الشحروري: هذه رسائل إجماع حماس على قيادة السنوار للحركة
عمّان – البوصلة
قال الدكتور أحمد الشحروري إنه وبينما يحبس العالم أنفاسه بانتظار ردّ إيران وحلفائها في لبنان واليمن على اغتيال الشهيد هنية وغيره من شهداء المقاومة على الأرض الإيرانية واللبنانية، نجحت حماس في إنتاج ردّ أسرع من كل الردود، فسبقت غيرها في توقيته وأثره، وهي التي لم يكن العالم ينتظر منها فعلا يمكن أن يطاول فعل إيران وصويحباتها على الأرض.
وأكد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ حماس المحاصرة التي يقود أبطالها الحرب من تحت الأرض ومن فوقها داخل غزة أحدثت مساء أمس الثلاثاء هزة سياسية أربكت حسابات عدوها بإجماعها على اختيار القائد الميداني القويّ يحيى إبراهيم السنوار رئيسا لمكتبها السياسي، والرجل الأول في تنظيمها، هذه الهزة لا تقل مفعولا عن هزاتها العسكرية التي أصبحت كابوسا يوميا يجثم على صدور الصهاينة المدنيين والعسكريين.
وأشار إلى أنّ هذا الاختيار الجَسور فائق الذكاء، أتى في وقت بالغ الحساسية داخليا وخارجيا، وهو برغم دقة حساباته ينطوي على هامش من الخطورة المحسوبة.
وأوضح الشحروري أنّ من الرسائل التي يمكن التقاطها من هذا الاختيار، أولاً: أنّه قائد عسكري حازم بامتياز بات يحل محلّ القائد هنية الوجه السياسي الذي نجح في إدارة المشهد رحمه الله، فالسنوار قائد عسكري خبير بظروف الميدان ملاصق لإحداثياته، وبهذا توحي حماس بأنه لن يكون الاتفاق بعد اليوم على تهدئة أو إطلاق أسرى، كما كان بالأمس، وستكون ظروف ضبط إيقاع المواجهة بقرار سياسي مختلفة عما كان.
وفي الرسالة الثانية يؤكد أنّ هذا الاختيار تحدّ صارخ لقدرات الصهاينة على أرض الواقع، فرئيس الحركة اليوم هو القائد الذي جعل الصهاينة أحد أهدافهم المعلنة قتله باعتباره المفجر الأبرز للطوفان الذي أفقدهم هيبتهم العسكرية وإلى الأبد، واحتفلوا بالعثور على “فردة” حذائه، وإذا به اليوم يعلن إفلاسهم ليقف في الميدان معبرا عن السياسة التي بات يحمل ملفها في يده بالصاروخ الذي يحمله على كتفه.
ويتابع الشحروري بالقول: إن الرسالة الثالثة تتمثل في أنّ هذا الإجماع يأتي على شخص السنوار قائدا لحماس ليكون رسالة مفزعة لجمهور الصهاينة الذين باتوا يشعرون بتعقّد حبال آمالهم في إطلاق سراح أبنائهم من قبضة المقاومة، مما سيزيد من تهتّك ثقة هذا الجمهور بقيادته المأزومة التي ظلت توحي بأنها ليست معنية بملف المحتجزين من قبل عهد السنوار، فكيف سيكون حالهم اليوم، وهم الذين بادروا في إشعال فتيل الجحيم الذي أطلقوه على أنفسهم بغباء زعمائهم.
وفي رابع الرسائل يشير إلى أنّ الإجماع على السنوار قائدا لحماس رسالة إلى المحيط العربي المتخاذل الذي لم يكلف نفسه حتى بالعزاء برحيل القائد الشهيد هنية، علاوة على اتصافه بأعلى درجات البرود في التفاعل مع الدماء المهراقة ظلما من العدو وتآمرا من بعض جيرانه، فحماس بهذا الاختيار تبرق إلى هؤلاء بأنها ستظل قوية، وتعتمد على ربها أولا ثم على من يقود ركبها في الإيقاع بكل المؤامرات والنكاية بكل الأعداء في الداخل والخارج، وتتمتع حماس في هذه الأجواء بقدر وافر من الذكاء في اتخاذ القرارات الخطيرة، وبوافر من الحكمة في مواجهة التحديات، وهذان أمران عادة ما يغيبان عن كثير من أصحاب القرار العرب.
كما ينوه الشحروري إلى رسالة أخرى لحماس تلك التي بعثتها لأمريكا راعية الإرهاب في العالم وصلت، بعلامة تعليق بعض سياسييها عبر الفضائيات عن صدمة لم تُخفِها من خلال مهاجمة القائد السنوار باعتبار أنه بقود المشهد من الأنفاق، وتناسوا أن هذا تحديدا هو الذي يغيظ مدللتهم الصهيونية الغبية التي لاذت بنصف حذاء السنوار لتُشعر نفسها ببعض الأُنس من وحشتها في الميدان.
ويشدد على أنّ الرسالة وصلت للأمريكان ومن قبل استشهاد القائد هنية بأن حماس ليست من الطير الذي يؤكل لحمه، فكيف بها اليوم وهي تحصد بعض آثار خيبتها التي جرّتها على نفسها وعلى ربيبتها البئيسة؟!
ويلفت الشحروري إلى أنّ القائد السنوار ليس شمشوم الجبار ولا الوطواط ولا سوبرمان، السنوار قائد رباني -ولا نزكيه على الله- يعيش ويموت، لكن حركته قد خطت خطوة في الاتجاه الصحيح بترؤّسه حركة مباركة سطرت تاريخا مشرّفا بدم أبنائها وقادتها، و “لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَیَوۡمَئذࣲ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ. بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ یَنصُرُ مَن یَشَاۤءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ”.
