تصعيد إسرائيلي في الأقصى والقدس منذ بداية رمضان
فلسطين اون لاين
المدينة تشهد حملة أمنية غير مسبوقة وأجواء تنذر بانفجار قادم
خاطر:
هدم المنازل المتسارع قد يشمل أحياء مقدسية كاملة في ظل إدارة ترامب
ابحيص: منع الاحتلال الاعتكاف في الأقصى جزء من محاولات الهيمنة الكاملة تشهد مدينة القدس المحتلة ومسجدها المبارك، منذ بداية شهر رمضان، تصعيدًا إسرائيليًا أشبه بـ"الحرب الصامتة"، على عكس ما يجري من "إبادة جماعية" في غزة أو العمليات العسكرية والهدم الواسع في شمال الضفة الغربية.
وتهدف سلطات الاحتلال من وراء إجراءاتها المتزامنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى تسريع مخططاتها العدوانية والاستيطانية بالتزامن مع عودة دونالد ترامب لرئاسة البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ومع اندلاع "حرب الإبادة" على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023م، ثم انتقالها لاحقًا إلى شمال الضفة، عمدت قوات الاحتلال إلى عزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني، وصولًا إلى حالة الاستفراد بها خلال الشهر الفضيل.
وعلى غير العادة، منعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، وفق سياستها التي تطبقها منذ بداية الحرب، كما فرضت قيودًا مشددة على المقدسيين وفلسطينيي الداخل المحتل. ونشرت شرطة الاحتلال في الجمعة الأولى من شهر رمضان 3,000 جندي وقوات إضافية، وعززت من وجودها العسكري عبر الحواجز والإجراءات الأمنية المشددة، ما أدى إلى غياب مظاهر الزينة والفرحة بقدوم الشهر المبارك عن المدينة.
تصعيد غير مسبوق وأوضح المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، أن التحريض والإجراءات الإسرائيلية هذا العام في القدس "غير مسبوقة" مقارنة بالسنوات الماضية، التي كانت تشهد إجراءات أقل حدة.
وأشار عبيدات، لـ "فلسطين أون لاين"، إلى المظاهر العسكرية الإسرائيلية، بدءًا من نشر آلاف العناصر الأمنية، وتكثيف الحواجز العسكرية، وتعزيز المراقبة عبر كاميرات المراقبة والغرف الأمنية، وصولًا إلى حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 100 شاب مقدسي، واستدعاء عشرات الأسرى المحررين للتحقيق وتسليم أوامر منع من الوصول إلى المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تسعى، من خلال هذه الإجراءات، إلى ترهيب المقدسيين ومنع أي شكل من أشكال المقاومة أو الرباط داخل المسجد الأقصى، محذرًا من أن هذا التصعيد قد يقود إلى "انفجار قادم" في المدينة.
هدم في رمضان لأول مرة
خلال شهر رمضان، نفذت سلطات الاحتلال عمليات هدم لمنازل في القدس، حيث كانت تمتنع سابقًا عن ذلك بسبب حساسية الشهر الفضيل، وفقًا لما ذكرته جمعية "عير عميم" الحقوقية الإسرائيلية.
وشملت عمليات الهدم أربعة مبانٍ: منزلًا سكنيًا في بلدة بيت حنينا، وثلاث شقق في بلدة العيسوية، بالإضافة إلى منشآت زراعية وأسوار وأبواب، ما تسبب بفقدان ست عائلات مصادر رزقها، وتجاوزت الأضرار الاقتصادية الأولية مليوني دولار.
في السياق ذاته، تتجه ما تُسمى "لجنة التخطيط والبناء" في حكومة الاحتلال إلى المصادقة على بناء أكثر من 1,000 وحدة استيطانية في جنوب القدس، ما سيؤدي إلى عزل البلدات والأحياء الفلسطينية وتحويلها إلى جزر محاصرة داخل بحر من المستوطنات الإسرائيلية.
