أم زهري الشويكي.. حين يواجه المقدسيون سرقة الاحتلال لبيوتهم بالدموع والقهر
المركز الفلسطيني للإعلام
لم تكن دموعًا عاديةً ولا آهاتٍ لآلام الجسد والروح؛ بل كانت أغلى من ذلك بكثير، تلك التي جسدتها الحاجّة أم زهري الشويكي التي لم تستطع أن تغالب قهرها، بعد أن سرق الاحتلال المجرم بيتها ومهوى فؤادها وروحها في القدس في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، لصالح المستوطنين.
انهارت الشويكي بعد أن غلبها الاحتلال على أمرها، أمام صمت العالم على جرائم الاحتلال عربًا وعجمًا ومؤسساتٍ حقوقيةٍ دوليةٍ، أمام تهويد مدينة القدس، والتذرع بكل الحجج الواهية لإخلاء بيوت المقدسيين والاستيلاء عليها وهدمها أو تقديمها لقمة سائغة لمجرمي الصهاينة والمستوطنين، كأكبر عملية سرقة مكشوفة في وضح النهار.
تُحمل الأمّ المثقلة بالذكريات وجيرة القدس التي مضى عليها خمسون عامًا، لا يعوضها مال ولا سكنٌ آخر، منهارةً باكيةً، إلى المستشفى ولسان حالها قول الشاعر: ودعته وبودّي لو يودعني صفو الحياة وإنّي لا أودعه.
وليست أم زهري الشويكي وحدها من تعاني، فجموع المقدسيين أصبحوا اليوم مهددين بسرقة بيوتهم من قبل الاحتلال، إذ لا يمرّ يومٌ إلا ويحاصر الاحتلال ومستوطنوه بيوت المقدسيين بآلياتهم وأسلحتهم وإجرامهم، مثل قطعان الذئاب التي وجدت فريسة لتنقض عليها دون أخلاقٍ ولا رادعٍ من قوانين أو مواثيق دولية كان من المفترض أن تحمي المقدسيين وبيوتهم من شرور الاحتلال وظلمه، في مخططٍ ممنهج لتهويد المدينة وسرقة أراضيها وبيوتها وطرد أصحابها منها.
إطلالة لخمسين عامًا على الأقصى
تقول الصحفية هدى نعيم في وصف المشهد إنّه “مؤلم جدا هذا الظلم”.
وتتابع بالقول: تخيل أن تعيش في منزلك المُطل على المسجد الأقصى 50 عاما، ثم تُطرد منه بالقوة، وتُرمى ممتلكاتك إلى قارعة الطريق، ويُفرّغ تماما ليسكنه مستوطنون جاؤوا من أصقاع الأرض.
وتشير إلى أنّ هذا ما حدث صباح اليوم مع المسنة المقدسية أسمهان شويكي (79عاما) -أمٌّ لشهيـدين-، والتي تسكن حي بطن الهوى ببلدة سلوان.
وتلفت إلى أنّ المؤلم أن من كان يحمي أهالي القدس جريح، استفردوا به وعذبوه ونكلوا فيه وأبادوا أهله!
وتستدرك نعيم بالقول: “حتى يأتي اليوم الذي نشهد هذا البؤس والقهر ونحن بلا قوة!”.
سلوان تنزف من جديد
وفي صباحٍ ثقيل على حيّ بطن الهوى ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، تحوّلت منازل ثلاث عائلات مقدسية إلى ساحة من الحزن والفوضى، بعدما أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلات الشويكي وعودة على إخلاء بيوتها بالقوة، تمهيدًا للاستيلاء عليها لصالح جمعيات استيطانية.
تقول محافظة القدس إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الحي فجر الأحد، وأغلقت الطرق المؤدية إليه، قبل أن تنتشر بكثافة لتنفيذ قرار الإخلاء الذي استهدف منزل المقدسية أسمهان الشويكي، ومنزل نجلها أحمد الشويكي، إلى جانب منزل جمعة عودة.
لم يكن أمام العائلات سوى النظر بحسرة إلى جدران منازلها وهي تُفرّغ من محتوياتها، بينما تعالت صرخات الاحتجاج وسط انتشار الجنود المدججين بالسلاح.
