لنصرة غزة..العمل قبل الدعاء يا أمة الإسلام
صالح الراشد
يرفع رجال الدين الإسلامي أكفهم بالدعاء للمقاومة في غزة والدعاء على الصهاينة، ويبذلون جهوداً كبيرةً في ضبط وزن الدعاء ليكون منسجماً ذو سجع متطابق، ويعتبر بعضهم أن هذا هو سنام الجهاد وقمة العمل متناسين ان الدعاء بلا عمل لا يقدم ولا يؤخر بل يتسبب في تكاسل الأمة وقتل العزيمة لديها، حيث تتولد قناعة لدى أعداد من المُؤَمنين انهم قاموا بما عليهم، غير مدركين أن المطلوب منهم هو البدء بالعمل ثم طلب العون من الله، فالاسلام منذ بدايته وحتى يومنا هذا قائم على العمل وليس التواكل الكُلي كما هو حال المسلمين في نُصرة أهل غزة الذين يواجهون النظام الصهيوني العالمي منفردين، وهنا نستذكر كلمات الله عز وجل” وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ”.
وحين قال الله عز وجل: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، وهذة الاية جاءت لبيان أهمية الإخلاص في العبادة وصولاً لقبول الدعاء، والجهاد قمة سنام الإسلام وعلى الأمة الإسلامية أن تتداعى للسهر والحُمى مع المصاب والتحرك لنصرة أهل غزة وعدم الاكتفاء بالدعاء فقط، فقال رسول الله:”رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل”، كما قال: “رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيرٌ مِنْ صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وَإنْ ماتَ فيهِ جَرَى عَلَيْهِ عمَلُهُ الَّذي كَانَ يَعْمَلُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزقُهُ، وأمِنَ الفَتَّانَ”، وهذا دليل ان رسول الله يدعوا للعمل وليس الاكتفاء بالدعاء على انه الطريق الوحيد للنصر.
ولن ننسى كلمة القائد صلاح الدِّين الأيوبي وهو يتفقَّد أحوال الجند ليلاً، حين وجد خيمة بِها عددٌ من الجند يقرَؤون كتاب الله ويَقُومون الليل، فقال “من هنا يأتي النصر”، ومرَّ على أُخْرى، فوجدها نائمة، فقال: “من هنا تأتي الهزيمة”، وهذا دليل على أهمية ربط الدعاء بالعمل ليكون طريق النصر، وأنهما مرتبطان بكل قوة كون النصر بيد الله، وفي التاريخ لم يُهزم جيش بالدعاء لوحدة بل احتاجت الأمة للاعداد حتى ينتشر هذا الدين، وندرك يقيناً أن الله قادر على نشر الدين دون حروب لكنه حض المسلمين على القتال والتضحية بالجهاد ثم الدعاء، لنجد أن الجزائر قدمت مليون شهيد لتستعيد حريتها وخاضت عديد الدول حروباً متعددة لنيل استقلالها، لكننا في عصرنا الحالي نجد الفعل الغريب حيث يفضل الكثيرون الدعاء دون عمل ويغضبون إن لم يتحقق ما يدعون لتحقيقه.
ويروى أن عمر بن الخطاب رأى بعض الناس فى المسجد بعد صلاة الجمعة فسألهم: “من أنتم ؟ قال: متوكلون، قال: بل أنتم متواكلون.. لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقنى، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، إنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض”، وهذا كلام حق فالأوطان لا تتحرر بالدعاء بل بالجهاد والاعداد والتدريب، ولكن يبدو ان البعض يريد قتل همة الأمة بجعلها تعتمد فقط على الدعاء، ويضخمون الموضوع حتى يعتقد بعض العوام أنهم قاموا بواجبهم بنصر المقاومين في غزة ويتفرغوا بقية يومهم للهو واللعب.
ونتذكر قصة القائد الفرنسي نابليون الذي هزم العالم وسقط أمام أسوار عكا الفلسطينية، حين سأله أحد الجنود قبل اندلاع معركة واترلو: هل الله معنا نحن “الكاثوليك” ؟ أم مع الإنجليز “البروتستانت”؟، فأجاب بونابرت: الله مع أصحاب المدافِع الأكبر، وهذه عقيدة الحرب الغربية في الحروب، لذا نجد الجيش الصهيوني يملك أقوى الأسلحة في العالم ولكنه غير قادر على تحقيق النصر لأن من في غزة تعلموا الدرس بأنه لا يفل الحديد إلا الحديد المصحوب بالدعاء، ولو اكتفت المقاومة بالدعاء فقط لانتهت المعركة منذ بدايتها وتم احتلال غزة، لكنه الجهاد الذي يقود للنصر أو الإستشهاد .
آخر الكلام:
قال عليه الصلاة والسلام: “ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا بالجدل”، واليوم فان العرب أشد الشعوب جدلاً في قضايا تافهة فيما يلتزمون الصمت وقلة العمل بالقضايا العظيمة، لنجد ان الضلال انتشر بين العديد من العوام الذين يفتقدون لمعايير العقل ورؤية الأمور على حقيقتها، ليكون المستقبل بشع المنظر إذ حُبب إلينا الجدل وقلة العمل.
