غزة ورسالة الأسرى

  • السبت 01, مارس 2025 12:06 م
  • غزة ورسالة الأسرى
يبدو أني مع تباعد زمن مقالاتي بعد أن كانت يومية لأكثر من عام استحسنت التفكّر بصمت ، لكن الأمر يختلف عندما أرى أمام عيني حبيبا ابن حبيب من أبطال غزة يتنفس عبير الحرية بعد أكثر من عام مرّ على اعتقاله على أحد الحواجز خلال نزوحه وأهله من شمال غزة إلى جنوبها، لقد كان قبل عام شابا ممتلئا حيوية يعمل في شرطة غزة يحافظ فيها على السلم الأهلي والنظام
غزة ورسالة الأسرى
د. أحمد الشحروري
يبدو أني مع تباعد زمن مقالاتي بعد أن كانت يومية لأكثر من عام استحسنت التفكّر بصمت ، لكن الأمر يختلف عندما أرى أمام عيني حبيبا ابن حبيب من أبطال غزة يتنفس عبير الحرية بعد أكثر من عام مرّ على اعتقاله على أحد الحواجز خلال نزوحه وأهله من شمال غزة إلى جنوبها، لقد كان قبل عام شابا ممتلئا حيوية يعمل في شرطة غزة يحافظ فيها على السلم الأهلي والنظام ، وهذا لا يروق لأحفاد الخنازير ، لقد كان ابن أخي الغزيّ الأصيل مصابا في أحدى رجليه قبل اعتقاله ، وقد تقصّد العدو تخريب رجله عن سبق ترصد وإصرار حتى بلغت حالا لا ينفع معه علاج بدائي كالذي يتوافر في غزة ، أضف إلى أنه قد فقد من وزنه خمسة وخمسين “كليوغرام” وصار مصابا بالضغط والسكري ، وليس ابن أخي الحبيب وحيدا في حالته ، بل إن من الأسرى من هو أسوأ منه حالا ، لكنه المثال القائم القريب من عيني الذي أخذ بمجامع إحساسي ونكأ في وجداني جراح شعب تمالأت عليه أمم الضلال وأنظمتها منذ ما يزيد على قرن من الزمان .
أحمد الله على سلامة أسرانا المحررين جميعا ، الذين دفعوا ثمن أصالتهم وصدقهم وصبرهم وثباتهم ، كما أحمد الله على انكشاف عورات المنافقين في كل حدب وصوب من أطراف الأرض وجهاتها الأربعة، وأحب في هذا السياق أن أسجل ملحوظات سريعة يصلح كل منها أن يكون عنوانا لسفر عظيم يغطي أحداث سيرة أمة ظُلِمت وأمم مجرمة وسيادات ساديّة تقتات على أوجاعنا ومصائبنا
١) طوفان الأقصى افتَتح حقبة من الزمان لن تعرف عِزة ولا كرامة لصهيوني ولا لمرتزق في جوقته.
٢) المقاومة لم تعد معزولة لا سلاحا ولا جماهير واعية ، فقد غدت المقاومة أنفاسنا وهواجسنا ويقظتنا ووجداننا ، وغدت علانية لا سرّ فيها وقوة لا ضعف معها وسيادة لا استخذاء يطاولها.
٣) لا سبيل إلى تحرير بقية أسرانا وتبييض سجون عدونا إلا بالمزيد من الإصرار على نفَس المقاومة، وما أصابنا من قرح في سبيل تحقيق ما تحقق من نصر أهون بكثير من أن يثني مقاومتنا عن مواصلة دربها إلى أن تصبح الطريق إلى القدس مفتوحة كما فتحت الطريق من إدلب إلى حلب ومنها إلى حمص وحماة فدمشق حاضرة الإسلام العظيم.
٤) وعلى ذكر فتح الشام فإن استهداف الصهاينة لدمشق وغيرها من أراضي سورية العزيزة هدفه الواضح الوحيد هو ألا تكون سورية منطلق تحرير فلسطين ، وسيكون ذلك مهما حاول هذا العدو الأحمق أن يفعل، وكما فشل في تحقيق أهدافه في فلسطين سيفشل في تحقيقها في سورية العزيزة .
٥) أما المعتوه الذي دفع به القدر ليكون الكذاب الأكبر في هذا العالم فإنه أضعف بكثير من أن يوقف عجلة النصر والتحرير ، وسيذكر التاريخ أن Tramp أو Trump كان نكتة سمجة مرت في فضاء الأحداث لحظة ثم أُلقيت في قمامة الهذيان الرخيص.
أهلي وأحبتي في غزة ، إن من يقف معكم اليوم يكتب لنفسه الخلود المجيد ، ومن يختار عداوتكم والنكاية بكم فإنه يحكم على نفسه بالفناء ، والله من ورائهم محيط ، والله بالغ أمره ولو كره المجرمون ، ويا جراح أحبتي أنتِ الوسام الرفيع الذي سنعرفهم به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
٦) نسي الناس في مشارق الأرض ومغاربها إن كانت سلطة التنسيق الأمني في الضفة المغدورة تنتمي يوما إلى العروبة أو تاريخ حضارة الإسلام ، والسلام.
(البوصلة)