حرب التصفية ممتدة والقدس وغزة توأمان في معركة واحدة
مؤسسة القدس
أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقدير موقف بعنوان "الأقصى وحرب الإبادة" أعدها الباحث زياد ابحيص، لتقدم قراءة معمقة لطبيعة العدوان الإسرائيلي على غزة والقدس، وتربطه بمشروع تصفية شامل للقضية الفلسطينية، بما يحمله من مخاطر وجودية على المسجد الأقصى المبارك.
حرب التصفية والإبادة الممتدة
يشير التقدير إلى أن عملية "طوفان الأقصى" عام 2023 مثّلت لحظة فاصلة في مواجهة حرب التصفية التي بدأت في 2017، بل شكل محاولة لعكس اتجاهها، فرد الاحتلال الصهيوني عليها بالتمسك بأهداف حرب التصفية عبر الأدوات الحربية، وقد تجلت التصفية في غزة بحرب إبادة مستمرة، لكنها انتقلت في محاولة التصفية والحسم إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن وإيران، في محاولة لتغيير موازين القوى إقليمياً وفتح الطريق أمام "الحسم النهائي" للصراع وإنهاء أي إرادة للمقاومة.
القدس والأقصى… توأم الإبادة في غزة
يعتبر التقدير أن القدس هي مركز رمزي للتصفية، وغزة هي ميدانها الحالي، فالمساران متوازيان ومتداخلان. ففي الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال لتهجير أحياء مركزية مثل سلوان والشيخ جراح، وإلحاق التعليم بالمنظومة الإسرائيلية، وشطب خدمات الأونروا، تتعرض هوية المسجد الأقصى لمحاولة إحلال ديني شامل، بتحويله من مقدس إسلامي خالص إلى "مقدس مشترك"، وصولًا إلى تحقيق حلم جماعات "المعبد المزعوم" بتأسيسه في مكان المسجد الأقصى.
ويحذر التقدير من أن الاحتلال تمكن فعلاً من فرض هوية يهودية موازية داخل الأقصى عبر الطقوس التوراتية والاقتحامات المنظمة، وأن المرحلة المقبلة قد تشهد محاولات لبناء كنيس في ساحته الشرقية أو تعديل حدوده الجنوبية الغربية.
الإبادة كـ "بنية استعمارية"
يستند التقدير إلى تعريفات نظرية لمفهوم الإبادة، ويخلص إلى أن ما يجري في غزة هو إبادة بنيوية ناتجة عن حالة مستقرة من توازن القوى تسمح باستفراد القوة المهاجمة بالجماعة التي تتعرض للإبادة وتطبيق منهجيات الإبادة البيولوجية والثقافية والاجتماعية عليها مرة بعد مرة، وليست حرباً عابرة قائمة على توازن هشّ للقوى يتوقف بمجرد حصول تغييرات بسيطة في هذا التوازن.
آفاق إنهاء الإبادة
يرى التقدير أن التصفية ليست قدراً، بل إن تحقيقها بالأدوات العسكرية مستعصٍ رغم حجم الإجرام، إلا أن انتهاء هذه الحرب يبقى مرهوناً بانتهاء بنية الاستفراد، أي أن نهايتها مرهونة بتغيير كبير في موازين القوى، ويطرح ثلاثة مصادر ممكنة لذلك:
المسار الإقليمي: تغيير مواقف دول الجوار كالأردن ومصر، أو دخول أطراف في سوريا في مواجهة، أو بتغيير منهجية إيران وقوى "جبهة المقاومة" لتنتقل إلى تحقيق مفاجآت استراتيجية.
المسار المحلي: اندلاع موجة ثورية جديدة في الضفة الغربية والقدس تبني على إرث الانتفاضات والهبات السابقة، خصوصًا في ظل تصاعد الاستيطان وعدوان المستوطنين على المقدسات.
المسار الدولي/الداخلي: نشوء تناقضات داخلية في إسرائيل أو الولايات المتحدة تعيق استمرار الحرب، مع دور داعم لحركات التضامن العالمية والجاليات العربية والإسلامية.
