د. عبد الله معروف: الاكتفاء بإسناد المرابطين لم يعد يكفي

  • الثلاثاء 09, ديسمبر 2025 10:00 ص
  • د. عبد الله معروف: الاكتفاء بإسناد المرابطين لم يعد يكفي
في جلسة حوارية بعنوان “الأقصى: إرادة في مواجهة التهويد” ضمن أعمال مؤتمر العهد للقدس (إرادة) قدّم الدكتور عبد الله معروف، مدير مركز دراسات القدس في إسطنبول، مداخلة تضمنت قراءة شاملة لطبيعة ما يجري في المسجد الأقصى والتغيرات البنيوية داخل كيان الاحتلال التي تقود هذا التصعيد.
د. عبد الله معروف: الاكتفاء بإسناد المرابطين لم يعد يكفي، والانخراط في معركة الأقصى بات فرضًا على الأمة كلها
مدينة القدس
في جلسة حوارية بعنوان “الأقصى: إرادة في مواجهة التهويد” ضمن أعمال مؤتمر العهد للقدس (إرادة) قدّم الدكتور عبد الله معروف، مدير مركز دراسات القدس في إسطنبول، مداخلة تضمنت قراءة شاملة لطبيعة ما يجري في المسجد الأقصى والتغيرات البنيوية داخل كيان الاحتلال التي تقود هذا التصعيد.
وأوضح معروف أن دولة الاحتلال باتت تُدار اليوم من قبل تيار الصهيونية الدينية الذي كان يُعدّ تيارًا هامشيًا في الماضي، قبل أن يتحول –حتى قبل طوفان الأقصى– إلى قوة مهيمنة داخل الحكومة عبر شخصيات مثل إيتمار بن غفير وسموتريتش، اللذين يستخدمان السياسة لتحقيق نبوءات دينية متطرفة، وليس العكس. وأضاف أن هذا التيار الذي تشكل أساسًا في مستوطنات الضفة الغربية يسعى لجرّ المنطقة إلى مواجهات يعتقد أنها ستخدم مشروعه.
واستعرض معروف التحولات التاريخية في إدارة كيان الاحتلال، مبيّنًا أنه مرّ بثلاث مراحل: حكم اليسار الليبرالي حتى 1977، ثم هيمنة التيار القومي اليميني منذ بداية الألفية، وصولًا إلى المرحلة الحالية التي تسيطر فيها جماعات دينية متطرفة تؤمن بضرورة انتزاع المسجد الأقصى وفرض واقع جديد فيه.
وأشار إلى أن المسجد الأقصى أصبح خلال الثلاثين عامًا الماضية محورًا لكل المواجهات الفلسطينية الكبرى، من هبة النفق عام 1996، مرورًا بانتفاضة الأقصى 2000 وهبات السكاكين 2015 وباب الأسباط 2017 وباب الرحمة 2019 وسيف القدس2021 ومعركة الاعتكاف 2023 وصولًا إلى طوفان الأقصى، لافتًا إلى أن وتيرة المواجهة باتت تتسارع لتصبح كل عام ونصف بعد أن كانت كل أربع سنوات.
وأكد معروف أن الإبادة في قطاع غزة جاءت ثمنًا للدفاع عن المسجد الأقصى وهويته، ما يجعل واجب حماية الأقصى يتجاوز الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن “الدفاع عن الأقصى لم يعد مهمة الفلسطينيين وحدهم، بل أصبح فرضًا على الأمة كلها، وعليها أن تنتقل من الإسناد إلى الانخراط المباشر في حماية هوية المسجد”.
وقال: إن الاحتلال بات يُعدّ للمرحلة الحاسمة الهادفة إلى اقتطاع جزء من المسجد الأقصى وفرض واقع جديد فيه، ما يجعل معركة الأقصى مسؤولية الأمة جمعاء، داعيًا علماء الأمة والمشاركين في المؤتمر إلى إدراك حجم الخطر والإسهام في هذه المهمة التاريخية.
واختتم رسالته بالقول: “الدفاع عن المسجد الأقصى اليوم لم يعد ترفًا ولا خيارًا، بل واجب يتجاوز حدود فلسطين إلى الأمة كلها”.