وخلال الأسبوع الأول من رمضان، قدم نائب رئيس بلدية الاحتلال مقترحًا لتوسيع نفوذ البلدية شمالًا على حساب بلدات وقرى بيت إكسا، والنبي صموئيل، والجيب، وجبع، والرام، لضمان "أغلبية يهودية" في القدس على حساب الوجود الفلسطيني.
استهداف الوجود المقدسي
أكد رئيس مركز القدس الدولي، د. حسن خاطر، لـ"فلسطين أون لاين" أن القدس تمثل الهدف الأكبر للاحتلال على مستوى التهويد والتهجير والاستيطان، حيث يسعى الاحتلال إلى فرض سيطرته المطلقة على المدينة.
وتوقع خاطر، أن تصل عمليات الهدم قريبًا إلى مستوى تدمير أحياء مقدسية كاملة، مثل حي البستان جنوب الأقصى ورأس العامود شرق المدينة، ضمن مخططات تهويدية تستهدف الوجود المقدسي والمباني الفلسطينية.
وأشار إلى أن عمليات الهدم لم تتوقف يومًا في القدس، لكنها باتت أكثر جرأة في ظل الدعم الأمريكي، حيث لم يعد الاحتلال يأخذ في الحسبان أي اعتبارات دينية أو اجتماعية، حتى خلال شهر رمضان. وأضاف أن هناك تدهورًا اقتصاديًا حادًا في القدس، إذ تحولت البلدة القديمة إلى "مدينة أشباح" بفعل إلغاء آلاف الرحلات السياحية منذ بدء الحرب على غزة، مما أثر بشدة على الأسواق المحلية، التي تعد مصدر رزق لحوالي 5,000 أسرة مقدسية.
وشدد على أن الهدف النهائي لهذه السياسة هو إجبار الفلسطينيين، خاصة المقدسيين، على التهجير القسري، محذرًا من أن الضغط المتزايد قد يؤدي إلى "انفجار وشيك" في القدس.
معركة ممتدة على الأقصى تسمح قوات الاحتلال لمئات المستوطنين يوميًا باقتحام باحات الأقصى، وتعتدي على المصلين لإبعادهم عن مسار الاقتحامات، كما تصدر أوامر إبعاد لعدد من المصلين والمرابطين.
ولأول مرة منذ الحرب الإسرائيلية على غزة في صيف 2014، منعت شرطة الاحتلال الاعتكاف ليلة الجمعة الأولى من رمضان بالقوة، علمًا أنها كانت تسمح به جزئيًا في السنوات الماضية، خاصة خلال العشر الأواخر من رمضان.
وأشار الباحث في شؤون القدس والأقصى، زياد ابحيص، إلى أن منع الاعتكاف يعيد للأذهان "معركة الاعتكاف" التي اندلعت في رمضان 2023م، والتي كانت الشرارة الأولى لاشتباك متعدد الساحات وعابر للحدود، تمهيدًا لـ"طوفان الأقصى".
وأوضح ابحيص، في منشور عبر "فيسبوك"، أن تلك المعركة شهدت هبة جماهيرية داخل المسجد الأقصى، واشتباكات مع قوات الاحتلال، وصولًا إلى تدخل المقاومة في غزة بإطلاق الصواريخ، ثم توسع الاشتباك ليشمل جنوب لبنان، ما أجبر الاحتلال على التراجع حينها.
وأكد أن القرار في الأقصى يجب أن يكون بيد الأوقاف الإسلامية في القدس، وليس شرطة الاحتلال، مشددًا على أن الاعتكاف شعيرة إسلامية وحق خالص للمسلمين، لا يمكن المساس به.
وأضاف أن محاولات الاحتلال فرض السيطرة على الأقصى والاعتكاف هي جزء من مشروع تهويدي طويل الأمد، يهدف إلى طمس الهوية الإسلامية للمسجد وتحويله إلى "الهيكل المزعوم".
وختم ابحيص بالتأكيد على أن حماية هوية الأقصى مرهونة بإرادة الدفاع عنه والرباط فيه، محذرًا من أن أي تراخٍ في ذلك سيفتح الباب أمام الاحتلال لمزيد من التغول والانتهاكات.
