خطبة الجمعة المقترحة ضمن فعاليات أسبوع القدس العالمي

  • الثلاثاء 22, فبراير 2022 09:05 ص
  • خطبة الجمعة المقترحة ضمن فعاليات أسبوع القدس العالمي
بمناسبة الإسراء والمعراج وذكرى دخول الناصر صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس محررا الجمعة 24 رجب 1443هـ الموافق لـ 25 شباط 2022م محاور الخطبة المقترحة ومضامينها :
خطبة الجمعة المقترحة ضمن فعاليات أسبوع القدس العالمي بمناسبة الإسراء والمعراج وذكرى دخول الناصر صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس محررا

الجمعة 24 رجب 1443هـ الموافق لـ 25 شباط 2022م


محاور الخطبة المقترحة ومضامينها :

الحديث عن فضائل بيت المقدس وواقعة الإسراء والمعراج.

طرح واقع القدس ومخططات التهويد للمسجد الأقصى وضريبة المقدسيين مقابل ثباتهم .

بيان خطورة التطبيع وحرمته.

الواجبات العملية للامة في دفاعها عن مسرى نبيها صلى الله عليه وسلم.




الخطبة الأولى : 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أعمالنا وسيئات أعمارنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، ولا قوة إلا بالله 
((الحمد لله معزُّ الإسلام بنصرهِ، مذلُّ الشرك بقهرهِ، ومصرِّفُ الأمور بأمرهِ، ومُديمُ النعم بشكرهِ، ومُستدرجُ الكفار بِمكرهِ، وجعلَ العاقبة للمتقين بفضلهِ، وأفاءَ على عباده من ظلهِ، وأظهر دينه على الدين كلهِ)) وبعد:
 في مثل هذه الأيام من شهر رجب الخير وبهذا الحمد وبهذه الكلمات افتتح القاضي الفاضل أول خطبة جمعة في المسجد الأقصى المبارك بعد التحرير الصلاحي من الصليبيين الذين منعوا الأذان والصلاة في بيت المقدس 91 سنة هجرية، وهذا بعد احتلالهم لبيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك وقتلهم أكثر من 70 ألفًا من المسلمين في واحدة من أفظع المذابح في تاريخ البشرية.
أيها المسلمون :  
قال تعالى: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) ، ليلة الإسراء والمعراج ليلة عظيمة بل هي أعظم ليالي التاريخ: فيها ربط الله بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فيها تشرف المسجد الأقصى المبارك باستقباله خير أهل السماء جبريل عليه السلام مع خير أهل الأرض محمد صلى الله عليه وسلم، وتشرف المسجد الأقصى المبارك حين سماه رب العالمين بهذا الاسم بل وجعله كلمتين من كتاب الله الكريم المحفوظ، وتشرف المسجد الأقصى المبارك في ليلة الإسراء حين اختاره رب العالمين موضع التقاء خيرته من خلقه، كل نبي مرسل جمعهم الله تعالى لاستقبال ذلك الوفد الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام، ليسلم الجميع أمانة المكان لسيد الخلق وخاتم النبوة محمد صل الله عليه وسلم.
واليوم بيت المقدس يحتله أراذل البشر اليهود والصهاينة، منذ 55 عام وبيت المقدس والمسجد الأقصى يعاني ويئن، فقد طال التهويد مسجدنا الأقصى المبارك بعد أن نال من بيت المقدس ما نال، فصار اقتحام المسجد الأقصى المبارك عملا يوميًا، حيث يقتحمه الصهاينة كل أيام الأسبوع عدا يومي الجمعة والسبت، وحدِّث عن ما يلاقيه أهلنا في بيت المقدس من ويلات: من قتل واعتقال ومجزرة في هدم البيوت وإبعاد للمرابطين وحراس المسجد الأقصى المبارك ومنعهم من السفر والتضييق، فوق الشديد على أهلنا في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية من الوصول للصلاة والرباط في المسجد الأقصى المبارك، ولعل من أصعب ما يلاقيه أهلنا هناك رؤيتهم للصهاينة يدخلون المسجد الأقصى المبارك باقتحامات يومية متتالية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى)) فمتى نشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك محررين له من احتلال الصهاينة، مهللين مكبرين نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقتدي بعمر الفاروق وأبو عبيدة وخالد وبلال وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان ربي عليهم جميعًا، اللهم اكتب لنا أن نكون في جيش تحريره وإعادته إلى حوزة المسلمين، اللهم آمين.
 أحباب رسول الله : 
 إن إخوانكم في الهيئات العلمائية ومؤسسات المجتمع المدني التي أطلقت فعاليات أسبوع القدس العالمي في هذا الأسبوع الأخير من شهر رجب الخير يهدفون إلى إذكاء أشواق الأمة وإحيائها لتظل تتذكر أن مسرى نبينا وقبلتنا الأولى ما تزال محتلة، رغم إقدام بعض الأنظمة العربية منها وغير العربية على ارتكاب جريمة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المجرم المحتل، وعليه فإن من واجب كل مسلم أن يتابع ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى المبارك متابعة حثيثة، فهي قضية القضايا ومحور الصراع مع الكفر الغاصب، ومن واجب المسلم أيضًا أن يربي أبناؤه على حب وفداء القدس والمسجد الأقصى المبارك، وأن يكون للمسلم ورد دعاء ثابت يدعو فيه للأهل في الداخل المحتل بالثبات والنصر، وإن من أهم واجبات المسلم أيضًا الجهاد بالمال، فيرسل عبر الجهات الموثوقة ما يثبِّتَ به أهلنا في الداخل الفلسطيني والقدس في وجه الاحتلال فإن مشروع التهويد لا يواجه إلا بمشروع كامل للتثبيت.
اللهم فرِّج عن أمتنا في كل أوطاننا، اللهم فرِّج عن أسرانا ومسرانا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أقول قولي هذا واستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. 

