مؤسسة القدس الدولية تنشر تقدير موقف تحت عنوان: "الأقصى وحرب الإبادة"
أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقدير موقف بعنوان "الأقصى وحرب الإبادة" وهذا ملخصه:
تحول الرد على طوفان الأقصى إلى حرب حسم وتصفية على كل الجبهات أخذت شكل الإبادة في غزة واستأنفت مرحلة التصفية التي كانت قد انطلقت في 2017 وكانت القدس عنوان انطلاقها، وهو ما جعل التصفية في القدس توأم الإبادة في غزة. وبعد التأصيل النظري للإبادة في غزة كبنية قوى تسمح بالاستفراد أكثر مما هي مجرد حدث، فإن أفق وقف الإبادة اليوم مرتبط بدخول عناصر جديدة تكسر بنية قوى الاستفراد وتفرض وقف الإبادة أو تسبب عجزاً صهيونياً وأمريكياً عن مواصلتها.
هناك ثلاثة مصادر ممكنة لهذا التغيير: الأول إقليمي بتغير موقف دول الجوار الإقليمي، والثاني محلي باندفاعة ثورية عفوية متجددة في الضفة الغربية والقدس تبني على عقدٍ سابق شهد سبع هبّاتٍ مشابهة لم يتمكن المجتمع الفلسطيني من استدامة أي منها نتيجة قوى التثبيط وتغييب عنصر التنظيم، والثالث في الجبهة الصهيونية-الأمريكية بانفجار التناقضات الداخلية وتسببها بالعجز عن مواصلة الإبادة، وهو ما سيكون مؤثراً جداً إن حصل لكن القدرة على التدخل فيه محدودة لغياب نظام إقليمي قادر على استثماره.
وتقدم الدراسة خمس ممكنات للفعل في مواجهة الإبادة أولها تعميق إلحاح المقدس والإبادة والتهجير كعنصر دافع نحو التغيير الإقليمي وثانيها الاستثمار في أشكال متجددة من التنظيم لالتقاط الموجة الثورية العفوية القادمة في الضفة الغربية وثالثها تعميق الأسباب الدافعة نحو مثل هذا الانفجار العفوي وبالذات العدوان على المقدسات وعدوان المستوطنين اليومي في الضفة الغربية، ورابعها إسناد وتفعيل دور الجاليات العربية والمسلمة في تأجيج الحراك الدولي المناهض للصهيونية، والخامس في استدامة كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لغزة بأهلها ومقاومتها ومواصلة مبادرات كسر الحصار.
أما في الأقصى فتشخص الورقة وصوله إلى الانتقال بين مراحل التهويد، فالرؤية الصهيونية الحالية تنظر إليه بعين الإحلال الديني التام وتحلم ببناء المعبد المزعوم في مكانه، وتمهد لذلك بمرحلة انتقالية تحول فيها المسجد الأقصى من مقدس إسلامي خالص إلى مقدس مشترك بين اليهود والمسلمين. وقد مضت محاولة تحويل الأقصى إلى مقدس مشترك عبر ثلاث مسارات هي التقسيم الزماني ثم المكاني وصولاً للتأسيس المعنوي للمعبد بفرض الطقوس التوراتية والذي انطلق الطوفان لمجابهته في ذروته. ولم يعد خافياً اليوم أن الكيان الصهيوني قد تمكن من فرض هوية يهودية في الأقصى موازية لهويته الإسلامية.
في الوقت عينه يمر المسجد الأقصى بمرحلة انكشاف تاريخي هي الثالثة في تاريخه منذ بدء العملية الحالية لتحويله إلى مقدس مشترك في 2003. وأمام إدراك جماعات المعبد لهذا الانكشاف وأمام مركزية الأقصى في حرب التصفية، وأمام ما تحقق من تطور في فرض الهوية اليهودية فيه معنوياً بموازاة الهوية الإسلامية، فإن جماعات المعبد التي تشكل طليعة تهويد الأقصى من المتوقع أن تنتقل اليوم نحو سقف جديد يتطلع إلى تعميق الهوية اليهودية الموازية في الأقصى، وإلى ترجمة هذه الهوية اليهودية إلى حضور متجسد في الأقصى عبر محاولة بناء كنيس في ساحته الشرقية، ومحاولة تغيير حدوده من الجهة الجنوبية الغربية المهددة بعوامل الزمن والهيمنة الصهيونية على الترميم.
وأمام هذا التهديد الوجودي والانكشاف التاريخي فإن الهدف المركزي ينبغي أن يكون استدعاء أسباب قوة جديدة تنخرط في معركة الدفاع عن هوية الأقصى مع مواصلة السعي إلى تجديد معادلة الردع التي كانت حاضرة في معركته قبل الطوفان وفي القلب منها التحرك الشعبي والتفاعل الخارجي، وتخلص الدراسة ختاماً إلى توصيات في هذا الاتجاه.
أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقدير موقف بعنوان "الأقصى وحرب الإبادة" وهذا ملخصه:
تحول الرد على طوفان الأقصى إلى حرب حسم وتصفية على كل الجبهات أخذت شكل الإبادة في غزة واستأنفت مرحلة التصفية التي كانت قد انطلقت في 2017 وكانت القدس عنوان انطلاقها، وهو ما جعل التصفية في القدس توأم الإبادة في غزة. وبعد التأصيل النظري للإبادة في غزة كبنية قوى تسمح بالاستفراد أكثر مما هي مجرد حدث، فإن أفق وقف الإبادة اليوم مرتبط بدخول عناصر جديدة تكسر بنية قوى الاستفراد وتفرض وقف الإبادة أو تسبب عجزاً صهيونياً وأمريكياً عن مواصلتها.
هناك ثلاثة مصادر ممكنة لهذا التغيير: الأول إقليمي بتغير موقف دول الجوار الإقليمي، والثاني محلي باندفاعة ثورية عفوية متجددة في الضفة الغربية والقدس تبني على عقدٍ سابق شهد سبع هبّاتٍ مشابهة لم يتمكن المجتمع الفلسطيني من استدامة أي منها نتيجة قوى التثبيط وتغييب عنصر التنظيم، والثالث في الجبهة الصهيونية-الأمريكية بانفجار التناقضات الداخلية وتسببها بالعجز عن مواصلة الإبادة، وهو ما سيكون مؤثراً جداً إن حصل لكن القدرة على التدخل فيه محدودة لغياب نظام إقليمي قادر على استثماره.
وتقدم الدراسة خمس ممكنات للفعل في مواجهة الإبادة أولها تعميق إلحاح المقدس والإبادة والتهجير كعنصر دافع نحو التغيير الإقليمي وثانيها الاستثمار في أشكال متجددة من التنظيم لالتقاط الموجة الثورية العفوية القادمة في الضفة الغربية وثالثها تعميق الأسباب الدافعة نحو مثل هذا الانفجار العفوي وبالذات العدوان على المقدسات وعدوان المستوطنين اليومي في الضفة الغربية، ورابعها إسناد وتفعيل دور الجاليات العربية والمسلمة في تأجيج الحراك الدولي المناهض للصهيونية، والخامس في استدامة كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لغزة بأهلها ومقاومتها ومواصلة مبادرات كسر الحصار.
أما في الأقصى فتشخص الورقة وصوله إلى الانتقال بين مراحل التهويد، فالرؤية الصهيونية الحالية تنظر إليه بعين الإحلال الديني التام وتحلم ببناء المعبد المزعوم في مكانه، وتمهد لذلك بمرحلة انتقالية تحول فيها المسجد الأقصى من مقدس إسلامي خالص إلى مقدس مشترك بين اليهود والمسلمين. وقد مضت محاولة تحويل الأقصى إلى مقدس مشترك عبر ثلاث مسارات هي التقسيم الزماني ثم المكاني وصولاً للتأسيس المعنوي للمعبد بفرض الطقوس التوراتية والذي انطلق الطوفان لمجابهته في ذروته. ولم يعد خافياً اليوم أن الكيان الصهيوني قد تمكن من فرض هوية يهودية في الأقصى موازية لهويته الإسلامية.
في الوقت عينه يمر المسجد الأقصى بمرحلة انكشاف تاريخي هي الثالثة في تاريخه منذ بدء العملية الحالية لتحويله إلى مقدس مشترك في 2003. وأمام إدراك جماعات المعبد لهذا الانكشاف وأمام مركزية الأقصى في حرب التصفية، وأمام ما تحقق من تطور في فرض الهوية اليهودية فيه معنوياً بموازاة الهوية الإسلامية، فإن جماعات المعبد التي تشكل طليعة تهويد الأقصى من المتوقع أن تنتقل اليوم نحو سقف جديد يتطلع إلى تعميق الهوية اليهودية الموازية في الأقصى، وإلى ترجمة هذه الهوية اليهودية إلى حضور متجسد في الأقصى عبر محاولة بناء كنيس في ساحته الشرقية، ومحاولة تغيير حدوده من الجهة الجنوبية الغربية المهددة بعوامل الزمن والهيمنة الصهيونية على الترميم.
وأمام هذا التهديد الوجودي والانكشاف التاريخي فإن الهدف المركزي ينبغي أن يكون استدعاء أسباب قوة جديدة تنخرط في معركة الدفاع عن هوية الأقصى مع مواصلة السعي إلى تجديد معادلة الردع التي كانت حاضرة في معركته قبل الطوفان وفي القلب منها التحرك الشعبي والتفاعل الخارجي، وتخلص الدراسة ختاماً إلى توصيات في هذا الاتجاه.