الأقصى أمام مرحلة انكشاف تاريخي
يشدد التقدير على أن المسجد الأقصى يمر اليوم بـ"مرحلة انكشاف ثالثة" بعد مرحلتي 2003 و2015، حيث تتراجع أدوات الردع الشعبي والتنظيمي، بينما تعزز جماعات المعبد حضورها. ويرى أن السقف الجديد لهذه الجماعات قد يتجسد بمحاولة بناء منشآت يهودية داخل ساحات الأقصى، أو فرض تعديلات في حدوده، ما يشكل أخطر تهديد لهويته الإسلامية منذ 1967.
توصيات ومهام عاجلة
يختتم التقدير بجملة توصيات عملية لمواجهة هذه المرحلة، أبرزها:
• استعادة الوعي بوجوب دفع مصير التهويد عن الأقصى على عموم المسلمين بما يحفزهم للانخراط المباشر في معركة الدفاع عن الأقصى، والانتقال من الاكتفاء بدعم المقاومة والمرابطين إلى معادلة جديدة تدخل جزءاً من الأمة إلى المعركة.
• التأكيد على معركة الدفاع عن الأقصى كعنوان لتلاقي أطياف الأمة بعد إرث عقدين من الصراعات أسست جدران دم بينها.
• تعزيز التواصل والدعم للمجتمع المقدسي ونخبه الفاعلة.
• استدامة دعم غزة ومقاومتها بكل الوسائل الممكنة.
• تصعيد الضغط الدولي لتجريم الاحتلال، وصولاً إلى تجريم الصهيونية كأيديولوجيا استعمارية عنصرية.
رسالة المؤسسة
وأكدت مؤسسة القدس الدولية أن هذا التقدير يأتي في لحظة مفصلية يواجه فيها المسجد الأقصى أخطار تغيير هويته بموازاة جريمة الإبادة في غزة، بما يؤكد وحدة المعركة وتماسكها، وبأنها معركة مفروضة التفكير بالنأي عنها مجرد وهم يمنح الصهاينة والولايات المتحدة فرصة أكبر للعدوان. ودعت المؤسسة إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي عاجل يوازي حجم التهديدات الوجودية التي تواجهها الأمة في مقدساتها وإرادتها والتي تهدد الوجود العربي والإسلامي والمسيحي في أرض فلسطين.
مؤسسة القدس
أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقدير موقف بعنوان "الأقصى وحرب الإبادة" أعدها الباحث زياد ابحيص، لتقدم قراءة معمقة لطبيعة العدوان الإسرائيلي على غزة والقدس، وتربطه بمشروع تصفية شامل للقضية الفلسطينية، بما يحمله من مخاطر وجودية على المسجد الأقصى المبارك.
حرب التصفية والإبادة الممتدة
يشير التقدير إلى أن عملية "طوفان الأقصى" عام 2023 مثّلت لحظة فاصلة في مواجهة حرب التصفية التي بدأت في 2017، بل شكل محاولة لعكس اتجاهها، فرد الاحتلال الصهيوني عليها بالتمسك بأهداف حرب التصفية عبر الأدوات الحربية، وقد تجلت التصفية في غزة بحرب إبادة مستمرة، لكنها انتقلت في محاولة التصفية والحسم إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن وإيران، في محاولة لتغيير موازين القوى إقليمياً وفتح الطريق أمام "الحسم النهائي" للصراع وإنهاء أي إرادة للمقاومة.
القدس والأقصى… توأم الإبادة في غزة
يعتبر التقدير أن القدس هي مركز رمزي للتصفية، وغزة هي ميدانها الحالي، فالمساران متوازيان ومتداخلان. ففي الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال لتهجير أحياء مركزية مثل سلوان والشيخ جراح، وإلحاق التعليم بالمنظومة الإسرائيلية، وشطب خدمات الأونروا، تتعرض هوية المسجد الأقصى لمحاولة إحلال ديني شامل، بتحويله من مقدس إسلامي خالص إلى "مقدس مشترك"، وصولًا إلى تحقيق حلم جماعات "المعبد المزعوم" بتأسيسه في مكان المسجد الأقصى.
ويحذر التقدير من أن الاحتلال تمكن فعلاً من فرض هوية يهودية موازية داخل الأقصى عبر الطقوس التوراتية والاقتحامات المنظمة، وأن المرحلة المقبلة قد تشهد محاولات لبناء كنيس في ساحته الشرقية أو تعديل حدوده الجنوبية الغربية.
