قراءة إسرائيلية في عملية باب السلسلة في البلدة القديمة...

الأستاذ صالح لطفي صالح بعير

  • الأربعاء 01, ديسمبر 2021 10:49 م
  • قراءة إسرائيلية في عملية باب السلسلة في البلدة القديمة...
فاجأت العملية التي قام بها المربي فادي أبو شخيدم في باب السلسلة في البلدة القديمة الأحد الماضي(21\11\2021)السلطات الأمنية الاحتلالية بغض النظر عن سرعة ما اطلقت عليه الجهات الأمنية سرعة رد الفعل من قبل الجنود ، وطفحت وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة وأدوات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية بالتحليل والتحذير من تداعيات هذه العملية وضرورة القيام بأعمال إستباقية تحول دون تكرار هذه العملية في قلب المدينة المقدسة وتحت هذا الضغط صرح الشاباك في تصريح نادر وغير مسبوق عن انه سيقوم بمجموعة من التحركات تشكل أعمال إستباقية تعالج مثل هذه الحالة مبينا انه سيشرع بسياسة التحقيقات المباشرة مع كل من سينتسب ألى سلك التعليم في مدارس القدس باعتبار أن المربي أبو شخيدم قد مرَّ من تحت رادار الشاباك ولو انه -أي -الشاباك قام بالتحقيق معه يوم تقدم بطلب للتعليم لما حدث الذي حدث علما أن جهاز التعليم العربي المنسوب لوزارة التعليم والتربية الإسرائيلية يشرف عليه جهاز الامن الإسرائيلي بشكل مباشر خاصة فيما يتعلق بانتساب المعلمين للتعليم في المدارس الخاضعة للاشراف الإسرائيلي..
فاجأت العملية التي قام بها المربي فادي أبو شخيدم في باب السلسلة في البلدة القديمة الأحد الماضي(21\11\2021)السلطات الأمنية الاحتلالية بغض النظر عن سرعة ما اطلقت عليه الجهات الأمنية سرعة رد الفعل من قبل الجنود ، وطفحت وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة وأدوات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية بالتحليل والتحذير من تداعيات هذه العملية وضرورة القيام بأعمال إستباقية تحول دون تكرار هذه العملية في قلب المدينة المقدسة وتحت هذا الضغط صرح الشاباك في تصريح نادر وغير مسبوق عن انه سيقوم بمجموعة من التحركات تشكل أعمال إستباقية تعالج مثل هذه الحالة مبينا انه سيشرع بسياسة التحقيقات المباشرة مع كل من سينتسب ألى سلك التعليم في مدارس القدس باعتبار أن المربي أبو شخيدم قد مرَّ من تحت رادار الشاباك ولو انه -أي -الشاباك قام بالتحقيق معه يوم تقدم بطلب للتعليم لما حدث الذي حدث علما أن جهاز التعليم العربي المنسوب لوزارة التعليم والتربية الإسرائيلية يشرف عليه جهاز الامن الإسرائيلي بشكل مباشر خاصة فيما يتعلق بانتساب المعلمين للتعليم في المدارس الخاضعة للاشراف الإسرائيلي..
ردود الأفعال الإسرائيلية على هذه العملية اخذت جوانب عملية وأخرى على شكل ردود أفعال تجلت في تحركات وتحرشات الحركات والجمعيات الدينية المتصهينة في تظاهرات داخل البلدة القديمة رُفعت فيها الاعلام الإسرائيلية وتمت تحت حماية الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة وتبينت مواقف الحكومة الإسرائيلية باتخذاها خطوات عملية من مثل نقل مسؤولية الحي اليهودي وترتيبات ساحات حائط البراق وبناء كنيس " مفخرة أسرائيل" وتعزيز الوجود اليهودي داخل البلدة القديمة ومشاريع أخرى الى بلدية القدس وجمعيات دينية -صهيونية تعمل داخل البلدة القديمة في خطوة مُباشرة لتعزيز الوجود اليهودي نحو فرض شامل لعملية التهويد لفضاء المسجد الأقصى استعدادا للسيطرة الشاملة عليه سواء بموافقة عربية فلسطينية مع مكياجات ترضية لهم أو بشكل سافر ومباشر .