صالح الراشد
يرفع رجال الدين الإسلامي أكفهم بالدعاء للمقاومة في غزة والدعاء على الصهاينة، ويبذلون جهوداً كبيرةً في ضبط وزن الدعاء ليكون منسجماً ذو سجع متطابق، ويعتبر بعضهم أن هذا هو سنام الجهاد وقمة العمل متناسين ان الدعاء بلا عمل لا يقدم ولا يؤخر بل يتسبب في تكاسل الأمة وقتل العزيمة لديها، حيث تتولد قناعة لدى أعداد من المُؤَمنين انهم قاموا بما عليهم، غير مدركين أن المطلوب منهم هو البدء بالعمل ثم طلب العون من الله، فالاسلام منذ بدايته وحتى يومنا هذا قائم على العمل وليس التواكل الكُلي كما هو حال المسلمين في نُصرة أهل غزة الذين يواجهون النظام الصهيوني العالمي منفردين، وهنا نستذكر كلمات الله عز وجل” وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ”.
وحين قال الله عز وجل: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، وهذة الاية جاءت لبيان أهمية الإخلاص في العبادة وصولاً لقبول الدعاء، والجهاد قمة سنام الإسلام وعلى الأمة الإسلامية أن تتداعى للسهر والحُمى مع المصاب والتحرك لنصرة أهل غزة وعدم الاكتفاء بالدعاء فقط، فقال رسول الله:”رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل”، كما قال: “رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيرٌ مِنْ صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وَإنْ ماتَ فيهِ جَرَى عَلَيْهِ عمَلُهُ الَّذي كَانَ يَعْمَلُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزقُهُ، وأمِنَ الفَتَّانَ”، وهذا دليل ان رسول الله يدعوا للعمل وليس الاكتفاء بالدعاء على انه الطريق الوحيد للنصر.
ولن ننسى كلمة القائد صلاح الدِّين الأيوبي وهو يتفقَّد أحوال الجند ليلاً، حين وجد خيمة بِها عددٌ من الجند يقرَؤون كتاب الله ويَقُومون الليل، فقال “من هنا يأتي النصر”، ومرَّ على أُخْرى، فوجدها نائمة، فقال: “من هنا تأتي الهزيمة”، وهذا دليل على أهمية ربط الدعاء بالعمل ليكون طريق النصر، وأنهما مرتبطان بكل قوة كون النصر بيد الله، وفي التاريخ لم يُهزم جيش بالدعاء لوحدة بل احتاجت الأمة للاعداد حتى ينتشر هذا الدين، وندرك يقيناً أن الله قادر على نشر الدين دون حروب لكنه حض المسلمين على القتال والتضحية بالجهاد ثم الدعاء، لنجد أن الجزائر قدمت مليون شهيد لتستعيد حريتها وخاضت عديد الدول حروباً متعددة لنيل استقلالها، لكننا في عصرنا الحالي نجد الفعل الغريب حيث يفضل الكثيرون الدعاء دون عمل ويغضبون إن لم يتحقق ما يدعون لتحقيقه.
ويروى أن عمر بن الخطاب رأى بعض الناس فى المسجد بعد صلاة الجمعة فسألهم: “من أنتم ؟ قال: متوكلون، قال: بل أنتم متواكلون.. لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقنى، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، إنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض”، وهذا كلام حق فالأوطان لا تتحرر بالدعاء بل بالجهاد والاعداد والتدريب، ولكن يبدو ان البعض يريد قتل همة الأمة بجعلها تعتمد فقط على الدعاء، ويضخمون الموضوع حتى يعتقد بعض العوام أنهم قاموا بواجبهم بنصر المقاومين في غزة ويتفرغوا بقية يومهم للهو واللعب.
ونتذكر قصة القائد الفرنسي نابليون الذي هزم العالم وسقط أمام أسوار عكا الفلسطينية، حين سأله أحد الجنود قبل اندلاع معركة واترلو: هل الله معنا نحن “الكاثوليك” ؟ أم مع الإنجليز “البروتستانت”؟، فأجاب بونابرت: الله مع أصحاب المدافِع الأكبر، وهذه عقيدة الحرب الغربية في الحروب، لذا نجد الجيش الصهيوني يملك أقوى الأسلحة في العالم ولكنه غير قادر على تحقيق النصر لأن من في غزة تعلموا الدرس بأنه لا يفل الحديد إلا الحديد المصحوب بالدعاء، ولو اكتفت المقاومة بالدعاء فقط لانتهت المعركة منذ بدايتها وتم احتلال غزة، لكنه الجهاد الذي يقود للنصر أو الإستشهاد .
آخر الكلام:
قال عليه الصلاة والسلام: “ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا بالجدل”، واليوم فان العرب أشد الشعوب جدلاً في قضايا تافهة فيما يلتزمون الصمت وقلة العمل بالقضايا العظيمة، لنجد ان الضلال انتشر بين العديد من العوام الذين يفتقدون لمعايير العقل ورؤية الأمور على حقيقتها، ليكون المستقبل بشع المنظر إذ حُبب إلينا الجدل وقلة العمل.