عيد العرش اليهودي "سوكوت".. الطقوس والعادات

  • الإثنين 10, أكتوبر 2022 12:15 م
  • عيد العرش اليهودي "سوكوت".. الطقوس والعادات
تتنوع الأعياد اليهودية، من حيث طقوسها الغريبة ومدتها ومواعيدها التي تتحدد بناءً على التقويم العبري الذي يسمى أيضًا التقويم اليهودي.
عيد العرش اليهودي "سوكوت".. الطقوس والعادات
القدس المحتلة - متابعة صفا
تتنوع الأعياد اليهودية، من حيث طقوسها الغريبة ومدتها ومواعيدها التي تتحدد بناءً على التقويم العبري الذي يسمى أيضًا التقويم اليهودي.
ويمارس اليهود في هذه الأعياد طقوسًا تبدو غريبة ولا تستند للمنطق وتمتد إلى مجالات مثل الملبس وتحديد نوع الطعام أو الشراب، وفق المعتقد التوراتي.
ويحتفل اليهود اليوم الإثنين، وعلى مدى الأيام السبعة المقبلة بعيد المظلة "سوكوت" المعروف أيضًا بـ"عيد العرش".
وتقام خارج العديد من المنازل "مظلات" تذكارًا لتلك التي سكنها "بنو إسرائيل" خلال تجوالهم في "تيه سيناء" طوال أربعين سنة بعد خروجهم من مصر الفرعونية، بقيادة نبي الله موسى عليه السلام وهم في طريقهم الى أرض فلسطين.
عيد العرش أو المظلات "سوكوت"
عيد يهودي ديني ورد في "التناخ"- كتاب يهودي مقدس- ويأتي بنفس الشهر بعد "عيد الغفران"، ويرتبط بذكرى سكن اليهود في الخيم وتحت المظلات خلال ضياعهم في سيناء، ونزول المن والسلوى.
وهو أحد الأعياد المركزية في اليهودية ويُعرف بالعبرية "سوكوت" أي "المظال" أو "العُرش"، ويتم تحديد موعده سنويا وفق التقويم العبري القمري، بحيث كان يجري في نهاية موسم جني الثمار، أي ابتداءً من نهاية شهر أيلول وحتى النصف الثاني من شهر تشرين أوّل (وفق التقويم الميلادي).
ويعتبر هذا العيد بداية السنة الزراعية الجديدة، ويمتد 8 أيام، بدءًا من يوم 15 من شهر "تشري" حسب التقويم العبري.
والعيد في أصله كنعاني، واحتفل به مزارعو بلاد كنعان، ثم تبناه بنو إسرائيل، كما هو وارد في التوراة، وكان يُطلق عليه اسم "عيد جني الثمار"، حيث كان الفلاح يقوم بجني ثمار أرضه وتخزينها مع النبيذ في مخازنه.
وهناك من يعتقد أنه عيد خاص بالنبيذ، إذ يفرغ الفلاح من جمع العنب وعصره وتخميره، فيما تُشير التقاليد اليهودية المتوارثة أنه لا توجد طقوس خاصة لهذا العيد كما هو الحال مع عيدي الفصح العبري والبواكير "عيد العنصرة لدى اليهود".
وللعيد دلالة لها ارتباط في تبدل الفصول المناخية في فلسطين وبالتالي إلى انتهاء فصل الصيف وبدء فصل الخريف.
وما يميز هذا العيد، إضافة إلى المظلة، شراء اليهود المتدينين "الأنواع الأربعة" التي أشارت إليها التوراة دون تفسير لماذا يتخذون هذه الأنواع الأربعة من النباتات والثمار، كما يُشير البعض إلى استعمال هذه الأنواع في أغطية "كسوة" المظلة لتقي من حرارة الشمس.
ودرجت العادة في الكيان الإسرائيلي إلى تعطيل المؤسسات والدوائر الرسمية طيلة أسبوع هذا العيد، أو العمل جزئيا طيلة أيام أسبوع "عيد المظلة"، وذلك لإفساح المجال أمام العمال والموظفين للجلوس في المظال ظهرًا وعصرًا وليلاً مع عائلاتهم تحقيقًا للتوجيهات التوراتية، أما في المدارس والمؤسسات التعليمية فتكون العطلة كاملة وبالتمام.