قلق امني اسرائيلي واسع:
الاعلام الإسرائيلي نقلا عن شخصيات نافذة في الجهاز الأمني أعربت عن قلقها من حجم التعاطف والتماهي في مخيم شعفاط مع الشهيد شخيدم وعن مدى نفوذ حركة المقاومة حماس في المخيم والحقيقة ان هذا القلق لا يساور الشاباك فقط بل وسلطة رام الله فقد كشفت سلطة رام الله عن قلقها البالغ من حالة التماهي والتعاطي مع وفاة وجنازة وتشييع وأجر الوزير الفلسطيني الحمساوي وصفي قبها .في المقابل اعتبر كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي ومحرر دورية التحديث الاستراتيجي في المعهد بأن حركة حماس نجحت في سياساتها الرامية للتغلغل في الضفة الغربية والقدس بعد سيف القدس وفرضها قواعد لعبة جديدة في السياق البين فلسطيني والعلاقة مع إسرائيل فهي من جهة تعزز حالة التهدئة في غزة وهو ما يعينها على تعزيز قوتها العسكرية من جهة وتحقيق نفوذ في الضفة الغربية والقدس من جهة أخرى كانت عملية شخيدم بيانا لمثل هذه التمدد الحمساوي ..... الجهات الأمنية الإسرائيلية ترى ان منفذ العملية لا يماثل منفذي عمليات سابقة لا من حيث الجيل (42عام) ولا من حيث البنية الجسدية ولا بكونه متزوج وأب لاسرةومثل هذه المعطيات التي بنتها الأجهزة الأمنية من خلال رصدها الدقيق لمنفذي العمليات على مدار تاريخ المقاومة والعمليات الاستشهادية ( طبعا هناك حالات شاذة) تقلق جهاز الامن الإسرائيلي خاصة وان منفذ العملية مدرس ومربي وامام مسجد وخطيب جمعة ومؤثر في الحاضنة المجتمعية التي يعيش معها وفيها وكان قد هاجم في اكثر من مرة تجار السموم وسواهم بالعملاء والجواسيس وهو ما منحه صِدقية عالية مجتمعيا ويدفع نحو ان سكون انموذجا تتحسب منه المؤسسة الأمنية وخاصة ان الدافع للعملية أيديولوجي بامتياز ذلكم انه أذا ما تثبت في النفسية الفلسطينية المقدسية هذا البُعد فسيشكل رافدا قادما لن تستطيع هذه الأجهزة مجاراته ورصده وهو ما يشكل قلقا متناميا لدى هذه الأجهزة .
عمليا الجهات الأمنية والجيش نجحوا في العديد من القضايا ذات الصلة بمنع تنفيذ عمليات واعتبرت هذه النجاحات حالة من المُراكمة الأمنية الأسرائيلية الساعية لقطع دابر مجرد التفكير لدى الانسان الفلسطيني سواء كان منظما ام لا في تنفيذ أي عملية ضد اهداف إسرائيلية وبهذه العملية سواء بتوقيتها او مكان تنفيذها او الشخص المُنفذ تكون هذه المحاولة " الجادة" قد أصابها نوعُّ من الخرق الذي تعتبره هذه المنظومة اختراقا .
تتوقع أصوات مقربة من الأجهزة الأمنية ان هذه العملية ونتائجها ستشجع على عمليات مماثلة خاصة في ظل مساعي حماس لتعزيز وجودها في القدس والضفة الغربية وضعف سلطة رام الله في فرض النظام في عموم الضفة الغربية مع انها تقوم بمحاولات في فرض النظام في شمال الضفة الغربية بيد انها تصطدم بمواجهات من مصادر فلسطينية مقاومة ومن منظمات إجرامية على ذمة يوئاف ليمور الكاتب في صحيفة يسرائيل هيوم اليمينة التوجه (ישראל צריכה לשים סוף למשחק הכפול של חמאס, ולהבהיר: רגיעה - או מלחמה בכל החזיתות-على إسرائيل وضع حد لازدواجيةاللعبة التي تقوم بها حماس وان توضح لها : اماالهدوء او الحرب على كل الجبهات- يسرائيل هيوم21\11\2021) وفي ظل تراجع المستوى المعيشي للسكان في الضفة الغربية والقدس وأخيرا مكانة القدس وحساسيتها ومساعي حواس للعودة ثانية للسيطرة على المدينة في اطار الصراع القائم مع فتح .
تلكم هي بعض من الأسباب التي اشارت اليها وسائل الاعلام الإسرائيلية ذات الصلة مع الجهات الأمنية وهي مسائل تكشف حالة السيولة القائمة في القضية الفلسطينية رغم مساع العديد من العرب لتجميدها وبالذات في قضية القدس ومحورها المسجد الأقصى المبارك .
عوامل الضبط:
تكشف العملية عن استحالة دوام الرقابة الأمنية داخل المدينة المُقدسة وهي رقابة اخالها باتت تعتمد أربعة عوامل في مراقبة وضبط الانسان المقدسي : العامل التقاني-السايبريوالعامل البشري عبر التجنيد من أبناء جلدتنا والعامل الأمني الفلسطيني الذي بات شريكا بالكامل في ملاحقة المقاومين الفلسطينيين بغض النظر عن إنتماءاتهم الفصائلية والعامل الافسادي متمثلا بإحياء وتعزيز الجريمة المنظمة والعبث بالمجتمع الفلسطيني المقدسي .وقد كان المربي أبو شخيدممتنبها لهذه المسألة فساوى بين العميل والمنتمي لعصابات الاجرام وانهما سواء في خدمة الاحتلال وهذا الطرح أذ يكشف عن جانب عميق من شخصية هذا الرجل في استدراكه وفهمه للواقع المقدسي المُعاش فهو في حد ذاته يشكل حافزا مُراكما لمواجهة الظلم النازل على الانسان الفلسطيني المقدسي من المحتل ومن العميل ومن المجرم وهذا الثالوث النتن يستوجب المواجهة مهما كانت كلفتها وهو ما قام بها المربي فادي أبو شخيدم وهو في ظني جوهر القلق الأسرائيلي بله والفلسطيني .
