يومٌ أقسى من عامٍ كاملٍ على المسجد الأقصى المُبارك

الدكتور محمود سعيد الشجراوي

  • الإثنين 19, يوليو 2021 09:14 م
  • يومٌ أقسى من عامٍ كاملٍ على المسجد الأقصى المُبارك
الدكتور محمود سعيد الشجراوي اليوم الأحد 8 ذي الحجة (يوم التروية) الموافق 18/7/2021 م كان يومًا قاسيًا جدًا على المسجد الأقصى المبارك بكل المقاييس؛ حيث نجح الاحتلال بأذرعه المختلفة (والمستوطنين هم أحد أذرع الاحتلال) ونفذ اقتحامًا كبيرًا جدًا للمسجد الأقصى المبارك، وحقق لمنظمات الهيكل ما كانت تدعو إليه من تنفيذ لهذا الاقتحام الكبير الذي تمَّ كسره وإفشاله مرتين هذا العام، أكثر من 1500 مستوطن متطرف يقتحم المسجد الأقصى المبارك في يوم واحد!! ، وقد بدأت التحضيرات لهذا اليوم منذ ما يقترب من الشهر، ولاحت بالفعل النُذُر الأولى لنجاحهِ الأسبوع الماضي، حيث تضاعفت أعداد المقتحمين الأسبوع الماضي ليكون متوسط عدد المقتحمين 200 مقتحم يوميًا علمًا أن هذا العدد كان هو متوسط عدد لمقتحمين في أسبوع كامل(خمسة أيام).
يومٌ أقسى من عامٍ كاملٍ على المسجد الأقصى المُبارك

