خبراء: إغلاق المسجد الأقصى خلال "حرب إيران" سابقة خطيرة ومقدمة لفرض أمر واقع جديد
عمّان| القدس المحتلة - وكالة سند للأنباء
استثمر الاحتلال الإسرائيلي الحرب على إيران، في فرض واقع تهويدي جديد بإغلاق المسجد الأقصى لمدة استمرت 12 يومًا، ثم فتحه بشكل جزئي وفرض تقسيما مكانياً (منع موظفي الأوقاف من التواجد في أماكن محددة داخل المسجد واعتقل من خالف المنع)، إذ تعد هذه سابقة غير معهودة، حيث أن المسجد لم يغلق بشكل كامل أمام المصلين خلال العقود الأربعة الماضية سوى مرات معدودة، ولم يتجاوز الإغلاق الـ 24 ساعة فقط.
واعتبر خبراء وباحثون ومقدسيون أن هذه الخطوة خطيرة للغاية، وهي محاولة لفرض أمر واقع، واستنساخ لتجربة إغلاق الاحتلال للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، وهي مقدمة لتفريغ البلدة القديمة ومحيطها من المقدسيين في نهاية المطاف.
وأكد خبراء وأكاديميون ومحللون في الشأن المقدسي، في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الاحتلال يعمل على تصفية الوجود العربي المقدسي، من خلال دفع المقدسيين على الرحيل والابتعاد، لأن الاحتلال يعرف أنهم خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وهو استغل الحرب مع إيران لتمرير هذا المخطط الخطير.
من جانبه، قال الباحث في الشأن المقدسي، الأكاديمي فخري أبو دياب، إن الإغلاق الأخير المسجد الأقصى خلال الخرب مع إيران كان سابقة خطيرة للغاية.
وبيّن "أبو دياب" في تصريح خاص لـ "وكالة سند للأنباء": "كان إغلاق المسجد لكل هذه المدة يحتاج لمشاورات كبيرة وعلى أعلى المستويات لدى الاحتلال الإسرائيلي؛ سواء الأجهزة الأمينة أو الحكومية، لحساب ردات الفعل ومعرفة ما ستؤول إليه الأمور بعد إغلاق الأقصى أمام المصلين ولمدة طويلة مثلما حصل مؤخراً".
وشدد على أن الاحتلال اليوم انتقل لمرحلة فرض الأمر الواقع من خلال استغلال الظروف، وهي مرحلة جديدة وغير مسبوقة حاول فيها الاحتلال استثمار الحرب لتعويد المصليين والمرابطين في المسجد الأقصى على فترات طويلة من الإغلاق، سواء تحضيراً لأعياد توراتية قادمة أو مناسبات ما أو حتى اتخاذ قرار بإغلاقه أمام المصلين بشكل مستمر واستنساخ منهجية فرض الأمر الواقع التي قررها في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، والمحاولة للانتقال من التقسيم المكاني والزماني المؤقت إلى الدائم والتحضير ربما لحرمان المقدسيين من ولوج المسجد بشكل دائم.
ولفت "ضيف سند" النظر إلى أن الاحتلال اتخذ الحرب ذريعة لتنفيذ هذه المخططات التهويدية التي ستؤول إلى مآلات خطيرة، كمقدمة لحرمان المسلمين من دخول "الأقصى" بشكل دائم.
ورأى في ذلك "تحقيق مخطط تطالب به جماعات الهيكل المتطرفة وبعض وزراء اليمين المتطرف الذين كانوا ينادون باستمرار لفرض السيادة الكاملة والمطلقة على المسجد الأقصى".
وأضاف "أبو دياب": "ومن أكثر التطورات الخطيرة بعد الإغلاق الذي دام لمدة 6 أيام والفتح الجزئي، تم اعتقال مجموعة من موظفي الأوقاف لتواجدهم في أماكن نبه الاحتلال قبل الفتح بعدم التواجد بها داخل المسجد، وهذا تطور خطير يفرض التقسيم المكاني بشكل واقعي، لم يكن من قبل".
وختم بالقول، إن عدم وجود رادع للاحتلال سيذهب لفرض واقع تهويدي جديد قد يصل إلى تحقيق مخطط السيطرة المطلقة على المسجد الأقصى وحرمان المسلمين منه بشكل دائم؛ "في ظل القمع والترهيب والتنكيل بالمقدسين ومنعهم حتى من الاقتراب من المسجد، وفي ظل صمت عربي ودولي غير مسبوق في هذه القضية المهمة التي نسيت في ظل حرب الإبادة الجماعية في غزة والتصعيد في لبنان وأخيراً الحرب مع إيران".
