رسالة إلى شيخ الأزهر: لو سرتَ نحو غزة لسار العالم خلفك

  • الأحد 27, يوليو 2025 08:42 ص
  • رسالة إلى شيخ الأزهر: لو سرتَ نحو غزة لسار العالم خلفك
على مسافة قريبة جداً من قاهرة المُعز، عاصمة جمهورية مصر العربية، حيث مقر إقامتكم، ومنذ نحو عامين، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمةً إرهابيةً مروعةً ضد أهلنا في قطاع غزة، قتلاً وتدميراً وتهجيراً وتعذيباً، وبكل وحشية.
رسالة إلى شيخ الأزهر: لو سرتَ نحو غزة لسار العالم خلفك
رأفت مرة
فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب
شيخ الأزهر الشريف، حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
على مسافة قريبة جداً من قاهرة المُعز، عاصمة جمهورية مصر العربية، حيث مقر إقامتكم، ومنذ نحو عامين، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمةً إرهابيةً مروعةً ضد أهلنا في قطاع غزة، قتلاً وتدميراً وتهجيراً وتعذيباً، وبكل وحشية.
ومنذ أربعة أشهر، بدأ الاحتلال الإسرائيلي جريمة تجويع جديدة، حيث منع الغذاء والماء والدواء وحليب الأطفال عن مليوني إنسان من المسلمين، المؤمنين، العابدين، الراكعين، الساجدين، الحافظين لكتاب الله، والذين يدافعون عن المسجد الأقصى المبارك، ويذودون عن حمى المسلمين.
إن باقي التفاصيل من موت بطيء وتعذيب وتجويع معروفة لفضيلتكم، كما هي معروفة للعالم.
إن أهلنا في قطاع غزة ينتظرون زعيماً عربياً أو إسلامياً، أو إماماً، أو دولةً أو مؤسسةً تنقذهم من جرائم الاحتلال. وكثيرون من القادرين على المساعدة قد صمتوا، أو استقالوا من دورهم.
إنكم يا فضيلة الإمام، الأقرب إلى غزة، والأقدر على الإنقاذ، والأسهل وصولاً، كما أنكم بما تمثلونه من موقع ديني ومرجعية دينية ورمزية معنوية، لكم مكانة كبيرة على مستوى المنطقة والعالم.
إن مليوني مسلم يموتون جوعاً على مقربة منكم، وعلى بعد خطوات من مقر إقامتكم، وإن صوت أنين الجرحى والمعذبين، وصرخات المرضى والجائعين، تُسمع في كل العالم، كما تُسمع من نوافذ مكتبكم.
إن أهلنا في قطاع غزة يحتاجون اليوم إلى عمر بن الخطاب، والمعتصم، وصلاح الدين.
لو قررتم إنقاذ غزة، لسمع العالم صوتكم. ولو سِرتَ نحو غزة، لسار العالم معك وخلفك.
لن يمنعك أحد، ولن يجرؤ احتلال ولا غيره على التصدي لقافلة تقودها أنت.
احزم أمرك، واعزم على الأمر، وتوكل على الله، فسيسجل العالم اسمك بأحرفٍ من نور، وأخلاقٍ، وإنسانية.
لو انتفضت من أجل غزة، لانتفضت البشرية خلفك.
ولا تخشَ إلا الله.