عمّان – البوصلة
قال الدكتور أحمد الشحروري إنه وبينما يحبس العالم أنفاسه بانتظار ردّ إيران وحلفائها في لبنان واليمن على اغتيال الشهيد هنية وغيره من شهداء المقاومة على الأرض الإيرانية واللبنانية، نجحت حماس في إنتاج ردّ أسرع من كل الردود، فسبقت غيرها في توقيته وأثره، وهي التي لم يكن العالم ينتظر منها فعلا يمكن أن يطاول فعل إيران وصويحباتها على الأرض.
وأكد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ حماس المحاصرة التي يقود أبطالها الحرب من تحت الأرض ومن فوقها داخل غزة أحدثت مساء أمس الثلاثاء هزة سياسية أربكت حسابات عدوها بإجماعها على اختيار القائد الميداني القويّ يحيى إبراهيم السنوار رئيسا لمكتبها السياسي، والرجل الأول في تنظيمها، هذه الهزة لا تقل مفعولا عن هزاتها العسكرية التي أصبحت كابوسا يوميا يجثم على صدور الصهاينة المدنيين والعسكريين.
وأشار إلى أنّ هذا الاختيار الجَسور فائق الذكاء، أتى في وقت بالغ الحساسية داخليا وخارجيا، وهو برغم دقة حساباته ينطوي على هامش من الخطورة المحسوبة.
وأوضح الشحروري أنّ من الرسائل التي يمكن التقاطها من هذا الاختيار، أولاً: أنّه قائد عسكري حازم بامتياز بات يحل محلّ القائد هنية الوجه السياسي الذي نجح في إدارة المشهد رحمه الله، فالسنوار قائد عسكري خبير بظروف الميدان ملاصق لإحداثياته، وبهذا توحي حماس بأنه لن يكون الاتفاق بعد اليوم على تهدئة أو إطلاق أسرى، كما كان بالأمس، وستكون ظروف ضبط إيقاع المواجهة بقرار سياسي مختلفة عما كان.
وفي الرسالة الثانية يؤكد أنّ هذا الاختيار تحدّ صارخ لقدرات الصهاينة على أرض الواقع، فرئيس الحركة اليوم هو القائد الذي جعل الصهاينة أحد أهدافهم المعلنة قتله باعتباره المفجر الأبرز للطوفان الذي أفقدهم هيبتهم العسكرية وإلى الأبد، واحتفلوا بالعثور على “فردة” حذائه، وإذا به اليوم يعلن إفلاسهم ليقف في الميدان معبرا عن السياسة التي بات يحمل ملفها في يده بالصاروخ الذي يحمله على كتفه.
ويتابع الشحروري بالقول: إن الرسالة الثالثة تتمثل في أنّ هذا الإجماع يأتي على شخص السنوار قائدا لحماس ليكون رسالة مفزعة لجمهور الصهاينة الذين باتوا يشعرون بتعقّد حبال آمالهم في إطلاق سراح أبنائهم من قبضة المقاومة، مما سيزيد من تهتّك ثقة هذا الجمهور بقيادته المأزومة التي ظلت توحي بأنها ليست معنية بملف المحتجزين من قبل عهد السنوار، فكيف سيكون حالهم اليوم، وهم الذين بادروا في إشعال فتيل الجحيم الذي أطلقوه على أنفسهم بغباء زعمائهم.
وفي رابع الرسائل يشير إلى أنّ الإجماع على السنوار قائدا لحماس رسالة إلى المحيط العربي المتخاذل الذي لم يكلف نفسه حتى بالعزاء برحيل القائد الشهيد هنية، علاوة على اتصافه بأعلى درجات البرود في التفاعل مع الدماء المهراقة ظلما من العدو وتآمرا من بعض جيرانه، فحماس بهذا الاختيار تبرق إلى هؤلاء بأنها ستظل قوية، وتعتمد على ربها أولا ثم على من يقود ركبها في الإيقاع بكل المؤامرات والنكاية بكل الأعداء في الداخل والخارج، وتتمتع حماس في هذه الأجواء بقدر وافر من الذكاء في اتخاذ القرارات الخطيرة، وبوافر من الحكمة في مواجهة التحديات، وهذان أمران عادة ما يغيبان عن كثير من أصحاب القرار العرب.
كما ينوه الشحروري إلى رسالة أخرى لحماس تلك التي بعثتها لأمريكا راعية الإرهاب في العالم وصلت، بعلامة تعليق بعض سياسييها عبر الفضائيات عن صدمة لم تُخفِها من خلال مهاجمة القائد السنوار باعتبار أنه بقود المشهد من الأنفاق، وتناسوا أن هذا تحديدا هو الذي يغيظ مدللتهم الصهيونية الغبية التي لاذت بنصف حذاء السنوار لتُشعر نفسها ببعض الأُنس من وحشتها في الميدان.
ويشدد على أنّ الرسالة وصلت للأمريكان ومن قبل استشهاد القائد هنية بأن حماس ليست من الطير الذي يؤكل لحمه، فكيف بها اليوم وهي تحصد بعض آثار خيبتها التي جرّتها على نفسها وعلى ربيبتها البئيسة؟!
ويلفت الشحروري إلى أنّ القائد السنوار ليس شمشوم الجبار ولا الوطواط ولا سوبرمان، السنوار قائد رباني -ولا نزكيه على الله- يعيش ويموت، لكن حركته قد خطت خطوة في الاتجاه الصحيح بترؤّسه حركة مباركة سطرت تاريخا مشرّفا بدم أبنائها وقادتها، و “لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَیَوۡمَئذࣲ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ. بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ یَنصُرُ مَن یَشَاۤءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ”.