الإبادة كـ "بنية استعمارية"
يستند التقدير إلى تعريفات نظرية لمفهوم الإبادة، ويخلص إلى أن ما يجري في غزة هو إبادة بنيوية ناتجة عن حالة مستقرة من توازن القوى تسمح باستفراد القوة المهاجمة بالجماعة التي تتعرض للإبادة وتطبيق منهجيات الإبادة البيولوجية والثقافية والاجتماعية عليها مرة بعد مرة، وليست حرباً عابرة قائمة على توازن هشّ للقوى يتوقف بمجرد حصول تغييرات بسيطة في هذا التوازن.
آفاق إنهاء الإبادة
يرى التقدير أن التصفية ليست قدراً، بل إن تحقيقها بالأدوات العسكرية مستعصٍ رغم حجم الإجرام، إلا أن انتهاء هذه الحرب يبقى مرهوناً بانتهاء بنية الاستفراد، أي أن نهايتها مرهونة بتغيير كبير في موازين القوى، ويطرح ثلاثة مصادر ممكنة لذلك:
المسار الإقليمي: تغيير مواقف دول الجوار كالأردن ومصر، أو دخول أطراف في سوريا في مواجهة، أو بتغيير منهجية إيران وقوى "جبهة المقاومة" لتنتقل إلى تحقيق مفاجآت استراتيجية.
المسار المحلي: اندلاع موجة ثورية جديدة في الضفة الغربية والقدس تبني على إرث الانتفاضات والهبات السابقة، خصوصًا في ظل تصاعد الاستيطان وعدوان المستوطنين على المقدسات.
المسار الدولي/الداخلي: نشوء تناقضات داخلية في إسرائيل أو الولايات المتحدة تعيق استمرار الحرب، مع دور داعم لحركات التضامن العالمية والجاليات العربية والإسلامية.
الأقصى أمام مرحلة انكشاف تاريخي
يشدد التقدير على أن المسجد الأقصى يمر اليوم بـ"مرحلة انكشاف ثالثة" بعد مرحلتي 2003 و2015، حيث تتراجع أدوات الردع الشعبي والتنظيمي، بينما تعزز جماعات المعبد حضورها. ويرى أن السقف الجديد لهذه الجماعات قد يتجسد بمحاولة بناء منشآت يهودية داخل ساحات الأقصى، أو فرض تعديلات في حدوده، ما يشكل أخطر تهديد لهويته الإسلامية منذ 1967.
توصيات ومهام عاجلة
يختتم التقدير بجملة توصيات عملية لمواجهة هذه المرحلة، أبرزها:
• استعادة الوعي بوجوب دفع مصير التهويد عن الأقصى على عموم المسلمين بما يحفزهم للانخراط المباشر في معركة الدفاع عن الأقصى، والانتقال من الاكتفاء بدعم المقاومة والمرابطين إلى معادلة جديدة تدخل جزءاً من الأمة إلى المعركة.
• التأكيد على معركة الدفاع عن الأقصى كعنوان لتلاقي أطياف الأمة بعد إرث عقدين من الصراعات أسست جدران دم بينها.
• تعزيز التواصل والدعم للمجتمع المقدسي ونخبه الفاعلة.
• استدامة دعم غزة ومقاومتها بكل الوسائل الممكنة.
• تصعيد الضغط الدولي لتجريم الاحتلال، وصولاً إلى تجريم الصهيونية كأيديولوجيا استعمارية عنصرية.
رسالة المؤسسة
وأكدت مؤسسة القدس الدولية أن هذا التقدير يأتي في لحظة مفصلية يواجه فيها المسجد الأقصى أخطار تغيير هويته بموازاة جريمة الإبادة في غزة، بما يؤكد وحدة المعركة وتماسكها، وبأنها معركة مفروضة التفكير بالنأي عنها مجرد وهم يمنح الصهاينة والولايات المتحدة فرصة أكبر للعدوان. ودعت المؤسسة إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي عاجل يوازي حجم التهديدات الوجودية التي تواجهها الأمة في مقدساتها وإرادتها والتي تهدد الوجود العربي والإسلامي والمسيحي في أرض فلسطين.