( أشــــــــلاءٌ ودِمــَــــــاء)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر /
محمد عبدالرازق أبو مصطفى
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضاقـت بِنـا الأجواءُ والأرجـاءُ
واشـتـَدّتِ الـبأسـاءُ والـضـّرّاءُ
واحلولَكت من حولِنا كل ُّ الـدّنا
وتـثاقـَـلـَت من فوقِـنا الظـّلـماءُ
والخَطبُ زادَ معَ المآسي والأذى
وتضَاءلـَت في وَجهِـنا البـَطحاءُ
أينَ الـمَـفَـرّ مـن الـرّدى بنـزوحِـنا
فـي كل ّ آنٍ دونَه ُ الـبَـلـواءُ
نـلـقاه ُ في أنفـاسِنـا وعُيونـِنا
فـي كـل ّ شِـبـر ٍ صـورةٌ ولـِقـاءُ
نلقاه ُ زَحفاً في الزّوايا والمـَدى
وكـأنـّهـا جـادَت بـه ِ الأجــواءُ
لا ندري من يَـشتاقُ حتـّى نلتقي
وكـَـأنـّنـا الأحـبـابُ والـغـُرَبــاءُ
حتّى نـَضُمّ الموتَ مِن فُرطِ الجَوى
ويَـضـُمّـنا هـو مـِحـنـة ٌ وعـَزاءُ
فـرَوائحُ الموتِ المُـمَنهَجِ أصبَحت
وكـأنـّهـا عـَبَـق ٌ لـنـا ودَواءُ
قصفٌ ونسفٌ والحرائِقُ في الدّجى
هـولُ اللـظى اهـتزّت لـهُ الأنحـاءُ
وتصَعّدَت سُحُبُ الدّخانِ إلى السّما
لِـيَـضيق َ مِنـها مـَلجـأ وفـَضَـاءُ
صورُ الدّمـارِ بكل ّ حِقدٍ أسودٍ
ومَـجـازِرٌ وجــرائـمٌ نـَـكـراءُ
حِقدُ الخنازيرِ اللقيطةِ قد طغى
والـشـّرّ والإجـرامُ والـبَـغـضاءُ
وتجَاوَزت كل ّ الحُدودِ فظاعةً
والقـتـلُ ضاقَ بِعَـدّهِ الإحـصاءُ
وتفَـنـّنت تلـكَ القرودُ بـِمَسخِها
وتـعَـفـّـنـَت أجـوافـُها الـسـّوداءُ
لا العـُرفُ لا القانونُ يَردَعُ ظـُلمَها
أو لا تـُـوجــّهُ صَـرخــةٌ ونـِداءُ
فـَمتى يُقالُ كـفى ومِليونـا ً كفى
فـي عـالـم ٍ أبـصارُه ُ عـَمـيـاءُ
ومتى يُشَق ُّ الصّمتُ مِن جَورِ العِدا
والـصـّوتُ يَعـلو أيـّهـا الجُـبَناءُ
قد كـُفـّـنـَت كل ّ البـَصائرُ بِالعَمى
أمـّا الضّمـائِـرُ قـَبرُهـا الإعـياءُ
يا مَجلسَ الأمنِ المُـقَـزّزَ خِسـّةً
لا الأمـنُ مـوجـودٌ ولا الإيـواءُ
يا هَيئـةَ الأمَـمِ الخَـبـيـثةَ إنـّمـا
وُجِـدَت لِـيُدفَـنَ تحتـَها الشـُّرَفـاءُ
يا عـالـمَ العـُهـرِ اللـعـينِ ألا تـَرى
فَغـَضَضْتَ طَرفـَكَ والهَوانُ حـَياءُ
فَصَمَمتَ آذاناً ولم تسمعْ بِها