عمليا الاحتلال هو القوة النافذة والمسيطرة والمالكة لادواتالسيطرة على كامل المدينة بشقيها وبما في ذلك البلدة القديمة والمسجد الأقصى المُبارك أذ العامل الأردني في المسجد الأقصى اضحى صوريا ومن باب الاحترام الدبلوماسي وحفظ ماء الوجه يتعامل الاحتلال مع الأردن مع التأكيد أنه مستمر في سياساته المناقضة والمنافية للقوانين الدولية ذات الصلة لكنْ الاحتلال لا يأبه بهذه القوانين وينطلق من مجموعة فرضيات استحالت ثوابت في تعاطيه مع ملف المدينة المقدسة بدءا من كونها جزء أساس من إسرائيل وتأكيد ابديتها الإسرائيلية قانونيا والعامل الديني-التاريخي الدَّال على أنها مقدسة وان الهيكل بيان ذلك ، الى جانب ذلك كشفت الاحداث في المدينة المُقدسة منذ عام 2014 والى هذه اللحظات عن عاملين هامين في جدل الصراع مع الاحتلال ، تطوير مستمر بأدوات المُدافعة التي يمتلك ما تيسر منها الانسان المقدسي " الفرد" والتي بدورها تتطور وتحدث تَراكما يدفع في نهاية المطاف نحو مواجهة مباشرة مع الاحتلال وتعتبر الأدوات المعرفية المتعلقة بجدل العلاقة مع القدس مدينة وحاضرة وقداسة ومع المسجد الأقصى كمقدس ومعطى هوياتي يعزز باستمرار مراكمات هذا البُعد الثاوي في بنيويات الهوية الخاصة بالأنسان المقدسي كما الانسان الفلسطيني -حتى لو لم يكن متدينا وبعيد جد البعد عن الدين- والألتقاء المُباشر بالمحتل ( اللقاء المباشر من خلال العمل والتغلغل في تفاصيل الحياة الإسرائيلية في الشق الغربي من المدينة بما يمنح الانسان المقدسي الفرد التعرف المباشر والحقيقي على الشخصية الإسرائيلية-اليهودية ويعلم يقينا نقاط قوتها وضعفها، وهل المجتمعات الى جموع الأفراد) وفي ذات الوقت الاحتلال مدرك تماما ان كل فعل يصدر عنه يهدد الوجود المقدسي بشرا وحضارة ويهدد المسجد الأقصى تهديد مباشرا سيواجه بردة فعل مساوية له في القوة ومعاكسة له في الاتجاه وهذه الحقيقة الفيزيائية يسعى جاهدا لكسر ادواتها في المدينة المقدسة لذلك فمثل هذه الردود التي رأيناها في السنوات الأخيرة كان اخرها ما نحن بصدده اخاله متوقعا من أجهزة ترصد على مدار الساعة التحركات داخل البلدة القديمة لكنها تتأثر بجعجعات القوى الفاشية الإسرائيلية وما أكثرها وهي كما يبدو شرعت رسميا وشعبويا برسم وتحديد بيانات العلاقة مع الكل الفلسطيني والقدس والاقصى وهو بالتالي ما سيقرب من لحظة الانفجار العظيم وقد بانت بعض من جوانبه في هبة الكرامة في رمضان الفارط من العام الهجري السالف ، أيار من هذا العام .
ثمة عوامل أقليمية ودولية باتت تغري الاحتلال بأن يتقدم خطوات كبيرة في عمليتي تهويد البلدة القديمة والسيطرة المطلقة على المسجد الأقصى المُبارك متجلية هذه الخطوات في السلام الابراهيمي والديانة الابراهيمية والاتفاقيات التترا التي باتت توقع يوميا مع الكيانات العربية كان اخرها التوقيع الأمني الاستراتيجي مع المغرب رئيس لجنة القدس وبيت مال بيت المقدس والمكلف بالحفاظ على المدينة المقدسة ..
الاحتلال الإسرائيلي يرصد بعين فاحصة لا تساورها العواطف التحركات والتطورات الجارية في مجتمعنا الفلسطيني عموما والقدس خصوصا ولكنْ هذا الاحتلال تفوته أمور لا تخضع لعين الرقيب السايبرية والبشرية تتفاعل بعيدا عن هذه الاعين أّذ الحق الابلج لا يمكن طمسه لفترة طويلة فكيف اذا كان متعلقا بمقدس كالقدس وعقيدة كالمسجد الأقصى .