اليوم الأحد 8 ذي الحجة (يوم التروية) الموافق 18/7/2021 م كان يومًا قاسيًا جدًا على المسجد الأقصى المبارك بكل المقاييس؛ حيث نجح الاحتلال بأذرعه المختلفة (والمستوطنين هم أحد أذرع الاحتلال) ونفذ اقتحامًا كبيرًا جدًا للمسجد الأقصى المبارك، وحقق لمنظمات الهيكل ما كانت تدعو إليه من تنفيذ لهذا الاقتحام الكبير الذي تمَّ كسره وإفشاله مرتين هذا العام، أكثر من 1500 مستوطن متطرف يقتحم المسجد الأقصى المبارك في يوم واحد!! ، وقد بدأت التحضيرات لهذا اليوم منذ ما يقترب من الشهر، ولاحت بالفعل النُذُر الأولى لنجاحهِ الأسبوع الماضي، حيث تضاعفت أعداد المقتحمين الأسبوع الماضي ليكون متوسط عدد المقتحمين 200 مقتحم يوميًا علمًا أن هذا العدد كان هو متوسط عدد لمقتحمين في أسبوع كامل(خمسة أيام).
       كانت ليلة الأمس أيضًا صعبة جدًا في القدس، حيث نفذ المستوطنون مسيرتهم الشهرية، وطافوا بكلِّ أبواب القدس القديمة يغنون ويرقصون ويرفعون أعلام دولة الاحتلال، ومنذ ساعات الفجر الأولى تحشِّد مئات المستوطنين في ساحة البراق غربي باب المغاربة المحتل، ودخلت قوات الاحتلال لتفريغ المسجد الأقصى المبارك من المصلين والمعتكفين والمرابطين، الذين حضروا بهدف الرباط لحماية المسجد الأقصى المبارك في صورة هي الأقرب لصباح يوم 25 رمضان الماضي مع كون أعداد المرابطين أقل بكثير من أعدادهم يوم 25 رمضان الذي هو من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وتحت أنظار العالم قامت قوات الاحتلال بتفريغ المسجد الأقصى المبارك من المصلين المرابطين قسرًا، وقامت بالاعتداء غير المسبوق على المرابطات في صورة هي الأفظع والأوضح من ضربٍ وسحلٍ ونزع الحجاب عنهن واعتقالهن دون مراعات لجنسٍ أو سنٍّ أو حرمة مكان أو احترام إنسان، المرابطون والمرابطات كان سلاحهم الوحيد هو التكبير والهتاف للمسجد الأقصى المبارك والاستغاثة بالعرب والمسلمين.  
      حدِّث عن فظاعة الحدث من كل جوانبه فمن دخول الجنود المدججين بالسلاح إلى المسجد الأقصى المبارك، إلى إطلاق المقذوفات المطاطية المؤذية جدًا وقنابل الصوت وقنابل الغاز، إلى اعتقال الحرائر وضرب البنات أخواتنا المقدسيات ولعل ضرب الحاجة نفيسة خويص كان الأكثر فظاعة وهي المرأة المسنَّة، ولعل اعتقال أختنا المنتقبة التي تم سحلها وضربها ونزع الحجاب عنها بفعل ذئاب الاحتلال واعتقال ابنتنا إسراء أبو ناب كان الأكثر تأثيرًا ومتابعة، وحدِّث عن اعتقال الشباب المقدسي وشباب الداخل الفلسطيني المحتل حيث تم اعتقال أكثر من 30 شابًا ما يزال بعضهم رهن الاعتقال، وحدِّث عن ما قام به المستوطنون المتطرفون من اقتحامات وتجول في أقصانا ومسرى نبينا وتنفيذ كل الطقوس الممكنة من تلاوات وصلوات محرفة وتنفيذ الانبطاح (السجود الملحمي) عند الأبواب وفي المنطقة الشرقية، وتقديم الشروحات التوراتية المحرَّفة أيضًا والمواعظ والدعوات لغيرهم وتشجيع الآخرين على القدوم لاقتحام المسجد الأقصى المبارك بل ووصل الأمر بهم للدعوات العلنية لا للاقتحام ولا للتدنيس بل للعبادة التي صارت حرة ومتاحة حسب تعبيرهم، وتزداد الخطورة أكثر بوجود بعض نواب الكنيست كغطاء سياسي من الحكومة المتطرفة والحاخامات عن المؤسسة الدينية المتطرفة، بل ووصل الأمر لاصطحاب الأطفال الصغار كأنهم في نزهة ورحلة دون أي إحساس بمشاعر المسلمين وغضبهم.
      لقد مرَّ هذا الاقتحام بمقدماته فعلًا، لكنَّه قطعًا لم ينتهي، فعلى صعيد المقتحمين المتطرفين سيتم اعتبار هذا اليوم بداية لعهدٍ جديدٍ من الاقتحامات النوعية، وسيتم مضاعفة أعداد المقتحمين اليومية فقد رصدنا سابقًا حرصهم الشديد على الحفاظ على أي إنجاز ومكتسب على اعتبار صيرورته أمرًا واقعًا جديدًا لا يمكن تغييره، وعلى صعيد المرابطين وأصحاب الحق الفلسطيني:
 هل سيتم التغاضي عن فداحة الحدث؟؟ 
وهل سيمرُّ دون ثمنً حقيقيً يوازي حجم الحدث؟؟
وهل سنشهد حالة غليان في الشارع في الداخل الفلسطيني المحتل 1948؟؟
وهل سنشهد انتقامًا مناسبًا من شبابنا(الملاح) في الضفة والداخل الفلسطيني؟؟
وهل سيردُّ شبابنا (الملاح) أيضًا في القدس المحتلة الصاع صاعين؟؟
وما هو موقف الهيئات العلمائية في العالم الإسلامي بخصوص ما حدث، وهل سيقومون بدورهم في تفعيل واستنهاض الأمة الإسلامية لحماية مقدساتها؟؟
     ما حدث اليوم ليس نهاية مرحلة، ولا نهاية قضية، بل ما حدث اليوم كان حدثًا كبيرًا ينبغي أن نضعه في سياقه، وجزءًا لا يتجزأ من معركتنا مع الاحتلال الصهيوني على كل شبر في فلسطين عامَّة وفي القدس والمسجد الأقصى المبارك بشكل خاص، فالقدس والمسجد الأقصى المبارك هما قضية القضايا ومحور الصراع، وإن غدٍ لناظره قريب.
كتبه د. محمود سعيد الشجراوي
إسطنبول مساء الأحد 17/7/2021 م