بين الاقتحامات والتقسيم الزماني .. الأقصى في قلب عدوان إسرائيل
المركز الفلسطيني للإعلام
في خضم حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وحرب “إسرائيل” على إيران، يستغلّ الاحتلال الإسرائيلي انشغال المنطقة بالحرب لتكثيف عدوانه في القدس المحتلة، وخصوصًا في محيط المسجد الأقصى، في محاولة لفرض معادلة جديدة على الأرض.
منذ الساعات الأولى لبدء العدوان فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو الجاري، شددت سلطات الاحتلال قبضتها الأمنية على مدينة القدس، وفرضت حصارًا مشددًا على البلدة القديمة، مع إغلاق معظم مداخلها ونصب حواجز جديدة على الطرق المؤدية إليها مثل حزما وجبع وعناتا.
ومنعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من دخول البلدة القديمة باستثناء سكانها، مع تقييد الدخول عبر ثلاثة أبواب فقط: باب العامود، باب الزاهرة، وباب الأسباط.
المسجد الأقصى.. من التقسيم إلى الإغلاق
الاحتلال لم يكتفِ بتضييق الحركة في محيط البلدة القديمة، بل وسّع من إجراءاته داخل المسجد الأقصى ذاته، حيث شهدت الأيام الأولى من الحرب إغلاقًا شبه تام للمسجد، ولم يُسمح بالصلاة فيه إلا لعدد محدود من موظفي الأوقاف.
ومع مرور الأيام، سُمح لعدد محدود من المصلين بالدخول إلى المسجد الأقصى – معظمهم من كبار السن القاطنين في البلدة القديمة – لكن سرعان ما تم إخراجهم بعد انتهاء الصلاة، لتُستأنف بعدها حالة الإغلاق.
لاحقًا، اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد ليلًا، وطالبت بفتح المصليات المسقوفة، وعند رفض الحراس، تعرض عدد منهم للاعتداء والاعتقال، وكسرت الأقفال، ودهمت المصليات، وعبثت بمحتوياتها، في مشهد يعكس سعي الاحتلال لبسط سيطرته الأمنية والإدارية داخل المسجد، وتهميش دور الأوقاف الإسلامية.
وفي تطور غير مسبوق، أغلق الاحتلال كنيسة القيامة، في مشهد يعكس السياسة الإسرائيلية تجاه حرية العبادة في المدينة.
استغلال الصراع الإقليمي
يؤكد مستشار محافظة القدس، معروف الرفاعي، أن الاحتلال يستغل انشغال الإقليم بالحرب مع إيران لتمرير سياسات تهويدية، وفرض قيود جديدة على المسجد الأقصى، بهدف تقليص أعداد الوافدين إليه مستقبلًا، وربما الوصول إلى إغلاقه بشكل دائم أو موسمي.
وفي السياق ذاته، يشير فخري أبو ذياب، عضو هيئة أمناء المسجد الأقصى، إلى أن ما يجري ليس مجرد تدبير أمني مؤقت، بل خطوة ممنهجة تهدف إلى تعويد الناس على فكرة إغلاق الأقصى، ونقل العبادة خارجه، في سياق يهيئ لتقسيم دائم وتحكم إسرائيلي كامل بمن يدخل ويخرج، دون الحاجة إلى قرار سياسي معلن.
ويُحذر أبو ذياب في تصريحات تابعها المركز الفلسطيني للإعلام من أن الاحتلال تجاوز مرحلة “التقسيم الزماني” نحو ما هو أخطر: فرض السيادة الصامتة، وتقليص الدور الأردني والإسلامي، وإعادة تعريف العلاقة مع المسجد الأقصى وفق منظور أمني واستيطاني بحت.
تحذيرات من تصعيد قادم
عبد الله معروف، الباحث المتخصص في شؤون القدس، يحذر في تصريحات تابعها المركز الفلسطيني للإعلام من أن ما يحدث اليوم قد يكون مقدمة لخطوة أكبر، خصوصًا مع تقليص عدد حراس المسجد ومنع تعيين بدائل لهم. ويشير إلى أن “الصهيونية الدينية” داخل الحكومة الإسرائيلية ترى في التوتر الإقليمي فرصة ذهبية لتنفيذ مخططاتها تجاه الأقصى، مدفوعة بخلفيات دينية متطرفة تتحدث عن الهيكل والنهاية.
مع تواصل هذه السياسات، تتزايد المخاوف من أن يكون الأقصى على أعتاب مرحلة جديدة من السيطرة الإسرائيلية، قد تبدأ بتقييد الدخول، ولا تنتهي عند حدود الإغلاق أو التقسيم، ما يتطلب يقظة سياسية وشعبية على مستوى فلسطيني وعربي وإسلامي.
