يبرر بعض اللاهثين خلف سراب العلاقة مع محتل غشوم بالخوف على "السيادة" الوطنية من أن تنتهك من قبل العدو المتربص بهم شرقا وهو في هذه الحالة الدولة الإيرانية أو "جمهوية إيران الإسلامية". ولا فرق كبير عندي بين الدولتين، فالصهاينة يحتلون فلسطين ويفرضون سيطرتهم على المنطقة و الإيرانيون يحتلون أربع عواصم. ، ولأن العرب اليوم لا تقرأ التاريخ و لا ترى الواقع إلا من خلال مصالح "النخب" الحاكمة التي لا تعرف أصلاً معنى للسيادة الوطنية، وإلا لما سرح الصهاينة والفرس والأغراب من أبناء العم سام والعم تشرتشل وحتى أحفاد لويس السادس عشر في طول الارض العربية وعرضها.
فهل يمكن لأحد أن يفسر لنا هذا الكابوس الجديد الذي حل بالأمة من خلال المتصهينين الجدد والذين يهيمون اليوم بصهيون، ويرتمون تحت أقدامه أملاً في حمايتهم من الفرس ومريديهم من أبناء العرب ؟
كيف يمكن لمحتل له تاريخ بدأ من البعثة المحمدية ولن ينتهي حتى يأتي وعد الله سبحانه " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) " أن يقف مدافعاً عن أرض العرب ومصالح العرب وحياة العرب ومقدسات العرب وهو في كل يوم ينتهك تلك الأرض وقدسها وينكل بأبنائهم، ويحاصر ويضرب ويفسد في الأرض العربية؟
هل غابت الحكمة عن هؤلاء المتصهينين الجددد ونسوا ما قاله الآباء و الأجداد؟
هل يمكن أن يكون حضن صهيون الحارق أكثر أماناً ودفئاً من حضن فارس الملوث بالحقد و الطائفية أو حضن أبناء الروم الجدد ؟
أمة العرب اليوم عود على بدء... فبعضها في حضن هرقل وحيي بن أخطب والآخر في حضن فارس
عجباً نرى هذه الأيام، فمن يدفع قرشاً لفلسطين فمكانه السجن و ومن يتفوه بدعاء أو بيان لحقيقة الغاصب المحتل فمصيره كأخيه.
عار وأي عار يلحق بهؤلاء الذين يتنقلون من حضن إلى حضن من أجل أن يستمر استبدادهم وظلمهم للبلاد و العباد.
ي ب.ب.ب
ي ب.ب.ب