الإنسحاب تحت شعار ” عفواً .. فنحن نربي أجيال “

جوائز ثمينة لمن يتخلف عن مواجهة الصهاينة

حمزة الجابيري

  • الإثنين 26, يوليو 2021 08:16 م
  • جوائز ثمينة لمن يتخلف عن مواجهة الصهاينة
غريب أن تسمع عن عربي أو مسلم يتخلف عن موطن يواجه فيه عدوه وجها لوجه، وخصوصا إن كانت تلك الرياضة تعتمد على اللكم المباح، أو المصارعة ..
ولكن هذا ما تشهده في كل مرة عدة محافل دولية سواء كانت رياضية، علمية أو أدبية وغيرها من المجالات، التي تسقط فيها القرعة أو التصفيات لاعبا أو فريق عربي ومسلم مع غريم أزلي لا يجمعه به شيئ سوى ثأر تسبب فيه استيلاء هذا الأخير على أرض وقف، ومقدسات عظيمة في معتقد ملايير من البشر، ووطن موقوف لكل مسلمي العالم ..
وطن جريح هدمت فيه صوامع ونكست فيه أعلام وسحل فيه شهداء ونساء مرابطات بأكناف بيت المقدس، وكان ولا يزال وسيبقى شاهدا على شموخ أهله إلى يوم الدين .

ففي الوقت الذي تزاول فيه بعض الدول العربية رياضة الهرولة بالتحديد، للتطبيع بشكل رسمي وعلني وتسخر كل ما لديها من أجل ربط علاقات شاذة مع العدو، نرى في المقابل الشعب في كل مرة يكسر تلك الشوكة المسمومة بالعصيان المدني، خصوصا إن تم استغلاله عبر مواطنين أو رياضيين أو مجموعة من الجماهير الكروية مثلا كأدوات لتسويق تعايش مزيف، ومبني على تغليط الرأي العام ..

فمن أخلاق الرياضة أن تواجه ندا مُسَاوٍ لك، له أصل وأرض وشرعية وشرف .. أما المشاركة بمجموعة من التائهين لن يمحو عار سنوات من الجرائم والإنتهاكات ولن يعطيهم الحق في المنافسة.

وإلا فكل مشجع ينزل لرقعة الملعب، سيكون له الحق في مواجهة فريق عريق له شرعية رياضية وتاريخ وألقاب ..
فبهذه الطريقة فضل مجموعة من الرياضيين عبر سنوات عزل منافسيهم الصهاينة ..
ونبدأ هنا سرد الأحداث بتسلسل زمني تصاعدي .

■ 1990
- رفض حارس المرمى المصري نادر السيد، المشاركة مع فريقه "كلوب بروج البلجيكي"، وخوض مباراة رسمية في فلسطين المحتلة، مما تسبب في تجميد نشاطه والإبقاء عليه في دكة الاحتياط لمدة سنتين، قبل الاستغناء عنه بشكل نهائي.

■ 2003
- فضل اللاعب المصري أحمد حسن، عدم ارتداء قميص فريق ” جالاطا سراي” التركي رغم العرض المغري الذي تلقاه حينذاك بقيمة 5.5 مليون دولار، وذلك بعد أن أعلنت إدارة النادي إقحام اللاعب الصهيوني ” حاييم بن ريغيغو" في تشكيلة الفريق.

- وفي حدث مشابه، رفض هذا الأخير مرة أخرى السفر مع فريقه البلجيكي "أندرلخت" لمواجهة "هابوئيل تل أبيب" سنة 2007. وتجدر الإشارة إلى أن رجل أعمال إماراتي بشراكة مع رجل أعمال عربي قاما بشراء نصف أسهر فريق “هبوعيل تل أبيب” الصهيوني لكرة القدم والتي تعرف جماهيره بعدائها للعرب والمسلمين، وعلى نفس هذه الخطى قام كذلك "الشيخ" حمد بن خليفة آل نهيان مع موشيه حوجيج مالك نادي "بيتار القدس" في العاصمة أبوظبي، بالتوقيع على صفقة شراء نصف أسهم هذا النادي، والتي ستضخ في خزينته (حوالي 91.7 مليون دولار خلال 10 سنوات) وفق قناة "كان" العبرية  وجاءت هذه المشاريع بعد سلسلة صفقات تجارية واقتصادية أبرمت عقب إعلان التطبيع الكامل بين الحكومتين .

