باحث بشؤون القدس: الحرب على الأقصى حرب تصفية وحسم

  • الثلاثاء 23, ديسمبر 2025 10:05 ص
  • باحث بشؤون القدس: الحرب على الأقصى حرب تصفية وحسم
قال الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص، إنّ الحرب على المسجد الأقصى مفتوحة ومتصاعدة، وهي عنوان حرب تصفية وحسم على كل الجهات، فإلى متى ستترك على الهامش؟ بعد سبع أيامٍ من انتهاكات عيد الحانوكاة وما جرى خلالها من تكريس للهوية اليهودية والطقوس التلمودية، لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي تعهّد بتوسيع أوقات اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، في خطوة تأتي استكمالًا لمخطط التقسيم الزماني بين المسلمين واليهود.
باحث بشؤون القدس: الحرب على الأقصى حرب تصفية وحسم فإلى متى ستترك على الهامش؟
المركز الفلسطيني للإعلام
قال الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص، إنّ الحرب على المسجد الأقصى مفتوحة ومتصاعدة، وهي عنوان حرب تصفية وحسم على كل الجهات، فإلى متى ستترك على الهامش؟ بعد سبع أيامٍ من انتهاكات عيد الحانوكاة وما جرى خلالها من تكريس للهوية اليهودية والطقوس التلمودية، لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي تعهّد بتوسيع أوقات اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، في خطوة تأتي استكمالًا لمخطط التقسيم الزماني بين المسلمين واليهود.
وأوضح ابحيص أن محاولات التقسيم الزماني الكامل للمسجد الأقصى تعود إلى عامي 2012 و2013، حين سعى أعضاء كنيست من الحزب القومي الديني “المفدال” إلى تمرير مشروع قانون يقضي بفتح المسجد 9 ساعات يوميًا لليهود و9 ساعات للمسلمين، مع إغلاقه 6 ساعات ليلًا، إضافة إلى تقسيم أيام الإجازة الأسبوعية بتخصيص يوم الجمعة للمسلمين والسبت لليهود فقط، وتوزيع الأعياد الدينية بما يمنع المسلمين من دخول الأقصى خلال الأعياد اليهودية.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية حاولت فرض هذا المخطط عمليًا عام 2015، وكان ذلك أحد الأسباب المباشرة لاندلاع هبة السكاكين.
وبيّن أن وزير العدل الإسرائيلي ونائب رئيس الوزراء ياريف لافين استعرض، يوم أمس، ما وصفه بـ”التغييرات الكبيرة” التي فُرضت في المسجد الأقصى خلال السنوات الماضية، وذلك خلال مشاركته في إنارة الشمعة الثامنة والأخيرة لعيد الأنوار العبري “الحانوكاه” أمام باب المغاربة، وسط حشد من منظمات الهيكل. وأكد لافين، بحسب ابحيص، التزامه الشخصي باستكمال مساعي تمديد ساعات اقتحام وصلاة المستوطنين لتشمل ساعات المساء، بما يسمح بفتح المسجد بعد أوقات العمل الرسمية، بهدف توسيع قاعدة الاقتحامات.
وأشار الباحث إلى أن هذا التعهد يؤكد أن مشروع عام 2012 للتقسيم الزماني الكامل بات اليوم أرضية العمل التي تنطلق منها الحكومة الإسرائيلية بالتنسيق مع منظمات الهيكل، وأن الهدف المرحلي يتمثل في فرض تساوٍ كامل في أوقات الدخول إلى المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، تمهيدًا لاحقًا للإحلال الكامل ونفي الهوية الإسلامية عن المسجد بشكل تام.
ولفت ابحيص إلى أنه في الوقت الذي كان فيه النظام الرسمي العربي يتلقى تطمينات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الحفاظ على “الوضع القائم”، ويعقد قمم واجتماعات متكررة تحت عنوان “التهدئة في القدس” خلال عامي 2021 و2022 وصولًا إلى اجتماعي العقبة وشرم الشيخ الأمنيين عام 2023، كانت سلطات الاحتلال تفرض اقتحامات “عيد الفصح التوراتي” خلال شهر رمضان، وتفرض أطواق حصار متتالية على المسجد الأقصى، وتوسّع تدريجيًا ساعات الاقتحام من ثلاث ساعات يوميًا فُرضت لأول مرة عام 2008، إلى ست ساعات وربع يوميًا بحلول عام 2024.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعلى لسان نائب رئيس وزرائها المنتمي إلى حزب الليكود، وليس فقط من خلال ما يُوصف بـ”متطرفي الصهيونية الدينية”، تعلن التزامها الصريح بمسار تقسيم المسجد الأقصى، واستكمال تهويده، وتوسيع قاعدة اقتحاماته.
وحذّر ابحيص من أن المسجد الأقصى يواجه خطرًا متصاعدًا منذ عدوان الجندي الإسرائيلي ألان غودمان على المصلين في قبة الصخرة عام 1982، والذي أسفر عن استشهاد اثنين وإصابة سبعة آخرين، مشددًا على أن المرحلة الحالية تمثل مرحلة حسم وتصفية تستهدف الوجود والهوية الإسلامية، وتطرح سؤالًا جوهريًا حول إدراك أن المعركة في الأقصى هي معركة وجود.
تعميق لفرض الهوية اليهودية
كما أشار إلى توثيق اقتحام نفّذه المستوطن الحنان غرونر من مستوطنة يتسهار جنوب غرب نابلس، برفقة مجموعة من نشطاء منظمات الهيكل المرتبطين بعصابة “فتية التلال”، وذلك يوم أمس الأحد في سابع أيام عيد الأنوار العبري.
وأوضح أن المقطع المصوّر يُظهر طقوسًا جماعية وغناءً وحلقات رقص جابت أرجاء المسجد الأقصى منذ بدء الاقتحام من باب المغاربة، مرورًا بالساحة الشرقية، وصولًا إلى مصلى باب الرحمة، وانتهاءً بمحطة الصلاة والاستعراض أمام الدرج الغربي لقبة الصخرة، في جولة عدوانية طالت معظم جهات المسجد.
وختم ابحيص بالتأكيد على أن ما يجري يمثل تعميقًا لفرض الهوية اليهودية داخل المسجد الأقصى إلى جانب هويته الإسلامية، وتغييبًا لدور أي سلطة أو إدارة إسلامية، مع تكريس شرطة الاحتلال كجهة متصرفة بشكل مطلق في شؤون المسجد، معتبرًا أن ذلك يشكل مقدمة لمزيد من العدوان في طريق التهويد الكامل، سواء عبر توسيع ساعات الاقتحام، أو اقتطاع أجزاء من المسجد لتخصيصها للمقتحمين اليهود، أو إدخال الأدوات الدينية والقرابين لاستكمال الطقوس التوراتية، في إطار حرب مفتوحة ومتصاعدة على المسجد الأقصى لا يجوز تركها على الهامش.