فلسطين اون لاين
المدينة تشهد حملة أمنية غير مسبوقة وأجواء تنذر بانفجار قادم
خاطر:
هدم المنازل المتسارع قد يشمل أحياء مقدسية كاملة في ظل إدارة ترامب
ابحيص: منع الاحتلال الاعتكاف في الأقصى جزء من محاولات الهيمنة الكاملة تشهد مدينة القدس المحتلة ومسجدها المبارك، منذ بداية شهر رمضان، تصعيدًا إسرائيليًا أشبه بـ"الحرب الصامتة"، على عكس ما يجري من "إبادة جماعية" في غزة أو العمليات العسكرية والهدم الواسع في شمال الضفة الغربية.
وتهدف سلطات الاحتلال من وراء إجراءاتها المتزامنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى تسريع مخططاتها العدوانية والاستيطانية بالتزامن مع عودة دونالد ترامب لرئاسة البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ومع اندلاع "حرب الإبادة" على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023م، ثم انتقالها لاحقًا إلى شمال الضفة، عمدت قوات الاحتلال إلى عزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني، وصولًا إلى حالة الاستفراد بها خلال الشهر الفضيل.
وعلى غير العادة، منعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، وفق سياستها التي تطبقها منذ بداية الحرب، كما فرضت قيودًا مشددة على المقدسيين وفلسطينيي الداخل المحتل. ونشرت شرطة الاحتلال في الجمعة الأولى من شهر رمضان 3,000 جندي وقوات إضافية، وعززت من وجودها العسكري عبر الحواجز والإجراءات الأمنية المشددة، ما أدى إلى غياب مظاهر الزينة والفرحة بقدوم الشهر المبارك عن المدينة.
تصعيد غير مسبوق وأوضح المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، أن التحريض والإجراءات الإسرائيلية هذا العام في القدس "غير مسبوقة" مقارنة بالسنوات الماضية، التي كانت تشهد إجراءات أقل حدة.
وأشار عبيدات، لـ "فلسطين أون لاين"، إلى المظاهر العسكرية الإسرائيلية، بدءًا من نشر آلاف العناصر الأمنية، وتكثيف الحواجز العسكرية، وتعزيز المراقبة عبر كاميرات المراقبة والغرف الأمنية، وصولًا إلى حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 100 شاب مقدسي، واستدعاء عشرات الأسرى المحررين للتحقيق وتسليم أوامر منع من الوصول إلى المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تسعى، من خلال هذه الإجراءات، إلى ترهيب المقدسيين ومنع أي شكل من أشكال المقاومة أو الرباط داخل المسجد الأقصى، محذرًا من أن هذا التصعيد قد يقود إلى "انفجار قادم" في المدينة.
هدم في رمضان لأول مرة
خلال شهر رمضان، نفذت سلطات الاحتلال عمليات هدم لمنازل في القدس، حيث كانت تمتنع سابقًا عن ذلك بسبب حساسية الشهر الفضيل، وفقًا لما ذكرته جمعية "عير عميم" الحقوقية الإسرائيلية.
وشملت عمليات الهدم أربعة مبانٍ: منزلًا سكنيًا في بلدة بيت حنينا، وثلاث شقق في بلدة العيسوية، بالإضافة إلى منشآت زراعية وأسوار وأبواب، ما تسبب بفقدان ست عائلات مصادر رزقها، وتجاوزت الأضرار الاقتصادية الأولية مليوني دولار.
في السياق ذاته، تتجه ما تُسمى "لجنة التخطيط والبناء" في حكومة الاحتلال إلى المصادقة على بناء أكثر من 1,000 وحدة استيطانية في جنوب القدس، ما سيؤدي إلى عزل البلدات والأحياء الفلسطينية وتحويلها إلى جزر محاصرة داخل بحر من المستوطنات الإسرائيلية.
