تركوه ينزف حتى استشهد.. هكذا قتل الاحتلال حمزة الخماش

  • الأحد 06, أبريل 2025 09:30 ص
  • تركوه ينزف حتى استشهد.. هكذا قتل الاحتلال حمزة الخماش
لم يكن المواطن سعيد الخماش يتوقع أن ينتهي اقتحام قوات الاحتلال لمنزله في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بهدف اعتقال نجله يوسف (21 عاما)، باستشهاد نجله الآخر حمزة (33 عاما) بين أيديهم ودون أن يتمكنوا من إنقاذه.
تركوه ينزف حتى استشهد.. هكذا قتل الاحتلال حمزة الخماش
نابلس - صفا
لم يكن المواطن سعيد الخماش يتوقع أن ينتهي اقتحام قوات الاحتلال لمنزله في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بهدف اعتقال نجله يوسف (21 عاما)، باستشهاد نجله الآخر حمزة (33 عاما) بين أيديهم ودون أن يتمكنوا من إنقاذه.
ويقول من يعرفون الشهيد حمزة أنه لم يكن ناشطا أو مطلوبا لقوات الاحتلال، وهو يكرس وقته للعمل لمساعدة والده بتوفير لقمة العيش لعائلته، ومع ذلك فقد تعامل معه جنود الاحتلال بكل قسوة وتعمدوا قتله بدم بارد، دون أن يشكل أي خطر عليهم.
وبدأت الأحداث بتسلل قوة خاصة من جيش الاحتلال إلى حارة الياسمينة في الصباح الباكر، ليسمع دوي انفجار ضخم، وخلال دقائق معدودة وصلت تعزيزات من قوات الاحتلال قادمة من منطقة الطور ومن شارع القدس، وطوقت البلدة القديمة.
والد حمزة، كان مصدوما وهو يروي تفاصيل اقتحام منزلهم وإعدام ابنه حمزة واعتقال ابنه الآخر، وقال إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة القديمة قرابة الساعة الثانية فجرا، وسمع دوي انفجارات بعيدة، ثم انسحبت، لكنها عادت واقتحمت البلدة القديمة في السادسة صباحا.
وأوضح أن جنود الاحتلال فجروا باب منزلهم، وعندما خرج حمزة من غرفته لاستكشاف ما يجري، عاجله الجنود بإطلاق النار عليه بشكل مباشر وأصابوه في فخذه.
وأضاف أن الجنود أجبروا أفراد العائلة على الخروج من المنزل، واحتجزوهم في منزل مجاور، وتركوا حمزة ملقى على الأرض ينزف من فخذه، ومنعوهم من إنقاذه أو طلب المساعدة.
وقال: "نظرت إلى جرح حمزة فوجدته في رجله، فظننت أنه لا يشكل خطورة، لكن عندما وصلت طواقم الإسعاف منعوهم من إسعافه، وبعد تنسيق مع الصليب الأحمر، سمحوا لهم باستلامه لكنه كان قد استشهد بعد أن تصفى دمه".
مدير الإغاثة الطبية في نابلس غسان حمدان، قال إن حمزة أصيب بجراح في منطقة حساسة وهي الشريان الرئيسي للساق، وهذا ما أدى لنزيف حاد، وتعمد الجنود تركه ينزف ومنعوا طواقم الإسعاف من الوصول إليه في الوقت المناسب.
ربنا اختاره
لم يكتف جنود الاحتلال بقتل حمزة واعتقال شقيقه، بل عمدوا لتحطيم محتويات المنزل بالكامل. وداخل المنزل اختلطت دماء حمزة بالمياه التي تدفقت من الأنابيب المتضررة.
وبعينين دامعتين، قالت والدة حمزة: "الحمد لله، حمزة نال الشهادة. كنت بدي أزوجه، لكن ربنا اختاره إلى جواره في الجنة مع الحور العين".
وأشارت إلى أن حمزة كانت له شقة جاهزة بناها من تعبه، وكانت هي ترغب بالبحث له عن عروس، وأضافت: "في الفترة الأخيرة قلت له سأبحث لك عن عروس، فقال لي تمهّلي يومين، وأنا كنت مستغربة من ذلك ولا أعرف السبب، ويبدو أنه كان يشعر بقرب استشهاده".
وأوضحت أنه خرج من غرفته بعد سماع دوي انفجار ضخم ناتج عن تفجير باب منزلهم، فتفاجأ بوجود جنود الاحتلال داخل البيت، فأطلقوا عليه النار بشكل مباشر ومن مسافة قصيرة.
وأوضحت أنه لم يكن مطلوبا، وأن قوات الاحتلال جاءت لاعتقال أخيه يوسف، لكنها قتلته بلا سبب وتركته ينزف حتى استشهد.
وتحدثت والدته عن صفاته وخصاله الحسنة، مبينة أنه كان يحظى بمحبة الجميع، لما يتمتع به من أخلاق حسنة وخدمته لكل من يحتاجه.
دمنا رخيص!
ومع انسحاب قوات الاحتلال من حارة الياسمينة بالبلدة القديمة، حيث تقطن عائلة الخماش، توافد الجيران وأهالي المدينة للوقوف بجانب العائلة بعد ما أصابها.
أحد الجيران، قال إن جنود الاحتلال اقتادوا عائلة الشهيد إلى منزله، ومنهم شقيقا الشهيد، أنس ويوسف اللذين كانا مقيدين ومعصوبي الأعين.
وأضاف: "أخذ الجنود من بيتنا حِراما كبيرا (بطانية)، ووضعوا فيه الشهيد، وسحبوه به على الدرج، وألقوه في الحارة، ثم جاءت الإسعاف لاستلامه".
وتابع: "حاولنا الاتصال بالإسعاف، لكن الجنود منعونا واحتجزوا هواتفنا المحمولة كلها".
وعبر عن ألمه لاستخفاف الاحتلال بأرواح الفلسطينيين، وقال بكلمات مختنقة: "دمنا أرخص دم في العالم. نحن لا شيء مقابل ما يجري لأهل غزة، كان الله في عونهم".