أثناء عملية الإخلاء، اعتدت القوات الإسرائيلية على أفراد العائلات، ما تسبب في تدهور الحالة الصحية لأسمهان الشويكي، التي أُخرجت بالقوة من منزلها، قبل أن تفقد وعيها ويتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
يقول نجلها أحمد بصوتٍ مبحوح: “حاولنا التمسك بالمنزل، لكنهم اقتحموا فجأة رغم أن محامينا حصل على تمديد رسمي حتى نهاية الشهر المقبل… ضربوني بقسوة وأنا أحاول منعهم من تكسير الأثاث.”
ويؤكد أحمد أن العائلة تلقت سابقًا إخطارًا بالإخلاء بدعوى أن الأرض “تعود لليهود”، في حين يرى السكان أن الهدف الحقيقي هو تهجير المقدسيين لإفساح المجال أمام جمعية استيطانية تسعى لفرض وجودها داخل الحي.
مخطط لتهجير سكان الحيّ
وبحسب محافظة القدس، تأتي هذه القرارات في إطار مخطط استيطاني واسع لتهجير سكان حي بطن الهوى لصالح جمعية “عطيرت كوهنيم”، التي تزعم ملكية نحو خمسة دونمات ومئتي متر مربع من أراضي الحي، بزعم أنها تعود ليهود من اليمن منذ عام 1881.
يعيش في الحي اليوم نحو 750 فلسطينياً من 87 عائلة مقدسية، جميعهم يواجهون أوامر وبلاغات إخلاء في محاكم الاحتلال، في مشهد متكرر من سياسة تهويد ممنهجة تسعى من خلالها إسرائيل إلى توسيع البؤر الاستيطانية في قلب سلوان، على بُعد أمتار من المسجد الأقصى.
في نهاية اليوم، لم يتبقّ من بيوت العائلات الثلاث سوى ذكريات وصور متناثرة بين الركام، بينما يغادر الأبناء والأمهات المكان الذي احتضنهم لعقود، يحملون وجع الاقتلاع من الجذور، في انتظار عودة قد لا تأتي قريبًا.
المركز الفلسطيني للإعلام
لم تكن دموعًا عاديةً ولا آهاتٍ لآلام الجسد والروح؛ بل كانت أغلى من ذلك بكثير، تلك التي جسدتها الحاجّة أم زهري الشويكي التي لم تستطع أن تغالب قهرها، بعد أن سرق الاحتلال المجرم بيتها ومهوى فؤادها وروحها في القدس في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، لصالح المستوطنين.
انهارت الشويكي بعد أن غلبها الاحتلال على أمرها، أمام صمت العالم على جرائم الاحتلال عربًا وعجمًا ومؤسساتٍ حقوقيةٍ دوليةٍ، أمام تهويد مدينة القدس، والتذرع بكل الحجج الواهية لإخلاء بيوت المقدسيين والاستيلاء عليها وهدمها أو تقديمها لقمة سائغة لمجرمي الصهاينة والمستوطنين، كأكبر عملية سرقة مكشوفة في وضح النهار.
تُحمل الأمّ المثقلة بالذكريات وجيرة القدس التي مضى عليها خمسون عامًا، لا يعوضها مال ولا سكنٌ آخر، منهارةً باكيةً، إلى المستشفى ولسان حالها قول الشاعر: ودعته وبودّي لو يودعني صفو الحياة وإنّي لا أودعه.
وليست أم زهري الشويكي وحدها من تعاني، فجموع المقدسيين أصبحوا اليوم مهددين بسرقة بيوتهم من قبل الاحتلال، إذ لا يمرّ يومٌ إلا ويحاصر الاحتلال ومستوطنوه بيوت المقدسيين بآلياتهم وأسلحتهم وإجرامهم، مثل قطعان الذئاب التي وجدت فريسة لتنقض عليها دون أخلاقٍ ولا رادعٍ من قوانين أو مواثيق دولية كان من المفترض أن تحمي المقدسيين وبيوتهم من شرور الاحتلال وظلمه، في مخططٍ ممنهج لتهويد المدينة وسرقة أراضيها وبيوتها وطرد أصحابها منها.