بدوره، قال مدير مركز معلومات وادي حلوة بالقدس المحتلة، والباحث في الشأن المقدسي، جواد صيام، إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سواء كانت من اليمين أو اليسار اتبعت نفس النهج باستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، بالإضافة لاستهداف الأهالي من المقدسيين في المدينة لتفريغها من سكانها الأصليين لإحلال المستوطنين بدلاً منهم، لكن اليوم مع الإغلاق الطويل الذي شهده المسجد الأقصى نحن نشهد مرحلة جديدة وخطيرة.
وبين "صيام" في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء" أن هنالك جمعيات استيطانية تسيطر على بلدية الاحتلال في القدس المحتلة مثل جمعية "كوهانين" وجمعية "العدل الاستيطانية"، وهما تسيطران على نائب رئيس بلدية القدس، أرييه كينغ، وهو الفاعل الرئيسي في عملية التصعيد ضد المقدسيين وضد مدينة القدس وبلداتها بشكل عام لتنفيذ مخططات المشاريع التهويدية، لكنهم استثمروا الحرب مع إيران لتنفيذ أهم هذه المخططات وهو إغلاق المسجد الذي قد يوكون دائما في المستقبل.
واعتبر أن إغلاق المسجد لكل هذه المدة محاولة من الاحتلال للضغط على المقدسيين الرافضين لمشاريع التهويد وفك ارتباطهم بالمسجد الأقصى، للوصول إلى فك ارتباطهم الكلي بالمدينة.
ويرى أن الاحتلال ومنذ عام 1967 وهو ينتهج سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين في القدس خاصة وكافة المدن الفلسطينية عامة، بدعم دولي رغم كل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وأشار إلى أن هنالك تقصير عربي واضح في ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي دولياً، ما دفعه للتمادي بشكل غير مسبوق منذ بدء احتلاله للقدس.
وأغلقت سلطات الاحتلال المسجد الأقصى بالكامل أمام المصلين، ولم يُسمح إلا لحراسه وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بدخوله، كما أغلقت أيضا كنيسة القيامة.
واقتصر الدخول إلى البلدة القديمة في القدس على سكانها عبر حواجز عسكرية أقيمت عند مداخلها، مما تسبب في إغلاق المحلات التجارية في البلدة، وذلك تحت ذريعة "الوضع الأمني" الناتج عن التصعيد العسكري مع إيران.
ورغم فتح أبواب المسجد الأقصى إلا أن الاحتلال يواصل فرض قيود مشددة على دخول المصلين إلى المسجد، خاصة خلال أيام الجمعة، ويحرم آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في الأقصى، إذ تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.
عمّان| القدس المحتلة - وكالة سند للأنباء
استثمر الاحتلال الإسرائيلي الحرب على إيران، في فرض واقع تهويدي جديد بإغلاق المسجد الأقصى لمدة استمرت 12 يومًا، ثم فتحه بشكل جزئي وفرض تقسيما مكانياً (منع موظفي الأوقاف من التواجد في أماكن محددة داخل المسجد واعتقل من خالف المنع)، إذ تعد هذه سابقة غير معهودة، حيث أن المسجد لم يغلق بشكل كامل أمام المصلين خلال العقود الأربعة الماضية سوى مرات معدودة، ولم يتجاوز الإغلاق الـ 24 ساعة فقط.
واعتبر خبراء وباحثون ومقدسيون أن هذه الخطوة خطيرة للغاية، وهي محاولة لفرض أمر واقع، واستنساخ لتجربة إغلاق الاحتلال للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، وهي مقدمة لتفريغ البلدة القديمة ومحيطها من المقدسيين في نهاية المطاف.
وأكد خبراء وأكاديميون ومحللون في الشأن المقدسي، في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الاحتلال يعمل على تصفية الوجود العربي المقدسي، من خلال دفع المقدسيين على الرحيل والابتعاد، لأن الاحتلال يعرف أنهم خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وهو استغل الحرب مع إيران لتمرير هذا المخطط الخطير.
من جانبه، قال الباحث في الشأن المقدسي، الأكاديمي فخري أبو دياب، إن الإغلاق الأخير المسجد الأقصى خلال الخرب مع إيران كان سابقة خطيرة للغاية.
وبيّن "أبو دياب" في تصريح خاص لـ "وكالة سند للأنباء": "كان إغلاق المسجد لكل هذه المدة يحتاج لمشاورات كبيرة وعلى أعلى المستويات لدى الاحتلال الإسرائيلي؛ سواء الأجهزة الأمينة أو الحكومية، لحساب ردات الفعل ومعرفة ما ستؤول إليه الأمور بعد إغلاق الأقصى أمام المصلين ولمدة طويلة مثلما حصل مؤخراً".