أم أنـّهُ مَـكـرُ العَـمـى ودَهـاءُ
صرخاتُ أطفالٍ بِأعماقِ المَدى
ذابَـت لـَهـُن ّ الأصـخُـرُ الصـّمـّـاءُ
وصَـلاةُ فجـرٍ والمَـلائِكُ تـشـهَدُ
والـرّوحُ تخـشعُ والقـلوبُ دُعـاءُ
قرآنُـها يـُتلى يَفـيضُ بـِرَحمـةٍ
ومَحَـبـّةٍ فـيـهِ الـهُدى وشِفـاءُ
سَبَقَت صَواريخُ الضـّغائنِ سَجدةً
فاستـقـبـَلت أرواحـَها الجَوزاءُ
صَعَدَت إلى رَبّ السّماواتِ العُلى
تـشـكو بِمـا جارَت بـهِ الأعـداءُ
تشكو تخاذُلَ أمـّةٍ مع قادَةٍ
في صَمتـِهم في ذُلـّهم سُفَهاءُ
يتحالفون معَ الأعادي جَهرَةً
ويَسوقـُهم نَحوَ اليهودِ غَباءُ
لم يَعلَموا يومَ القِيامةِ حالَهـم
تـَقضي عليهِم نِقـمَةٌ وشـَقاءُ
وسَيُسألونَ بِموقفٍ عن موقِفٍ
ماذا فَعـلتـُم والـشّهودُ دِماءُ
أوَ ما رَأيتُم هذهِ الأكياسَ مِن
إخــوانـِكـم أم أنـّـكـُـم بـُـلـَدَاءُ
أفـَلم تكونوا مـُؤمنيـنَ وإخوةً
حتـّى تـُغَــيـّب َ عـنكمُ الأشـلاءً
واللـحمُ مـُختـَلِطٌ ويـُوزَنُ بـَعضـُهُ
أوَ هـكذا يُستـنـصَـرُ الـضـُّعـَفـاءُ
كـُنتـُم إلى الـكـُفـّارِ عـَينـاً مع يـَدٍ
في كـل ّ فَتوى صـَاغـَها العـُلماءُ
أكرَمتـُمُ الـبَغيَ الـخَـبـيثَ وأهلهُ
وحـِصارُ غـَزّة َ ما لـَهُ خـُطــَباءُ
وجُـيوشُكم كالعاهِراتِ تزَيـّنت
تـَعلو عليـها الـرّايـَة ُ الـحـَمـراءُ
في أي ّ مَزبـَلـَةٍ دَفـنتُم وَجهَـكم
يـا أيـُّـهـا الـفـُجـّـارُ والـلــُّقـَطـاءُ
صُمتُم وصـَلـّيتـُم لِأصنامٍ طـَغَت
تـَكذيبـُهم ضـَجـّت لـَهُ الأرجـاءُ
حـتـّى تـقــرّبـتُـم لـَهـُن ّ تـَزَلـُّـفـاً
مـا صَــدّكـُـم دِيـن ٌ ولاإفــتـاءُ
صـُوَرُ الـمَخاري فوقـَكم مَرسومة ٌ
مـا راعَـكـم ذَنـبٌ ولا اسـّتِحـيـاءُ
صـُوَرُ الخِيانةِ والحـَقـارةٍ تـَعتلي
هـامـاتِـكــم وكـَأنـّـكـُـم أجـَراءُ
يـا أرذَلَ الـحـُكـّام ِ يا شـَرّ الـوَرى
مِن أيـنَ جـِئـتـُم أيـّهـا الـدُّخـَلاءُ
خِـبتُـم وخابـَت كـلّ أهدافٍ لـَـكـُـم
يـا أيـُّـهــا الأنـجـاسُ والـعـُـمـَلاءُ
يـا طـُغمـةَ الـتّضليلِ والـزّيفِ الذي
ضـَجـّت لِـهـولِ مـُصابِـهِ الأشـلاءُ
لكـِنـّهـا يـومَ القـٌيامـَةِ تـُجـْمـَعُ
