الرنتاوي: "الطوفان" يدخل عامه الثالث وسط تحولات سياسية واستراتيجية كبرى
عمان - قدس برس
قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية (مستقل مقره عمّان)، عريب الرنتاوي، إن عملية "طوفان الأقصى" تدخل عامها الثالث كأشرس حروب العصر وأكثرها وحشية، في وقتٍ ما تزال فيه تداعياتها السياسية والإنسانية "تجوب الآفاق" وتحدث ارتدادات زلزالية تجاوزت حدود المنطقة.
وأوضح الرنتاوي، في مقال نشره بمناسبة مرور عامان على انطلاق المقاومة الفلسطينية للعملية، أن السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 شكّل لحظة مفصلية في مسار القضية الفلسطينية، إذ أعادها إلى صدارة الاهتمام الدولي بعد أن كانت "في ذيل جدول الأعمال العربي والعالمي". وأشار إلى أن ما سبق العملية كان يوحي بانتهاء مركزية القضية الفلسطينية، في ظل موجة تطبيع متسارعة وتراجع أدوار منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
وأكد الرنتاوي أن قرار المقاومة بالتحرك في ذلك اليوم جاء بعد انسداد كامل في المسارات السياسية وفشل اتفاقات أوسلو، مشيراً إلى أن "الحجر الذي ألقته كتائب القسام في بركة الشرق الأوسط" تجاوز كل التوقعات، وأحدث تفاعلات سياسية وأمنية امتدت إلى القارات الست.
وبيّن أن تداعيات الطوفان لم تقتصر على الساحة الفلسطينية والإسرائيلية، بل طالت خرائط النفوذ الإقليمي، وأعادت تشكيل مواقف الولايات المتحدة وأوروبا من المنطقة، مؤكداً أن "غزة الصغيرة باتت بوابة لتغيير النظام الدولي برمّته"، وأن صورة إسرائيل في العالم تدهورت إلى حدٍّ غير مسبوق بعد اتهامها بارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي.
وفي الشأن الفلسطيني الداخلي، أشار الرنتاوي إلى أن غياب المصالحة واستمرار الانقسام حالا دون بناء جبهة موحدة قادرة على استثمار الصمود الشعبي، لافتاً إلى أن السلطة الفلسطينية ما زالت "تصمد في مواجهة شعبها وليس في مواجهة الاحتلال"، في حين واصل الشارع الفلسطيني إظهار صلابة استثنائية رغم حجم الخسائر الفادحة.
كما لفت إلى أن النقاش الدائر حول جدوى الطوفان وتكلفته لا يجب أن يُختزل في أرقام الضحايا والدمار، بل ينبغي النظر إليه كتحول استراتيجي في معادلة الصراع، قائلاً إن "شعباً يرزح تحت استعمارٍ لن يتحرر دون أثمان، وغالباً أثمان جسيمة".
ورأى الرنتاوي أن بعض الأنظمة العربية فضّلت توجيه اللوم إلى حماس بدلاً من الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، مشيراً إلى أن تلك المواقف "جاءت انعكاساً لحسابات سياسية ضيقة، وخشية من انتصار نموذج المقاومة وتأثيره على الرأي العام العربي".
وفي ما يتعلق بالحرب الإعلامية، أكد أن "المواجهة لم تكن بين روايتين فلسطينـية وإسرائيلية فحسب، بل أيضاً بين سرديتين فلسطينيتين: واحدة تراهن على الصبر والانتظار، وأخرى ترفع راية المقاومة"، معتبراً أن الأخيرة كسبت التعاطف الشعبي الدولي وغيرت اتجاهات الرأي العام.
وختم الرنتاوي بالقول إن فلسطين تنزف دماً، لكن إسرائيل تواجه عزلةً غير مسبوقة، إذ "أصبحت الحركة التي كانت على قوائم الإرهاب محاطةً اليوم بتعاطف دولي متزايد، بينما تخسر إسرائيل صورتها كواحة ديمقراطية". وأضاف أن "الفكرة التي مثلها الطوفان لن تموت، حتى لو تغيّرت موازين القوى العسكرية، لأن جذوة المقاومة ستبقى متقدة في الوعي الجمعي الفلسطيني والعالمي".