وتُنظّم في هذا الأسبوع عدّة مهرجانات محلية في المدن والقرى الفلسطينية المحتلة وقطرية في الفنون المختلفة يشترك فيها الصغار والكبار، يُعلن عنها مسبقا وتستقطب عشرات آلاف المشتركين والمشاهدين، وهذا يعني أن عطلة العيد تجاوزت حدودها الدينية إلى تعميق معرفة البلاد ومناطقها ومواقعها وإبراز المبادرات والنشاطات الفنية المتنوعة.
مظاهر وطقوس
يتوقف العمل في اليوم الأول والذي يعتبر عطلة رسمية وكذلك الأخير من العيد.
يتم بناء عريشة من سعف النخل أو غيرها، ويمنع الأكل خارجها، كما يضاء الشمعدان والأنوار على وقع أدعية خاصة.
ويحرص المتدينون اليهود الذين يهتمون بتفاصيل العيد على النوم وأكل كل وجباتهم داخل العريشة خلال أيام العيد " لهذا السبب يمكن رؤية عرائش خارج المطاعم خلال العيد، حتى يتمكن المتدينون من الأكل في المطعم دون أن ينتهكوا وصية العيد" .
وتقدم خلال العيد قرابين نباتية وهي الأترج -تشبه الليمون-والصفصاف، وسعف النخل، والآس، ويحملونها معهم أثناء توجههم للصلاة، كما يصل سعر ثمرة الأترج الخاصة بالحاخام إلى نحو 7 آلاف دولار.
وفي اليوم الأخير تبدأ صلوات طلب المطر، فكل اليهود اليوم يدعون لله بالمطر ليكون عام خير.
ويعتقد بعض اليهود أن السماء إذا أمطرت خلال العيد فإن الله ساخط عليهم، لأنهم يضطرون إلى مغادرة العرائش والخيم عند المطر.
ويعتبر أهم أيام عيد العرش هو الذي يمثل بداية الأيام الوسطية، وهي أيام حج جماعي وفق المعتقد التوراتي، ويحظى بميزة إذا كان بعد سنة (شميتاه) التي تأتي كل 7 سنوات، ويمنع اليهودي خلالها من زراعة الأرض لمدة سنة كاملة، ويقتصر المنع على أراضي فلسطين التاريخية فقط.
في هذا العيد، تقام احتفالات في بيوت الكنيس وخارجها، وهي عبارة عن حلقات رقص دائرية يرقص الناس فيها خلال حملهم للتوراة.
في اليوم السابع من عيد العرش، يقع يوم (هشوعنا) والذي يذكرهم بطواف الكهنة مع القرابين النباتية حول مذبح الهيكل المزعوم.
في نهاية عيد العرش، هناك عيد آخر أصله من التوراة ويطلق عليه "اليوم الثامن للتجمع" حيث تمارس فيه عادات الأعياد كالامتناع عن العمل، على الرغم من أن هذا عيد من التوراة، إلا أنه قد أضيف إليه عيد آخر باسم "فرحة التوراة" والذي يتمثل في السعادة جراء ختم الدورة السنوية لقراءة التوراة في الكنيس وبدء دورة جديدة بشكل متتالي (تتم قراءة التوراة في الكنيس كل أسبوع بشكل دوري) .
طابع سياسي ديني
ويستغل المستوطنون الإسرائيليون هذا العيد بعد صبغه بطابع سياسي ديني، لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى المبارك، حيث ينادي المتطرفين اليوم بشد الرحال إلى "الهيكل المزعوم ".
ودعت جماعات "الهيكل" عن حشدها المستوطنين واليمين "الإسرائيلي" المتطرف للمشاركة في أكبر اقتحامٍ للمسجد الأقصى المبارك في تاريخه.
كما خصصت الجماعة المتطرفة منصات إلكترونية خاصة لبرنامج الاقتحامات في "عيد العرش"، الذي يستمر حتى منتصف الشهر الجاري.
وأكدت أن هدفها الوصول إلى خمسة ألاف مقتحم في يوم واحد غدا الثلاثاء، وهذا رقم لم يصله أي اقتحام منذ احتلال المسجد الأقصى عام 1967.
وفي المقابل أطلق نشطاء مقدسيون دعوات لتكثيف شد الرحال والرباط الدائم في المسجد الأقصى.