وخلال الأسبوع الأول من رمضان، قدم نائب رئيس بلدية الاحتلال مقترحًا لتوسيع نفوذ البلدية شمالًا على حساب بلدات وقرى بيت إكسا، والنبي صموئيل، والجيب، وجبع، والرام، لضمان "أغلبية يهودية" في القدس على حساب الوجود الفلسطيني.
استهداف الوجود المقدسي
أكد رئيس مركز القدس الدولي، د. حسن خاطر، لـ"فلسطين أون لاين" أن القدس تمثل الهدف الأكبر للاحتلال على مستوى التهويد والتهجير والاستيطان، حيث يسعى الاحتلال إلى فرض سيطرته المطلقة على المدينة.
وتوقع خاطر، أن تصل عمليات الهدم قريبًا إلى مستوى تدمير أحياء مقدسية كاملة، مثل حي البستان جنوب الأقصى ورأس العامود شرق المدينة، ضمن مخططات تهويدية تستهدف الوجود المقدسي والمباني الفلسطينية.
وأشار إلى أن عمليات الهدم لم تتوقف يومًا في القدس، لكنها باتت أكثر جرأة في ظل الدعم الأمريكي، حيث لم يعد الاحتلال يأخذ في الحسبان أي اعتبارات دينية أو اجتماعية، حتى خلال شهر رمضان. وأضاف أن هناك تدهورًا اقتصاديًا حادًا في القدس، إذ تحولت البلدة القديمة إلى "مدينة أشباح" بفعل إلغاء آلاف الرحلات السياحية منذ بدء الحرب على غزة، مما أثر بشدة على الأسواق المحلية، التي تعد مصدر رزق لحوالي 5,000 أسرة مقدسية.
وشدد على أن الهدف النهائي لهذه السياسة هو إجبار الفلسطينيين، خاصة المقدسيين، على التهجير القسري، محذرًا من أن الضغط المتزايد قد يؤدي إلى "انفجار وشيك" في القدس.
معركة ممتدة على الأقصى تسمح قوات الاحتلال لمئات المستوطنين يوميًا باقتحام باحات الأقصى، وتعتدي على المصلين لإبعادهم عن مسار الاقتحامات، كما تصدر أوامر إبعاد لعدد من المصلين والمرابطين.
ولأول مرة منذ الحرب الإسرائيلية على غزة في صيف 2014، منعت شرطة الاحتلال الاعتكاف ليلة الجمعة الأولى من رمضان بالقوة، علمًا أنها كانت تسمح به جزئيًا في السنوات الماضية، خاصة خلال العشر الأواخر من رمضان.
وأشار الباحث في شؤون القدس والأقصى، زياد ابحيص، إلى أن منع الاعتكاف يعيد للأذهان "معركة الاعتكاف" التي اندلعت في رمضان 2023م، والتي كانت الشرارة الأولى لاشتباك متعدد الساحات وعابر للحدود، تمهيدًا لـ"طوفان الأقصى".
وأوضح ابحيص، في منشور عبر "فيسبوك"، أن تلك المعركة شهدت هبة جماهيرية داخل المسجد الأقصى، واشتباكات مع قوات الاحتلال، وصولًا إلى تدخل المقاومة في غزة بإطلاق الصواريخ، ثم توسع الاشتباك ليشمل جنوب لبنان، ما أجبر الاحتلال على التراجع حينها.
وأكد أن القرار في الأقصى يجب أن يكون بيد الأوقاف الإسلامية في القدس، وليس شرطة الاحتلال، مشددًا على أن الاعتكاف شعيرة إسلامية وحق خالص للمسلمين، لا يمكن المساس به.
وأضاف أن محاولات الاحتلال فرض السيطرة على الأقصى والاعتكاف هي جزء من مشروع تهويدي طويل الأمد، يهدف إلى طمس الهوية الإسلامية للمسجد وتحويله إلى "الهيكل المزعوم".
وختم ابحيص بالتأكيد على أن حماية هوية الأقصى مرهونة بإرادة الدفاع عنه والرباط فيه، محذرًا من أن أي تراخٍ في ذلك سيفتح الباب أمام الاحتلال لمزيد من التغول والانتهاكات.