ندوة صناعة الوعي في نصرة المرأة والقضية الفلسطينية

  • السبت 28, مايو 2022 12:06 م
  • ندوة صناعة الوعي في نصرة المرأة والقضية الفلسطينية
اجمع متحدثون في ندوة "صناعة الوعي في نصرة المرأة والقضية الفلسطينية" على ضرورة حماية المرأة الفلسطينية، لافتين إلى أن القضية الفلسطينية يجب ان تغدو ثقافة يتغنى بها الجميع في عالمنا الإسلامي والعربي.
ندوة صناعة الوعي في نصرة المرأة والقضية الفلسطينية
اسطنبول :
اجمع متحدثون في ندوة "صناعة الوعي في نصرة المرأة والقضية الفلسطينية" على ضرورة حماية المرأة الفلسطينية، لافتين إلى أن القضية الفلسطينية يجب ان تغدو ثقافة يتغنى بها الجميع في عالمنا الإسلامي والعربي. جاء ذلك في ندوة صناعة الوعي في نصرة المرأة والقضية الفلسطينية على هامش مؤتمر رائدات القدس يصنعن نصرها والتي ينظمها ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين.
العويسي: تحرير بيت المقدس ليس فقط تحرير لفلسطين، بل تحرير لنا جميًعا
وقال الدكتور خالد العويسي، أكاديمي ومتخصص المعارف المقدسية، إن الألم المحدق بالقضية الفلسطينية، لا يقل البتة عن الآلام التي تعصف بالدول العربية الأخرى، مشددًا على أن تحرير بيت المقدس ليس فقط تحرير لفلسطين، بل تحرير لنا جميًعا، وهذه القضية هي قضية مرتبطة بالأمة جميعا.
ولفت أن الحشد الكبير من النساء القادمات من نحو 44 دولة، يؤكد تميز مدينة القدس والمسجد الأقصى، حيث نرتبط بها جميعا وهذا الأرض المباركة. وشدد العويسي على ضرورة ما وصفه بصناعة المقدسيين في البلاد جميعا وليس فقط في القدس، وبيت المقدس ستكون عاصمة لكل من قال لا إله الا الله وليس فقط لفلسطين.
ورأى العويسي أن الاعداد المعرفي يسبق الاعداد العسكري والسياسي، إذ أن النكبة بدأت باحتلال العقول ثم باحتلال الأرض منذ ان وطأ اقدام الجيش البريطاني بلاد فلسطين منذ العام 1917، إذ لم يكن هناك مشكلة مع الاحتلال البريطاني، ثم بات هناك مشكلة بعد أن تغلغلت وتعمقت وهذا مرده لغياب المعرفة والوعي.
وشرح العويسي ثلاث خطوات للنموذج المعرفي النبوي وفق رؤيته، وهي الرابط الروحي حيث ان القلة الأولى التوجه اليها المسلمون الأوائل، ثم الرابط الديني، حيث ذكر بيت المقدس في القران ومن ثم ربط الأنبياء بشكل مباشر في القدس وقصص يحيى وعيسى وزكريا كانت في القدس، وأخيرا الرابط السياسي، إذ ذكر القران نبوءته عن هزيمة بني إسرائيل من جهة وهزيمة الروم من جهة أخرى ولقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم أن القدس ستكون مركز الخلافة القادمة، ولفت العويسي أن هذه الروابط الثلاث جعلت تعلق بالصحابة، بالقدس كما مكة والمدينة.
ورأى العويسي أن من الضروري ان نستفيد من هذا المنهج بأن تصبح القدس وفلسطين، هي حديث الناس، في الشارع وفي البيت وفي المدرسة، حيث الرأي العام ، وليس كرة القدم أو المسلسلات أو غيرها، كما هناك من يهندس للمجتمعات حديثهم، يجب ان نهندس نحن للناس حديثهم وليكون هذا الحديث هو ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك وأن يكون الارتباط ببيت المقدس جزء من الهواء الذي نتنفسه، ومن ذلك مثلًا ان نتعلم يوميًا معلومة واحدة عن بيت المقدس، كما كان النبي لا ينام كل ليلة الا ويقرأ سورة الاسراء.
كما دعا العويسي إلى ضرورة تفعيل المقاطع الاقتصادية، لافتًا إلى أنه وإن كان الامر ربما غير مجدي اقتصاديا لكنه مجدي نفسيًا بحيث تبقى على ارتباط بالمسجد الأقصى بشكل دائم ومستمر.
