"النفخ بالبوق" داخل الأقصى.. من تصعيد نوعي إلى ممارسة يومية

  • الإثنين 15, سبتمبر 2025 10:45 ص
  • "النفخ بالبوق" داخل الأقصى.. من تصعيد نوعي إلى ممارسة يومية
تواصل منظمات "الهيكل"، مدعومة بأجهزة الاحتلال الإسرائيلي، استغلال استمرار حرب الإبادة على غزة، إلى جانب حالة الصمت العربي والإسلامي، لتكثيف عدوانها على المسجد الأقصى، والدفع بمخططات تهويده إلى الواجهة.
"النفخ بالبوق" داخل الأقصى.. من تصعيد نوعي إلى ممارسة يومية
القدس المحتلة - قدس برس
تواصل منظمات "الهيكل"، مدعومة بأجهزة الاحتلال الإسرائيلي، استغلال استمرار حرب الإبادة على غزة، إلى جانب حالة الصمت العربي والإسلامي، لتكثيف عدوانها على المسجد الأقصى، والدفع بمخططات تهويده إلى الواجهة.
ولم تعد الطقوس التوراتية التي تمارسها تلك المنظمات مقتصرة على الأعياد القومية والدينية التي تعتبرها محطات للعدوان الموسمي على الأقصى، بل باتت تُؤدى بشكل متكرر خلال الاقتحامات اليومية للمسجد، في تحول خطير نحو التطبيع مع هذه الانتهاكات.
وفي صباح اليوم الأحد، شهدت باحات المسجد الأقصى قيام إحدى المستوطنات بـ"النفخ بالبوق"، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، في مشهد بات يتكرر بشكل لافت.
وفي هذا السياق، أكد أستاذ دراسات "بيت المقدس"، الدكتور عبد الله معروف، أنّ "عملية النفخ بالبوق أصبحت مسألةً استعراضيةً تقوم بها جماعات الهيكل المتطرفة كلما سنحت لها الفرصة، في محاولة لإثبات وجودها".
وأوضح معروف، في حديثه لـ"قدس برس"، أن منظمات "الهيكل" تسعى إلى تطبيع الاعتداءات على المسجد الأقصى وتحويلها إلى ممارسات اعتيادية، تمهيدًا للانتقال إلى خطوات أكثر اتساعًا وخطورة. وأضاف: "ولذلك ينبغي عدم التقليل من أي فعلٍ تقوم به هذه الجماعات في المسجد الأقصى، مهما بدا للبعض صغيرًا أو غير ذي أهمية".
وأشار معروف إلى أن "النفخ بالبوق" الذي جرى اليوم "يأتي في سياق التحضير لبداية موسم الاقتحامات الكبير لهذا العام، والذي يبدأ برأس السنة العبرية في هذا الشهر.. ولذلك فإنّ هذه العملية تُعدّ من التحضيرات الدائمة التي تقوم بها هذه الجماعات لهذا الموسم من العدوان".
من جهته، رأى الباحث في مؤسسة "القدس الدولية"، عمر حمّاد، أن ما حدث اليوم في المسجد الأقصى يتجاوز البعد الديني، ليأخذ طابعًا سياسيًا، حيث يتم توظيف الطقوس التوراتية لخدمة مخططات تهويد الأقصى.
وقال حمّاد لـ"قدس برس" إن ممارسة هذا الطقس بشكل مبكر "تؤكد أنّ ارتباط المستوطنين بالمكان لم يعد محصورًا بالزمن الديني، بل بالمكان ذاته، الذي يُراد تكريسه كمعبد مقام بالفعل مكان الأقصى، وأنّ لهم الحق في أداء كافة الطقوس اليهودية فيه".
وأضاف: "هكذا يتحول النفخ بالبوق من فعل شعائري زماني إلى فعل ذي بعد سيادي مكاني، يستهدف فرض الوجود اليهودي في المسجد الأقصى. ويشكّل هذا السلوك اختبارًا استباقيًا لردود الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية قبل حلول العيد، ليكون خطوة".
ويُعَدّ "النفخ في البوق"، المعروف بـ"الشوفار"، أحد أبرز الطقوس التي يمارسها المستوطنون في ما يسمى ذكرى "رأس السنة العبرية الجديدة". ويُستخدم "الشوفار"، وهو قرن كبش، في طقس ديني خاص يُؤدى على نحو متدرج؛ إذ يبدأ بإطلاق 30 نفخة بعد قراءة التوراة أثناء الصلوات الصباحية، ثم يُستكمل بإضافة نحو 70 نفخة أخرى خلال المراسم التالية أو بعد انتهائها، ليصل العدد الإجمالي إلى قرابة 100 نفخة في صباح العيد.
وتذهب بعض الطوائف اليهودية إلى زيادة العدد بإضافة 30 نفخة إضافية. ولا يُنظر إلى هذا الطقس باعتباره مجرد تقليد احتفالي، بل يُعَدّ "وصية دينية" واجبة التنفيذ في رأس السنة العبرية، إذ يُرمز إلى صوته باعتباره نداءً للتوبة وتذكيرًا بوجوب العودة إلى "الرب" والإقرار بملكه وسلطانه على العالم، وفق المفاهيم التلمودية.