أروقة المسجد الأقصى معالم معمارية بارزة في المسجد الأقصى
الجزيرة نت
أروقة المسجد الأقصى هي ممرات مقوسة ومسقوفة في نواحيه، يجتمع فيها رواده إما لحضور حلقات العلم أو الذكر، أو للاستراحة والاحتماء من حر الشمس أو هطول الأمطار.
في المسجد الأقصى 3 أروقة على امتداد أسواره من الجهة الشمالية والشرقية والغربية، وكانت مراكز علمية مهمة ومجالس ذكر عبر تاريخ المسجد، وكذلك مأوى للمعتكفين والزوار.
تعريف الأروقة
الأروقة ممرات طويلة ومسقوفة، غالبا ما تقوم في جزء منها على جدران المسجد، وفي الجزء الآخر على أقواس تحملها دعامات حجرية ضخمة.
استخدمت الأروقة في تاريخ المساجد لاحتضان حلقات العلم، كما أنها كانت مأوى لرواد بيوت الله من أجل الاستراحة واتقاء الحر أو المطر، أو للتعبد والذكر.
أروقة المسجد الأقصى
ارتبطت أروقة المسجد الأقصى بطلب العلم في العصور الوسطى، إذ بُنيت بعض المدارس داخلها أو فوقها، كما استُخدمت الأروقة المسقوفة فصولا دراسية، وأدى ذلك إلى ترابط عمراني ووظيفي بين الأبنية التعليمية والممرات في المسجد.
يضم المسجد الأقصى في جنباته 3 أروقة تاريخية:
الرواق الشرقي
يقع الرواق الشرقي على طول السور الشرقي للأقصى، يمتد من بوابات المرواني العملاقة ويتصل بالمدخل الجنوبي بباب الرحمة.
ترجح بعض المصادر التاريخية بناءه في فترة الدولة الأموية، ويحتوي على عدة أبواب مغلقة.
وصفه الكثير من الفلاسفة والرحّالة بأنه ذو طابع معماري مميز وحجارة مصقولة وزخارف كثيرة من حديد ونحاس.
تهدم بفعل عوادي الزمن والزلازل، ولم تسلم منه إلا بقايا اكتشفت قرب بوابات المصلى المرواني العملاقة.
يقول ابن فضل الله العمري (746هـ/ 1345م) عن مقطع صغير تبقى من الرواق بجوار باب الأسباط جنوبا، يسمى الرواق البسيط، "ومنتهى السور الشرقي رواق طوله من القبلة للشمال 16 ذراعا ونصف ذراع، ومن الشرق للغرب 7 أذرع وثلث ذراع، ويعقبه في أول السور الشمالي باب الأسباط".
الرواق الشمالي
يمتد الرواق الشمالي على جزء كبير من الجدار الشمالي للأقصى، ويبدأ من باب الأسباط في الزاوية الشمالية الشرقية من المسجد حتى بداية المدرسة العمرية في الجهة المقابلة غربا.
يتألف الرواق من دعامات حجرية متتالية تخللتها 3 من أبواب الحرم، وهي باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، إضافة إلى مئذنة باب الأسباط.
كما بلغت المدارس الدينية في الرواق 9 مدارس، وهي الغادرية والكريمية والتربة الأوحدية والباسطية والدوادرية والأمينية والفارسية والأكملية والأسعردية.
تجديد الرواق الشمالي عبر فترات
جدد الرواق في فترات مختلفة، فالقسم الممتد من باب الأسباط حتى باب حطة يعود إلى زمن السلطان الأشرف شعبان في عهد دولة المماليك، وذلك حسب النقش الموجود أسفل مئذنة باب الأسباط.
أما الأجزاء الممتدة من باب حطة حتى باب شرف الأنبياء فجددها الملك المعظم عيسى الأيوبي في عام 610هـ/1213م حسب نقش غرب باب شرف الأنبياء.
ثم جددت الأجزاء نفسها زمن الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر داود في سنة 696 هـ/1297م.