الدهشان: الانتهاكات للحقوق والمرأة الفلسطينية هي انتهاك كافة الاتفاقيات والمعاهدات الإنسانية

بدوره قال الأكاديمي والباحث الحقوقي الدكتور سعيد الدهشان إن المرأة تعي قيمتها، وتعرف دورها في المجتمع وتأثيرها به، وإن مسلة خلق حالة وعي للمرة الفلسطينية لا تستهدف التوعية بحقوقها بل تفعيل طاقاتها للحفاظ على حقوقها،
واستعرض الدهشان حقوق المرأة الفلسطينية وفقا للقانون الدولي في زمن الحرب مؤكدًا أن القانون الدولي الإنساني ينطبق على الأراضي المحتلة منذ اول يوم للاحتلال حتى انتهاءه بعام كامل، وكل اتفاقيات جنيف والاتفاقيات الدولية تبقى سارية المفعول، كذلك فإنه ووفقا للقانون الدولة فإن سيطرة الاحتلال على غربي القدس، لا تحوز على أسانيد السيادة الشرعية، اما احتلالها لشريق القدس فهي بلا خلاف احتلال عسكري، وهذا يعني انطباق اتفاقيات القانون الدولي الإنساني لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي.
وعرّف الدهشان أن الانتهاكات للحقوق والمرأة الفلسطينية هي انتهاك كافة الاتفاقيات والمعاهدات الإنسانية والذي يعرف بقانون الحرب. ومن ابرز هذه الجرائم، القتل العمد، إذ أن الاحتلال لا يفرق بين الرجل والمرأة، وهي تعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، كذلك المساس بالسلامة المهنية وكذلك الاعتقال والحجز التعسفي، لكثير من السيدات الفلسطينيات لأدنى شبهة أو لأنها قريبة مقاوم او شهيد ..الخ دون كفالة بمحاكمة عادلة أو الأخذ في الاعتبار أنها امرأة وكذلك هدم المساكن والمنشآت المدنية، وتعمد احداث معاناة شديدة او إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة وكذلك الانتهاكات بحق دور العبادة والمؤسسات التعليمية والصحية والنشاطات الاستيطانية التوسعية والاعتداء على حرية الرأي والتعبير وغيرها من الجرائم.
وأكد الدهشان أن إسرائيل لا زالت تنتهك التزاماتها رغم انها دولة طرف في اتفاقية جنيف الرابعة وغيرها من الاتفاقيات،
وعرج الدهشان في حديثة على آليات الرقابة التي تكشف وترصد انتهاكات الاحتلال، ومنها التقارير الدورية مثل تقرير منظمة العفو الدولية، ثم الشكاوى الفردية من الفرد ضد الدولة وكذلك الشكاوى من دولة لدولة، وكذلك عرض النزاع على محكمة العدل الدولية، وهي محكمة تختص بمحاكمة الدول بالحق المدني، ما يعني فرض تغريم او جبر ضرر.
وأوصى الدهشان باستثمار التقارير الدولية المناصرة لقضية فلسطين وكذلك مطالبة المنظمات الدولية الحكومية وغيرها بالضغط نحو فتح تحقيق بجرائم الاحتلال، ودعوة وزارة الخارجية الفلسطينية وممثلها للقيام بمسؤولياتها لفضح الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الطفل والمرة الفلسطينية والعمل على اقناع الدول التي يعملون فيها للتعاون في كبح الجريمة الدولية الإسرائيلية.
أوجيه: التركيز على الرأي العام الأمريكي أولوية
وتحت مفهوم صناعة الوعي إعلاميًا، تحدثت عنها الإعلامية روعة أوجيه مقدمة البرامج في قناة الجزيرة الفضائية، واستهلت اوجيه كلمتها بالترحم على روح الزميلة شيرين أبو عاقلة. وتابعت أن الحديث عن صناعة وعي يقود إلى مناصرة وهذا ليس بالأمر السهل، سيما أن البعض يرى أن التفاعل على منشور على السوشيال ميديا هو فعل، وهو كاف ، وقد عززت لدى البعض ما بات يعرف بوهم الحراك وأن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته هو فقط بالتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشددت أوجيه أن التعاطف وحده لا يكفي، بل التعاطف الذي يقود على فعل ميداني على الأرض، وهنا يقود الحديث عن الوعي، وما الذي نريد أن نصل له, أوجيه أكدت أن التأثير العالمي هو المهم، وعليه فإن التأثير في الشارع الأمريكي هو الأساس، رغم أهمية الحديث للشارع العربي، وشددت على أن التأثير الدولي سيما التغيير في الرأي العام الأمريكي هو أول الأولوليات التي يجب الخوض فيها، وهذا يحقق تأثير حقيقي وجاد على الأرض أكثر مما يمكن أن يحققه الرأي العام العربي الذي هو ضعيف في أرضه وبلاده ولا يوجد له ذاك التأثير.