بالحَــق ّ تـَشهـَدُ ما لـَها أخـطـاءُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر /
محمد عبدالرازق أبو مصطفى
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضاقـت بِنـا الأجواءُ والأرجـاءُ
واشـتـَدّتِ الـبأسـاءُ والـضـّرّاءُ
واحلولَكت من حولِنا كل ُّ الـدّنا
وتـثاقـَـلـَت من فوقِـنا الظـّلـماءُ
والخَطبُ زادَ معَ المآسي والأذى
وتضَاءلـَت في وَجهِـنا البـَطحاءُ
أينَ الـمَـفَـرّ مـن الـرّدى بنـزوحِـنا
فـي كل ّ آنٍ دونَه ُ الـبَـلـواءُ
نـلـقاه ُ في أنفـاسِنـا وعُيونـِنا
فـي كـل ّ شِـبـر ٍ صـورةٌ ولـِقـاءُ
نلقاه ُ زَحفاً في الزّوايا والمـَدى
وكـأنـّهـا جـادَت بـه ِ الأجــواءُ
لا ندري من يَـشتاقُ حتـّى نلتقي
وكـَـأنـّنـا الأحـبـابُ والـغـُرَبــاءُ
حتّى نـَضُمّ الموتَ مِن فُرطِ الجَوى
ويَـضـُمّـنا هـو مـِحـنـة ٌ وعـَزاءُ
فـرَوائحُ الموتِ المُـمَنهَجِ أصبَحت
وكـأنـّهـا عـَبَـق ٌ لـنـا ودَواءُ
قصفٌ ونسفٌ والحرائِقُ في الدّجى
هـولُ اللـظى اهـتزّت لـهُ الأنحـاءُ
وتصَعّدَت سُحُبُ الدّخانِ إلى السّما
لِـيَـضيق َ مِنـها مـَلجـأ وفـَضَـاءُ
صورُ الدّمـارِ بكل ّ حِقدٍ أسودٍ
ومَـجـازِرٌ وجــرائـمٌ نـَـكـراءُ
حِقدُ الخنازيرِ اللقيطةِ قد طغى
والـشـّرّ والإجـرامُ والـبَـغـضاءُ
وتجَاوَزت كل ّ الحُدودِ فظاعةً
والقـتـلُ ضاقَ بِعَـدّهِ الإحـصاءُ
وتفَـنـّنت تلـكَ القرودُ بـِمَسخِها
وتـعَـفـّـنـَت أجـوافـُها الـسـّوداءُ
لا العـُرفُ لا القانونُ يَردَعُ ظـُلمَها
أو لا تـُـوجــّهُ صَـرخــةٌ ونـِداءُ
فـَمتى يُقالُ كـفى ومِليونـا ً كفى
فـي عـالـم ٍ أبـصارُه ُ عـَمـيـاءُ
ومتى يُشَق ُّ الصّمتُ مِن جَورِ العِدا
والـصـّوتُ يَعـلو أيـّهـا الجُـبَناءُ
قد كـُفـّـنـَت كل ّ البـَصائرُ بِالعَمى
أمـّا الضّمـائِـرُ قـَبرُهـا الإعـياءُ
يا مَجلسَ الأمنِ المُـقَـزّزَ خِسـّةً
لا الأمـنُ مـوجـودٌ ولا الإيـواءُ
يا هَيئـةَ الأمَـمِ الخَـبـيـثةَ إنـّمـا
وُجِـدَت لِـيُدفَـنَ تحتـَها الشـُّرَفـاءُ
يا عـالـمَ العـُهـرِ اللـعـينِ ألا تـَرى
فَغـَضَضْتَ طَرفـَكَ والهَوانُ حـَياءُ
فَصَمَمتَ آذاناً ولم تسمعْ بِها