■ 2005
- في هذه السنة، رفض لاعب التايكوندو الإيراني محمد رضا مهدي زاده، مقابلة الصهيوني يان غولدسميث في نصف نهائي وزن 62 كلغ، ضمن بطولة العالم المقامة حينها في العاصمة الإسبانية مدريد.

■ 2009
- إختار اللاعب المغربي المزداد بفرنسا، مروان الشماخ عدم مقابلة فريق "مكابي حيفا" عندما كان مهاجم بنادي بوردو الفرنسي حينها.

- وفي نفس الصدد رفض عمرو زكي، لاعب نادي الزمالك المصري الانضمام لنادي بورتسموث الإنجليزي، بسبب وجود صهاينة في صفوف الفريق، بل وكان يتقدمهم المدرب الصهيوني أفرام جرانت.

■ 2011
- انسحبت البطلة الجزائرية مريم موسى من اللعب أمام الصهيونية "شاهار ليفي" ضمن بطولة العالم للجودو فئة وزن ما دون 52 كلغم بروما الإيطالية.

- كما تراجعت المبارزة التونسية عزة بسباس في نفس السنة عن مواجهة غريمتها المستوطنة ناعومي ميلس، وبسبب موقفها ضحت بنهائي بطولة العالم للمبارزة والمؤهلة للأولمبياد لندن 2012.

■ 2012
- إنسحب بطل تنس الطاولة لذوي الاحتياجات الخاصة الكويتي عوض الحربي من نصف نهائي كأس العالم في رومانيا، ورفض أن يلعب ضد الخصم الصهيوني حينها.

- وفي دولة مجاورة، رفض جميع لاعبي منتخب مصر للهوكي اللعب ضد منتخب الإحتلال الإسرائيلي بالأورغواي.

- فيما انسحب البطل أحمد عوض من بطولة الجودو، لأنه كان من المقرر أن يواجه الصهيوني "طيل بلاكير" في بطولة العالم بالنمسا.

- أما في بطولة العالم للجودو بالمانيا فقد انسحب البطل اليمني علي خصروف حتى لا يعطي للمستوطن فرصة المنازلة

■ 2014
- اللاعب المصري الخلوق الملقب بالماجيكو محمد أبو تريكة، رفض اللعب في مباراة ودية جمعت نجوم العالم بسبب مشاركة الصهيوني ”يوسي بنايون“ وأكتفى في تعليقه بالرفض بأربع كلمات ” عفواً .. فنحن نربي أجيال “

- وفي وقت سابق من سنة 2008 حيث أجرى أبو تريكة مباراة مع منتخبه المصري ضد المنتخب السوداني حيث لبس قميصه الشهير و خلال برنامج وثائقي عبر شبكة «بي إن سبورتس» قال "ليلة المباراة كانت الأجواء مشتعلة في غزة، ورأيت موقفا معينا عبر شبكة «سي إن إن»، أثر في بشكل كبير، قلت لنفسي يجب أن أفعل شيئًا" .وأضاف: "ذهبت للنوم وأنا أفكر في الأمر، كان هناك الضابط الغاني (حسين) المرافق الأمني لنا، اخترت الجملة وأخبرته أنني أريد أن أقوم بكتابة «تعاطفًا مع غزة» على القميص وبالفعل ذهب (حسين) ليقوم بذلك، وبين الشوطين ذهبت إلى الحمام، وارتديت القميص، لم أكن أسجل كثيرًا في هذه الفترة مع المنتخب لكني سجلت في شباك السودان، وقمت بهذا الاحتفال الذي أعتز وأفتخر به" وختم كلامه ب "المضحك في الأمر أنه في اليوم التالي بالاجتماع مع الجهاز الفني، شعرت أن حسن شحاتة المدير الفني للفريق سيوبخني، لكني تفاجئت بقوله «لمَ لم تقل لنا لنصنع 35 قميصَا آخر".

- فيما فضل لاعب المنتخب السعودي للتايكاوندو فهد السميح، تفويت فرصة الظهور بدورة الألعاب في لينجو الصينية على اللعب أمام منافسه الصهيوني، حيث انسحب من مواجهة اللاعب بدور الـ 32 في التصفيات التي أقيمت بتايوان.

- بالإضافة إلى امتناع المدير الفني للاتحاد المصري فاروق جعفر مشاركة منتخب مصر للناشئين تحت السن ال16 عاماً في دورة ودية أقيمت بإيطاليا بسبب مشاركة كيان الإحتلال بها.

