جيش القدس الإلكتروني... وحدة الساحات والضربة الموجعة للاحتلال

  • الجمعة 04, نوفمبر 2022 01:21 م
  • جيش القدس الإلكتروني... وحدة الساحات والضربة الموجعة للاحتلال
في سياق الحرب النفسية المتواصلة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن عددٍ من الوحدات النوعية الجديدة العاملة لديها.
جيش القدس الإلكتروني... وحدة الساحات والضربة الموجعة للاحتلال
مدينة القدس
في سياق الحرب النفسية المتواصلة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن عددٍ من الوحدات النوعية الجديدة العاملة لديها.
ومن تلك الوحدات النوعية التي أعلن عنها القسام (جيش القدس الإلكتروني) والذي يضم خليطاً من كوادر القسام، والنشطاء الفلسطينيين، الذين كان من بينهم الشهيد الطحلة، وعددٌ من المختصين بالهجمات (السيبرانية) في العالم العربي والإسلامي.
ويختلف (جيش القدس الإلكتروني) في بنيته عن (سلاح السايبر) في كتائب القسام، إذ يفتح الأول أبوابه لكل راغبٍ في شن الهجمات (السيبرانية) بمختلف أنواعها على الاحتلال الإسرائيلي.
وأسس الشهيد جمعة الطحلة (أبو مجاهد) سلاح السايبر في كتائب القسام، عقب معركة (العصف المأكول) في صيف العام 2014، وجمع الشهيد الطحلة العديد من الكوادر المؤهلة للمهام المناسبة لهذا السلاح، وخلال العام 2015 اقترح الطحلة فكرة تأسيس جسم موازٍ لسلاح (السايبر) في كتائب القسام، يتيح الفرصة لأبناء الأمة العربية والإسلامية للمشاركة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما تم بالفعل.
وخلال فيلم (مداد الوفاء) والذي أنتجه الإعلام العسكري في كتائب القسام وتناول السيرة الجهادية للشهيد جمعة الطحلة، ظهر الطحلة في لقطاتٍ من الفيلم وهو يتحدث عن فكرة (جيش القدس الإلكتروني)، وضرورة حشد كافة طاقات الأمة وفتح ساحات المواجهة مع الاحتلال في مختلف الساحات، فقال في إحدى المقاطع: "نجي نقول القدس هي العنوان، وعودة اللاجئين، ليش؟ لأنّ شعار القدس هي العنوان، فهاد يعني وحدة الأمة".
ويقول في مقطع آخر: "ما هو العمق الجغرافي والديموغرافي للقضية الفلسطينية؟ الجواب هو كل الشعوب العربية والإسلامية، وكل أرض مسلمة، هي عمق جغرافي لقضية فلسطين، عشان هيك، أنا بدي أقاتل من: سوريا، ومن لبنان، ومن الأردن، ومن مصر، وأقاتل في أماكن أخرى ليست في خطوط التماس، من حقي ذلك".
وعن الفكرة المركزية لـ (جيش القدس الإلكتروني) يقول الشهيد الطحلة في لقطةٍ له خلال الفيلم: "بيجو بقولوا (جيش القدس الإلكتروني)، وفي إله نشاط معروف، وصفحة على (النت) بتتكلم، وفي عنا (جيش القدس الإلكتروني) في الجزائر، وجيش القدس الإلكتروني في (تونس)، ومجموعات متنوعة وبتشتغل هجمات على العدو الصهيوني، ويتعرض إلى آلاف الهجمات، وهذا بهز البنى التحتية للاحتلال، وبأثر على الجبهة الداخلية عنده".
وفي الحديث عن أهمية سلاح (السايبر) في المعركة مع الاحتلال يقول مطور (الويب) محمد أبو رمان بأنّ "أهمية الويب وتكنولوجيا المعلومات تكمن بأنّه لا يوجد أي مؤسسة أو حكومة لا تتعامل مع الويب، بل إنّ العديد من الدول اليوم، باتت تتجه نحو الحكومة الإلكترونية، بحيث تدير المؤسسة الحكومية كافة عملياتها عن طريق الويب".
