بطن الهوى.. حي مقدسي تقوضه وتحيط به المستوطنات

  • الأربعاء 01, أكتوبر 2025 10:57 ص
  • بطن الهوى.. حي مقدسي تقوضه وتحيط به المستوطنات
حي يقع في بلدة سلوان المقدسية، يبعد نحو 400 متر عن المسجد الأقصى المبارك، ويسكنه نحو 10 آلاف فلسطيني. تسيطر الجماعات الاستيطانية الإسرائيلية على مساحة كبيرة من أراضي الحي وعقاراته، مما يعزز سيطرتها على محيط الأقصى ويشكل بؤرة استيطانية تتصل مع مستوطنات رأس العمود شرقا وحي وادي حلوة غربا.
بطن الهوى.. حي مقدسي تقوضه وتحيط به المستوطنات
الجزيرة نت
حي يقع في بلدة سلوان المقدسية، يبعد نحو 400 متر عن المسجد الأقصى المبارك، ويسكنه نحو 10 آلاف فلسطيني. تسيطر الجماعات الاستيطانية الإسرائيلية على مساحة كبيرة من أراضي الحي وعقاراته، مما يعزز سيطرتها على محيط الأقصى ويشكل بؤرة استيطانية تتصل مع مستوطنات رأس العمود شرقا وحي وادي حلوة غربا.
الموقع
يقع حي بطن الهوى في الحارة الوسطى من بلدة سلوان المقدسية، على امتداد جبل الزيتون في الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس، ولا تتجاوز المسافة بينه وبين المسجد الأقصى المبارك 400 متر.
تحيط ببطن الهوى مستوطنات رأس العمود شرقا وحي وادي حلوة غربا، كما أن الاحتلال الإسرائيلي استولى على كثير من أراضي الحي وعقاراته وحوّلها إلى بؤرة استيطانية كبيرة، فوسع بذلك الطوق الاستيطاني في محيط المسجد الأقصى.
يشكل حي بطن الهوى جزءا من النسيج العمراني لبلدة سلوان، إلى جانب عدد من الأحياء مثل وادي حلوة ووادي الربابة وحي البستان ورأس العامود.
وتمتد سلوان التاريخية على مساحة تقارب 5640 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) وتضم آثارا تعود لحضارات عدة، من بينها اليونانية والكنعانية والأموية.
يتمتع الحي بمناخ البحر الأبيض المتوسط، الذي يتميز بصيف حار وشتاء معتدل ماطر، ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية فيه نحو 17 درجة مئوية.
السكان
حتى نهاية عام 2022 كان يقطن حي بطن الهوى نحو 10 آلاف فلسطيني، في حين تحاول الجمعيات الاستيطانية منذ 2015 الاستعانة بمحاكم الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء نحو 87 عائلة مقدسية من منازلها المقامة على ما يفوق 5 دونمات من مساحة الحي.
وبحسب تقديرات اللجنة المحلية للحي، فإن نحو 37 عائلة أجبرت على مغادرة منازلها بفعل ضغوط الاحتلال بين مطلع 2017 وحتى منتصف 2018.
إخلاء وتهجير
منذ عام 2015 بدأت المحاكم الإسرائيلية بإصدار أوامر إخلاء بحق سكان حي بطن الهوى، استنادا إلى مزاعم جمعية "عطيرت كوهانيم" الإسرائيلية بحقها في امتلاك 5 دونمات و200 متر مربع من الحي.
ورغم مقاومة المقدسيين الأوامر وتقديمهم استئنافات عدة، رفضت المحكمة المركزية مجموعة من الاعتراضات، منها استئناف عائلتي شويكي وعودة واستئناف عائلات الرجبي في يونيو/حزيران 2025.
واتخذت المحكمة الإسرائيلية قرارات الإخلاء في غياب العائلات المقدسية ومحاميها، وأعلنت أنها قرارات حاسمة غير قابلة للاستئناف أو النقض، مما أثار قلق سكان الحي، خاصة الذين يواجهون أوضاعا قانونية مشابهة ولم تبت المحكمة في قضاياهم بعد.
كانت بؤرة "بيت يوناتان" أولى البؤر الاستيطانية في حي بطن الهوى، ففي عام 2004 انتهى المستوطنون من تشييد بناية سكنية في عمق الحي وسكنوا فيها.
ومنذ ذلك الحين تصاعدت وتيرة الاستيطان في الحي، فارتفع عدد بؤره من 6 نهاية 2014 إلى نحو 12 بحلول نهاية 2022، وكان ذلك على حساب أكثر من 20 عائلة فلسطينية فقدت منازلها بين عامي 2014 و2016 فقط.
كما حولت جمعية "عطيرت كوهانيم" بعض العقارات التي استولت عليها إلى مراكز استيطانية بهدف زيادة الوجود اليهودي في محيط المسجد الأقصى، ففي عام 2017 افتتحت "مركزا تراثيا" في عقار عائلة أبو ناب المقدسية المصادر، وأطلقت عليه اسم "بيت العسل"، مدعية أنه كان كنيسا ليهود اليمن في أواخر القرن التاسع عشر.
وفي عام 2024، استولى المستوطنون على نحو دونمين ونصف دونم من أراضي الحي بزعم أنها "أملاك وقفية ليهود اليمن"، رغم حيازة أصحابها من عائلات أبو دياب والرجبي والسلودي وثائق رسمية تثبت ملكيتهم لها.
واعتبرت الأمم المتحدة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين انتهاكا للقانون الدولي، الذي يحظر طرد السكان من منازلهم، أو إخضاعهم لقوانين تمييزية، أو فرض قوانين الاحتلال الخاصة على الأراضي المحتلة.
وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن قوات الاحتلال دمرت في غضون عام 2024 نحو 219 مبنى في القدس الشرقية وحدها، مما أسفر عن تهجير 582 فلسطينيا من منازلهم.
جمعية "عطيرت كوهانيم"
تأسست الجمعية الإسرائيلية عام 1978 تحت إشراف قيادات تيار الصهيونية الدينية، بهدف تعزيز الاستيطان اليهودي في القدس، وبشكل خاص في البلدة القديمة ومحيطها.
شكلت "عطيرت كوهانيم" ذراعا رئيسية لتهويد القدس إلى جانب جمعيات إسرائيلية أخرى مثل "إلعاد"، وأسهم الدعم الحكومي الإسرائيلي الواسع لها في تعزيز رقعة نفوذها ومشاريعها العقارية داخل الأحياء الفلسطينية.
تزعم الجمعية أن جزءا كبيرا من حي بطن الهوى أوقف منذ عام 1881 لإيواء يهود قدموا من اليمن إلى القدس، وتستخدم هذا الادعاء ذريعة قانونية لفرض سيطرتها على الحي.
وتستند الجمعية في حجتها إلى "قانون أملاك الغائبين" الذي أقرته إسرائيل عام 1970، والذي يمنح اليهود الحق في المطالبة بما يزعمون أنها ممتلكاتهم في القدس الشرقية قبل نكبة 1948، بينما يُحرم الفلسطينيون من حق مماثل لاسترجاع ممتلكاتهم المحتلة.
في عام 2002، أقرت المحكمة الإسرائيلية المركزية ملكية جمعية "عطيرت كوهانيم" لما يزيد على 5 دونمات في حي بطن الهوى، وبدأت على إثرها سلسلة من الإجراءات القضائية الرامية إلى إخلاء المقدسيين من منازلهم وأراضيهم وإسكان اليهود فيها.