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، ناصر المؤمنين، ومعزُ المتقين وأُصلي وأُسلم على قائدنا يوم الدين إلى رضوان رب العالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم آمين


 عباد الله : 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَزالُ طائفةٌ مِن أُمَّتي على الدِّينِ ظاهرينَ لعَدوِّهم قاهرينَ، لا يَضُرُّهم مَن خالَفَهم، إلَّا ما أصابَهم مِن لَأواءَ حتى يَأتيَهم أمْرُ اللهِ وهم كذلك، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وأين هم؟ قال: ببَيتِ المَقدِسِ وأكنافِ بَيتِ المَقدِسِ.(( 

إنَّ المقدسيَّ هو من تعيش القدس بين جنبيه وتشغل قلبه ووجدانه حتى لو عاش مضطرًا خارجها،   فكُن أخي مقدسيًا بنصرتك للقدس والمسجد الأقصى المبارك، رابط وقدِّم من وقتك ومن جهدك للقدس والمسجد الأقصى المبارك، فإن إخوانك المرابطين وأخواتك المرابطات يقدِّمون دماءهم وأرواحهم لها، فلئن حرمت أن تعيش في بيت المقدس فلا تحرم نفسك العيش في أكناف بيت المقدس بنصرتك لأشرف القضايا وأبركها، والطائفة المنصورة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
إنها فرصة عظيمة وموسم من مواسم الخير لمن يحب القدس والمسجد الأقصى المبارك، فكن أنت أقصى يمشي على الأرض.
إن يوم الإسراء والمعراج فرصة عظيمة لكل ناشط، عالم، مدرس، مربٍ، مدوِّن، يوتيوبر، فرصة لنا جميعًا لنقول كلمتنا حرةً واضحةً ونصرخ في أسماع الدنيا: أننا مرابطون على حب المسجد الأقصى المبارك ننتظر ليلة الإسراء والمعراج ((أعظم ليلة في التاريخ)) لنسري بحبنا وإخلاصنا نحو تلك البقعة المباركة نتشبه فيها بالرسل والأنبياء باجتماعنا لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

عباد الله : 

إن الله أمركم بثلاث ونهاكم عن ثلاث، امركم : بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي... موعظة من الله ، والله عليم حكيم

قال تعالى : ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰآئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)) اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
دعاء