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، وما هذه الروايات إلا محض افتراء وكذب تبرر لهم سرقة التراث الإسلامي.
وأخطر هذه المحاولات الصهيونية لتزوير التاريخ وتهويد القدس وبناء ما يسمي (مدينة داوود) ، هي بناء ( ها حوربا) أو كنيس (الخراب) علي بعد 50 مترا فقط من الأقصي وذلك ضمن خطوات تحزيم الأقصي بسلسلة من الكنس اليهودية بلغت 50 كنيسا (ويهدفون لزيادتها إلي 62 لتفوق مساجد وكنائس الأقصي) وتحويل المساجد والمقابر علي حدائق عامة وهدم منازل العرب وزيادة الاستيطان
يتبع بكنيس الخراب( ٢-٤)
 المقاومة (١٩٣).
الدكتور مروح نصار