■ 2015
- في موقف مشرف ورفضا للتطبيع، آثر الطفل البطل التونسي محمد حميده ذو العشر سنوات والذي كان يمثل تونس الخضراء في بطولة العالم للشطرنج عدم مواجهة اللاعب الصهيوني و في أحد خرجاته صرح بكلمة نابعة من فطرة سليمة حيث قال أننا "سنواجههم بالقدس" ويقصد بذلك خصومه الصهاينة .

- في حين أنه اختار لاعب المنتخب الليبي لرياضة الجودو محمد الكويسح الإنسحاب بشرف على منازلة عدوه الصهيوني في بطولة العالم للجودو في فئة أقل من 60 كيلوجرام التي تحتضنها أستانا-كازاخستان ، بعدما أوقعته القرعة في هذه الورطة .


■ 2016
- فيما انسحب الملاكم السوري علاء الدين غصون من منافسات بطولة العالم للملاكمة التي جرت سابقا في أذربيجان، عندما أوقعته القرعة في منافسة عدوه الصهيوني.

- كما دعت في نفس السنة أكثر من 30 حركة تقدمية واجتماعية برازيلية الحكومة البرازيلية إلى استبعاد شركة "أنظمة الأمن والدفاع العالمية" -الإسرائيلية- من عقود الأولمبياد.

- و في سابقة تعد الأولى من نوعها من قبل الأمم المتحدة بعث مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة رسالة الى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، شدّد من خلالها على افتقاد المستوطنات الاسرائيلية وفرق كرة القدم -الإسرائيليية- التابعة لها للشرعية القانونية ومخالفتهما للقانون الدولي.

- في حين انسحبت بطلة الجودو السعودية جودي فهمي من منافسات اللعبة بأولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية، إذ تعمدت ذلك على الرغم من انها الأفضل بعدما علمت انها ستواجه المستون "جيلي كاهن" التي تأهلت للدور الثاني في الوزن 52 كلغ.

- قرر المنتخب الوطني النسوي الجزائري لكرة الجرس الانسحاب من الألعاب الشبه أولمبية حينما أوقعته القرعة في مواجهة منتخب الكيان الاسرائيلي. بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية رغم أن هذه الانسحابات قد يترتب عليها حرمان المنتخب من المنافسة لسنوات .

■ 2017
- أُكره لاعب المنتخب السعودي للكاراتيه أحمد الغامدي على الانسحاب من بطولة العالم للناشئين والشباب المقامة في إسبانيا بسبب القرعة التي ورطته في مواجهة لاعب صهيوني .

- وفي نفس السنة قام البطل العراقي في لعبة "الجوجيتسو" بالإنسحاب من البطولة في كولومبيا وفي تصريح لرئيس اتحاد اللعبة مخلص حسن اكد ان "البطل العالمي امير يحيى في وزن 62 كغم قد حرم من ذهبية بطولة العالم بالجوجيتسو بسبب ثوابتنا الوطنية التي تؤكد عدم اعترافنا بهذا العدو المحتل" مذكرا ب "هذا الامر تكرر ايضا مع لاعبي منتخبنا الوطني سفيان ناظم ومحمد اسماعيل اللذين رفضا مواجهة لاعبي الكيان الصهيوني في تايلند عام 2015".

- كما رفض الحكم الدولي التونسي محمد علي الشريف، التحكيم في مباراة كاراتيه كان أحد طرفيها لاعب إسرائيلي.

■ 2018
- رفض الفريق الإسباني في كرة القدم سيفيلي صفقة رعاية بقيمة 5.7 مليون دولار، لتسويق السياحة -الإسرائيلية- على قمصان لاعبيه. 

- وانسحبت المصارعة الجزائرية أمينة بلقاضي، من الدور الأول لوزن 63 كلغ من البطولة الدولية للجيدو التي تقام بمدينة أغادير المغربية، بعدما أوقعتها القرعة مع مصارعة إسرائلية. علما أن بلقاضي أمينة، خريجة مدرسة الرمشي للجيدو وبطلة إفريقيا في هذا الوزن.

- ولا يفوتنا ما أوضحه وزير الرياضة بجنوب أفريقيا تولاي نيكس ، بأنه سيقاطع المباريات التي كانت ستجمع حيتها بين منتخب بلده ومنتخب “الاحتلال الإسرائيلي” والتي جرت في اطار مسابقة كأس العالم لكرة المضرب وفي وقت سابق حُرم من تأشيرة دخول إلى فلسطين المحتلة -إسرائيل- عام 2012 بسبب مواقفه المؤيدة للحق الفلسطيني .


