لم كل هذا الغرام بصهيون؟؟؟ الدكتور صالح نصيرات

الدكتور صالح نصيرات

  • الأحد 01, أغسطس 2021 05:42 ص
  • لم كل هذا الغرام بصهيون؟؟؟ الدكتور صالح نصيرات
من أعجب العجائب أن يُغرم الخصم بخصمه، و بعدو لايزال محتلا للأرض، وقاتلا للرجال والنساء و الأطفال بشكل يومي، ومهيمنا على المنطقة دون اكتراث أو لامبالاة. ومع ذلك تجد أحداثا متجددة تجعل من الصعب على المرء تفسيرها موضوعيا. فالقول بأن كل من يغرم بصهيون صادق في هذا الغرام مجاف للحقيقة، والقول أيضا بأن كل من وقع في حب الصهاينة مجبر على ذلك مناف للواقع.
فكيف نفسر عدم انسحاب السعودية من أمام المصارعة الصهيونية التي لقنتها درسا لن تنساه في حياتها؟ وكيف نفسر تبرع عربي بكليته لصهيونية، وكيف نفسر احتفالات عربية بأعياد صهيون واحتلاله لفلسطين ومجازره وجرائمه؟ 

كيف نفسر القناعات التي تحكم رؤى كثير من سياسيي المنطقة العربية أن بقاءهم على الكراسي رهن ببقاء صهيون، لذلك يهرلون ويركضون ويقدمون فروض الطاعة دون تردد؟ 

كيف نفسر تأويلات "رجال دين" وكهنة لكل من مد يده لصهيون كما فعلوا مع المنقلبين و المتغلبين من المستبدين و الفجار على مر التاريخ؟

ما الذي يجنيه هؤلاء من هذا الغرام سوى لعنات الله وغصب الشعوب " ومن يتولهم منكم، فإنه منهم"؟

هل انتهى الأمر بعلاقة العرب بصهيون كما انتهى التاريخ بهيمنة الليبرالية الغربية على الحياة البشرية؟ هل أصبحت الدولة الصهيوينة قدرا لا يمكن رده في نظر هؤلاء، أم أن المصالح و الشهوات والجبن و الخوف على الكراسي هو العامل الحاسم؟ 

هل نسي هؤلاء ما فعلته هذه الأمة الخبيثة عبر التاريخ لأمتنا؟ هل نسوا محاولاتهم قتل الحبيب محمد؟ وهل نسوا تآمرهم على مسلمي المدينة وتفضيلهم الشرك على التوحيد؟ 

هل نسوا جرائم ابن سبأ وما نتج عن ذلك من تمزيق الأمة إلى فرق وشيع وأحزاب؟ 

هل نسي عربان الصحراء وغير الصحراء أن هذه الأمة ملعونة في كتاب الله، وضربت عليها الذلة و المسكنة؟ 

هل نسي أصحاب الأهواء و المنافقين أن الإيمان و الشرك لا يلتقيان؟ وأن أمة عاشت على التآمر و الكيد و قتل الأنبياء و الصالحين من عباد الله لن تفلت من عقاب الله سبحانه "ليسوؤوا وجوهكم وليدخلو المسجد كما دخلوه أول مرة"

أم أن هؤلاء الذين يصالحون ويمدون الأيدي ليسوا سوى بقايا من يهود خيبر وبني قريظة تمسكنوا حتى تمكنوا، وأخفوا هويتهم حتى نالوا ما أرادوا؟ 

هل يعيدون ما فعله إخوانهم في أوروبا وأمريكا حينما كانوا يغيرون أسمائهم و وملتهم ليظهروا اندماجا مع الأوروبيين ثم يعيدوا تلك الأسماء و الهوية الدينية عندما يتاح لهم الظهور التمكن؟

د. صالح نصيرات