وشدد على أن الاحتلال اليوم انتقل لمرحلة فرض الأمر الواقع من خلال استغلال الظروف، وهي مرحلة جديدة وغير مسبوقة حاول فيها الاحتلال استثمار الحرب لتعويد المصليين والمرابطين في المسجد الأقصى على فترات طويلة من الإغلاق، سواء تحضيراً لأعياد توراتية قادمة أو مناسبات ما أو حتى اتخاذ قرار بإغلاقه أمام المصلين بشكل مستمر واستنساخ منهجية فرض الأمر الواقع التي قررها في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، والمحاولة للانتقال من التقسيم المكاني والزماني المؤقت إلى الدائم والتحضير ربما لحرمان المقدسيين من ولوج المسجد بشكل دائم.
ولفت "ضيف سند" النظر إلى أن الاحتلال اتخذ الحرب ذريعة لتنفيذ هذه المخططات التهويدية التي ستؤول إلى مآلات خطيرة، كمقدمة لحرمان المسلمين من دخول "الأقصى" بشكل دائم.
ورأى في ذلك "تحقيق مخطط تطالب به جماعات الهيكل المتطرفة وبعض وزراء اليمين المتطرف الذين كانوا ينادون باستمرار لفرض السيادة الكاملة والمطلقة على المسجد الأقصى".
وأضاف "أبو دياب": "ومن أكثر التطورات الخطيرة بعد الإغلاق الذي دام لمدة 6 أيام والفتح الجزئي، تم اعتقال مجموعة من موظفي الأوقاف لتواجدهم في أماكن نبه الاحتلال قبل الفتح بعدم التواجد بها داخل المسجد، وهذا تطور خطير يفرض التقسيم المكاني بشكل واقعي، لم يكن من قبل".
وختم بالقول، إن عدم وجود رادع للاحتلال سيذهب لفرض واقع تهويدي جديد قد يصل إلى تحقيق مخطط السيطرة المطلقة على المسجد الأقصى وحرمان المسلمين منه بشكل دائم؛ "في ظل القمع والترهيب والتنكيل بالمقدسين ومنعهم حتى من الاقتراب من المسجد، وفي ظل صمت عربي ودولي غير مسبوق في هذه القضية المهمة التي نسيت في ظل حرب الإبادة الجماعية في غزة والتصعيد في لبنان وأخيراً الحرب مع إيران".
بدوره، قال مدير مركز معلومات وادي حلوة بالقدس المحتلة، والباحث في الشأن المقدسي، جواد صيام، إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سواء كانت من اليمين أو اليسار اتبعت نفس النهج باستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، بالإضافة لاستهداف الأهالي من المقدسيين في المدينة لتفريغها من سكانها الأصليين لإحلال المستوطنين بدلاً منهم، لكن اليوم مع الإغلاق الطويل الذي شهده المسجد الأقصى نحن نشهد مرحلة جديدة وخطيرة.
وبين "صيام" في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء" أن هنالك جمعيات استيطانية تسيطر على بلدية الاحتلال في القدس المحتلة مثل جمعية "كوهانين" وجمعية "العدل الاستيطانية"، وهما تسيطران على نائب رئيس بلدية القدس، أرييه كينغ، وهو الفاعل الرئيسي في عملية التصعيد ضد المقدسيين وضد مدينة القدس وبلداتها بشكل عام لتنفيذ مخططات المشاريع التهويدية، لكنهم استثمروا الحرب مع إيران لتنفيذ أهم هذه المخططات وهو إغلاق المسجد الذي قد يوكون دائما في المستقبل.
واعتبر أن إغلاق المسجد لكل هذه المدة محاولة من الاحتلال للضغط على المقدسيين الرافضين لمشاريع التهويد وفك ارتباطهم بالمسجد الأقصى، للوصول إلى فك ارتباطهم الكلي بالمدينة.
ويرى أن الاحتلال ومنذ عام 1967 وهو ينتهج سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين في القدس خاصة وكافة المدن الفلسطينية عامة، بدعم دولي رغم كل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وأشار إلى أن هنالك تقصير عربي واضح في ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي دولياً، ما دفعه للتمادي بشكل غير مسبوق منذ بدء احتلاله للقدس.
وأغلقت سلطات الاحتلال المسجد الأقصى بالكامل أمام المصلين، ولم يُسمح إلا لحراسه وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بدخوله، كما أغلقت أيضا كنيسة القيامة.
واقتصر الدخول إلى البلدة القديمة في القدس على سكانها عبر حواجز عسكرية أقيمت عند مداخلها، مما تسبب في إغلاق المحلات التجارية في البلدة، وذلك تحت ذريعة "الوضع الأمني" الناتج عن التصعيد العسكري مع إيران.
ورغم فتح أبواب المسجد الأقصى إلا أن الاحتلال يواصل فرض قيود مشددة على دخول المصلين إلى المسجد، خاصة خلال أيام الجمعة، ويحرم آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في الأقصى، إذ تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.