■ 2019
- أكدت دولة ماليزيا رفضها المطلق فيما يتعلق بمنح رياضيين -مجندين-  إسرائيليين تأشيرة الدخول البلاد، للمشاركة في بطولة دولية للسباحة البارا-أولمبية .

- كما رفض اللاعب الفلسطيني سلطان أبو الحاج، إبن مدينة رام الله، مواجهة عدو “صهيوني”، في بطولة العالم للناشئين والشباب، التي أقيمت في التايلاند.

- وبشكل بطولي رافض للتطبيع إنسحب بطل “ألجودو” الأردني بكر جميل الزيدانين من منازلة منافسه الصهيوني بعد أن اوقعته القرعة معه ضمن فعاليات “جراند بريكس” المقامة في هنغاريا .

- وإستجابة لضغوط حملة المقاطعة “ب د س” في اليابان والعالم، شركة هوندا تلغي سباقاً كان من المؤكد تنظيمه في مستوطنة “عراد” بالاراضي الفلسطينية المحتلة


■ 2021
وفي منتصف هذه السنة حيث نرى التطبيع مع الإحتلال الصهيوني على كل الأصعدة بين أنظمة ست دول عربية وهي المغرب والإمارات والبحرين ومصر والأردن والسودان مقابل خمسة عشر دولة عربية رفضت التطبيع -لحد الآن- 

إلا أننا لازلنا نرى تحدي الشعوب العربية لهذه الهيمنة ومقاومة عظيمة من ابطال في كل المجالات لم نكن لنتعرف عليهم صراحة بهذا الشكل لولا هذه الإنجازات العظيمة التي قدموها لشعوبهم ولتاريخ دولهم وهذا في حد ذاته إنجاز بطولي وجائزة للتاريخ يقدمها البطل لدولته .. فكيف لا يستقبلونه إستقبال الأبطال..

- وهنا نذكر إنسحاب اللاعب السوداني محمد عبد الرسول من منافسات الجودو الأولمبية بطوكيو لتجنب ملاقاة العدو الصهيوني "بوتبول طاهار" في الدور الثالث من المنافسات وجاء انسحابه هذا ،
- بعد يومين فقط من انسحاب الجزائري فتحي نورين من مواجهته، تجنبا لمواجهة محتملة أمام طاهار في الدور التالي.

وربط نورين انسحابه من المنافسات بالقضية الفلسطينية التي قال إنها "أكبر من هذه الأمور،
والقرار لا رجعة فيه،
إن شاء الله ينصر الفلسطينيين،
أقل ما نقدمه للقضية الفلسطينية،
باللي نقدروا عليه أنا مع القضية الفلسطينية،
إن شاء الله يرجعوا لبلادهم وأهلهم".

فيما حاز الأخير (30 عامًا) في مايو/ أيار المنصرم على الميدالية الذهبية بالبطولة الإفريقية للجودو التي أُقيمت في ِالعاصمة السنغالية داكار.

- وبعد هذا الانسحاب المشرف تم إدراج الإسرائيلي "بطبل توهار" الاثنين على أنه “لا منافس له” في فئة 73 كلغ رجال.

- وفي نفس السنة أعلن المقاتل اللبناني الشاب عبد الله منياتو ومدربه محمد الغُربي، انسحابه من بطولة العالم في الفنون القتالية المختلطة "MMA"، بعد أن وضعته القرعة في مواجهة لاعب إسرائيلي، في البطولة المقامة في بلغاريا.

- فيما ودّعت لاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني منافسات +78 كلغ من دور الـ32 أمام الصهيونية راز هيرشكو ، ضمن الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو بعدما خسرت أمام منافستها بنتيجة (11-0) .

وتستمر مبادرة هؤلاء الأبطال العرب والمسلمين وكذلك أبطال الإنسانية حتى يتم عزل هذا الكيان رياضيا وفنيا وأدبيا وعسكريا وسياسيا في كل المحافل والمسابقات والمناسبات الدولية ليعيش العالم ما تبقى له في تعايش وسلام بعيدا عن دسائس العدو .

وأختم مقالي هذا بكلمات الشاعر المصري أمل دنقل
لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
***
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
***
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
***
فخذ الآن ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
***
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
لا تصالحْ
لا تصالحْ