عمان - قدس برس
قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية (مستقل مقره عمّان)، عريب الرنتاوي، إن عملية "طوفان الأقصى" تدخل عامها الثالث كأشرس حروب العصر وأكثرها وحشية، في وقتٍ ما تزال فيه تداعياتها السياسية والإنسانية "تجوب الآفاق" وتحدث ارتدادات زلزالية تجاوزت حدود المنطقة.
وأوضح الرنتاوي، في مقال نشره بمناسبة مرور عامان على انطلاق المقاومة الفلسطينية للعملية، أن السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 شكّل لحظة مفصلية في مسار القضية الفلسطينية، إذ أعادها إلى صدارة الاهتمام الدولي بعد أن كانت "في ذيل جدول الأعمال العربي والعالمي". وأشار إلى أن ما سبق العملية كان يوحي بانتهاء مركزية القضية الفلسطينية، في ظل موجة تطبيع متسارعة وتراجع أدوار منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
وأكد الرنتاوي أن قرار المقاومة بالتحرك في ذلك اليوم جاء بعد انسداد كامل في المسارات السياسية وفشل اتفاقات أوسلو، مشيراً إلى أن "الحجر الذي ألقته كتائب القسام في بركة الشرق الأوسط" تجاوز كل التوقعات، وأحدث تفاعلات سياسية وأمنية امتدت إلى القارات الست.
وبيّن أن تداعيات الطوفان لم تقتصر على الساحة الفلسطينية والإسرائيلية، بل طالت خرائط النفوذ الإقليمي، وأعادت تشكيل مواقف الولايات المتحدة وأوروبا من المنطقة، مؤكداً أن "غزة الصغيرة باتت بوابة لتغيير النظام الدولي برمّته"، وأن صورة إسرائيل في العالم تدهورت إلى حدٍّ غير مسبوق بعد اتهامها بارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي.
وفي الشأن الفلسطيني الداخلي، أشار الرنتاوي إلى أن غياب المصالحة واستمرار الانقسام حالا دون بناء جبهة موحدة قادرة على استثمار الصمود الشعبي، لافتاً إلى أن السلطة الفلسطينية ما زالت "تصمد في مواجهة شعبها وليس في مواجهة الاحتلال"، في حين واصل الشارع الفلسطيني إظهار صلابة استثنائية رغم حجم الخسائر الفادحة.
كما لفت إلى أن النقاش الدائر حول جدوى الطوفان وتكلفته لا يجب أن يُختزل في أرقام الضحايا والدمار، بل ينبغي النظر إليه كتحول استراتيجي في معادلة الصراع، قائلاً إن "شعباً يرزح تحت استعمارٍ لن يتحرر دون أثمان، وغالباً أثمان جسيمة".
ورأى الرنتاوي أن بعض الأنظمة العربية فضّلت توجيه اللوم إلى حماس بدلاً من الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، مشيراً إلى أن تلك المواقف "جاءت انعكاساً لحسابات سياسية ضيقة، وخشية من انتصار نموذج المقاومة وتأثيره على الرأي العام العربي".
وفي ما يتعلق بالحرب الإعلامية، أكد أن "المواجهة لم تكن بين روايتين فلسطينـية وإسرائيلية فحسب، بل أيضاً بين سرديتين فلسطينيتين: واحدة تراهن على الصبر والانتظار، وأخرى ترفع راية المقاومة"، معتبراً أن الأخيرة كسبت التعاطف الشعبي الدولي وغيرت اتجاهات الرأي العام.
وختم الرنتاوي بالقول إن فلسطين تنزف دماً، لكن إسرائيل تواجه عزلةً غير مسبوقة، إذ "أصبحت الحركة التي كانت على قوائم الإرهاب محاطةً اليوم بتعاطف دولي متزايد، بينما تخسر إسرائيل صورتها كواحة ديمقراطية". وأضاف أن "الفكرة التي مثلها الطوفان لن تموت، حتى لو تغيّرت موازين القوى العسكرية، لأن جذوة المقاومة ستبقى متقدة في الوعي الجمعي الفلسطيني والعالمي".