إطلالة لخمسين عامًا على الأقصى
تقول الصحفية هدى نعيم في وصف المشهد إنّه “مؤلم جدا هذا الظلم”.
وتتابع بالقول: تخيل أن تعيش في منزلك المُطل على المسجد الأقصى 50 عاما، ثم تُطرد منه بالقوة، وتُرمى ممتلكاتك إلى قارعة الطريق، ويُفرّغ تماما ليسكنه مستوطنون جاؤوا من أصقاع الأرض.
وتشير إلى أنّ هذا ما حدث صباح اليوم مع المسنة المقدسية أسمهان شويكي (79عاما) -أمٌّ لشهيـدين-، والتي تسكن حي بطن الهوى ببلدة سلوان.
وتلفت إلى أنّ المؤلم أن من كان يحمي أهالي القدس جريح، استفردوا به وعذبوه ونكلوا فيه وأبادوا أهله!
وتستدرك نعيم بالقول: “حتى يأتي اليوم الذي نشهد هذا البؤس والقهر ونحن بلا قوة!”.
سلوان تنزف من جديد
وفي صباحٍ ثقيل على حيّ بطن الهوى ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، تحوّلت منازل ثلاث عائلات مقدسية إلى ساحة من الحزن والفوضى، بعدما أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلات الشويكي وعودة على إخلاء بيوتها بالقوة، تمهيدًا للاستيلاء عليها لصالح جمعيات استيطانية.
تقول محافظة القدس إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الحي فجر الأحد، وأغلقت الطرق المؤدية إليه، قبل أن تنتشر بكثافة لتنفيذ قرار الإخلاء الذي استهدف منزل المقدسية أسمهان الشويكي، ومنزل نجلها أحمد الشويكي، إلى جانب منزل جمعة عودة.
لم يكن أمام العائلات سوى النظر بحسرة إلى جدران منازلها وهي تُفرّغ من محتوياتها، بينما تعالت صرخات الاحتجاج وسط انتشار الجنود المدججين بالسلاح.
أثناء عملية الإخلاء، اعتدت القوات الإسرائيلية على أفراد العائلات، ما تسبب في تدهور الحالة الصحية لأسمهان الشويكي، التي أُخرجت بالقوة من منزلها، قبل أن تفقد وعيها ويتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
يقول نجلها أحمد بصوتٍ مبحوح: “حاولنا التمسك بالمنزل، لكنهم اقتحموا فجأة رغم أن محامينا حصل على تمديد رسمي حتى نهاية الشهر المقبل… ضربوني بقسوة وأنا أحاول منعهم من تكسير الأثاث.”
ويؤكد أحمد أن العائلة تلقت سابقًا إخطارًا بالإخلاء بدعوى أن الأرض “تعود لليهود”، في حين يرى السكان أن الهدف الحقيقي هو تهجير المقدسيين لإفساح المجال أمام جمعية استيطانية تسعى لفرض وجودها داخل الحي.
مخطط لتهجير سكان الحيّ
وبحسب محافظة القدس، تأتي هذه القرارات في إطار مخطط استيطاني واسع لتهجير سكان حي بطن الهوى لصالح جمعية “عطيرت كوهنيم”، التي تزعم ملكية نحو خمسة دونمات ومئتي متر مربع من أراضي الحي، بزعم أنها تعود ليهود من اليمن منذ عام 1881.
يعيش في الحي اليوم نحو 750 فلسطينياً من 87 عائلة مقدسية، جميعهم يواجهون أوامر وبلاغات إخلاء في محاكم الاحتلال، في مشهد متكرر من سياسة تهويد ممنهجة تسعى من خلالها إسرائيل إلى توسيع البؤر الاستيطانية في قلب سلوان، على بُعد أمتار من المسجد الأقصى.
في نهاية اليوم، لم يتبقّ من بيوت العائلات الثلاث سوى ذكريات وصور متناثرة بين الركام، بينما يغادر الأبناء والأمهات المكان الذي احتضنهم لعقود، يحملون وجع الاقتلاع من الجذور، في انتظار عودة قد لا تأتي قريبًا.