ورأت اوجيه أن تغيير مفهوم الصهاينة أو المناصر للقضية الصهيونية والكيان، بل يجب التركيز على الأغلبية الكبيرة المحايدة التي لا يعنيها ما يجري، في فلسطين. التفاصيل التي قد تبدو بسيطة في حياة شعبنا، هي التي تؤثر في الرأي العام، واعتبرت أن صورة واحدة ليس بالضرورة تحصد الملايين من الاعجاب وان تنتشر ، لكن انتشار الالاف من القصص هو الأهم، فمثلًا عمليات تهريب النطف للأسرى من القصص المهمة، التي يمكن ان تروج، كذلك قصة الأسير الفتى محمد مناصرة وغيرها من النماذج.
ولفتت إلى أن من أهم المعضلات التي تواجه الاعلام الفلسطيني خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي، التي دائما ما تحذف الحسابات التي تتحدث عن القضية الفلسطينية وتناصرها وتستخدم مصطلحاتها مثل احتلال وشهيد وفلسطين المحتلة ومقاومة وغيرها.
ودعت اوجيه الى كسر الحصار عن قضية فلسطين وإعادة التموضع لهذه القضية على أن فلسطين هي قضية شعب يواجه الإبادة والفصل العنصري ويستحق الحياة بكرامة وحرية.
عزت: القضية الفلسطينية بحاجة للعقلية التوليدية التي تحرك المياه الراكدة
من جانبها قالت الدكتورة هبة عزت أستاذة العلوم السياسية في جامعة ابن خلدون، إن القضية الفلسطينية بحاجة للعقلية التوليدية التي تولد الأفكار وتعمل على تفنيد الحجج والرد على الاباطيل، واستشهدت بمنهج الدكتور المسيري الذي كان يخالط الشباب ويعلمهم هذه العقلية.
وتابعت عزت أنه وبعد تكوين هذه النوعية من العقلية، من الضروري إعادة الفهم للقضية خاصة وأن الزمن قد اختلف، وأسلوب الوعي وطريقة غرس القيم باتت مختلفة، كالتعريف بالتراث الفلسطيني، واللهجة الفلسطينية وطريقة الكلام، وغيرها. كذلك احياء الصور والمشاهد التوثيقية. ولخصت هذه الفكرة بضرورة البعد عن التلقين الى المشاركة في الفهم والوعي وما وصفته بلعبة المعلومات التاريخية.
كذلك لفتت عزت إلى التركيز على جانب معين، لاظهارها والتبيين، عبر مستويات مختلفة مثل تركز الرموز في أماكن مختلفة ، ورسمها ، او رمزية الأفعال التي يغلب عليها التلقائية بعيدا عن التنظيم والترتيب، مثل ذلك الشاب الذي نزع علم إسرائيل من على مبنى السفارة الإسرائيلية مرتديا زي سبايدر مان وهذه التصرفات تجدد الكثير من المعاني التي تستحق التأمل، كذلك إعطاء الناس لتوليد الأفكار تحرر الفعل النضالي من مأسسته ، واشراك السواد الأعظم من الجمهور، وبالتالي السير في النضال بشكل افقي، لأن الصدام الرأسي هو فقط بين بندقية المناضل وطيارة الاحتلال والخسارة حتمية لصالح الاحتلال. لكن الصراع الافقي دوما ما يخسر فيه الاحتلال.
وتطرقت عزت الى معنيين هامين، وهي انتداب النفس وعلو الهمة، بحيث ينتدب الانسان نفسه ويكون الحامل ولا ينتظر احد ان يكلفه، بخطوة أو مبادرة ما، فاذا انفرط العقد ، فمن الضروري ان يكون كل حبة في هذا العقد هي عقد جديد، فلا يجب تربية الشباب على انهم جزء من ترس فحسب، بل يمكنه أن يكون لوحده ترسًا كاملا اذا ما ادعت الظروف لذلك.