عند إعادة إعمار قبة الصخرة في ستينيات القرن الـ19، حول البناؤون الرواق الشمالي إلى ورشة للعمل، وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الـ20 أغلقت واجهة الرواق الشمالي وحولت إلى صفوف لمدرستي الأقصى الشرعية الثانوية والأقصى الأساسية.
وتقع داخل الرواق الشمالي أيضا المدرسة الغادرية، التي أنشئت عام 1432م.
الرواق الغربي
سُمي الرواق الغربي أيضا بـ"اللواوين"، ويمتد من الزاوية الشمالية الغربية من باب الغوانمة حتى باب المغاربة في الزاوية الجنوبية الغربية، وهو أطول الأروقة، وتتخلله 7 أبواب للحرم ومئذنتا باب الغوانمة وباب السلسلة، كما ويضم العديد من المعالم المهمة والمعروفة كالأبواب والمدارس والمآذن.
وفي الرواق 5 من المدارس الدينية، وهي الأشرفية والمنجيكية والأرغونية والخاتونية والعثمانية، التي عرفت بدار الفتيان.
وبحسب ما ذكره الرحالة الفارسي ناصر خسرو (438هـ/1047م) فإن الرواق الغربي كان رواقين مزدوجين، وكانت له واجهة مزخرفة بالفسيفساء. وقد أعيد بناؤه في الفترة المملوكية بأمر من السلطان محمد بن قلاوون.
قسم الرواق الغربي 3 أقسام حسب زمن الإنشاء، فالقسم الأول هو الرواق الممتد من باب الغوانمة حتى باب الناظر، وقد بني عام 706هـ/1307م.
والقسم الثاني هو الرواق الممتد من باب الناظر حتى باب السلسلة، وأنشئ عام 736هـ/1336م بإشراف الأمير تنكز الناصري، وتطل عليه نوافذ المدارس التي تحوي قبور القادة والأمراء المسلمين، وقد جدد المجلس الإسلامي الأعلى جزءا منه عام 1343هـ/1925م.
وأما القسم الثالث فهو الرواق الممتد من باب السلسلة حتى باب المغاربة، وقد أنشئ بإشراف الأمير موسى بن حسن الهدباني عام 712هـ/1313م، وفي آخره باب يؤدي إلى مسجد البراق، وخلفه إلى الغرب يقع حائط البراق.
جُدد الرواق في عهد الدولة العثمانية عام 1037هـ/1627م بأمر من بيرم باشا، محافظ مصر، بعد أن تهدم جزء منه بسبب الزلازل.
انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
في سياق إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لبسط سيطرتها على معالم المسجد الأقصى، ركبت سياجا إلكترونيا فوق الرواقين الشمالي والغربي بحجة منع "تسلل متطرفين إليه".
كما منعت شرطة الاحتلال دائرة الأوقاف الإسلامية والسكان المجاورين للأقصى من الصعود إلى سطح الرواق، وأصبحت تستخدمه لاحقا للمراقبة وإطلاق النار على المصلين.
وسبق أن حدثت محاولات عدة من المستوطنين للتسلل ليلا فوق الرواقين بالحبال، لكن الحراس كانوا يُحبطون هذه المحاولات.
وبعد هبة "باب الأسباط" عام 2017، لم يستطيع الاحتلال تركيب كاميرات مراقبة داخل الأقصى وعلى أبوابه، لكنه تمكن من تركيبها فوق الرواق الغربي وفوق باب الأسباط، وباب الغوانمة وبجوار باب المجلس والزاوية الوفائية وعند باب القطانين، والمدرسة التنكزية.
وحاولت إدارة الأوقاف في القدس عام 2021 (في شهر رمضان) منع شرطة الاحتلال من الصعود إلى مئذنة باب الأسباط وفوق الرواق الشمالي، لنزع مكبرات الصوت بالأقصى ومنع وصول الأذان والإقامة إلى المصلين، لكن عناصر الشرطة صعدوا إلى السطح عنوة.
كما يستهدف الاحتلال الأروقة بالحفريات والأنفاق، لكونها تحتضن أهم أبواب الأقصى، وتشكل درعا واقيا له ومدخلا رئيسيا إليه.