ويضيف أبو رمان قائلاً: " لا بد من التعريج على نقطة مهمة، وهي أهمية المواقع الرسمية، إذ تحوي على العديد من المعلومات الموثقة المهمة، التي تحتاج لها قطاعات واسعة من الجمهور، ولذلك فإنّ عمليات اختراق مواقع الويب الخاصة بمؤسسات الاحتلال الرسمية، ووضع معلومات مضللة بها، أو الوصول بشكل مباشر لأنظمة التحكم الإلكترونية لقطاعات حيوية لدى الكيان وتعطيلها، يسهم بشكل مباشر بضرب البيئة الداخلية للاحتلال، ما يسهم في تحقيق خسائر نوعيه لديه".
ويشرح أبو رمان عن كيفية وأهمية عمليات الاختراق للنظم والمواقع الإلكترونية لدى الاحتلال، ويقول: "عملية الاختراق هنا، هي البحث عن ثغرات يسهل الولوج من خلالها إلى تلك المواقع والنظم، ومن ثم يتمكن من دخل إلى هذا الموقع أو النظام من التعديل عليه أو إضافة محتوى له في حالة التعامل مع المواقع الإلكترونية، وبالإمكان أيضاً تحصيل ما يتوفر لدى المواقع وقواعد البيانات، من بيانات ومعلومات، فالمواقع الإلكترونية تتكون من واجهة أمامية للمستخدم، وواجهة خلفية لمن يعمل على هذا الموقع، وعند الوصول إلى الواجهة الخلفية، لمواقع إلكترونية تابعة لكيان الاحتلال فلك أن تتصور حجم وأهمية البيانات والمعلومات التي يمكنك تحصيلها".
أمّا المختص بالأمن (السيبراني) أشرف مشتهى فقد عرّج على الأهمية التي يلعبها (جيش القدس الإلكتروني) في الصراع مع الاحتلال، فأشار إلى أنّ فكرة تأسيس مجموعة (حرب سيبرانية) عابرة للحدود تنشط في مقاومة الاحتلال تحقق جملةً من الإنجازات مثل: تحقيق الأهداف الإستراتيجية المأمول الوصول إليها، وإصابة الأهداف المُراد النيل منها بدقة وسرعة فائقة، والحفاظ على الإمكانيات والكادر البشري، وتنفيذ المهام باحترافية ودقة عالية، ما يُسهم في الحصول على معلومات وبيانات حسّاسة تُفيد المقاومة في صراعها مع الاحتلال باعتبارها تمس الكيان الإسرائيلي ووزارته المختلفة، مما يُمكنها من فهم مجريات المعركة بشكل أعمق وأدق، وتسهيل إنجاز العديد من المهام المُحددة عبر التراسل المُشفر ونقل البيانات عبر شبكة الانترنت ضمان قنوات آمنة، تسهم في توفير الوقت والجهد وتكون ذات تكلفة أقل.
وأضاف مشتهى قائلاً: "لا تتوقف أهمية (جيش القدس الإلكتروني) عند ذلك، بل إنّ أنشطته في (الحرب السيبرانية) تسهم بحماية الجبهة الداخلية الفلسطينية والتنبؤ بأي هجوم محتمل من الاحتلال الصهيوني، مِن خِلال تعقب أدواته سواءً طائرات الاستطلاع والقبة الحديدية، عمل شركات الكهرباء، صفارات الانذار، مما ينتج عنه إرباك الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتعطيل عمل أجهزة الاستخبارات".
والجدير بالذكر أنّ (جيش القدس الإلكتروني) قد نجح في تنفيذ العديد من الهجمات (السيبرانية) النوعية خلال سنوات عمله الـسبع، ومن أبرز تلك الهجمات هجوم سيبراني استهدف عدداً من أفراد وضباط الوحدة 8200، الخاصة بالتجسس وأمن المعلومات وحرب (السايبر) لدى الاحتلال، حيث تم الكشف عن هوياتهم وأسماءهم الحقيقية، بتاريخ 17/3/2021، وهجوم إلكتروني ضخم نفذه الجيش في 15/3/2020، واستهدف قاعدة عسكرية بحرية للاحتلال، وشركة اتصالات تابعة له، وعددٌ من الأهداف الحيوية الأخرى.