المركز الفلسطيني للإعلام
في خضم حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وحرب “إسرائيل” على إيران، يستغلّ الاحتلال الإسرائيلي انشغال المنطقة بالحرب لتكثيف عدوانه في القدس المحتلة، وخصوصًا في محيط المسجد الأقصى، في محاولة لفرض معادلة جديدة على الأرض.
منذ الساعات الأولى لبدء العدوان فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو الجاري، شددت سلطات الاحتلال قبضتها الأمنية على مدينة القدس، وفرضت حصارًا مشددًا على البلدة القديمة، مع إغلاق معظم مداخلها ونصب حواجز جديدة على الطرق المؤدية إليها مثل حزما وجبع وعناتا.
ومنعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من دخول البلدة القديمة باستثناء سكانها، مع تقييد الدخول عبر ثلاثة أبواب فقط: باب العامود، باب الزاهرة، وباب الأسباط.
المسجد الأقصى.. من التقسيم إلى الإغلاق
الاحتلال لم يكتفِ بتضييق الحركة في محيط البلدة القديمة، بل وسّع من إجراءاته داخل المسجد الأقصى ذاته، حيث شهدت الأيام الأولى من الحرب إغلاقًا شبه تام للمسجد، ولم يُسمح بالصلاة فيه إلا لعدد محدود من موظفي الأوقاف.
ومع مرور الأيام، سُمح لعدد محدود من المصلين بالدخول إلى المسجد الأقصى – معظمهم من كبار السن القاطنين في البلدة القديمة – لكن سرعان ما تم إخراجهم بعد انتهاء الصلاة، لتُستأنف بعدها حالة الإغلاق.
لاحقًا، اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد ليلًا، وطالبت بفتح المصليات المسقوفة، وعند رفض الحراس، تعرض عدد منهم للاعتداء والاعتقال، وكسرت الأقفال، ودهمت المصليات، وعبثت بمحتوياتها، في مشهد يعكس سعي الاحتلال لبسط سيطرته الأمنية والإدارية داخل المسجد، وتهميش دور الأوقاف الإسلامية.
وفي تطور غير مسبوق، أغلق الاحتلال كنيسة القيامة، في مشهد يعكس السياسة الإسرائيلية تجاه حرية العبادة في المدينة.
استغلال الصراع الإقليمي
يؤكد مستشار محافظة القدس، معروف الرفاعي، أن الاحتلال يستغل انشغال الإقليم بالحرب مع إيران لتمرير سياسات تهويدية، وفرض قيود جديدة على المسجد الأقصى، بهدف تقليص أعداد الوافدين إليه مستقبلًا، وربما الوصول إلى إغلاقه بشكل دائم أو موسمي.
وفي السياق ذاته، يشير فخري أبو ذياب، عضو هيئة أمناء المسجد الأقصى، إلى أن ما يجري ليس مجرد تدبير أمني مؤقت، بل خطوة ممنهجة تهدف إلى تعويد الناس على فكرة إغلاق الأقصى، ونقل العبادة خارجه، في سياق يهيئ لتقسيم دائم وتحكم إسرائيلي كامل بمن يدخل ويخرج، دون الحاجة إلى قرار سياسي معلن.
ويُحذر أبو ذياب في تصريحات تابعها المركز الفلسطيني للإعلام من أن الاحتلال تجاوز مرحلة “التقسيم الزماني” نحو ما هو أخطر: فرض السيادة الصامتة، وتقليص الدور الأردني والإسلامي، وإعادة تعريف العلاقة مع المسجد الأقصى وفق منظور أمني واستيطاني بحت.
تحذيرات من تصعيد قادم
عبد الله معروف، الباحث المتخصص في شؤون القدس، يحذر في تصريحات تابعها المركز الفلسطيني للإعلام من أن ما يحدث اليوم قد يكون مقدمة لخطوة أكبر، خصوصًا مع تقليص عدد حراس المسجد ومنع تعيين بدائل لهم. ويشير إلى أن “الصهيونية الدينية” داخل الحكومة الإسرائيلية ترى في التوتر الإقليمي فرصة ذهبية لتنفيذ مخططاتها تجاه الأقصى، مدفوعة بخلفيات دينية متطرفة تتحدث عن الهيكل والنهاية.
مع تواصل هذه السياسات، تتزايد المخاوف من أن يكون الأقصى على أعتاب مرحلة جديدة من السيطرة الإسرائيلية، قد تبدأ بتقييد الدخول، ولا تنتهي عند حدود الإغلاق أو التقسيم، ما يتطلب يقظة سياسية وشعبية على مستوى فلسطيني وعربي وإسلامي.