الجزيرة نت
أروقة المسجد الأقصى هي ممرات مقوسة ومسقوفة في نواحيه، يجتمع فيها رواده إما لحضور حلقات العلم أو الذكر، أو للاستراحة والاحتماء من حر الشمس أو هطول الأمطار.
في المسجد الأقصى 3 أروقة على امتداد أسواره من الجهة الشمالية والشرقية والغربية، وكانت مراكز علمية مهمة ومجالس ذكر عبر تاريخ المسجد، وكذلك مأوى للمعتكفين والزوار.
تعريف الأروقة
الأروقة ممرات طويلة ومسقوفة، غالبا ما تقوم في جزء منها على جدران المسجد، وفي الجزء الآخر على أقواس تحملها دعامات حجرية ضخمة.
استخدمت الأروقة في تاريخ المساجد لاحتضان حلقات العلم، كما أنها كانت مأوى لرواد بيوت الله من أجل الاستراحة واتقاء الحر أو المطر، أو للتعبد والذكر.
أروقة المسجد الأقصى
ارتبطت أروقة المسجد الأقصى بطلب العلم في العصور الوسطى، إذ بُنيت بعض المدارس داخلها أو فوقها، كما استُخدمت الأروقة المسقوفة فصولا دراسية، وأدى ذلك إلى ترابط عمراني ووظيفي بين الأبنية التعليمية والممرات في المسجد.
يضم المسجد الأقصى في جنباته 3 أروقة تاريخية:
الرواق الشرقي
يقع الرواق الشرقي على طول السور الشرقي للأقصى، يمتد من بوابات المرواني العملاقة ويتصل بالمدخل الجنوبي بباب الرحمة.
ترجح بعض المصادر التاريخية بناءه في فترة الدولة الأموية، ويحتوي على عدة أبواب مغلقة.
وصفه الكثير من الفلاسفة والرحّالة بأنه ذو طابع معماري مميز وحجارة مصقولة وزخارف كثيرة من حديد ونحاس.
تهدم بفعل عوادي الزمن والزلازل، ولم تسلم منه إلا بقايا اكتشفت قرب بوابات المصلى المرواني العملاقة.
يقول ابن فضل الله العمري (746هـ/ 1345م) عن مقطع صغير تبقى من الرواق بجوار باب الأسباط جنوبا، يسمى الرواق البسيط، "ومنتهى السور الشرقي رواق طوله من القبلة للشمال 16 ذراعا ونصف ذراع، ومن الشرق للغرب 7 أذرع وثلث ذراع، ويعقبه في أول السور الشمالي باب الأسباط".
الرواق الشمالي
يمتد الرواق الشمالي على جزء كبير من الجدار الشمالي للأقصى، ويبدأ من باب الأسباط في الزاوية الشمالية الشرقية من المسجد حتى بداية المدرسة العمرية في الجهة المقابلة غربا.
يتألف الرواق من دعامات حجرية متتالية تخللتها 3 من أبواب الحرم، وهي باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، إضافة إلى مئذنة باب الأسباط.
كما بلغت المدارس الدينية في الرواق 9 مدارس، وهي الغادرية والكريمية والتربة الأوحدية والباسطية والدوادرية والأمينية والفارسية والأكملية والأسعردية.
تجديد الرواق الشمالي عبر فترات
جدد الرواق في فترات مختلفة، فالقسم الممتد من باب الأسباط حتى باب حطة يعود إلى زمن السلطان الأشرف شعبان في عهد دولة المماليك، وذلك حسب النقش الموجود أسفل مئذنة باب الأسباط.
أما الأجزاء الممتدة من باب حطة حتى باب شرف الأنبياء فجددها الملك المعظم عيسى الأيوبي في عام 610هـ/1213م حسب نقش غرب باب شرف الأنبياء.
ثم جددت الأجزاء نفسها زمن الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر داود في سنة 696 هـ/1297م.
