إدخال "القربان" لباحات الأقصى ... ناقوس خطر يدق أبواب المسجد

  • الثلاثاء 13, مايو 2025 10:46 ص
  • إدخال "القربان" لباحات الأقصى ... ناقوس خطر يدق أبواب المسجد
مع استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وفي ظل وجود "الائتلاف اليميني" الحاكم لدى كيان الاحتلال، لا يكاد يمر موسم من مواسم العدوان على المسجد الأقصى دون تصعيد جديد يهدف إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى، عبر اعتداءات غير مسبوقة منذ سقوطه في قبضة الاحتلال بالعام 1967.
إدخال "القربان" لباحات الأقصى ... ناقوس خطر يدق أبواب المسجد
عمّان-كمال الجعبري - قدس برس
مع استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وفي ظل وجود "الائتلاف اليميني" الحاكم لدى كيان الاحتلال، لا يكاد يمر موسم من مواسم العدوان على المسجد الأقصى دون تصعيد جديد يهدف إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى، عبر اعتداءات غير مسبوقة منذ سقوطه في قبضة الاحتلال بالعام 1967.
حيث شهد اليوم الاثنين والذي تزامن مع ما يعرف بـ "عيد الفصح العبري الثاني" إدخال أحد المستوطنين "قربانا" حيوانيا للمسجد الأقصى المبارك، عبر باب الغوانمة أحد أبواب الأقصى الذي لا يشهد تواجدًا بشريًا مكثفًا بالعادة، قبل أن يكتشف أحد المسنين المقدسيين هذه المحاولة ويمنع المستوطنين من إدخاله، وتتدخل شرطة الاحتلال وتخرج المستوطن ورفاقه من المسجد.
بدوره قال أستاذ دراسات "بيت المقدس" عبد الله معروف في حديث مع "قدس برس" إن "ما حصل اليوم يعتبر أول نجاح نسبي لجماعات (الهيكل) بالوصول بالقربان إلى حدود الأقصى، وما يسمى بعيد الفصح الثاني عيد هامشي مختلف عليه بين مختلف المرجعيات اليهودية في العالم، فهناك مرجعيات تعتبر أن هذا العيد كان يحتفل بها في فترة معينة من التاريخ اليهودي وتوقف لانتفاء الحاجة إليه، ولكن جماعات (الهيكل) عادت للاحتفال به منذ العام 2021 وإعادته للتقويم العبري بدعم من حكومة الاحتلال لإيجاد أي فرصة خلال العام لاقتحام الأقصى، وهذا يفسر ما جرى اليوم في الأقصى".
وأضاف معروف: "المتطرفون الذين اقتحموا المسجد كان من الواضح أنهم نسقوا الموضوع بتخطيط محكم حيث كانت المجموعة تتكون من 5 أشخاص، أحدهم تولـى مهمة تصوير الحادثة، وهناك آخرون أشغلوا حرس الأقصى وأفراد شرطة الاحتلال المتواجدين هناك، لإفساح المجال للمستوطن الرئيسي الذي كان يحمل (القربان) المكون من ماعز صغير، كانت الجماعات المتطرفة تخطط لذبحه في الأقصى، وما منع حصول ذلك، تصدي المقدسيين المتواجدين داخل الأقصى".
وتابع معروف القول: "اختيار باب الغوانمة يدل على التخطيط المحكم لما جرى اليوم، إذ أنّ منطقة باب الغوانمة تعتبر منزوية، ولذلك من السهولة دخولها واقتحامها دون لفت النظر بسهولة، وبالسرعة الكافية، ولذلك نحن اليوم أما مخطط محكم لجماعات الهيكل أفشله يقظة المقدسيين".
من جهته عدّ الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، أن "ما جرى اليوم في الأقصى نتيجة حتمية لمسار الاعتداءات المتصاعدة على الأقصى خلال العامين الماضيين".
وقال إن "ما حصل في الأقصى ظهر اليوم يقول لنا بأنّ المسجد الأقصى في أخطر مراحل احتلاله، وأن مصيره مفتوح على المجهول، فلا بد من استعادة معادلة ردع تجاهه ولا بد من تواجد من يدفع عنه".
وأضاف "هذا تتويج لمسار بدأ منذ 12 سنة فجماعات الهيكل تعمل على تهويد الأقصى وإدخال القربان بهذه الطريقة، عبر العديد من الخطوات التي مهدت للوصول إلى هنا، عبر المحاكاة والدوران بهذا الطقس حول الأقصى والتعبئة لهذا الطقس الديني، ولم تترك تلك الجماعات فرصة لإعادة الحديث عن طقس ذبح (القربان) الحيواني في الأقصى، كصورة من صور الإحلال الديني والتهويد للأقصى".
من جانبه، أشار الباحث المختص بالشؤون (الإسرائيلية) محمد بدر، إلى "خصوصية وأهمية ما جرى اليوم في الأقصى لدى الجبهة الداخلية للاحتلال وانعكاسه على الصراعات السياسية داخل الكيان".
وقال إن "ذبح القرابين إحياء للرواية التي تتبناها الصهيونية الدينية حول القدس، وهذا يعني إحياء السلطة الدينية والسياسية لليهود على القدس بشكل مطلق، وهذه رواية مركبة من الموروث اليهودي والفكر الاستيطاني والفكر الديني".
وأضاف بدر: " التيارات التي تتبنى هذا الفكر، كانت على هامش الحياة السياسية في (إسرائيل)، وبعد احتلال عام 1967 للضفة والقدس، بدأت تطرح مفاهيم (قومية دينية) على اعتبار أن القدس والضفة الغربية هما مركز المشروع الروحي والسياسي لليهود".
وتابع بدر قائلاً: "هذه التيارات ترى اليوم هناك فرصة جدية لإحياء روايتها في المسجد الأقصى، فهي لا تسعى لتقاسمه مع المسلمين بل تنفي علاقتهم فيه أصلاً، وفي الوقت ذاته تستفيد تلك التيارات من زيادة تأثير القومي الديني في المشهد السياسي (الإسرائيلي) لكي تقوم بكافة أشكال التوسع بالعدوان على الأقصى بضوء أخضر من حكومة الاحتلال".
ومنذ بداية حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة والضفة، صعدت جماعات "الهيكل" المزعوم وحكومة الاحتلال من استهدافها للمسجد الأقصى مستغلة حالة الانشغال العالمي بما يرتكبه الاحتلال في غزة من مجازر، فتصاعدت الاقتحامات الكمية والنوعية للمسجد ومحاولة المضي قدمًا في مخططات تهويده وتطبيق أجندات الاحتلال.