أم أنـّهُ مَـكـرُ العَـمـى ودَهـاءُ
صرخاتُ أطفالٍ بِأعماقِ المَدى
ذابَـت لـَهـُن ّ الأصـخُـرُ الصـّمـّـاءُ
وصَـلاةُ فجـرٍ والمَـلائِكُ تـشـهَدُ
والـرّوحُ تخـشعُ والقـلوبُ دُعـاءُ
قرآنُـها يـُتلى يَفـيضُ بـِرَحمـةٍ
ومَحَـبـّةٍ فـيـهِ الـهُدى وشِفـاءُ
سَبَقَت صَواريخُ الضـّغائنِ سَجدةً
فاستـقـبـَلت أرواحـَها الجَوزاءُ
صَعَدَت إلى رَبّ السّماواتِ العُلى
تـشـكو بِمـا جارَت بـهِ الأعـداءُ
تشكو تخاذُلَ أمـّةٍ مع قادَةٍ
في صَمتـِهم في ذُلـّهم سُفَهاءُ
يتحالفون معَ الأعادي جَهرَةً
ويَسوقـُهم نَحوَ اليهودِ غَباءُ
لم يَعلَموا يومَ القِيامةِ حالَهـم
تـَقضي عليهِم نِقـمَةٌ وشـَقاءُ
وسَيُسألونَ بِموقفٍ عن موقِفٍ
ماذا فَعـلتـُم والـشّهودُ دِماءُ
أوَ ما رَأيتُم هذهِ الأكياسَ مِن
إخــوانـِكـم أم أنـّـكـُـم بـُـلـَدَاءُ
أفـَلم تكونوا مـُؤمنيـنَ وإخوةً
حتـّى تـُغَــيـّب َ عـنكمُ الأشـلاءً
واللـحمُ مـُختـَلِطٌ ويـُوزَنُ بـَعضـُهُ
أوَ هـكذا يُستـنـصَـرُ الـضـُّعـَفـاءُ
كـُنتـُم إلى الـكـُفـّارِ عـَينـاً مع يـَدٍ
في كـل ّ فَتوى صـَاغـَها العـُلماءُ
أكرَمتـُمُ الـبَغيَ الـخَـبـيثَ وأهلهُ
وحـِصارُ غـَزّة َ ما لـَهُ خـُطــَباءُ
وجُـيوشُكم كالعاهِراتِ تزَيـّنت
تـَعلو عليـها الـرّايـَة ُ الـحـَمـراءُ
في أي ّ مَزبـَلـَةٍ دَفـنتُم وَجهَـكم
يـا أيـُّـهـا الـفـُجـّـارُ والـلــُّقـَطـاءُ
صُمتُم وصـَلـّيتـُم لِأصنامٍ طـَغَت
تـَكذيبـُهم ضـَجـّت لـَهُ الأرجـاءُ
حـتـّى تـقــرّبـتُـم لـَهـُن ّ تـَزَلـُّـفـاً
مـا صَــدّكـُـم دِيـن ٌ ولاإفــتـاءُ
صـُوَرُ الـمَخاري فوقـَكم مَرسومة ٌ
مـا راعَـكـم ذَنـبٌ ولا اسـّتِحـيـاءُ
صـُوَرُ الخِيانةِ والحـَقـارةٍ تـَعتلي
هـامـاتِـكــم وكـَأنـّـكـُـم أجـَراءُ
يـا أرذَلَ الـحـُكـّام ِ يا شـَرّ الـوَرى
مِن أيـنَ جـِئـتـُم أيـّهـا الـدُّخـَلاءُ
خِـبتُـم وخابـَت كـلّ أهدافٍ لـَـكـُـم
يـا أيـُّـهــا الأنـجـاسُ والـعـُـمـَلاءُ
يـا طـُغمـةَ الـتّضليلِ والـزّيفِ الذي
ضـَجـّت لِـهـولِ مـُصابِـهِ الأشـلاءُ
لكـِنـّهـا يـومَ القـٌيامـَةِ تـُجـْمـَعُ
بالحَــق ّ تـَشهـَدُ ما لـَها أخـطـاءُ