عند إعادة إعمار قبة الصخرة في ستينيات القرن الـ19، حول البناؤون الرواق الشمالي إلى ورشة للعمل، وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الـ20 أغلقت واجهة الرواق الشمالي وحولت إلى صفوف لمدرستي الأقصى الشرعية الثانوية والأقصى الأساسية.
وتقع داخل الرواق الشمالي أيضا المدرسة الغادرية، التي أنشئت عام 1432م.
الرواق الغربي
سُمي الرواق الغربي أيضا بـ"اللواوين"، ويمتد من الزاوية الشمالية الغربية من باب الغوانمة حتى باب المغاربة في الزاوية الجنوبية الغربية، وهو أطول الأروقة، وتتخلله 7 أبواب للحرم ومئذنتا باب الغوانمة وباب السلسلة، كما ويضم العديد من المعالم المهمة والمعروفة كالأبواب والمدارس والمآذن.
وفي الرواق 5 من المدارس الدينية، وهي الأشرفية والمنجيكية والأرغونية والخاتونية والعثمانية، التي عرفت بدار الفتيان.
وبحسب ما ذكره الرحالة الفارسي ناصر خسرو (438هـ/1047م) فإن الرواق الغربي كان رواقين مزدوجين، وكانت له واجهة مزخرفة بالفسيفساء. وقد أعيد بناؤه في الفترة المملوكية بأمر من السلطان محمد بن قلاوون.
قسم الرواق الغربي 3 أقسام حسب زمن الإنشاء، فالقسم الأول هو الرواق الممتد من باب الغوانمة حتى باب الناظر، وقد بني عام 706هـ/1307م.
والقسم الثاني هو الرواق الممتد من باب الناظر حتى باب السلسلة، وأنشئ عام 736هـ/1336م بإشراف الأمير تنكز الناصري، وتطل عليه نوافذ المدارس التي تحوي قبور القادة والأمراء المسلمين، وقد جدد المجلس الإسلامي الأعلى جزءا منه عام 1343هـ/1925م.
وأما القسم الثالث فهو الرواق الممتد من باب السلسلة حتى باب المغاربة، وقد أنشئ بإشراف الأمير موسى بن حسن الهدباني عام 712هـ/1313م، وفي آخره باب يؤدي إلى مسجد البراق، وخلفه إلى الغرب يقع حائط البراق.
جُدد الرواق في عهد الدولة العثمانية عام 1037هـ/1627م بأمر من بيرم باشا، محافظ مصر، بعد أن تهدم جزء منه بسبب الزلازل.
انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
في سياق إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لبسط سيطرتها على معالم المسجد الأقصى، ركبت سياجا إلكترونيا فوق الرواقين الشمالي والغربي بحجة منع "تسلل متطرفين إليه".
كما منعت شرطة الاحتلال دائرة الأوقاف الإسلامية والسكان المجاورين للأقصى من الصعود إلى سطح الرواق، وأصبحت تستخدمه لاحقا للمراقبة وإطلاق النار على المصلين.
وسبق أن حدثت محاولات عدة من المستوطنين للتسلل ليلا فوق الرواقين بالحبال، لكن الحراس كانوا يُحبطون هذه المحاولات.
وبعد هبة "باب الأسباط" عام 2017، لم يستطيع الاحتلال تركيب كاميرات مراقبة داخل الأقصى وعلى أبوابه، لكنه تمكن من تركيبها فوق الرواق الغربي وفوق باب الأسباط، وباب الغوانمة وبجوار باب المجلس والزاوية الوفائية وعند باب القطانين، والمدرسة التنكزية.
وحاولت إدارة الأوقاف في القدس عام 2021 (في شهر رمضان) منع شرطة الاحتلال من الصعود إلى مئذنة باب الأسباط وفوق الرواق الشمالي، لنزع مكبرات الصوت بالأقصى ومنع وصول الأذان والإقامة إلى المصلين، لكن عناصر الشرطة صعدوا إلى السطح عنوة.
كما يستهدف الاحتلال الأروقة بالحفريات والأنفاق، لكونها تحتضن أهم أبواب الأقصى، وتشكل درعا واقيا له ومدخلا رئيسيا إليه.